الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر بين صفقة القرن وخطاب الاستلاب: محددات، ومتغيرات، وبدائل

حاتم الجوهرى
(Hatem Elgoharey)

2020 / 10 / 13
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


مدخل تاريخي
قرب نهاية عام 2015 وبعد إزاحة نظام الإخوان والتناقضات التي سبقته وتلته؛ ظهرت "صفقة القرن" للوجود كإحدي وعود الحملة الانتخابية للمرشح الأمريكي وقتها دونالد ترامب، بما ضمته من تفاصيل أهمها نقل السفارة الأمريكية للقدس. في تلك الفترة رأي قطاع ما في المؤسسة الرسمية المصرية احتمالية نجاح دونالد ترامب، وتفتق ذهن أحدهم -بالمؤسسة- بالبحث عن مقاربة للتخفيف من أثر الصفقة المتوقعة جماهيريا، وضغوط بنودها على الإداراة السياسية الجديدة فيما بعد الموجة الثورية في 30 يونيو، لذا تم الدفع بيوسف زيدان في نوفمبر من عام 2015 في مجموعة من أشهر البرامج الحوارية التليفزيونية المصرية واسعة الانتشار، ليصدم الناس بخطابه حول المسجد الأقصى في القدس وأحقية اليهود في إقامة هيكلهم هناك، والادعاء بوجود المسجد الأقصى المبارك في السعودية، ثم حملة التشويه التي طالت صلاح الدين وأحمد عرابي وفكرة مقاومة الاحتلال عموما عبر التاريخ المصري والعربي.
حتى عام 2020 تم الدفع بموجات عدة من دعاة خطاب الاستلاب للآخر الصهيوني، والخضوع إلى روايته للمشهد السياسي والإعلامي، بدأت بأن تم الدفع بتوفيق عكاشة الذي استقبل السفير "الإسرائيلي" في منزله، وحديثه عن دور "إسرائيل" في سد النهضة وإمكانيتها في مساعدة مصر! ثم تم الدفع ببعض الأطراف بفعل مواقفها التاريخية لدعم خطاب الاستلاب للآخر الصهيوني مثل سعد الدين إبراهيم وغيره، وفي أواسط عام 2019 كانت هناك موجة أوسع من خطاب الاستلاب للآخر حيث كان يجري الترويج لزيارة مدينة القدس تحت الاحتلال الصهيوني. لكن في نهاية عام 2019 وقرب الإعلان الرسمي عن صفقة، رأي البعض الدفع للواجهة بموجة فكرية تستعيد الزخم الذي بدأ به خطاب الاستلاب مع يوسف زيدان، فخرج مراد وهبة على الناس بالطريقة الإعلامية الصادمة نفسها التي خرج بها زيدان، وبخطاب استلاب أكثر صراحة عن فساد الذات العربية وعجزها المطلق وعدم قدرتها على التطور والنهضة، ومهللا لفكرة الاحتلال عموما وتقدمية الاحتلال الصهيوني خصوصا.
قبل الإعلان عن اتفاقية "إبراهيم" بين الإمارات و"إسرائيل"، ظهرت عربيا مجموعة من الأسماء التي اعتبرت يوسف زيدان الأب الروحي لخطاب الاستلاب للآخر الصهيوني، وسارت في المسار نفسه، وامتدت هذه الأسماء على مدار الوطن العربي كله، لتشمل: سليمان الطراونة (الأردن) - نبيل فياض (سوريا) - فرحات عثمان (تونس) - صالح الفهيد وفهد الشمري (السعودية)، وغيرهم.
بعد توقيع الإمارات والبحرين على اتفاقية التطبيع مع "إسرائيل"، انتقل خطاب الاستلاب للآخر الصهيوني إلى مستوى الدول، حيث "الإبراهيمية" اختصارا تعني التصور اليهودي الديني للسيطرة المنطقة من النيل للفرات وفي قلبها النيل، ومع الإمارات حدثت موجة هائلة من خطاب الاستلاب داخل مصر وخارجها، لما لها من نفوذ ثقافي ومؤسسي.

