الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أبو الحسن علي الأشعري (873 – 935 م)

غازي الصوراني
مفكر وباحث فلسطيني

2020 / 10 / 15
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع




متكلم وفقيه عربي، ولد في البصرة سنة 260 ه / 873م، ومات في بغداد سنة 324 ه / 935م، تردد في شبابه على مدرسة المعتزلة، ودرس مذاهبهم، وتمسك بتعليمهم حتى عامه الأربعين، وحرر في الدفاع عنه عدداً من الرسائل، بيد انه اختلى في منزله لما بلغ الأربعين، وخرج من خلوته التي دامت أسبوعين على الأقل ليعلن على الملأ، في الجامع الكبير بالبصرة، إنكاره لمذهب المعتزلة وتخليه عنه نهائياً، وقد حار مترجمو حياته في تعليل انقلابه هذا، ومن الممكن رده إلى أسباب داخلية وخارجية معاً، حيث يزعم البعض من خصوم المعتزله، أن فقهاء المعتزلة في مذهبهم العقلاني في تصور الله وخلاص الإنسان "جرح عاطفة الأشعري الذي عز عليه أن يرى الألوهية وقد صارت موضوعاً للنظر العقلي وتجريداً خالصاً لا يمت بصلة لا إلى العالم ولا إلى الإنسان"!! ومن هنا كان ارتداده الذي جاء لا ليحل مشكلته الداخلية فحسب، بل كذلك ليوفر لأهل السنة المنقسمين على أنفسهم وسيلة لاستعادة وحدتهم وضمان مصالحهم الذاتية"([1])، من خلال مذهب الاشعري النقيض لمذهب المعتزلة ومن خلال بلورة الأشعري "لآراء التيار السلفي في مذهب متكامل الجوانب، بحيث كان هذا التيار في مقدمة حركة المعارضة التي انتصبت في وجه المعتزلة، لكن التيار الأشعري على الرغم من كونة سلفياً، إلا أنه –كما يقول د. مروة- استخدم الطريقة العقلية كالمعتزلة، لكن بصورة شكلية([2]).
" لذلك كله نحن نزعم أن الأشعري حين استخدم شكليات المنهج العقلاني في مذهبه الكلامي المناوئ لعلم الكلام المعتزلي، كان يدرك انه لم يبق في زمنه مجال لمحاربة الفكر المعتزلي بفكر متخلف عنه، أي بمنهج سلفي خالص كانت قد تجاوزته العملية التاريخية نهائياً.. وهذا الكلام نفسه يجري على الغزالي كلياً، حين اعلنها أيضاً حربا ايديولوجية "مقدسة" على الفكر الفلسفي المتحرر من اللاهونية التقليدية.
من هنا رأينا علم الكلام الاشعري يستخدم الاستدلال المنطقي، وشعار حكم العقل، ويرفض القول صراحة بالجبر في مسألة أفعال الانسان، ويتكلم بالجوهر والعرض وبالمذهب الذري، بل تكلم بالعلة كذلك، هذا هو الهيكل العام للمنهج الاشعري الذي يوهم انه منهج "عقلاني" لكي يجد لنفسه "مبرراً" للوجود في عصر كان المنهج العقلاني المعتزلي قد فرض فيه سيطرته المباشرة وغير المباشرة معا"([3]).
ظل مذهب الاشعري يعتبر بدعة إلى أن انتصر له نظام الملك السلجوقي، ثم جاء الغزالي فَكَمَّلَ ما بدأه، ولم يصلنا من كتبه إلا القليل، ومنها مقالات الإسلاميين، وقد ضمنه عرضاً موضوعياً لجميع المذاهب المعروفة في عصره، أما أهم ما وصلنا من مؤلفات مرحلته الثانية السُّنية فكتاب "الإبانة عن أصول الديانة"، وفيه عرض دقيق لمذهب الإسلام السُّني، وكتاب "اللمع في الرد على أهل الزيغ والبدع".
قالوا عنه:
"إن مذهب الأشعري الفكري يحكمه هم التوفيق بين نقيضين، ومن هنا عَرَف فكره ومذهبه إقبالاً واسعاً للغاية في الإسلام السني على مدى قرون عديدة .. وفي جميع الحلول التي يقترحها لا يخضع الأشعري لاعتبارات نظرية وعقلية بقدر ما يخضع لبواعث روحية ودينية". (هنري كوربان).
 


([1])  جورج طرابيشي – معجم الفلاسفة – دار الطليعة – بيروت – ط1 – أيار (مايو) 1987.– ص 65
([2])  حسين مروة – النزاعات المادية في الفلسفة العربية الاسلامية – الجزء الأول –  دار الفارابي- ط1 – 1978 – ص692.
([3])  المرجع نفسه – ص866








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: اجتماع أمني تشهده وزارة الدفاع حاليا


.. القسام تعلن تفجير فتحتي نفقين في قوات الهندسة الإسرائيلية




.. وكالة إيرانية: الدفاع الجوي أسقط ثلاث مسيرات صغيرة في أجواء


.. لقطات درون تظهر أدخنة متصادة من غابات موريلوس بعد اشتعال الن




.. موقع Flightradar24 يظهر تحويل الطائرات لمسارها بعيداً عن إير