الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور الكتب الصفراء في طغونت المجتمعات

طلعت خيري

2020 / 10 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من الاية 67 – 81 المائدة

بعث الله الرسل الى المجتمعات لتصحيح الاعتقاد بالله -- للاستعداد ليوم الحساب ان يقولوا يوم القيامة ما جاءنا نذير -- وجه الله النبي لتبليغ أهل الكتاب – قائلا-- يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ – فمن الطبيعي سيتعرض التبليغ الى معارضه شديدة من قبل المراجع الدينية وأصحاب المصالح الطائفية المنتفعة اقتصاديا وسلطويا من خرافات أهل الكتاب – فالنبي خاف من ذلك التبليغ-- لان تجربته مع قريش كانت قاسية عليه وعلى المؤمنين – محاولا الابتعاد عن الدخول في اي جدال عقائدي جديد مع أهل الكتاب وقد يتبلور الى ردا عنيف من ناحية الفكر-- أو قد يتأزم الوضع على عمل انتقامي كالتأمر مع مشركي قريش أو تدبير له محاولة اغتيال – باشر يا محمد في التبليغ فان لم تفعل فاعلم انك لم تكمل رسالة ربك -- طمئن الله النبي --قائلا --والله يعصمك من الناس - ففي حالة إعراض واستكبار البعض منهم -- فعلم ان الله لا يهدي القوم الكافرين –

يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ{67}

بلغ الله أهل الكتاب على لسان محمد –قائلا – قل - يا أهل الكتاب لستم على شيء بمعنى ان الله رافضا عبادتكم وطقوسكم وسنن أنبيائكم وكتبكم الصفراء التي ألفها الطواغيت رجال الدين - حتى تقيموا التوراة والإنجيل اللتان أنزلتا في القران-- وما انزل إليكم من ربكم - أي القران لتطبيق بقية الأحكام والتشريعات المجتمعية التي لم تذكر في كتابي التوراة والإنجيل – ونتيجة التبليغ انقسم أهل الكتاب الى قسمين – القسم الأول امن بالله وبأمر التبليغ متحملا الانهيار الاقتصادي وتدني المستوى المعيشي بسبب الابتعاد عن المحرمات المنسوبة الى الله والتي كانت تدر عليهم الأموال من السحت – طمئنهم الله –قائلا-- وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم – أما القسم الثاني –بقى متمسكا بالمورث الديني خوفا من فقدان المصالح الاقتصادية محاولا الحفاظ على فكر القاعدة الجماهيرية لمنعهم من الانجرار وراء أوامر التبليغ – مما اضطر منظري الفكر الطائفي الى الطعن بالقران سياسيا واتهام التنزيل -- بالكفر والطغيان -- مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً – فلا تاس ولا تأسف على القوم الكافرين -- قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ

قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ{68}

آلاف الكتب عند أهل الكتاب من اليهود والنصارى والذين هادوا تدعوا الى عبادة الله –آلاف الكتب عند الصابئة تدعوا الى عبادة الله –آلاف الكتب عند الشيعة والسنة تدعوا الى عبادة الله – كلها بالحقيقة مجرد ذكر اسم الله بدون أي عبادة تذكر – جميع الكتب القديمة والحديثة من تأليف الشياطين رجال الدين طواغيت الشعوب عناوينها لامعة مضامينها محاربة الله وتسييس الدين للمصالح الحزبية والطائفية ولجمع الأموال من السحت –كتب سحقت الطبقة الفقيرة بالربا وكتب بثت العداوة والبغضاء بين الشعوب – وكتب استولت على الأرض باسم المقدسات والوعود المزعومة – وكتب حرقت الأقليات بالتطهير العرقي – كل هذا لا يريده الله ثلاثة أشياء بسيطة فقط تنالون بها رضاه – ان الذين امنوا من أهل الكتاب الذين لم يكن إيمانهم بالمستوى المطلوب والذين هادوا والنصارى من امن بالله –أولا-- واليوم الأخر –ثانيا -- وعمل صالحا - ثلاثا – فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون – طالما الدين بهذه البساطة علام هذا الكم الهائل من الكتب – آما ان الأوان لحرق كتب الطواغيت

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحاً فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ{69}

