الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أفكار حول أهمية العمل الخيري التطوعي

زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)

2020 / 10 / 17
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


سأفعلُ خيراً ما حييتُ فلا تُقِمْ عليّ صلاةً يوم أصبحُ هالكا.
المعري
مع تزايد أعداد السكان والانفجار الديمغرافي الذي يشهده العالم والمجتمعات المشرقية بالذات ، وتفشي ظاهرة الاستهلاك المريعة ، و تقلبات القيم الاخلاقية السريعة ، بل وانهيارها شبه التام في بعض المجتمعات جراء الحروب العبثية والمُفتعلة ، و كذلك تغول أحوال الفقر وأزمات الغذاء والماء وما الى ذلك ..
تزداد الحاجة يوما بعد يوم الى إنماء وتزكية سلوك العمل التطوعي الخيري بين الناس أكثر من أي وقت مضى.
العمل الخيري التطوعي هو منح المرء بعضاً يسيراً من وقته وطاقته الذهنية أو الجسدية ، أو منح الآخرين قليلاً مما يملك من أشياء متنوعة ومتعددة ، سواء أكانت مالية أو عينية مادية أو مساندة معنوية للناس ، دون شرط المعرفة المسبقة بهم بالضرورة ، أو إنتظار مقابل منهم ، ولو حتى كلمة شكر .
الانسان المتطوع لفعل التطوع الخيري ، هو الانسان العاقل و الحق ، الذي أدرك جيداً ، أن ذاك القليل الذي يمنحه للآخرين مهم للغاية ، حتى و إن كان لا يكفي لقضاء كل تلك الحاجة القليلة لهم ، لأنه ينطلق بعمله التطوعي من إيمان عميق و معرفة تامة بأن ذاك القليل جدا ، إنما هو بمثابة كنز غال ، وأمل واسع ، وأمنية عظيمة لكثير من الأرواح الإنسانية الأخرى التي تتوق بشدة للحصول عليه
فلا احد في هذا العالم عزيز اكثر من شخص يخفف العبء عن الآخرين
و الفرد الذي يقوم بهذا العمل الانساني يكتسب منه عدة أمور أهمها :
الشعور بهويته الانسانية ، وتعزيز روابط العلاقات مع الآخرين ، و اكتساب الشعور بالرضا عن الذات ، عبر المشاركة الانسانية في كفّ حاجات الناس ورؤيتهم يرفلون بأثواب الرضا و السعادة والفرح.
العمل التطوعي الخيري - في تقديري - يشدّ من إزر التعاضد الاجتماعي ، و يعزز الروابط بين أفراد المجتمع ككل ، و يفيد في تفشي مزيّة الايثار لدى الناس، و يزيد الشعور بالمسؤولية نحو الاخرين .
و بالتالي هو يزيد من صلابة البنية السلوكية للمجتمع بشكل عام ، ويدفع نحو تعزيز مناعته الداخلية ضد أية تدخلات خارجية ، أو مؤامرات عدائية تهدف إلى النيل منه أو من وحدته. ،
بالإضافة إلى أن فعل التطوع يُعتبر سبيلا مهما لمساعدة افراد المجتمع في التخلص من كثير من الظواهر السلبية التي تتحكم بسلوكياتهم وأهمها في تقديري الجنوح نحو التطرف. وكراهية الآخر المختلف .
وإذا ما ترسخت ثقافة العمل التطوعي حقاً بين أفراد المجتمع ، فستصبح هذه الثقافة بمثابة تأكيداً للهوية الانسانية للفرد المتطوع ، و نماءً للروح الكلية التي تجمع بين ذوات الناس ، على اختلاف مشاربهم، وألوان عقائدهم ، و تخالف أفكارهم.
و مما لا شك فيه ، أن الانسانية التي تُحارب العوز والفاقة والحاجة ، هي رتبة بين الناس ، لا يكتسبها أو يقدر عليها ، الا الندرة من الافهام (على حد تعبير " سقراط (..
و هي – أي مشاعر الإنسانية - عامة في حضورها ، موجودة بين جميع الأقوام ، فلا لون يختص بها ، و رقعة أرض تحتكرها ، و لا فهم محدد أو عرق أو دين .. . يختص بها.
قصارى القول :
لقد قيل قديماً أن العمل الخيري التطوعي هو رد الجميل للحياة من قبل كائنات عاقلة خيرة
أدركت جيدا ، أن التطوع تنمية للإبداع ، وبعث لروح التجديد ، و أن الانسان الذي يعطي ممّا يملك فهو يعطي القليل ، أما منْ يهب من نفسه و نبض قلبه فهذا هو عين العطاء ,,








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما التصريحات الجديدة في إسرائيل على الانفجارات في إيران؟


.. رد إسرائيلي على الهجوم الإيراني.. لحفظ ماء الوجه فقط؟




.. ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت فيه إسرائيل


.. بوتين يتحدى الناتو فوق سقف العالم | #وثائقيات_سكاي




.. بلينكن يؤكد أن الولايات المتحدة لم تشارك في أي عملية هجومية