الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دحض شبهة تنزيه الإله عن الشر

أودين الآب

2020 / 10 / 15
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


تحياتي احبائي
لفت نظري في الفترة الأخيرة تبني بعض المؤمنين لعقائد المعتزلة و بعض الفلاسفة المتألهة و ذلك في محاولة لتنزيه معبودهم عن صفة الشر الملازمة له . مع العلم بأن مراجع المسلمين نبذوا هذه العقائد و حتى أن الكثير من أئمة اهل السنة والجماعة كفروا معتنقي هذه العقائد.
نقول في الرد على كلامهم مستعينين بحول العقل و قوة المنطق ما يلي: انتم اصبحتم تنفون عن ربكم مشيئته للشر مع أن النصوص اثبتتها في محاولة لإنقاذ الدين و تبرير الإيمان، لكن نقول لو سلمنا بمقالكم هذا لن ينفي الشرانية عن ربكم للأسباب الآتية.
أولا من اابديهي و المعروف أن خلق الشر من دون إكراه شر . و هذا ربكم فعله لما خلق إبليس و هو يعلم انه سوف يُضل الناس و يجعلهم يكفرون و ينحرفون عن طريق الحق و من طبيعة الحال أن تعترفوا أن إلهكم خلقه بحريته من دون أن يغصبه أحد لأن لو كان أحد يستطيع ان يقهر ربكم و يجبره على فعل شيء رغماً عنه لأستحالة الألوهية في حقه و لكان من قهره أحق منه بها.
و قد خلق أشياء شريرة أخرى مثل الطمع و الغرور و الكراهية و النذالة و غيرها من الأمور الشريرة التي لا مجال لحصرها و قد فعل ذلك مختاراً مدركاً للعواقب.
ثانيا عدم إيقاف الشر مع الإستطاعة شر و هذا ما سوف نثبته عبر هذا المثال .
لنفترض لو اني علمت بوجود مجرم يريد اغتصاب طفل صغير و قتله ، ألا يكون من واجبي منعه ؟
قطعاً سيكون الجواب نعم . و انا على الصعيد الشخصي سوف احاول منعه لو كلفني ذلك حياتي .
إذاً كيف سيكون الحال لو استطعت منعه فقط عبر إرادتي ذلك عندها سيكون من الأوجب عليا منعه . و على هذا القياس اكون انا البشري اصلح و انفع من الإله و يكون الإله شرير , و هذا متحقق لأن معبودكم سمح بالكثير من الحوادث المشابهة أن تحصل .
ملاحظة لايتجراء أحدكم على أن يتحجج بمسألة احترام ألله للإرادة الحرة لأن ربكم لم يحترم إرادة الطفل الحرة و لا إرادة أهله الذين سوف تحترق قلوبهم عليه .
من خلال دراستي للأديان الإبراهيمية وجدت أن كل إتباع هذه الأديان تؤمن بنوعين من الإله لأول هو الذي بإرادته و علمه يُرسل المجرم المغتصب لكي يغتصب الطفل و يقتله ، ثم بعد ذلك بفترة يُميت المجرم و يعذبه بالنار.
و النوع الثاني هو الذي يعلم أن هناك مجرم سوف يغتصب طفل و يقتله و مع ذلك لا يفعل شيء سوى مشاهدت الطفل يُغتصب ثم يقتل و بعد ذلك بفترة يميت المجرم و يدخله النار !!! و كما هو واضح كِلا النوعين شرير و من الجريمة وصفه بأنه خيّر فما بالك بكلي الخيرية .
أخيرا من المعروف انه إذا كان هدف العقوبة التعذيب بدل الإصلاح تكون العقوبة لا أخلاقية .
و الذي يقوم به لإله أبشع من ذلك بحيث انه (يخلق) بشر و هو يعرف انهم عصيين على الإصلاح ثم يقومون هؤلاء الأشرار بتعذيب الطيبين ثم بعد فترة يميت الأشرار و يعذبهم،
الحاصل من هذا انه (خلق) الكثير من البشر فقط ليعذبوا غيرهم و ليعذبهم هو و بدون معنى ، إذ لن يحصل لهم إصلاح بعد الموت . إن من لا يرى المستوى الفائق للشر في هذا الفعل يكون اعمى ولا عقل له و لا يحق له التكلم في الفلسفة و المنطق .
لمزيد من الفائدة راجع مقالتي صفات ألله المخفية (المضل)
مع محبتي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبة على العقوبات.. إجراءات بجعبة أوروبا تنتظر إيران بعد ال


.. أوروبا تسعى لشراء أسلحة لأوكرانيا من خارج القارة.. فهل استنز




.. عقوبات أوروبية مرتقبة على إيران.. وتساؤلات حول جدواها وتأثير


.. خوفا من تهديدات إيران.. أميركا تلجأ لـ-النسور- لاستخدامها في




.. عملية مركبة.. 18 جريحًا إسرائيليًا بهجوم لـ-حزب الله- في عرب