الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيوعية العمالية : هَوَس التفتت و تفتيت الحركة الشيوعية 8-20 ، نقد أطروحات منصور حكمت المعادية للماركسية

حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي

(Hussain Alwan Hussain)

2020 / 10 / 17
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


هاء : القانون الماركسي : للدين وضائفه الروحية المهمة للإنسان ؛ لذا ، فإن اضمحلاله يقتضي أنتفاء هذه الوظائف بوعي و مارسة بديلها الشيوعي : العمل الجماعي لخلق جنة الإنسان على الأرض
في عام 1843 ، كتب ماركس هذا المقطع الفاتن الجامع بين العلم و الجدل و الفلسفة المادية والتاريخية و الشعر كجزء من مقدمة كتابه الموسوم "مساهمة في نقد فلسفة الحق لهيجل" . و قد نُشرت المقدمة عام 1844 في مجلته "الحولية الألمانية-الفرنسية". و لم يتم نشر الكتاب نفسه إلا بعد وفاته . و رغم مضي أكثر من قرن و نصف القرن على وضع ماركس لقوانين اشتغال الدين ، فإن المتمركسين يرفضون فهم قوتها و مقتضيات وعيها الخلاق التطبيقية في النضال السياسي لتحرير العمل . و بعضهم لا يعرف غير الترديد الببغاوي لجملة "الدين أفيون الشعب" بتجريدها تماماً عن سياقاتها التاريخية و النصيّة المهمة دون تدبّر معانيها الحقيقة .

يقول ماركس :

"إن الأساس في النقد اللاديني هو: أن الإنسان هو الذي يصنع الدين ، والدين لا يصنع الإنسان . الدين ، في الواقع ، هو وعي الذات واحترام الذات للإنسان الذي لم يكسب نفسه بعد ، أو الذي فقد نفسه بالفعل مرة أخرى . لكن الإنسان ليس كائنًا مجردًا يجلس خارج العالم . الإنسان هو عالم الإنسان - الدولة والمجتمع . و هذه الدولة وهذا المجتمع ينتجان الدين ، الذي هو الوعي المقلوب للعالم ، لأنهما عالم مقلوب. الدين هو النظرية العامة لهذا العالم ، خلاصته الموسوعية ، منطقه في الشكل الشعبي ، وجهة نظره الروحية ، حماسته ، عقوبته الأخلاقية ، مكمله الرسمي ، وأساسه الكوني من العزاء والتبرير. إنه الإدراك الخيالي لجوهر الإنسان لأن الجوهر البشري لم يكتسب أي حقيقة فعلية. لذلك فإن النضال ضد الدين هو ، بشكل غير مباشر ، النضال ضد ذلك العالم الذي يعتبر الدين عبقه الروحي . المعاناة الدينية هي ، في الوقت نفسه ، التعبير عن المعاناة الحقيقية وهي الاحتجاج على المعاناة الحقيقية . الدين هو تنهيدة المخلوق المظلوم ، والقلب لعالم بلا قلب ، والروح لظروف بلا روح . إنه أفيون الشعب . إلغاء الدين كسعادة وهمية للناس هو المطلب لسعادتهم الحقيقية. إن دعوتهم للتخلي عن أوهامهم حول حالتهم هو الدعوة لهم للتخلي عن حالة تتطلب الأوهام. لذلك فإن نقد الدين هو ، في منشئه ، النقد لوادي الدموع الذي يشكل الدين هالته .
لقد اقتلع النقد الزهور الوهمية على السلسلة ليس لكي يستمر الإنسان في حمل تلك السلسلة دون خيال أو عزاء ، و إنما لكي يتخلص من السلسلة ويقطف الزهرة الحية. إن نقد الدين يحرر الإنسان من أوهامه ، ليفكر ويتصرف ويصوغ واقعه كرجل نبذ أوهامه واستعاد حواسه ، فيتحرك حول نفسه كشمسه الحقيقية. الدين ليس سوى الشمس الخادعة التي تدور حول الإنسان طالما كان لا يدور حول نفسه."
لذا ، فإن مهمة التاريخ هي التأسيس بمجرد اختفاء عالم الحقيقة الآخر لحقيقة هذا العالم . إنها المهمة المباشرة للفلسفة ، التي هي في خدمة التاريخ ، للكشف عن اغتراب الذات بأشكاله غير المقدسة بمجرد الكشف عن الشكل المقدس للاغتراب الذاتي للبشر. وهكذا يتحول نقد السماء إلى نقد الأرض ، ونقد الدين الى نقد القانون ، ونقد اللاهوت الى نقد السياسة."
انتهى نص ماركس .