أولا: محددات مصر للعلاقة مع صفقة القرن وخطاب الاستلاب
الذي جعل مصر في حالة ضعف تَصورها البعض في مواجهة صفقة القرن، والحاجة لمقاربة لتمريرها تَخيل أنه سيجد ضالتها في خطاب الاستلاب للآخر الصهيوني ودعاته، كانت عدة محددات داخلية وخارجية وقت ظهور الصفقة مع حملة ترامب الانتخابية الأولى في عام 2015، ويمكن القول أن أهم المحددات التي تصورها البعض وجعلته يدفع بخطاب الاستلاب ودعاته للواجهة، واحتمالية تمرير بنود الصفقة كانت كالتالي:
- سخونة الوضع الداخلي سياسا عقب إزاحة نظام الإخوان، وعدم استقرار الأمر سياسيا للإدارة السياسية الجديدة فيما بعد 30 يونيو، وسعيها لتسكين كل ما قد يزيد الوضع الداخلي سخونة، وتَصور البعض رجاحة تأجيل التعاطي الفعال والحاسم مع معظم الملفات، وكان البديل الذي يطرحه البعض مع معظم الملفات هو البحث في سبل التمرير أو التأجيل ومقارباتها، لذا كانت مقاربة خطاب الاستلاب للآخر الصهيوني كوسيلة لإحداث صدمة للجماهير في ثوابتها، التي قد تهتز مع ضغوط صفقة القرن وبنودها.
- تزيين البعض لمقاربة الاستلاب للآخر الصهيوني والأمريكي، وما قد تعود به من منافع ومنح والحصول على الرضا الأمريكي سياسيا واقتصاديا، في القضايا ذات الصلة بمصر.
- تصوير البعض للأمر وكأن ضمان رضا "إسرائيل" وغض مصر الطرف عن صفقة القرن بشكل ما، سيعني حصول الإدارة السياسية الجديدة على الدعم والاعتراف الدوليين، في مواجهة محاولات بقايا الإخوان نزع الشرعية عن الإدارة الجديدة، ووصفها بالانقلاب العسكري.
- ضعف قدرة المؤسسات المصرية عموما في التأثير على الداخل الفلسطيني وأطرافه، وبالتالي ضيق مساحة المناورة، خاصة مع "حماس"، وفقدان السيطرة -في حينه- على مساحات من أرض سيناء، تمددت فيها التنظيمات المتطرفة المسلحة التي قد تكون على علاقة ما بتنظيم الإخوان وعلى تنسيق مع بعض التنظيمات الفلسطينية المسلحة الأخرى.
- محدودية الإدارة السياسية الجديدة في الحركة على المستوى الدولي والإقليمي، في ظل الاستقطابات التي ترتبت على إزاحة نظام الإخوان وظهور محاور إقليمية قد تشمل قطر وإيران وتركيا، تقف على الضد من الإدارة الجديدة.
- صعود ملف "سد النهضة" للواجهة في العام نفسه 2015، في ظل موقف الاتحاد الأفريقي المتشدد وشديد الحساسية من دور العسكريين في تداول السلطة، وموقفه من تدخل مؤسسة الجيش المصري لإزاحة نظام الإخوان، بما جعل الإدارة السياسية تميل لمقاربة التأجيل وترحيل نقاط الحسم، وتوقع تفاهم 2015 مع أثيوبيا والسودان.
- وعموما كانت معظم المؤشرات والمحددات التي حكمت قرار الإدارة السياسية الجديدة إزاء بوادر صفقة القرن في عام 2015، وتمرير اقتراح البعض باختبار مقاربة خطاب الاستلاب للآخر الصهيوني والخضوع لروايته، يرجع لحالة المخاض السياسي التي تلت إزاحة نظام الإخوان.

