الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانقسام الفلسطيني في ظل اللقاءات الاخيرة والقائمة الموحدة؟

سمير دويكات

2020 / 10 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


المحامي سمير دويكات
في سنة الفان واثنى عشر كنا في احد مدرجات جامعة القاهرة، وكان هناك محاضرة لدورة تدريبية حول المحكمة الدستورية وبسؤال حول عمل المحكمة، سخر طالب مصري من حالة الانقسام الفلسطيني وتساؤل هل هي محكمة غزة ام الضفة المختصة؟ فهمت طالبة من غزة لاسكاته، فقلت لها اتركيه ان كلامه صحيح في ظل حالة الانقسام وله ما يبرر قوله.
حالة الانقسام الفلسطينية ليست جديدة على الساحة الفلسطينية فكانت في الانتفاضة الاولى وادت الى مواجهات داخلية واحتقان، لكن لم يكن لها اثر كبير لان حركة حماس كانت في بدايتها وكان فقط العاملون بعض من الاخوان المسلمين الذي تحولوا فيما بعد الى حركة حماس والجهاد، لكن اللافت انه وحسب الموسوعة الفلسطينية ان سنوات الثلاثينيات وفي عز الهجمة الصهيونية والانجليزية على الفلسطينيين كان هناك انقسام سياسي وعسكري حاد ادى ذلك فيما بعد الى احتلال فلسطين وسرقتها من اليهود. وشكل الانقسام الفلسطيني طعنة لشعبنا بل كان وما يزال اسوا من الاحتلال نفسه.
وهذا ليس فقط عند الفلسطينيين بل كان في الجزائر وفرنسا حيث انقسم الشعب وبعض الحركات ابان مقاومة الاحتلال، فكان هناك من يريد ان يفاوض الاحتلال وهناك من يريد استمرار الكفاح المسلح، اوسلو وكيفية دخولها من بعض اطراف منظمة التحرير ودون تغطية ومصادقة شعبية، خلقت ازمة شعبية بين الفلسطينيين وهو ما ادى الى اسقاط حركة فتح في الانتخابات التشريعية الاخيرة.
والان وما يدور حول الرغبة في تشكيل قائمة انتخابية واحدة بين حماس وفتح لخوض الانتخابات التشريعة وهو ما يعول عليه الطرفان في اخراج المشهد بالتزكية في كلا العمليتين للانتخابات العامة بشقيها التشريعي والرئاسي هو فقط ضرب من الخيال لان اي قائمة شبابية او بسيطة ستخوض الانتخابات سيكون نصيبها النجاح ان لم يهدد اعضائها بالاعتقلال والضرب والتهديد كما حصل في مرات سابقة، هو مشهد يوصلنا الى درجة الغثيان من انحطاط التفكير السياسي الذي وصل له البعض، وبعد سنوات طويلة من الانقسام الذي دمر القضية الفلسطينية، ياتون ليقترحوا هذا الشكل من النصيب والمقاسمة والمحاصصة السياسة، وهو امر لا تفسير له سوى ان حركة فتح لا تضمن الفوز بتاتا في الانتخابات وان حركة حماس وان ضمنت الفوز لن تضمن استلام السلطة وبين هذا وهذا الاثنين يعملون على مراوغات غير جديدة وغير سليمة وهدفها فقط الابقاء على نفس الوجوه ونفس النظام ونفس الادارات دون تغيير، وان الشعب في هذا الوقت هو متعب تماما ولديه مشاكل اقتصادية ومالية واجتماعية تغنيه عن الخوض في تجارب جديدة حتى على شكل تشكيل قوائم انتخابية او المشاركة باي شكل.
وبالتالي فانه لن يوقف هؤلاء الا انهم لن يلتزموا وسيتقاتلون على مواقع الترشح في القائمة وخاصة ان تجربة الانتخابات وان حصلت ستجمع عدد لا يقل عن اربعة من الاجيال التي ضاع حقها في الترشح والانتخاب وبالتالي سيكون الامر صعب جدا، وخاصة ان طرفي حلحلة الانقسام والوصول الى صيغة بهذا الشكل غير مخولان تماما من قبل الحركتين للوصول الى مرحلة حل الانقسام والتوافق على الانتخابات وفي هذا الامر قول كثير لا مجال الان للتوسع فيه.
بالتالي فان الوضع الفلسطيني صعب جدا، في ظل ابداء اسرائيل نيتها تعطيل الانتخابات على اي شكل تحصل وهو ما لا يمكن اجراؤها دون التصويت في القدس وخاصة بعد الضم لان اجرائها على هذا النحو بلا موافقة صهيونية سيكون له عواقب كبيرة وصعبة، وبالتالي فان البحث عن سبل بديلة وبطرق حديثة قد يكون هو الشكل الصحيح للامر وهناك افكار يمكن العمل عليها في نطاقها ومكانها المحدد.
بالتالي وللاسف فان الانقسام لن يكون محل تفكيك او حلحله قبل حصول شىء كبير وهو الامر الذي تنفذه اسرائيل بهدوء من بناء مخططات استيطانية وتوسيع مناطق الاستيطان والضغط على الشعب الفلسطيني وتسهيل مناحي الهجرة وتضييق الاوضاع الاقتصادية الى ابعد الحدود، الامر الذي سيكون معه الامر صعب للغاية وينذر بكوارث شديدة وهي التي احس بها الناس الان دون تقديم حلول من جهات الاختصاص واكتفى القادة برواتبهم التي تؤمن لهم الستر دون البحث في اوضاع الناس.
وقد يقول البعض ما الحل؟ الحل في تجميع قوى الشعب الفلسطيني والاتفاق على برنامج مقاوم تكون القيادات جزء منه، وان يتم استنهاض قوى الشعب والدول الصديقة والمؤسسات الفاعلة عبر العالم ومواجهة اسرائيل بالطريق التي تفهم مع العمل على تعزيز صمود الناس، واحقاق الحقوق، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وتنظيف وتطهير المؤسسات الفلسطينية نحو النزاهة والكفاءة فقط. في ظل وحدة فلسطينية وتمثيل واحد بشكل متفق عليه، وقتها الناس ستتقبل الامر وستكون مع الجميع تحت راية واحدة.
انتهى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضربة إسرائيلية ضد إيران في أصفهان.. جيمس كلابر: سلم التصعيد


.. واشنطن تسقط بالفيتو مشروع قرار بمجلس الأمن لمنح فلسطين صفة ا




.. قصف أصفهان بمثابة رسالة إسرائيلية على قدرة الجيش على ضرب منا


.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير تعليقا على ما تعرضت له




.. فلسطيني: إسرائيل لم تترك بشرا أو حيوانا أو طيرا في غزة