وصف المقولات العلمية المتضمنة في النص أعلاه ، و هي :
1. "إن الأساس في النقد اللاديني هو: أن الإنسان هو الذي يصنع الدين ، والدين لا يصنع الإنسان ."
هذه المقولة تقتضي أن نقطة الانطلاق الماركسية في نقد الدين يجب أن تبدأ من وعي الحقيقة التاريخية بكون الإنسان هو الذي يصنع الدين و ليس بالعكس . الموجبات لضرورة اعتماد نقطة الإنطلاق هذه تتمثل في وعي جوهر العلاقة بين الإنسان و الدين . لماذا ؟ لأن الماركسية كلها إنما هي بالضبط علم دراسة "العلاقات" الاقتصاجتماسية الكلية القائمة و الفاعلة المفعول : الدراسة الماركسية لأي موضوع إقتصاجتماسي تبدأ دائماً من كشف العلاقات القائمة بين الإنسان و طبقته و مجتمعه و انتاجه المادي و البناء الفوقي الذي تشكلة هذه العلاقات .. إلخ . و في مضمار نقد الدين ، ليس من العلم بشيء نقد الدين بحد ذاته على نحو مجرد ؛ لأن مثل هذا النقد سيكون مجرد مواعظ مثالية فارغة و غير مؤثرة لحذفها عنصر الإنسان الأساسي الفاعل و المؤثر في كل معادلة ماركسية . الماركسية هي جوهرياً - علم خدمة الإنسان – كل إنسان . أما العلاقة بين الإنسان و الدين فهي علاقة صانع بمصنوعه ؛ خالق بمخلوقه ؛ و اتجاهها يبدأ و ينطلق من الإنسان نحو الدين . فالإنسان هو خالق الدين و ليس العكس ؛ أي أن الإنسان هو خالق الأرباب المكينين على صورته المثالية التي يحلم و يصبو إليها و ليس الأرباب هم من خلقوا الإنسان .
و لكن هذا الوعي لهذه الحقيقة الأساسية غير كاف بحد ذاته . على الماركسي العلمي أن يسأل نفسه بعدئذ هذا السؤال المهم : لماذا يصنع الانسان الدين ؟ فما دامت الحقيقة تنطق بواقع كون الانسان هو الذي يصنع الدين ، فلابد أن تكون للدين وظيفة مطلوبة تدفع الإنسان لصناعته . مفهوم "الوظيفة" أساسي هنا مثل مفهوم "العلاقة" و كلاهما متشابكان ببعضهما البعض . الماركسية هي علم وظيفي أيضاً لأنه يُعنى بالكشف عن وظائف العلاقات الاقتصاجتماسية القائمة في الزمكان . الجواب على هذا السؤال المهم يقدمه ماركس في الجملة التي بعدها مباشرة .

