الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
المحطة الواحدة والعشرةن
شعوب محمود علي
2020 / 10 / 14الادب والفن
تداعيات على مسرح الأيام
المحطّة الواحدة والعشرون
كانت الحياة مشحونة بالقهر وفقدان الحرّيّة
التي هي الأغلى من كلّ شيء في دنيا الإنسان
المنطوي داخل قمقم الصبر وجعل تلك الأيّام
التي مضت وأنا أسير حاجز قهري يميل
بي الى عوالم وسماء سوداء خالية من الشمس
والنجوم ولمعان البدر كدت أنسى شلّالات تساقط
المياه والأنهار وبغداد الجميلة وشواطئ دجلة الخير
ومنطقتي الكريمات التي ولدت فيها وقضيت
ثمانين من سنوات الفقر المدقع وأنا في السجن
اتحسّر عليها ولم أفقد أيّ شيء يحزّ في نفسي
إلا تلك السنوات وانا أدرج في ذلك الدرب
الذي فقدته ولم التفت اليه وأنا طليق ولكن تحسسّته
ساعة فقدته ومرارة السجن حالت بيني وبينه ولو خيّرت
ان أملك العالم مقابل فقدان حرّيّتي لرفضت
هذه الأمور لا نحسّها الا عند فقدانها
فالسجن هو سجن الجسد وأيّ قوّة في العالم لا
يمكنها سجن الروح فالروح تبقى مثل نسر قويّ
الجناح لا تقف أمامه حتى جبال ومحيطات وأسوار العالم
جسدي المثقل مثل جلمود صخر يقبع في المكان
والروح تطوف العالم وتدخل المستحيل تدخل
الجنان وعالم المعذّبين وكلّما يخطر على العقل
كان سجن البصرة هو السفينة التي ترسو على
ضفاف شط العرب وفي صباح يوم مشؤوم سمعنا
بيان رقم واحد وهو يشير الى مقتل الزعيم عبد الكريم قاسم رحمه الله وبقينا نحن في محنة ومضى اليوم الأول وجاء اليوم الثاني ونحن نجهل ما يدور والأخبار
متضاربة
حول مصير المرحوم الزعيم عبد الكريم قاسم وفي
اليوم الثالث دخلت ثلّة عسكريّة الى سجن البصرة
بطريقة غير عاديّة كان الجنود بعدّتهم العسكريّة
ودخولهم السجن على شكل احتلال
وتسلّل واحتماء بجدران السجن وكأنّهم
يدخلون الى جبهة مسلّحة وبطريقة تسلّل
مباغت وهم يلوذون بالجدران على شكل احتلال
الى ان وصلوا الينا وهم بكامل معداتهم العسكريّة
دخلوا علينا
ومعهم مجموعة من الضبّاط بمعيّة عقيد من بيت
كشمولة علّق على كتفه راديو تراسنتر متوسّط الحجم والصوت يهدر بشكل شنيع لامرأة نجهلها من تكون
بتلاوة البيانات المتلاحقة والعقيد كان من بيت كشمولة
فهتف بنا اجلسوا على الأرض وهتف بأحد الضبّاط
وقال له إبني ايّ واحد منهم حتى إذا وكّرت على
انفة ذبابة ومدّ يده لطردها افتحوا عليه النار واخيراً
هتف بوعد الله النجّار ولم يجبه وعد فقال الا تسمعني
أجابه وعد انا لم أكن وعد فعاد العقيد عليه قائلاً
انت وعد أجابه وعد أنا لست وعد والعقيد يردّد لا انت وعد أنت جارنا في مدينة الموصل فقال له وعد أنت واهم
والعقيد يكرّر القول أنت جارنا ووعد ينفي
تأكيدات العقيد والعقيد يكرّر أنت وعد أجل
أنت وعد واخيراً أوقفونا والرشّاشات موجهة
الى صدورنا وكان راضي جبر من عمّال التخمير
وعلى بساطته وجسارته يقف خلف غانم حسن
وكان يسحب بكتف غانم حسن الى الوراء وغانم لا يتزحزح وهو ويسحب غانم الى الخلف ليحتل مكان
غانم وغانم يتضجّر ولا يستجيب وقبل ذهابهم
قال العقيد كيف تنكر جيرتنا جيرة العمر اجابه وعد
الله النجّار حقّاً انا جاركم وأخشى ان تظن باني
أطلب عونك وأنا في وضعي هدا فابتسم العقيد
إعجاباً بموقف وعد الله النجّار وغانم عاتب راضي
جبر وقال دمّرتني بالسحب الى الوراء قال راضي
جبر خفت ان تفتح النار علينا وقلت لنفسي عليّ
ان أحمي من كان قريباً منّي فكنت انت الأقرب
لي وقلت مع نفسي غانم في مقتبل الشباب وانا
عشت ما فيه الكفاية وأ ردت أن أحمي غانم
لقربه منّي وأنا فكّرت أن أكون في مكان الشاب
غانم حسن وقلت لنفسي ان أطلقوا النار علينا
وأنا في مكان غانم فستأتي الرصاصة جمرة متّقدة
وعند نفاذها من صدري ستأتي الى غانم باردة
وغير مميتة فعجبوا بموقف الفادي به غانم وهكذا
تكون الرجال عند المحن وإلّا فلا
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فودكاست الميادين| مع الممثل والكاتب والمخرج اللبناني رودني ح
.. كسرة أدهم الشاعر بعد ما فقد أعز أصحابه?? #مليحة
.. أدهم الشاعر يودع زمايله الشهداء في حادث هجوم معبر السلوم الب
.. بعد إيقافه قرر يتفرغ للتمثيل كزبرة يدخل عالم التمثيل بفيلم
.. حديث السوشال | الفنانة -نجوى كرم- تثير الجدل برؤيتها المسيح