الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحُسين ثائراً ومناضلاً

عماد عبد الكاظم العسكري

2020 / 10 / 12
المجتمع المدني


تعتبر قضية الامام الحسين عليه السلام قضية نضال ومبادى سامية تجسد في شخصية رسالية سماوية هدفها خير الانسان والإنسانية فخروج الامام الحسين عليه السلام من مكة الى كربلاء لم يكن بدوافع الحصول على منافع شخصية أو مصلحية فالإمام الحسين هو خامس أهل الكساء وهو امام معصوم ومفترض الطاعة قال في الحسن والحسين رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ( الحسن والحسين إمامان ان قاما وان قعدا ) فالحسين عليه السلام امام بنص رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فالحسين عليه السلام قال ( أني لم اخرج اشراً ولابطراً ولا مفسداً ولا ظالماً إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي ) من هنا نفهم معنى خروج الامام الحسين عليه السلام في ذلك الزمان وان خروجه كان لطلب الإصلاح ثائراً على القيم الفاسدة في المجتمع محاولاً تصحيح مسار الأمة بعد انحرافها عن منظومة القيم والاخلاق والرسالة السماوية التي أرسى دعائمها الرسول الكريم محمد صلى الله عليه واله وسلم فخروج الامام الحسين كان نتيجة حتمية واقعة لما ال اليه المجتمع من انحراف وتشويه فالانحراف والتشويه لمعالم الرسالة الاسلامية لم يكن مجرد مظهر إنما هو نتيجة الخنوع والخضوع والتسلط الذي مارسه الحكم الأموي على المجتمع في ذلك الوقت فكان الحسين عليه السلام ثائراً على منظومة القيم الفاسدة التي مثلها الحكم الأموي في ذلك الوقت ويستلهم البعض قيم النضال الثوري من هذه الشخصية الاسلامية العظيمة التي وقفت بوجه الظلم والجور في سنة 61 للهجرة النبوية الشريفة فالبعض يستلهم روح المقاومة والنضال من الفكر الحسيني ويجعله هدفاً سامياً في نضاله وفكره وتطلعاته ويستمد من هذا العطاء النضالي القدرة على مواجهة الانحراف في مختلف المجتمعات التي يتعرض ابناءها للظلم والقسوة والجور والحيف والحرمان من السلطات الحاكمة في هذه المجتمعات وقد ينهض من بينها فرد أو مجموعة أفراد يطالبون بحقوق المجتمع المسلوبة مستلهمين نهوضهم ومواجهتهم للظلم والتعسف من الفكر الثوري والنضالي للأمام الحسين عليه السلام فمن غير الممكن ان نخون هذا الفرد أو الجماعة أو المجتمع لانه يطالب بحقوقه المشروعة في العيش بكرامة ومساواة ورفاهية أسوة بدول الجوار وبلاده تنعم بمختلف الخيرات لكنها تذهب الى جيوب المتنفذين والمتسلطين في سدة الحكم ولا يحق للمجتمع وأبناءه ان يتنعموا بخيرات بلادهم أسوة بالطبقات الحاكمة في المجتمع وابناءهم وأقاربهم فالحسين عليه السلام خرج على هذه المنظومة القيمية الفاسدة التي استعبدت المجتمع وأذلت افراده فكان ثائراً ومناضلاً عظيماً خلده التاريخ لما يحمل من مبادىء سامية في نهضته ونضاله وثورته الخالدة والمرجعية الدينية العليا في المجتمع هي التي دعت الجماهير الى نصرتها على لسان معتمدها السيد احمد الصافي بقوله ( الا من ناصرٍ ينصرنا فخرجت الجماهير في 2016 او2017 في تظاهرات منددة بمساوى الحكم وفساده وانحرافه والمرجعية الدينية العليا تمثل المنهج الحسيني وتستمد قوتها وقدرتها من الشعب وقادرة على النهوض بالمجتمع وتصحيح أوضاعه السياسية من خلال قيادة المجتمع بنفسها والقضاء على منظومة الفساد والانحراف كما انها تمتلك القدرة في التأثير بالجماهير وفرض كلمتها على المجتمع فالحسين عليه السلام منهج ورسالة سماوية خالدة تعلمت منه الأجيال معنى التضحية والعطاء في مواجهة قوى الانحراف في المجتمع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تاريخ من المطالبات بالاعتراف بفلسطين دولة كاملة العضوية في ا


.. فيتو أمريكي ضد منح العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم الم




.. هاجمه كلب بوليسي.. اعتقال فلسطيني في الضفة الغربية


.. تغطية خاصة | الفيتو الأميركي يُسقط مشروع قرار لمنح فلسطين ال




.. مشاهد لاقتحام قوات الاحتلال نابلس وتنفيذها حملة اعتقالات بال