2. "الدين ، في الواقع ، هو وعي الذات واحترام الذات للإنسان الذي لم يكسب نفسه بعد ، أو الذي فقد نفسه بالفعل مرة أخرى ."
يحدد ماركس هنا الوظيفتين الأساسيتين للدين بالنسبة للانسان الحي المستعبد على وجه الكرة الأرضية عموماً : وعي الذات ، زائداً احترام الذات بالنسبة لنوعين اجتماعيين من البشر : الإنسان الذي لم يكسب نفسه بعد أو الإنسان الذي فقد نفسه بالفعل مرة أخرى . الإنسان المستعبد يصنع الخبز لنفسه غذاءً بدنياً ؛ أما في الدين فإن هذا الإنسان المستعبد يصنع لنفسه غذاءً روحياً مفيداً و مهماً وظيفته وعي الذات و احترام الذات . و لكن مالمقصود بهما ؟ المقصود بوعي الذات للإنسان المستعبد هو اكتشافه لحقيقة استعباده المأساوي في هذه الحياة من طرف أخيه الإنسان الآخر بهذا الشكل أو ذاك على نحو غريب و غير طبيعي و ظالم ؛ أما احترام الذات فيتمثل بادراك الإنسان أنه كائن حر خلاق ـ لا يستحق مصير الإستعباد بل حقه هو التحرر و الإنطلاق و تحقيق الذات و ربح السعادة في حياته من خلال حرية العمل الخلاق . هذا هو احترام الذات . غير أن كل هذه التطلعات المشروعة و التي تحقق انسانية الإنسان غير ممكنة التحقيق بحكم الظروف الاقتصاسياسية القائمة الحاكمة في كل المجتمعات الطبيقية و التي تنيخ بثقلها على الانسان المستعبد لتؤبد استعباده . كما أن كل انسان يحلم بالخلود في قرارة نفسه رعم إدراكه لحتمية الموت ـ و لكن يبقى الأمل حيا . عندها يحلق خيال الإنسان ليعوض لنفسه الفردوس المفقود على الأرض في حياته بخلق فردوس وهمي متخيل يغلفه بهالات القدسية يخلده في الفردوس الموعود بعد الممات . هذا الوهم المقدس ينتقل عبر الأجيال مع تزويقات و تنويعات و تجميلات و لمسات حسبما تشتهي الأنفس . هاتان الوظيفتان المهمتان جداَ لا يعرفهما منصور حكمت ـ مثلما لا يعرف متطلبات و عواقب مهاجمة الدين عندما يزوّر فيجعله هوية ملفقة للشيوعية . في عالم الإنسان المستلب اليوم ، الشطب المباشر بجرة قلم على الدين عند الانسان المؤمن يعني تجريده من الأمل المنشود ؛ سرقة جنته الموعودة التي أمضى عمره يعمل ليل نهار للفوز بها بعد الممات ؛ هو "التدنيس الموهوم لغلالات المقدس" ؛ هو العدوان الذي يسلب "الحق الموهوم" في الخلود الموعود من الإنسان .
3. "لكن الإنسان ليس كائنًا مجردًا يجلس خارج العالم . الإنسان هو عالم الإنسان - الدولة والمجتمع . و هذه الدولة وهذا المجتمع ينتجان الدين ، الذي هو الوعي المقلوب للعالم ، لأنهما عالم مقلوب. "
القانونان الوصفيان السابقان يحددان العلاقة بين الإنسان و الدين مع وظيفتي الدين للإنسان على نحو مجرد . المطلوب الآن إحالة الوصف العلمي المجرد للواقع : الدولة و المجتمع الذي يعيش في ظلهما كل إنسان . في المجتمع ، تتفاعل و تتلاقح مفردات الدين عند كل طبقات المجتمع لتنتج "الطبعة" الرسمية الإجتماعية للدين في أطرها و تلويناتها و تقعيداتها الخاصة التي تقولبها و تستحوذ عليها الطبقة السائدة إجتماعيا و تفرضها من فوق خدمة لمصالحها الاقتصادية و السياسية و لدولتها . لذا ، نرى أن كل دين أنما هو في التحليل الأخير انتاج اجتماعي ايديولوجي له تجلياته السيادينية التفاضلية المميزة ؛ و نجد أن إسلام دولة الخميني ليس نفسه إسلام دولة آل سعود ؛ و الاسلامين الأخيرين مختلفين عن اسلام دولة البشير و الغنوشي و أردوغان ووو . في المجتمع ، يكتسب الدين وظيفة إضافية – ليس كعلاقة بين الإنسان و دينه – بل كبناء اجتماسي فوقي مفروض فرضاً بقوة القانون و الاجهزة القمعية للدولة لخدمة المصالح الطبقية للطبقة الحاكمة . هذا الشكل الثاني من الدين هو ما يجب تعريته . كيف ؟ بالتثقيف الماركسي العلمي عبر فضح التناقضات الصارخة للدين السيادي كعلاقة نفعية انتهازية استعبادية غير مقدسة بين الدولة و المجتمع مع وظيفة الدين كعلاقته سامية مقدسة بين الإنسان وربه . و لقد رأينا كيف أن الجهل الفاضح لهذه الحقائق الأساسية قد دفع منصور حكمت للإفتاء بأن "إيران ليست مجتمعاً إسلامياً" .
يتبع ، لطفاً .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تصحيح
حسين علوان حسين ( 2020 / 10 / 16 - 22:24 )
القارئات و القراء الأعزاء
تحية حارة
في السطر السادس ، جملة :
مضي أكثر من قرن و نصف القرن على وضع ماركس لقوانين
يجب ان تقرأ:
مضي أكثر من قرن و نصف القرن على توضيع أو تقعيد ماركس لقوانين
مع الاعتذار .