ثانيا: متغيرات المشهد من 2015: 2020
في الفترة التي تلت ظهور "صفقة القرن" ومقاربة خطاب الاستلاب للآخر الصهيوني في نهاية عام 2015، جرت عدة متغيرات كثيرة على الصعيد الداخلي والخارجي، لتدفع الإدارة السياسية المصرية لمراجعة هذه المقاربة وما ترتب عليها من آثار محلية وإقليمية ودولية، وشملت هذه المتغيرات:
- محاولة أمريكا اقتطاع جزء من سيناء المصرية لتوطين الفلسطينيين فيها، ضمن مشروع "صفقة القرن"، وظلت القاهرة تناور تحينا للملمة قدراتها والتعامل مع الملفات الساخنة واحدا تلو الآخر، حتى أعلنت مصر رفضها المعلن لما تردد من مخططات تخص سيناء في 2019، رغم ترديد البعض ما يفيد بأن نقل تبعية "تيران وصنافير" للسعودية سابقا في 2016، هو ضمن مخطط غير معلن للصفقة يشمل تدويل الممرات في البحر الحمر، بما يسمح بمشاريع محتملة ضمن بنود اقتصادية للصفقة.
- ربطت الولايات المتحدة الأمريكية بين ملف "صفقة القرن" وبين ملف "سد النهضة"، لتُصعد الضغوط على مصر بشدة غيرت كثيرا من قواعد "الاشتباك السياسي"، و"استقرار المكانة" بين دول الحوض النيل، ووصلت هذه الضغوط لذروتها مع تخاذل أمريكا في تحميل أثيوبيا مسئولية فشل المفاوضات التي جرت هناك مطلع عام 2020، ووصلت الأمور للذروة مع إعلان أثيوبيا حجز الماء من طرف واحد للقيام بتعبئة بحيرة السد، ورفع مصر الأمر لمجلس الأمن الدولي.
- تصعيد التدخلات الأمريكية والخارجية عموما في الملف الليبي في عام 2020، بالتزامن مع التصعيد الأثيوبي وحجز الماء من طرف واحد، دفع مصر لممارسة سياسة "حافة الهواية" إزاء تهديد الأمن القومي من الجهة الغربية، والتهديد بالتدخل العسكري المباشر، إنما كانت الإدارة الأمريكية للملف عموما اختبار قوة للقاهرة وقدرتها على استعادة آليات العمل السياسي، والمزج بين القوة الدبلوماسية الناعمة والقوة الخشنة.
- تصاعد الضغوط الاقتصادية على المصريين في ظل فترة كورونا، مع ظهور حزمة من القرارات شملت تصغير حجم رغيف العيش، وانتهت بحملة إزالة للشقق والمباني في سياق ما عُرف بقانون التصالح، في ظل دعوات بالتظاهر جاءت من خارج البلاد وبعض القنوات الإعلامية الموالية للإخوان، وكذللك زيادة مساحة سفور الوجه الذي يمارسه تيار الاستلاب للآخر الصهيوني، والمنضمون له حديثا، بما يجعل من الأهمية بمكان محاولة استعادة التوازن المصري في القضية الفلسطينية.
- كان المتغير الأكبر في صفقة القرن؛ هو إعلان ترامب عن اتفاقية "إبراهيم" بين الإمارات و"إسرائيل"، والتي حملت دلالة مهمة لانتقال خطاب الاستلاب من مستوى الأفراد والنخب الثقافية والسياسية، إلى مستوى الدول، لكن الأثر الأكبر الذي حمله هذا المتغير هو تجاوزه لـ"مبادرة السلام العربية" التي تبناها العرب رسميا في السعودية عام 2002، بالإضافة إلى تفعيل أمريكا للمزيد من التناقضات العربية وتضييق الخناق على مصر عبر الإمارات، من خلال عدة مقترحات للتعاون الإقليمي مع إسرائيل قد تؤثر استراتيجيا على مصالح القاهرة، بالإضافة إلى تمدد الحضور الإماراتي في دول حوض النيل في تجاوز للنفوذ المصري التقليدي، حتى أن الإعلان عن توقيع السلام في غوبا الذي تم منذ مؤخرا، شهد واقعة دالة للغاية في كلمة جنوب السودان، حيث تم تجاهل الحضور المصري الممثل في رئيس الوزراء، وتوجيه الشكر لمعظم الأطراف الموجودة باستثناء مصر، مع خص دول الخليج عموما والإمارات بالاسم في كلمة جنوب السودان.
- يمكن القول أن مجمل المتغيرات التي حدثت منذ عام 2015 شملت تصاعد النفوذ الخليجي في المنطقة عموما، وربما اعتماد مصر على التمويل المباشر لعجز الموازنة والذي وضعها في نقطة ضعف، مع الإشارة لتضييق الخناق الأمريكي على مصر بشدة، لكن الأموروصلت لمرحلة تهدد "الصورة الذهنية" التاريخية لمصر ومكانتها ورأسمالها السياسي والثقافي والاستراتيجي، بما يستوجب ضرورة تحركها لوقف خطاب الاستلاب والخضوع لصفقة القرن، واستعادة بعض التوازن.