الطبيعة البشرية دائما تميل الى الأهواء وترفض التقيد وخاصة في مجال الدين فالأهواء هو كل ما تهواه النفس وتتكيف له – فالطواغيت رجال الدين لعبوا على وتر الأهواء لاستقطاب الفاسدين الى دين يقبل الرذيلة تحت اسم الله لممارسة الحريات الشخصية بفتوى سياسية رفعت القيود أمامهم– فأكثر الشعوب رغبة لممارسة الحريات الشخصية هم بني إسرائيل ولع مفرط بالأموال من أي كان مصدرها –كل شيء عندهم سلعة والمعيار هو الربح – موقف بني إسرائيل أصحاب الأهواء من الدعوات الدينية – لقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل – والميثاق هي الأدلة التي توثق العقل بالدليل القاطع الذي لا يمكن إنكاره إلا من غيب عقله متعمدا – وأرسلنا إليهم رسولا كموسى ويحيى وعيسى ومحمد كلما جاءهم رسول يخالف أهوائهم تصدوا له على محورين -- الأول كذب-- الثاني قتل – القتل لا يقصد به موت الرسول بالقتل إنما قتل الدعوات الأنبياء لمنعها من الانتشار كتمويل جهات بالأموال مهمتها طرح الأفكار المضادة التي تمنع المجتمعات من التأثر بأي دعوه حقيقية -- لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّمَا جَاءهُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقاً كَذَّبُواْ وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ – معتقدين ان إعراضهم عن ميثاق ربهم ليس فتنة - فعموا أعينهم وصموا أذانهم مع علمهم بالحقيقة --ثم تاب الله عليهم -- فعموا أعينهم وصموا أذانهم كثيرا منهم والله بصير بما يعملون - وَحَسِبُواْ أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُواْ وَصَمُّواْ ثُمَّ تَابَ اللّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ كَثِيرٌ مِّنْهُمْ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ

لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّمَا جَاءهُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقاً كَذَّبُواْ وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ{70} وَحَسِبُواْ أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُواْ وَصَمُّواْ ثُمَّ تَابَ اللّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ كَثِيرٌ مِّنْهُمْ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ{71}

من الأساليب الخبيثة التي اتبعها الطواغيت رجال الدين في تمرير أفكارهم الشيطانية على أصحاب الأهواء هو انساب كل ما يريدون طرحة الى الأنبياء ليكتسب الشرعية العقائدية ومن ثم يسند الى شخصيات دينية من نفس الفترة ليكتسب المصداقية من عمق التاريخ – كان للانشقاق التاريخي في القرن الثالث الميلادي فرصة ذهبية أمام الطواغيت لتحريف كتاب الإنجيل - وباتفاق سياسي بين الذين هادو والنصارى تم تدوين صلب المسيح فيه -- ولإسناد الصلب واقعيا -- بدأت عميلة التشبيه الروائي التمثلي للصلب حيث يقوم بعض الأشخاص المؤثرة في انتحال شخصيات من تلك الفترة يرتدون ملابس كملابسهم ويحملون أسلحة كأسلحتهم مع بعض الديكورات القديمة -- كمشاهد تاريخية سلفيه مؤثره تشير الى تلك الفترة –ثم ينسب التشبيه بثقافته وتاريخيه ووقائعه الى المسيح بمعنى ان يسوع المسيح هو روى قصته وما جرى له خلال تلك الفترة – فعندما نقرا في الإنجيل ليلة ألقاء القبض على يسوع نجد انه على علم باعتقاله لذا اخبر تلامذة --قائلا -- أحدكم سيقوم بتسليمي لليهود الى بقية الرواية كخروجه من القبر وصعوده الى السماء ليكون المسيح هو الله -- بالتشبيه وبالتمثيل التاريخي وما رواه المسيح عن نفسه رسخت عقيدة المسيح هو الله --وصل أهل الكتاب الى صدر الإسلام وهم يحملون أفكار الطواغيت المسيح هو الله – رد الله عليهم – قائلا-- لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ -- المشكلة هي ان أصاحب هذا الرأي يعتقدون ان يسوع المسيح هو من قال لبني إسرائيل (أنا الله ) – ولكي يبطل الله أكاذيب الطواغيت رجع بالحدث الى فترة نزول الإنجيل الأول ليكشف لهم حقيقة ما قاله المسيح لبني إسرائيل – فقال -- وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ

لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ{72}

في القرن الثالث الميلادي انشق الحواريون أهل الإنجيل الى عدة طوائف -- النصارى وعقيدتهم عيسى ابن الله – وطائفة أخرى تعتقد ان المسيح هو الله – وطائفة أخرى تعتقد ان المسيح عيسى ابن مريم ابن الله – وطائفة أخرى تعتقد ان المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وهي إحدى طوائف بني إسرائيل -- وطائفة أخرى تعتقد ان المسيح وأمه إلهيين – وطائفة أخرى تعتقد بان الله ثالث ثلاثة --تلك الطوائف لا علاقة لها لا ببني إسرائيل ولا باليهود لان أصل الانشقاق بين الحواريين مؤمني الدعوة الإنجيلية – نعم بعد انشقاق رجعت كل طائفة الى أصل كتابها كالذين هادوا وبني إسرائيل الى توراة يحيى والنصارى الى إنجيل عيسى-- لكن في فترة القرن الثالث الميلادي فترة الانشقاق لا وجد لا للمسيح ولا لعيسى -- فعندما يذكر الله عيسى مع بني إسرائيل أو المسيح مع بني إسرائيل هذا يعني ان القران رجع بالحدث الى أصل الدعوة الإنجيلية في بداية القرن الأول الميلادي – أما الطوائف التي ذكرنها والتي تكونت بعد الانشقاق حملوا نفس المسميات الى صدر الإسلام – ونتيجة للصراع السياسي بين طوائف أهل الكتاب على ماهية الإله تم الاتفاق على صيغية نهائية ترضي جميع الإطراف المتنازعة فجعلوا لكل طائفة اله يرمز الى الله --فقالوا --ان الله ثالث ثلاثة – الأب والابن– وروح القدس الملك الذي واقع مريم لتحمل منه المسيح – فكل اقنوم يرمز الى الله بمعنى كل واحد منهم في لله حسب المعتقد ( ثالث ثلاثة) أو الثلاثة في واحد-- رد الله عليهم --قائلا - لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ –بعد تصحيح الاعتقاد يسألهم القران - قائلا -أفلا يتوبون عن قولهم ان الله ثالث ثلاثة ويستغفرونه والله غفور رحيم – أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ – بيًّن الله الماهية الحقيقية للمسيح وأمه للكف عن قولهم ان الله ثالث ثلاثة – قائلا -- ما المسيح عيسى ابن مريم إلا رسول خلت من قبله الرسل – خلت جاءت من الإخلاء أي خلوا الدنيا وتركوها بعد ان أدوا رسالتهم ولم يبقوا أحياء ليكونوا شركاء مع الحي الذي لا يموت وأمه صديقة صدقت بكلمات الله وأمنت بأمره – ولكي يرفع الله الإلوهية عن المسيح وأمه بين سلوكهما البشري -- قائلا -- كانا يأكلان الطعام كمثل باقي البشر –انظر يا محمد كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون – أي يكذبون بتعمد مع علمهم بالحقيقة -- مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ

لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ{73} أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{74} مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ{75}

ماذا تستفد طوائف أهل الكتاب من تجسيد الثلاثة في اله المسيح يدًّعون انه الله -- وكان هو وأمه يأكلان الطعام --هنا مجرد للانتباه الى ما يعبدون - قائلا - أتعبدون من دون لله ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا والله هو السميع العليم --قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً وَاللّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ -- الغلو وهو ارتقاء بالبدع والضلالة والمحدثات الى مراتب عليا لطمس ما هو حق -- وهذا أسلوب الطواغيت رجال الدين --ان كان لأهل الأديان رغبة بالغلو فليغلوا بما هو حق أي يستحق ان يغلى به -- من أنواع الغلو هو غلو أهل الكتاب بالمسيح الى مكانة الإله وهذا ما لا يرضى لله به – يا أهل الكتاب لا تعطوا للشيء أكثر من استحقاقه ولا تتبعوا أهواء قوم أضلهم الطواغيت من قبل ضلوا كثيرا من الناس -- فضلوا وأضلوا عن سواء السبيل -- قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ --

قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً وَاللّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ{76} قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ{77}