2 - الدين والفكر الديني
ماجد الشمري ( 2020 / 10 / 17 - 09:41 )
استاذي العزيز تحية حارة وعناق انتي كوروني،ارجو ان تكون بخير وعافية/ان نقد ماركس لم يوجه للدين كتجريد،بل نحو الفكر الديني،وايضا،وفي نفس الوقت،لاراء الفلاسفة التنوريين من الدين.ويجب ان نفرق بين النقد المعرفي والفكري،والنقد الاخلاقي والسياسي.وهذا النقد الاخير،هو مايجب ان يصب عليه الاهتمام وبألحاح،لتعرية،وفضح طبقة الكهنوت البرجوازي،كسلطة رمزية قارة،تتاجر بالدين كسلعة روحية تستحوذ على نفوس الناس.فالدين هو تعبير عن اغتراب الانسان،اجتماعيا وانطولوجيا،وذلك لعجزه عن تجاوز خوفه وقيوده الاجتماعية التي يفرضها عليه المجتمع الطبقي،ويشرعنها الاكليروس الديني،كقدرية ماورائية،فرضت الطبقيةكارادة صماء،وفضلت بعض على بعض في التنعم بالعيش!وان مصير الانسان لايتحكم به الانسان،بل قوى غيبية مجهولة،وخارج سيطرته.ولان الفكر الديني يستلب وجدان الجماهير المضطهدة،كأيديولوجيا سائدة ومهيمنةان الماركسية منهج مادي وجدلي نقدي بالاساس،وليس معنيا بالالحاد.فالماركسية في الوقت الذي ترفض فيه اعتبار الدين طريقا للخلاص،ترفض ايضا محاربة الدين كطريق للتحرر الانساني،


3 - الدين والفكر الديني/2
ماجد الشمري ( 2020 / 10 / 17 - 09:47 )
فالدين كما اكد ماركس هو انعكاس،ونتاج المجتمع الطبقي،فيجب النضال ضد اشكال الاستغلال داخل المجتمع-نقد الارض لانقد السماء-تلك هي المعركة الحقيقية.والالحاد ومهاجمة الدين تلك هي التشويه والتحريفية التي اقدم عليها-طالب اللاهوت القوقازي الاحمق-في روسيا،والذي جعل من الالحاد سياسة منهجية في الدولة السوفيياتية البيروقراطية!ثم عاد واستخدم الدين عندما احتاج اليه بتقريب الاكليروس المبعد الى سيبيريا لتعبئة الفلاحين دينيا للدفاع عن روسيا الارثوذوكسية-الام المقدسة-!!!في الحرب العالمية الثانية،عندما كان الاتحاد السوفييتي قريبا من الهزيمة..ولكوننا بعيدين جدا موضوعيا وزمنيا عن مرحلة الشيوعية،فمن الطبيعي ان يوظف الماركسيون المضامين السياسية التحريضية،والمعارضة في التراث التاريخي الاسلامي،لصالح قضايا الجماهير الانية والملحة،مع تأويل ونزع الهالة التقديسية،واللامعقول الديني،والاسطرة،من تلك المضامين المحفزة.وليس من الحكمة والسداد،ادانة المواقف الايجابية من تلك الوقائع التاريخية