ثالثا: بدائل مقترحة لخطاب الاستلاب وسياسات متصورة
وصلت التناقضات المرتبطة بخطاب الاستلاب للآخر الصهيوني للتعامل مع صفقة القرن؛ إلى حد يقترب من الثوابت التاريخية للأمن القومي المصري، ويهدد بتآكلها الشديد على المستوى الطويل والقريب، لذا يجب مراجعة مقاربة خطاب الاستلاب للآخر الصهيوني ودعاتها، في ظل طرح مقاربة جديدة تحافظ على الموجود و على الأقل تثبت الوضع استراتيجيا، وتسعى لاستعادة المساحات الاستراتيجية والحركة للأمام عندما تحين الفرصة، لكن الأولوية الآن لتثبيت الوضع كما هو ووقف نزيف الخسائر الاستراتيجية المتنوعة، وفقا للتصورات التالية:
- إذا كان عنوان المقاربة الحالية يقوم على اعتماد خطاب "الاستلاب للآخر" الصهيوني والانتصار لروايته في الصراع، فإن المقاربة البديلة ستقوم على التأكيد على "استعادة الذات" العربية والتأكيد على الحل العادل للقضية الفلسطينية، استنادا لـ"المبادرة العربية" المطروحة عام 2002، مع الإشارة لاحتمالية قيام مصر بمبادرة جديدة تتضمن اشتراطات التطبيع العربي مع "إسرائيل"، إذا استمرت التناقضات التي غذتها أمريكا ووضعت أساسها في دول الخليج، وانضمت السعودية بنظامها الجديد الذي يتشكل لخطاب الاستلاب والخضوع لصفقة القرن. وهذه المبادرة المصرية الجديدة سيكون الغرض منها إقامة الحجة على الصهاينة وتأكيد الحقوق الفلسطينية وفق مرجعية القرارات الدولية وحل الدولتين.
- إذا استمرت التناقضات في التزايد عربيا كما تخطط لها أمريكا بالشكل الحالي، فإن الإمارات سرعان ما ستتحول إلى منافس لمصر يعمل لصالح بناء نفوذ خاص بها بالتعاون مع الصهيونية، في الملفات العربية والإقليمية والدولية، بما يستوجب تغيير توجه مصر الاقتصادي وعدم الاعتماد على التعاون المالي معها، الذي قد يستخدم كورقة ضغط عند الحاجة.
- الحركة في الملف الأثيوبي يجب أن تشمل المزيد من آليات الضغط، واكتساب المؤيدين خاصة من القارة السمراء والاتحاد الأفريقي، ومحاولة وضع سيناريوهات ومطالب محددة للدول الصديقة لموقفها من الملف، خاصة الصين وروسيا وبعض الدول الأوربية، ووضع احتمالية لسيناريوهات تعقد الملف والبدائل المرتبطة بذلك.
- هناك سياسات عامة تتطلبها مفاهيم الأمن القومي، للتحول إلى لاعب قوي في الرقعة الدولية والإقليمية واستعادة "القوى الناعمة" المصرية والحضور الخشن، أهمها تجاوز "الصورة الذهنية" السلبية عن نظام ما بعد 30 يوليو بوصفه نظاما عسكريا، وهو ما قد يستوجب تغيير مقاربة التعامل الرسمي مع "الثورة المصرية"، لتتحول الثورة إلى أحد مصادر الأمن القومي وبناء القوة الناعمة، واعتماد مجموعة من السياسات العامة التي تحقق المطالب الإصلاحية، بعد أن تم في الفترة الماضية اعتماد مقاربة التمكين لنظام ما بعد 30 يونيو والقطيعة مع المطالب الإصلاحية والثورية، بما لذلك من أهمية على المستوى الداخلي والخارجي ستفكك الصورة السلبية التي يوظفها الأثيوبيون ضد مصر، وكذلك الحلف الإقليمي المضاد للإدارة السياسية المصرية.
- هناك على سبيل المزايدة وزيادة التناقضات؛ من يحاول تصوير إدارة ترامب الجمهورية المحافظة كحليف للإدارة السياسية الحالية ضد مرشحه بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الدائرة، بحجة أن منافسه ينتمي للحزب الديمقراطي وقد يستعيد سياسات أوباما التي مدت الجسور مع تنظيمات الإسلام السياسي والإخوان! والحقيقة أن أمريكا تسعى للوجود والسيطرة على المشهد العربي في كل وضع، إدارة أوباما رأت صعود تنظيمات الإسلام السياسي فمدت الجسور لتحاول التواجد وتنفيذ أهدافها في الشرق الأوسط، إدارة ترامب شهدت صعود بنية "دولة ما بعد الاستقلال" بقلبها العسكري مجددا، فمدت لها الجسور من أجل تنفيذ أهدافها، لذا يجب التجاهل التام لمن يروجون لخلق تناقض واستقطاب جديد في المشهد المصري، استنادا للإدارة الأمريكية الحالية أو المقبلة، والتأكيد على العمل من أي إدارة أمريكية وفق أهداف الأمن القومي المصري فقط، والعمل الجاد والطموح لتعظيم مصادر الأمن القومي المصري المستقل الناعم والخشن.
- إذا أردنا أن نختصر السياسات المقترحة؛ فسنقول إن أمريكا و"إسرائيل" تعتمدان الضغط على مصر في الملفات المفتوحة مثل سيناء وعلاقتها بصفقة القرن وأمنها، وليبيا والحروب التي تدور بالوكالة هناك، وأثيوبيا ووضع صنبور على مياة النيل للتحكم طويل المدى في مصر، وتغيير موازين القوى الجيوسياسية بالمنطقة للأبد، بالإضافة لتفجير التناقض العربي والدفع بالإمارات في مناطق النفوذ المصري التقليدي، وربما السعودية في مرحلة لاحقة، وإذا أردنا الإجمال في السياسات المصرية الممكن العمل من خلالها لمواجهة صفقة القرن والضغوط الأمريكية و"الإسرائيلية"، فسنقول أن مصر في حاجة لتدعيم مواضع الاستقلال القومي وتعظيم الموارد الخاصة، وعلى رأسها استعادة مفاهيم "الاقتصاد الانتاجي"، واعتماد مبادرة "الثورة كإضافة للأمن القومي المصري"، وتفهم دور "الدولة الصاعدة"، والإعداد لمبادرة مصرية بديلة حال تخلي السعودية عن "المبادرة العربية"، واعتماد سياسات خارجية تقوم على حزمة مدمجة من تنمية مصادر "القوة الناعمة" المصرية واستعادتها، وربطها بحضور مصادر "القوة الخشنة" والمادية، وفتح مجالات التعاون المشتركة مع الدول ذات الصلة.

