الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيوعي العراقي و(الخوف على مشاعر المؤمنين)

قاسم علي فنجان

2020 / 10 / 14
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


((ويبدو ان الشيوعيين "في العراق" وصلوا الى استنتاج يقول بأن الطريقة الأفضل لمحاربة الدين تكمن في تجاهله)) حنا بطاطو.
قد يكون الحزب الشيوعي العراقي أكثر حزب يخاف على مشاعر واحاسيس المؤمنين من عمال وفلاحين، خصوصا في الفترة الأخيرة، ما بعد 2003، ودخولهم العملية السياسية بقيادة بريمر، وتأسيس مجلس الحكم الطائفي والقومي والعشائري "الويا جيرغا"، مبررين ذلك حسب كلمة "الرفيق" حميد مجيد موسى (مصلحة الشعب تقتضي الحكمة والنضج) (فما زالت امامنا كلنا، نحن والقوى الاسلامية والقوى الوطنية والقومية، مهمة استعادة العراق ككيان طبيعي، كدولة موحدة)"حوار بجريدة الصباح" بالتالي وحسب هذا المنطق السياسي "الماركسي اللينيني" فأن "احترام القناعات الدينية" مهمة حزبية، والخوف على مشاعر المؤمنين واجب "وطني"، لهذا فالتحالف مع القوى الإسلامية سيأتي بنتائج "مثمرة" للحزب وللطبقة العاملة، بل ان هذا التحالف مع القوى الإسلامية، والاحترام للقناعات الدينية، قد حمل بريمر على مدح "الرفيق" حميد مجيد موسى في مذكراته، ويعد هذا إنجازا تاريخيا للحزب وللطبقة.
لكن لماذا برامج ومؤتمرات ومنظري الحزب الشيوعي العراقي يؤكدون على "الحذر" في التعامل مع "القناعات الدينية"؟ ولماذا كل هذا الاحترام لمشاعر المؤمنين واحاسيسهم؟ حتى ليخيل لأي شخص ان الحزب الشيوعي العراقي تقوم فلسفته السياسية على "مداراة" مشاعر واحاسيس المؤمنين، وقد وصل الامر مثلا الى "تأويل" و "تفسير" و "شرح" لمقولة ماركس الشهيرة (الدين افيون الشعب) فإذا ما طرحت هذه الكلمة على مسامع احد أعضاء الحزب، خصوصا إذا عرف هذا العضو بأن الذي يجري الحوار معه هو انسان مؤمن، فأن هذا العضو "يتكهرب" و "يتلوى" ويلتفت يمينا وشمالا، محاولا التخلص منها، فيقول مثلا: ان ماركس لم يقل "الشعوب" بل "الشعب" وهو يقصد الشعب الألماني تحديدا، وبالتالي فأنه يقصد الدين المسيحي، وفي فترة معينة، وليس دائما؛ الخ من تلك التأويلات، حتى يحافظ على مشاعر المؤمنين، او انهم يرسخون عند الناس بأن في الإسلام يمين ويسار، وبأن "علي بن ابي طالب" ممثل اليسار الشرعي، وان أبو ذر كان اشتراكيا، حتى يتقربوا من المجتمع كما يدعون، لأنهم يفهمون المجتمع على أساس انه "إسلامي- شيعي"، او ان "الرفاق" في الحزب الشيوعي يذهبون الى المساجد ويقيمون الصلاة، ويشاركون في الطقوس الدينية، حتى يكسبوا انصارا للحزب "اشگ هدومي"، ولا تدري من اين استقوا هذه الأفكار، يجوز من الرسائل التي بعثها لينين الى المسلمين في روسيا، ظنا منهم ان لينين "سيد" جده محمد، او ان الدين يقربهم زلفى الى المادية، حسب رأي البعض من المنظرين.
كلمة حنا بطاطو أعلاه متقدمة جدا عما نراه اليوم، فإذا كان الشيوعيين في السابق يعمدون الى تجاهل الدين في حربهم ضده، فشيوعيي اليوم يقبلون "الحجر الأسود" ويمسحون وجهوهم وايديهم في المزارات والاضرحة الدينية، فالحزب الشيوعي العراقي ومنظريه، بسياساتهم وافكارهم حول "احترام القناعات الدينية" و "الخوف على مشاعر المؤمنين" قد ربوا جيلا "شيوعيا إسلاميا" خالصا، يحب تغريدات "السيد"، وينصب المواكب الحسينية، لجلب الأنصار للحزب، وهو دائم النضال ضد الرأسمالية، التي بموتها سيموت الدين، و "هلوله للشوعي المسلم".
https://images.app.goo.gl/XdDjF9XFZL3G8HPw7








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انفجارات أصفهان.. قلق وغموض وتساؤلات | المسائية


.. تركيا تحذر من خطر نشوب -نزاع دائم- وأردوغان يرفض تحميل المسؤ




.. ctإسرائيل لطهران .. لدينا القدرة على ضرب العمق الإيراني |#غر


.. المفاوضات بين حماس وإسرائيل بشأن تبادل المحتجزين أمام طريق م




.. خيبة أمل فلسطينية من الفيتو الأميركي على مشروع عضويتها | #مر