4 - الدين والفكر الديني/3
ماجد الشمري ( 2020 / 10 / 17 - 09:54 )
ومن المثمر توظيف وابراز المعارضة السياسية الاسلامية التي اضاءت عبركل التاريخ الاسلامي منذ السقيفة،كنوع من رفض الظلم،والدعوة للعدل والمساواة والحريييية واسعاد الناس،كهدف اسمى لكل الانسانية،حتى ولو ظهرت تلك المعارضة بقيادات ارستقراطية قبلية،تتصارع مع ارستقراطيات قبلية اخرى من اجل السلطة والنفوذ والثروة،وبأدوات دينية مذهبية او فقهية،لان تداعيات وتجليات تلك الانتفاضات والخروج على السلطة،تصب في مصلحة العوام من فقراء ومعدمين وموالي يشاركون بها فعليا.ومن الايجابي جدا استثمارها في النضال السياسي والايديولوجي المعاصر للماركسيين،ولكن بشرط الموازنة الدقيقة والواعية والمبادرة،بين:دفع الجماهير بأتجاه التسلح المعرفي والبدء بتشكل الوعي الطبقي،والتحويل السياسي التغييري نحو الحاجات والمصالح المادية الملموسة،من مطالب اقتصادية حقوقية،وانتزاع الحريات السياسية،والدعوة للمضي في الديمقراطية وتعميقها،مع ترقيق،وتبديد وتصفية الاسطرة والدوغما القداسية،بتدرج وتأني وصبر وتمرحل،ينتهي بألتاكيد على رمزية الشخوص التاريخية المذهبية،كاصوات بشرية محرضة وداعية للثورة


5 - الدين والفكر الديني/4
ماجد الشمري ( 2020 / 10 / 17 - 09:58 )
الجماهيرية،وتوسيع الاحتجاج والمطالبة والمعارضة لواقع يائس وبائس وظالم لتلك الجماهير.فاذا كان الدين يغذي الجهل،فلنحارب الجهل ونقضي عليه،باشاعة التعليم ،واذا كان يغذي الخرافة،فلندمر الخرافة،بالتفكير العلمي،واذا كان يغذي الغيبيات،فلنبددها ونفضحها،بالحس العقلاني والنقدي،واذا كان يخدر العقل والضمير والحس السليم،فلنصب اهتمامنا على التعامل العقلاني والمنطق والوعي النقدي الايقاظي..كل هذا هو جزء من مهمات الماركسيين العسيرة ذات الامد االطويل الان.اما الحدية والموقف المتطرف في تزمته المعاكس،فلا يمكن ان ينفع في كسب الجماهير،وتأييدهم،وهم مادة واداة الحزب في نضاله من اجل التغيير كما هو مفترض!.فلنكن واقعيين جدا،وموضوعيين حقا،ونبتعد عن المثالية اليسارية الطفولية الفوضوية،والتي كانت وراء النكسات والانكسارات والهزائم والاخطاء القاتلة،والتي قادت الى هذا الضمور الجماهيري،والتراجع الى الصفوف الخلفية،بسبب حماقات التخبط والمزايدات


6 - الدين والفكر الديني/5
ماجد الشمري ( 2020 / 10 / 17 - 10:02 )
واخيرا النقد الماركسي للفكر الديني لا الدين وبالرغم من اتسامه بالعمق والجذرية،ولكنه اكثر تفهما وتسامحا مع ضمائر الجماهير المحرومة والمغتربة،من بعض الماركسيين الجددفالمناضل السياسي الشيوعي يهدف لتغيير المجتمع اقتصاديا وسياسيا وثقافيا،اما ضمائر الناس الخاصة والشخصية،فلا شأن له بها،وهي متروكة لحرية وقناعة الفرد،فلا شأن لنا بوجدانه،ودواخل الناس وعقائدهم الخاصة،ولا ينبغي ان نسفه او نحقر او نسخر مما هو سامي ومبجل لديهم،فهذه عدمية وتخريب وانعزالية منتحرة،وبالضد من واجبات واهداف وتطلعات الماركسيين في كفاحهم من اجل الطبقة العاملة والجماهير المحرومة والفقيرة،فالرجعية السياسية والدينية وكم قلنا خبيثة وقاسية ومنافقة ومرائية ومتاجرة بالدين،وتلجألاحط السبل من اجل غاياتها في الاستمرار في السلطة.فهل يساعدها الشيوعييون ويساهموا في خدمة الرجعية في تحقيق اهدافها؟!ويسمحون بفتح النار عليهم من كل الجهات؟!ام يسعون لتحييد المواقف منهم،بل وكسب التعاطف والتضامن من قبل الناس وميلهم لصفهم كمدافعين صادقين عن حقوقهم؟!آسف استاذي للاطالة


7 - تريث قليلا / سيدي الفاضل
حسين علوان حسين ( 2020 / 10 / 17 - 11:02 )
الأستاذ حسام محمد المحترم - ت 1على الفيس
تحية حارة
رأيكم صحيح لحد الآن و حتى الحلقة العاشرة حيث يبدأ تجميع الخيوط رويدا رويداً
طبعاً يمكن تنظيم الورقة بعدة أطر أخرى يجدها هذا القاريء الكريم أو ذاك أسلس و أكثر تلاحما .
طريقتي في هذاالبحث تشبه لم السجادة من اركانها الأربع بالبدء بكل ركن على حدة و من ثم ضم بقية الاركان ببعض .
كل الاحترام و التقدير .


