الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة إلى نبيل عمرو

طلال الشريف

2020 / 10 / 15
القضية الفلسطينية


أنا رأيت نبيل عمرو في ندوة، منذ ما يزيد عن عقدين، ولكني أتابع لقاءاته وأقرأ كتاباته كلما وجدتها، ولعلني في هذه الظروف والمحنة التي تطوق الشعب الفلسطيني، وصلت لنتيجة لماذا ينجذب المستمع والقارئ لما يقدمه نبيل عمرو، وكيف يقدم رأيه وأفكاره، ولعل المحنة التي نعيشها، أخذتنا لمقارنات بين السياسيين، في سياق التفكير للخروج من المحنة، فالأزمة بالطبع تجبر المهتمين ليروا أكثر عمقاً، وأكثر تدقيقاً في خطابات السياسيين والقادة والكتاب والمثقفين.

ولأننا اليوم كل يغرد على ليلاه، ورغم الفئوية، والعصبوية، التي إجتاحت مجتمعنا الفلسطيني، وعلى رأسها، إشتباك الخطاب الوطني مع الديني الحاد طويلا، والذي أفرز من خلال حدته، "شعبوية عامة"، بات فيها الفلسطيني مندفعا، وحائرا، وفوضويا، وأنانيا، في مرحلة ضبابية قد تطول، يغيب عنها ما كان من خطاب عقلي متمكن، يرسم معالم طريق للنجاة والإنقاذ،
وددت في هذه الضبابية، أن أسلط الضوء على فتحاويا مثابراً، طورد بشدة، حتى ممن كنا نظن أنهم عقلاء، وصلت حد إطلاق النار على فكره ورأيه.

في لحظة العوز لمأساتنا، وليس لحظة الإنبهار بالشخصية، رأيت واجباً على أي ضمير فلسطيني حي أن يصف الأشياء بحقيقتها، خاصة وأن هذه صفة مفقودة بين السياسيين والمثقفين تاريخيا، بأن يتحدث أحد ما، وينصف بإيجابية، وشجاعة الفرسان، زميلاً، أو، شخصيةً تنشط في نفس المجال، فيطري على فكرها وتفكيرها، ولكني، فعلت ذلك مع كثيرين من قبل، وكتبت عنهم، رغم عدم جمعي وإياهم في حزب واحد مثلا، أو، أيديولوجية واحدة، كما يغلب على ثقافتنا، وإنحياز الكتاب، والمثقفين، والسياسيين، عميانياً، لمن هم يماثلونهم في الجسم السياسي، أو الفكري الواحد، ولهذا:

أردت أن أرسل كلمات في رسالة قصيرة للأستاذ نبيل عمرو .. أقول فيها التالي:

السيد نبيل عمرو، لك تحياتي أولاً..

وأنا أراك لا تشعبن، فتتحدث دائما بواقعية المتمكن دون شعبوية الخطاب الساري، ينزلق غالبيتنا إلى الشعبوية، وانا منهم، رغم أن البيئة الفلسطينية العامة، بدءً من الرئيس، ورموز السلطة، ومرورا بحماس وفتح، وباقي الفصائل، والكتاب والمثقفين والسياسيين، متورطون في تلك الشعبوية، والخطاب الشعبوي، وليس إنتهاءً ، بشعبنا الذي هو في الغالب، أصبح شعبوياً، نتيجة عمق الازمة التي تصفعه على مدار الساعة وتفرعاتها وآثارها المقرحة حد الإدماء ..

أقول، وانا اراجع احيانا، وأقلب خطابات الكثيرين، من القادة، والسياسيين، وأرى ما تقدمه من خطابات وكتابات ورسائل حية، فأشعر به خطاباً غاب عن البيئة الفلسطينية، رغم لزومه، وضرورته، في هذا الواقع المتلاطم بالأمواج الشعبوية العاتية، الذي يشرف فيه الجميع على الغرق، وأتساءل:

هل هناك إمكانية للساسة والكتاب والمثقفين الفلسطينيين أن يعودوا لخطاب العقل الواقعي بكل أبعاده وبتمكن؟؟ لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؟؟
أم، أن، بيئتنا أضحت جزءً من واقع عالمي تشوبه الشعبوية في كل شئ، وعلينا مواجهة الشعبوية بالشعبوية؟؟

هذا، وذاك، يصعب علينا، وعلى شعبا، وهمنا، وقضيتنا المسألة، ويحتاج إجابة، رغم يقيني، بأن العقلانية المتمكنة ثقافيا ومعرفياً ستنتصر في النهاية، وتعمم، وتدوم، وأن العالم تاريخيا، قد مر بتجارب الشعبوية، التي كلفته الكثير، وهي مثل وباء، يضرب فترة من الزمن الذي لا يطول كثيرا في العادة، ليعود الناس للعقلانية، ولكن بعد دفع الثمن، وضخامة عدد ضحايا وباء الشعبوية.
لك تحياتي مرة ثانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عبد الله الغانم .. كيف تحول حلم بسيط الى حقيقة؟


.. ما ردود الفعل في إيران عن سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز




.. الولايات المتحدة: معركة سياسية على الحدود


.. تذكرة عودة- فوكوفار 1991




.. انتخابات تشريعية في الهند تستمر على مدى 6 أسابيع