بيًّن الله موقف المعارضين من بني إسرائيل لدعوات الأنبياء في ثلاث فترات -- الأولى قبل الميلاد - الثانية بعده - والثالثة فترة نزول القران – أصحاب الأهواء والحريات الشخصية من بني إسرائيل هم الأكثر معارضة للأديان على وجه الأرض – ويعتقدون بان الله عندما وهب الحياة والطبيعة جعلها للاستمتاع بالغرائز والأهواء دون عائق – جمع الله الفترة الأولى والثانية -- قائلا -- لعن الذين كفروا من بني إسرائيل ليس جميعهم فقط الذين كفروا بالأنبياء على لسان الملك داوود وعيسى ابن مريم وذلك بما عصوا وكانوا يعتدون أي على محرمات الله -- لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ - نأتي الى الفترة الثالثة صدر الإسلام -- استطاعت الدعوة القرآنية استقطاب بعض المعارضين للأنبياء من بني إسرائيل الى الإيمان بالله وبالنبي المرسل غير ان إيمانهم لم يكن بالمستوى المطلوب –فبسبب غرائزهم وأهوائهم الدنيوية لم يتمكنوا العيش في مجتمع مؤمن يرفض المحرمات مما اضطروا الى التعايش في مجتمعات وثنية يجدون فيها جميع حرياتهم الشخصية - فقال - وترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا من أهل الكتاب ومشركي العرب لبئس ما قدمت لهم أنفسهم ان سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون – تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ -- لو كانوا فعلا يؤمنون بالله والبني وما انزل إليه لما عصوا الله في غرائزهم وشهواتهم وأهوائهم مفضلين مولاة الكفار والعيش معهم على حساب إيمانهم – وهذه الاية تنطبق على بعض سكان الخليج العربي الذين يقضون معظم حياتهم في البلدان التي تسمح بممارسة الحريات الشخصية دون عائق ففضلوا مولاة الكفار والعيش معهم على حساب دينهم – فعندما يرجعون الى بلدانهم يصلون ويزكون ويحجون -- ولكن كثيرا منهم فاسقون - وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَـكِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ

لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ{78} كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ{79} تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ{80} وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَـكِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ{81}


ان كان عند أهل الكتاب المئات من الكتب الصفراء فعند الشيعة والسنة وبقية الطوائف الإسلامية الملاين من الكتب الصفراء كلها تهدف الى إزهاق الحق ونصرة الباطل ألفها الشياطين رجال الدين لطغوتت المجتمعات ليكونوا عبيدا لهم -- لا عباد لله – فاحلوا المحرمات – وسلبوا أموال العوام والجهلة من الناس باسم الله –فأصبحت المجتمعات الإسلامية أكثر الشعوب جهلا وتخلفا وكفرا وظلما وقهرا وتهجيرا وقتلا وتسلطا -- يا أيها الناس أما ان الأوان لحرق كتب الطواغيت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وهل الانبياء معصومين
مروان سعيد ( 2020 / 10 / 16 - 20:00 )
تحية للاستاذ طلعت خيري وتحيتي للجميع
وحسب الاية التي وضعتها حضرتك
يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ{67}
ولو صدق الاهك لما قدروا تسميمه او سحره فقد مات محمد وهو مسموم
وهذا دليلي انظر الدقيقة 33
https://www.youtube.com/watch?v=8mfmKkqCAgA
الاخ مارك كان من اساتذة الازهر
وساتابع معك بعد ان اكمل قراءة تكملة موضوعك
ومودتي للجميع


2 - الشيخ عدنان ابراهيم وقطع منه الوتين
مروان سعيد ( 2020 / 10 / 16 - 21:19 )
لاان الكذبه سيقطع وتينهم
لااخذنا منهم بالوتين
https://www.youtube.com/watch?v=oqrTsdA8n_g
{ لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ } وهو عرق متصل بالقلب إذا انقطع مات منه الإنسان، فلو قدر أن الرسول -حاشا وكلا- تقول على الله لعاجله بالعقوبة، وأخذه أخذ عزيز مقتدر، لأنه حكيم، على كل شيء قدير، فحكمته تقتضي أن لا يمهل الكاذب عليه،
وقال الرب سياتي بعدي انبياء كذبة كثيرون
ومن له فهم فليفهم
ومودتي للجميع


3 - تحية طيبه
طلعت خيري ( 2020 / 10 / 17 - 21:58 )
مروان
مفهوم والله يعصمك من الناس لا علاقة له بالموت كما هو مفهوم عند الإسلام السياسي لو كان كذلك لما مات محمد وغيره من الأنبياء – يعصمك بمعنى يحميك من الأفكار المضادة – فالقران سوف تصدى لأي طرح عقائدي -- وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الحق


4 - تحية طيبه
طلعت خيري ( 2020 / 10 / 17 - 22:21 )
مروان
تقصد ان محمد كذاب مات مسموما فقطع الله منه الوتين – لكن محمد أكمل رسالته وهذا التحذير جاء في بداية الدعوة { لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ } –وهذا دليل واضح لو ان محمد كان كذابا لقضى الله عليه – أما عن قول يسوع احترزوا من الأنبياء الكذب الذين يأتون بعد – يا أهل الكتاب ارسوا على بر في يسوع إما اله وإما نبي – أما اله ونبي في وقت واحد هذا ما لا يصدق

اخر الافلام

.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س


.. كل يوم - د. أحمد كريمة: انتحال صفة الإفتاء من قبل السلفيين و




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: صيغة تريتب أركان الإسلام منتج بش