8 - انحني اعجابا بألق جواهركم الوضاح
حسين علوان حسين ( 2020 / 10 / 17 - 11:21 )
الرفيق الكبير الاستاذ الفاضل ما جد الشمري المحترم - ت 2-5
تحية متجددة
تغاريد و لا أروع . جزيل الشكر على أغنائكم لهذه الورقة .
هل تتفضلون بالتكرم بالسماح لي بالاقتباس من مداخلاتكم في هذه السلسة لطفا ؟
إن فعلتم ، تسدون لي خدمة كبيرة رفيقي الفاضل .
ألتمس منكم مواصلة التفضل بإغناءاتكم التي تشرح القلب و اللب .
كل الحب و الاعتزاز و التقدير
و هذه منكم مع التحوير : و على الرفقة نلتقي .


9 - الله هو الطفل الذي نحتاج أن نرعاه كأب وأم
طلال الربيعي ( 2020 / 10 / 17 - 23:11 )
عزيزي الرفيق دكتور حسين علوان حسين المحترم
كما ذكرت سابقا, إن العديد من الماركسيين يخلقون صراعات مصطنعة من اجل تعزيز (هيغلي) لألأنا
Ego
وهو صراع محكوم بغريزة الموت لأنه يفت من عضدهم ويؤدي الى تشتتهم فكريا وسياسيا وجماهيريا-العلاج التخلص من الأنا وهو امر بالغ الصعوبة جدا دون الفحص الداخلي للذات. وتضخم الأنا في عصرنا هو ايضا احد أعراض مرض النيوليبرالية التي ينبغي على الماركسيين مكافحتها وليس الإصابة بعدواها. و احد اسباب الصراع هو وقوعهم ضحايا لثنائية الدين او الأيمان كنقيض للألحاد (الألحاد بماذا؟ فقد يكون الملحد مؤمنا بالعلم او بالله من نوع آخر وليس الله الابراهيمي الذي اصبح في عصرنا صنوا لالله )الامبريالي, حيث ان الرأسمالية هي الدين العابر للأديان السماوية او الدنيوية. ووالتر بنيامين تحدث عن الرأسمالية كدين.
-الرأسمالية كدين: العراق كمثال!.
https://www.ssrcaw.org/ar/show.art.asp?t=2&aid=673285
يتبع


10 - الله هو الطفل الذي نحتاج أن نرعاه كأب وأم
طلال الربيعي ( 2020 / 10 / 17 - 23:13 )

إذن, كماركسيين علينا أن لا نسرد سريدتنا بمفردات المتدينين بالرأسمالية الى تتجلبب بجلباب الدين السماوي او تلبس حلة الأيديولوجيا الدنيوية, والنتيجة سيان.
في تعليق سابق, ذكرت ان احدى وسائل حل الصراع قد يكون العَلمانية بفصل السياسية عن الدين وإلغاء, في العراق مثلا, فقرة الدستور في أن دين الدولة هو الإسلام. والخطأ المنطقي هنا مزدوج وتترتب عليه محصلات كارثية. أشرت الى الخطأ المنطقي من قبل بخصوص الإسلام, او الدين عموما. الخطأ الثاني إن الدولة كيان معنوي لا تصوم ولا تصلي ولذلك فهي لا يمكن ان تكون متدينة بالإسلام او بغيره ( المعادل تدين اسرائيل باليهودية).
اقول ان المشكلة في ثنائية الإلحاد-الإيمان (بمفهوم الاديان الابراهبمية, وان كان القرآن نفسه يقول
-وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ-;- فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ-;--
اي ان الكفر او الالحاد حق الهي أصافة الى كونه حق وضعي)
انها تتغافل او تغفل ماركس نفسه. ان اطروحة الايمان-الالحاد ثنائية لاهوتية تبسيطية.
يتبع


