الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رواية تحت عنوان فتى المدينة للكاتب الفلسطيني سمير الجندي ودعوة الشعب الفلسطيني للدفاع عن القدس عاصمة لفلسطين .

حسن ابراهيمي

2020 / 10 / 16
القضية الفلسطينية


لقد كان بودي أن أتناول رواية تحت عنوان فتى المدينة للدكتور سمير الجندي من منطلق التركيز على القدس , وما تتعرض له القضية الفلسطينية من قرارات تستهدف تصفيتها ,لكن بما أنني حللت رواية تحت عنوان فانتازيا لنفس الكاتب في مقالة منشورة بصفحتي في الحوار المتمدن فإنني تجنبت التكرار ذلك أن الروايتين تستهدفان تحرير الشعب الفلسطيني من قبضة الكيان الصهيوني .
وعليه سوف أركز على جوانب أخرى ضمن هذه الرواية القيمة ,منها ما يتعلق بتتبع مواقف بطل الرواية المتعددة ,والمتنوعة ,والتي جاءت تحملها مضامين الرواية من أولها إلى آخرها ,ولعل ما أثار انتباهي ضمن هذا الاطار هو صمود هذه الشخصية في الكثير من المواقف ,والدفاع على القدس ,وعن الشعب الفلسطيني من منطلق الرغبة في التحرر من الكيان الصهيوني ,وتجلت هذه المواقف في العديد من فقرات الرواية ,غير أنه لاحظت نوعا من التذبذب من خلال النقاش الذي دار بين هذه الشخصية ورجل تعليم داخل مؤسسة تربوية حيث أظهر هذا النقاش أن الشخصية الرئيسية مصابة بالإحباط ,وعدم القدرة على الاستمرار في النضال لتحقيق الهدف المذكور سابقا ,وبالتالي عدم القدر على استكمال الالتزام بموقف مشرف ,ويتضح ذلك من خلال الادلاء برأي حول ترهل أداء بعض الفصائل الوطنية التي تراجعت عن الخط التحرري مما يفسر تراجعها بخصوص تبني موقف المقاومة المسلحة والإكتفاء بالتظاهر السلمي ,ويبدو هذا الموقف من خلال موقف الشخصية الرئيسية موقفا تراجعيا لن يؤدي إلى استكمال حركة التحرر بفلسطين ,ولا يعبر على الصمود المطلوب لخوض معارك فرضها الاحتلال الصهيوني على الشعب الفلسطيني من أجل تحقيق استقلاله ,لكنه إذا كان هذا الموقف يلزم أقلية فإن موقف أغلب الفصائل مازال يبشر بالخير ,حيث ما زالت أغلب الفصائل تصطف إلى جانب الشعب الفلسطيني في معارك متعددة تؤطره , وتساهم في نشر الوعي في صفوفه وفقا للإمكانيات المتاحة .
وعليه فالواقع ما زال ما زال يفرز هذه المواقف في كثير من الأحيان حيث ما زالت العديد من الفصائل تصطف إلى جانب الشعب الفلسطيني , صحيح أنه ليس بنفس الشكل لكن الموقف ما زال يمارس .
من جانب آخر هناك مسالة أخرى اعتقدت بأنه لابد من التطرق لها ,ويتعلق الأمر بنفس الموقف الذي جسدته الشخصية الرئيسية خارج فلسطين ,أي أثناء سفرها إلى أسيا , إذ كان من المفروض أن تلعب دورا مهما فيما يتعلق بالتعريف بالقضية الفلسطينية ,والتركيز على طبيعة العلاقة التي تربط الشعب الفلسطيني بالكيان الصهيوني ,و إثارة جوانب مهمة من هذا الصراع المرير ,والاشارة الى حصيلة نضال الشعب الفلسطيني ضد هذا الكيان من أجل الحصول على استقلاله , والتعريف بقضية الأسرى ,ودفع بعض شعوب اسيا للتضامن مع الشعب الفلسطيني في نفس الوقت أعتقد أنه ينبغي إثارة ما قدمه الشعب الفلسطيني من شهداء في سبيل الحصول على استقلاله , صحيح أن التعريف بعادات هذه الشعوب مسالة أساسية , لكن نعتقد أنه من المفيد تمثيل الشعب الفلسطيني في كل المحافل ما دامت الرواية أثارت قضية القدس , بل قضية تحرر الشعب الفلسطيني في نهاية المطاف .
وفي الأخير فانه يمكن أن نقول بأن الرواية جاءت لتلفت انتباهنا إلى المؤامرات التي تحاك ضد القدس كعاصمة للشعب الفلسطيني ,وعليه تدعو إلى المزيد من التعبئة لإحباط كل المخططات التي تحاك ضد الشعب الفلسطيني .
هكذا اختار السارد القدس مكانا دارت فيه أغلب الأحداث من أجل الدلالة على خطورة الموقف ,وبالتالي إلى لفت انتباهنا إلى ممارسة الموقف مما يحاك ضد القدس من مؤامرات .
وبسبب كون الرواية كذلك ما علينا إلا أن ننوه بهذا العمل الذي جاء بأسلوب سلس , أسلوب يعبر بحق عن قدرة السارد على اختيار شخصياته ,وتمكينها من أن تلعب أدوارا مهمة تتفاوت من حيث فهم الموقف ,والقدرة على تمريره للغير في إطار الدفاع عن الوطن .
من جهة أخرى أود أن أشير إلى الزواج التقليدي الذي أثارته الرواية , على الرغم من كون العريس تلقى تعليما يمكنه من اخيار الفتاة التي تناسبه ,بالتركيز على المستوى الثقافي ضمن الشروط التي ينبغي أن تتوفر في شريكة الحياة من أجل أن تصبح شريكا فعالا في تربية الأطفال , بل في بناء مقومات الوطن المنشود , ولهذا كان من المفروض أن تعالج الرواية هذا النوع من الزواج على أساس تكافؤ المعارف من أجل القدرة على الصمود , لكن يبدو أن الرواية أرادت أن تبين واقع الأعراف والتقاليد التي مازالت تكبل كاهل شرائح مهمة من الشعب الفلسطيني وبالتالي تمنعه من التحرر منها وتعوق بناء علاقات هادفة , بتجسيد الموقف الصحيح من المرأة وتعليمها من أجل أن تصبح عنصرا فعالا في المجتمع .
ولهذا أعتقد أن السارد يود أن يمرر رسالة إلى القراء مفادها أن تعلم المرأة هو السبيل إلى القضاء على الجهل ,والأمية ,وبالتالي يعتبر مدخلا لتحرر الشعب الفلسطيني من الاحتلال وبناء دولة وطنية عاصمتها القدس .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انفجار بمقر للحشد في قاعدة كالسو العسكرية شمال محافظة بابل ج


.. وسائل إعلام عراقية: انفجار قوي يهزّ قاعدة كالسو في بابل وسط




.. رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بابل: قصف مواقع الحشد كان


.. انفجار ضخم بقاعدة عسكرية تابعة للحشد الشعبي في العراق




.. مقتل شخص وجرح آخرين جراء قصف استهدف موقعا لقوات الحشد الشعبي