مع الإشارة لعدد من الأوراق البحثية -التي طرحتها سابقا- الممكن الاستفادة منها في سياق المقاربة البديلة لخطاب الاستلاب للآخر الصهيوني، وتشمل:

ورقة استشرافية: سردية كبرى بديلة لمصر لعبور المأزق الحضاري
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=691687
مواجهة التكتيكات الصهيونية للأثيوبيين بمفاوضات سد النهضة
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=684947
سد النهضة وأزمة القوة الناعمة والسياسات الخارجية لمصر
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=682930
مصر كدولة صاعدة: اشتراطات ما بعد المسألة الأوربية
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=675185
ما بعد المسألة الأوربية: مصر وسد النهضة وكورونا والصهيونية
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=670422
مصر والفرصة الحضارية البديلة: بين الازدهار والاضمحلال
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=668715
مصر بين صفقة القرن وسد النهضة و سياسة حافة الهاوية لترامب
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=667112
الثورة كإضافة ناعمة للأمن القومي المصري
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=663322
ظهور تيار الاستلاب العربي للصهيونية/ الآخر وتبريراته النظرية
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=662881


خاتمة:
الظرفية التاريخية الحالية تحمل تدافعا بين احتمالات الازدهر الحضاري، واحتمالات الاضمحلال الحضاري، هناك مفاصل كبرى للذات العربية والمصرية في الفترة الحديثة، شملت الثورة على الحملة الفرنسية، ثم ثورة 1919، وثورة 1952، وأخيرا ثورة 25 يناير في سياق الثورات العربية الكبرى في مطلع العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، هناك من يزينون احتمالات الاضمحلال الحضاري والاستلاب للآخر الصهيوني وروايته في الصراع، المدعومة من جانب اليمين الأمريكي المتشدد الحاكم مع إدارة ترامب.
على الجهة الأخرى هناك من يأملون في احتمالات الازدهار الحضاري، ويرون فرصة عظيمة لـ"استعادة الذات" العربية وفي "الثورات العربية" إضافة ناعمة للأمن القومي عموما، واحتمالية متجددة للنهضة والتحديث، وهؤلاء يرون الأمر في المرحلة الحالية وفق حد أدنى وحد أقصى.. حد أدنى يقوم على تسكين كافة ملفات التفاوض مع الصهيونية، وتفويت الفرصة والمناورة لحين استعادة موارد القوة العربية، وظهور سردية أو مشروع عربي جديد يتجاوز تناقضات اللحظة الراهنة، ووفق حد أقصى يري أن الحاضنة العربية لابد ستطور نموذجا حضاريا جديدا، يتجاوز تناقضات الماضي بين اليمين واليسار العربيان، وبنية "دولة ما بعد الاستقلال" عن الاحتلال الأجنبي منذ اوسط القرن العشرين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في زلة لسان جديدة.. بايدن يطلب من إسرائيل ألا تقتحم حيفا


.. اعتصام أمام البرلمان في المغرب للمطالبة بإسقاط التطبيع مع إس




.. ما طبيعة الرد الإسرائيلي المرتقب على هجوم إيران؟


.. السلطات الإندونيسية تحذر من -تسونامي- بعد انفجار بركان على ج




.. خيمة تتحول لروضة تعليمية وترفيهية للأطفال في رفح بقطاع غزة