11 - الله هو الطفل الذي نحتاج أن نرعاه كأب وأم
طلال الربيعي ( 2020 / 10 / 17 - 23:15 )

الماركسيون يبتلعون طعم اللاهوت بانصياعهم الى هذه الثنائية ووقوعهم في حبائلها. الخلاص يأتي من ماركس نفسه.
-الفرق بين فلسفة الطبيعة الديموقراطية والأبيقورية- هو كتاب كتبه كارل ماركس كأطروحة جامعية له.
The Difference Between the Democritean and Epicurean Philosophy of Nature
اكتمل الكتاب عام 1841، وعلى أساس هذا العمل حصل على درجة الدكتوراه. الأطروحة عبارة عن دراسة مقارنة بين ديموقريطس وإبيقور . وقد وُصف العمل بأنه -عمل جريء وأصلي شرع فيه ماركس في إظهار أن اللاهوت يجب أن يخضع للحكمة الفائقة للفلسفة-. كان مستشار أطروحته زميله الهيغلي الشاب وصديقه الشخصي برونو باور.
اي ان ماركس يقول ان موضوعة الدين هي:
موضوعة بحثية لذا انها ترفض المسلمات اللاهوتية, الابراهيمية عموما. وهذا يعني اني استطيع أن اعرّف الله بالشكل الذي يناسب تجربتي الحياتية وصيرورة أفكاري.
وقبل فترة, قرأت تعريفا ل الله, او الرب, أعجبني جدا سواء كنت مؤمنا او ملحدا. فهو يقول
God is the child we need to father and mother into being
-الله هو الطفل الذي نحتاج أن نرعاه كأب وأم لأخراجه الى حيز الوجود.-
يتبع


12 - الله هو الطفل الذي نحتاج أن نرعاه كأب وأم
طلال الربيعي ( 2020 / 10 / 17 - 23:17 )
والله هيغل وسبينوزا وآينشتاين هو الطبيعة وقوانينها.
--------
وبخصوص الفصل بين المادة والفكرة, فالعلاقة هي ايضا ديالكتيكية حيث يؤثر احدهما في الآخر. فتجارب العلاج النفسي في الكآبة تثبت, بواسطة استخدام الرنين المغاطيس الوظيفي
MRTf
إن الكلمات او الافكار , حالها حال العقاقير, قادرة على تغيير وظائف الدماغ , بل وان فعلها اكبر من فعل العقاقير.
اي ان النضال الماركسي يجب ان يوجه باتجاه تغيير البنية التحتية كاتجاهه وبنفس الوقت باعتبار الدين او تعريف الرب مسألة فردية خاضعة لحكم الفلسفة وديالكتيكيتها, وليست لحكم اللاهوت وثنائيته.
وافر تحياتي


13 - مداخلة رائعة
حسين علوان حسين ( 2020 / 10 / 18 - 14:56 )
الرفيق العزيز الاستاذ الدكتور طلال الربيعي المحترم
ت 9-12
تحية حارة و جزيل الشكر على المداخلة القيمة
أضم صوتي لصوتك في كل ما تفضلتم و اغنيتم . و هذا هو الفرق بين وعيكم الماركسي و بين الوعي البرجوازي لمنصور حكمت و المتمسحين به .
كل التقدير و الحب و الاعتزاز


14 - Nasib Hatab السيد المحترم
حسين علوان حسين ( 2020 / 10 / 18 - 15:46 )
تحية طيبة. ليس هناك في هذه السلسة أي تنظير بل هو التفسير للماركسية اللينينية التي يحتاجها ثوار العالم الحقيقيون وغير المزيفين كلهم ممن يعقلون ويتطلعون للحرية .البخاري جامع للحديث وليس مفسرا . ماتقوله عن الدين في الشرق الأوسط الذي-يأخذ شكلاً رجعياً إلى أقصى حد- يثبت جهلكم الفاضح بتاريخ الدين وبطبيعة الدين و بالماركسية . الدين السياسي هو رجعي للنخاع سواء نطق به قياصرة روما القديمة أم آل سعود . ماقلته عن أن -الجماهير تدوس بأقدامها كل الرموز .. الخ- غير صحيح لكون شعار ثوار تشرين نريد وطناً يعري زيف رموز الفساد المتسترين بالدين وليس الدين المجرد ليثبتوا للعالم أنهم اوعى بكثير من المتمركسين البرجوازيين المتخذين من منصور حكمت نبيا لهم ممن يرفضون بصبيانيتهم التطبيق الخلاق لكلام ماركس :-وهكذا يتحول نقد السماء إلى نقد الأرض ، ونقد الدين الى نقد القانون ، ونقد اللاهوت الى نقد السياسة.- مثلما يرفضون مقولة انجلز بثانوية المسألة الدينية و يرفضون مقولة لينين-سيكون من الغباء الاعتقاد أنه في مجتمع يقوم على القمع اللانهائي والتشدد اللانهائي للجماهير العمالية ، يمكن تبديد التحيزات الدينية بوسائل دعائية.


