الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لِلحرب العالمية الأولى .. دورات عُنف لا تُغتفّر ..

عصام محمد جميل مروة

2020 / 10 / 15
الارهاب, الحرب والسلام


الحرب العالمية الأولى مهدت الى تقسيم المعمورة ودولها التي سُميت اولى وصناعية كبرى لمقدرتها على صناعة الأسلحة الفتاكة كالطيران والبوارج والصواريخ العابرة للقارات .كانت ادوات ونمط تفوق الكبار على الصِغار . لذلك يقع قادة العالم الأن في إنفصام بعدما يتحدثون في مناقبية حقوق الإنسان ونبذ الإرهاب ؟ والمساواة والقضاء على آفة الفقر والمرض والعوز والجوع والجهل الذي يستشرى في جسد الدول الفقيرة المهمشة .
فَمِنَ المُعيب ان تتخذ الدول المهيمنة والمسيطرة على مكتسبات الإقتصادية الضخة للعالم وتتقاسم الحصص ومعالجة باقي الأمور كما يحلو لها من ابواب مكافحة الأرهاب هنا او صمتهم عن إنشاء انظمة عنصرية كأحتلال فلسطين مثلاً وجنوب افريقيا ودفاعهم المستميت
عن الثروات من النفط والغاز والذهب . ها هم دول منظمة العشرين الأن يتحدون ويقفون صفاً منيعاً بوجه كل من ينتقد عمليات التطبيع والزحف والركوع لدى وعند اقدام العدو الصهيوني .
أمرالرئيس الفرنسي الشاب إيمانويل ماكرون في إجتماع لَهُ مع كبار مستشاريه في قصر الأيليزيه الى إعداد برنامج ضخم في جمع وثائق كبرى بعد مرور قرن من الزمن على إنتهاء الحرب العالمية الكبرى والاولى ، التي كانت فصول كبيرة من الأسباب الاساسية الى إندلاع شرارات الحرب تتقسم الى جزأين كبيرين تقع في وسط اوروبا.
السبب الاول الاحتلال الألماني الى قسم كبير من المقاطعات الفرنسية في "الألزاس"و "اللورين"
بعد ما عُرف أنذاك عن تحول فرنسا الى دولة شبه ضعيفة مما ادى الى اطماع جيرانها من الألمان في محاولة قضم وضم تلك المقاطعات الى ألمانيا في سياسة التوسع والسيطرة والهيمنة على وسط اوروبا الغنية والغربية .
وهناك حدث و دافع لا يقل اهمية في تعزيز فكرة الحرب العالمية الاولى وهو "إغتيال ولي عهد النمسا " في سراييفو من قبل واحد من الطلاب الصرب وكانت يوغسلافيا ترعي على اراضيها مؤتمرات كانت لها علاقة مهمة في تحديد الهوية الحقيقية للقوى التي سوف تتحكم بوسط اوروبا قبل الحرب مباشرة سنة "1914" ،
لكن الحادثتين كانت قد أججت الذرائع نحو تشكيل تحالفات تأثرت من نتائجها جيران كل من فرنسا وألمانيا والنمسا ودوّل اخرى لها دور في الأستعمار والإستغلال في التنافس المعروف أنذاك في توسيع هيمنة الدول تلك عبر إرسال أساطيلها البحرية وغزواتها شرقاً وغرباً بحثاً عن جديد في بقاء ما يُسمى الإمبراطوريات التي لا تنام .
لكن الإستراتيجية الغدارة التي أتخذتها تلك الدول كانت تتصادم الى حد الإلغاء خصوصاً بعد التكلفة الغالية لخوض تلك الحروب وتجييش العشرات من الملايين من ابناء اوروبا في إنشاء جيوش وحلفاء كانت كلفتها في تعجيل الموت السريع والجوع والفقر والأنقسام ، خلافاً عن النتائج والخسائر البشرية ، التي فاقت اكثر من عشرين مليون "ضحيةً "، وتشريد الملايين من ابناء اوروبا قبل وبعد ان تدخل الولايات المتحدة الامريكية وإمبراطورية اليابان في الحرب مباشرةً حيث كان تدخلهما بوابة عبور لدول اخرى وكبرى في خوض غمار الحرب خوفاً من إزاحتها وإزالتها عن الخارطة السياسية وحتى الجغرافية ،وهذا ما حصل للأمبراطورية العثمانية والتركية التي كانت تشارف في أحتلالها لأوروبا وصولاً الى حدود "النمسا" ،
وأثناء تلك الظروف القاسية والصعبة شقت الثورة السّوفياتية الحمراء "1917" دربها في اكبر تحدى للأمبراطوريات الروسية السالفة . حيث صار الإتحاد السوفييتي ركناً اساسياً في الإنسياق سريعاً الى الحرب ،ومهد الى إشتراكية فقدت رونقها وعدم صراحتها للشعوب إلا في مسار واحد وهو تصدير الثورة عبر القارات ،
الى ان ساد العالم أنذاك موجات من الضياع في تقسيم الحلفاء مدخرات وإقتصاد وحتى أراضي الدول في اوروبا وفِي العالم الثالث من "منح من لا يملك لمن لا يستحق " في إشارة الى "وعد بلفور " الذي منح فلسطين الى إسرائيل ، ولاحقاً إقامة مملكة مصغرة في جنوب افريقيا وسحق وطرد السكان الأصليين الافارقة ومصادرة ممتلكاتهم لا بل جعلهم "عبيداً" يخدمون اسيادهم من "العرق الأصفر والابيض " الى الأن ، وهناك دول وبلاد عانت الامرين ولم تزل نتيجة غلوّ وغطرسة الدول الصناعية الكبرى حيثُ تقدم نفسها كأنها حاكم على مستقبل العالم شرقاً وغرباً جنوباً وشمالاً ،وإن كان ذلك القول الشهير كتعبير لاحقاٍعن عمق الهوة بين الدول الكبرى المستعمرة والدول الصغرى التي بالكاد تستطيع ان تتجاوز محنتها اثناء مراحل الجوع والمرض والاوپئة الفتاكة "كالطاعون" التي اصابت معظم القارات ولم يسلم أحداً من تداعيات الحرب العالمية الاولى .
كذلك هناك اكبر نتائج هوّل الحرب العالمية الاولى التحضير العلني للحرب العالمية الثانية "1945"
التي كانت بدورها أفظع من سابقتها في الخسارة البشرية طالت عشرات الملايين من الأبرياء التي حصدتهم انانية الزعماء الذين ما برحوا في مناصبهم يتمتعون بأثار العنجهيات اللعينة على سبيل المثال "المملكة المتحدة الأمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس" ، و"فرنسا نابوليون والهجمات (الصليبية) المشهورة" ،وليس اخيراً"امريكا العظمى"، كانت في مشروع وعقل الرئيس دونالد ترامب الذي لا يرا امامهُ سوى الهيمنة والسيطرة دون محاسب.
عندما نعود ونتذكر ونقرأ عن وقائع تلك الحروب القذرة والمقززة للأبدان إذا ما شاهدنا القتل الجماعي للجنود في اثناء إستعار نيران تلك الهمجية التي يقوم بها الانسان ضد أخيه الانسان
يتسائل البعض عن من هو المهزوم فعلاً ومن هو المنتصر فعلاً؟
إذا كانت الدول الكبرى الان بعد مرور نزاعات أدتّ الى تشكيل ما بعد الحرب الهائلة تلك في ثقلها على الشعوب وإقصاء إمبراطوريات ومماليك ووضع برامج جديدة وتعاليم تقدمية في تحسين النمو والتطور للعيش بلا نزاع ،
هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق تلك الجهات التي تُعتبرُ أدوارها مهمة على الساحة الدولية .
وإلا كيف يحق للرئيس إيمانويل ماكرون وللزعماء الروؤساء الأخرون في التجمع على ارض فرنسا وتحت قبة "قوس النصر" وامام" قبر الجندي المجهول" لإعادة الاعتبار للذين دفعوا ارواحهم مرغمين وليس مختارين وكانوا وقوداً للحرب التي كانت اخر أعلان عن أيقافها في "-11-11-تشرين الثاني -الساعة الحادية عشر-من العام 1918-"
من اهم ما يجب النقاش والتحدث عَنْهُ الان هل تستطيع تلك المجموعة من الزعماء ان توقع ميثاق الحد من "الانتاج للأسلحة الفتاكة والنووية " التي لا بد من إستخدامها ذات يوم .وإلا كيف يدعو رئيس دولة كبرى للعودة الى قرن من الزمن الى الوراء وإستحضار التاريخ الذي سُجِّل بدماء البشر،
هل يستطيع المؤتمرون في المهرجان والمظاهرة العالمية التي أجتاحت شوارع باريس ان تقدم ورقة أعتذار ونقد ذاتي للأذي وللإستغلال للشعوب المقهورة التي ما تزال تتجرع كأس الذل والجوع والفقر المٰمنهج نتيجة حسابات الكبار والكبار جداً جداً،
عصام محمد جميل مروّة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن


.. الشرطة الفرنسية تعتقل شخصا اقتحم قنصلية إيران بباريس




.. جيش الاحتلال يقصف مربعا سكنيا في منطقة الدعوة شمال مخيم النص


.. مسعف يفاجأ باستشهاد طفله برصاص الاحتلال في طولكرم




.. قوات الاحتلال تعتقل شبانا من مخيم نور شمس شرق طولكرم