15 - الدين في مرآة التحليل النفسي
طلال الربيعي ( 2020 / 10 / 19 - 17:55 )

باعتباري طبيب ومعالج نفسي, ومن اجل توسيع رقعة النقاش ولربما أغناءه, اهدي هذا الفيديو للدكتور العزيز حسين علوان حسين وللجميع.
-----
الفيديو:
ماذا كانت رؤية مؤسس التحليل النفسي زيغموند فرويد للدين؟ كيف شرح موقفه وبما علل استنتاجاته؟ بما اختلفت وجهة نظر عن فرويد وأحد أهم أقرانه في السابق كارل يونغ في مسألة الدور الذي يلعبه الدين في حياة البشر وبما كانت تختلف بدورها عن رؤية عالم النفس والاجتماع الماركسي إريك فروم؟ هذه الأسئلة وغيرها يجيبنا عليها نائب رئيس قسم الدراسات التاريخية الفلسفية بمعهد الفلسفة التابع لأكاديمية العلوم الروسية البروفسور فلاديمير ستاروفويتوف.
https://arabic.rt.com/prg/telecast/1163672-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%B1%D8%A2%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D9%84%D9%8A%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D8%B3%D9%8A-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D9%81%D8%B1%D9%88%D9%8A%D8%AF-%D9%88%D9%8A%D9%88%D9%86%D8%BA-%D9%88%D9%81%D8%B1%D9%88%D9%85/?fbclid=IwAR2f6tHC1e7QiHJkGgVuTZMQB-hxG9XNIpq70whsGiE31O0KrCEktAE3uTg


16 - الرفيق الكبير الأستاذ الدكتور طلال الربيعي المحترم
حسين علوان حسين ( 2020 / 10 / 20 - 11:24 )
تحية رفاقية حارة
ت -15
إغناءاتكم لهذه الورقة ثمينة جداً وأنا ممتن كل الامتنان لكم .
منصور حكمت البرجوازي الرث شق الحركة الشيوعية في المنطقة باقحام النقد البرجوازي للدين على النظرية العلمية لتحرير البروليتاريا التي تدين بها الحركة الشيوعية العالمية لماركس وانجلز ولينين و تروتسكي وروزا وغرامشي وماو وكاسترو وهوشي منه وغيرهم من المنظرين الشيوعيين العماليين الحقيقيين ممن حسموا هذه المسألة الثانوية قبل قرن ونصف من الزمان لصالح التركيز العلمي للنضال الشيوعي على تحرير العمل . الهوس التقسيمي هذا هو تلفيق عتيق-جديد للتمييز العنصري بالمقلوب بين الشيوعيين على أسس صبيانية بقصد التفتيت بتقسيم الشيوعية إلى قسمين وفق المعادلة : نحن الحكمتيون (البرجوازيون للنخاع) عماليون وبقية شيوعيي العالم (البروليتاريون الحقيقيون) هم برجوازيون لأنهم لا يعملون على اسئصال الدين (كذا) !! وهم في انتهازيتهم العنصرية هذه يتبعون نفس اسلوب الفصل الطائفي : الكفار بمنصور حكمت هم الضالون ، إزاء المؤمنين به من الفئة الناجية!
نعم: أن تقليدهم للدينجية هو أخلص أشكال اعجابهم بهم
ألتمس منكم مواصلة المرور الثر .
كل الحب والتقدير .

اخر الافلام

.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا


.. الشرطة الأميركية تعتقل عدة متظاهرين في جامعة تكساس




.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم


.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟




.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة