الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بوب افاكيان ناضل و يناضل من أجل تحرّر السود و تحرير الإنسانيّة قاطبة

شادي الشماوي

2020 / 10 / 19
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


جريدة " الثورة " عدد 665 ، 17 سبتمبر 2020
https://revcom.us/a/665/bob-avakian-for-the-liberation-of-black-people-en.html

من أبرز ما يتخلّل بقوّة السيرة الذاتيّة لبوب أفاكيان (1) كره عميق لإضطهاد السود كان جزءا محدّدا من حياته منذ مراهقته و إلمامه بحياة السود الذين طوّر معهم علاقات صداقة وطيدة و لم يشعر قط لكونه ابيضا " أنّه ليس في مكانه " أن ينخرط في النضال ضد هذا الإضطهاد – لكن ، بالعكس ، كان مصمّ/ا على المساهمة بكلّ ما في مقدوره المساهمة به في هذا النضال – لقد جعل بوب أفاكيان منذ زمن عمله عن قرب مع حزب الفهود السود أيّام كان هذا الحزب ثوريّا في ستّينات القرن العشرين ، جعل من تحرّر السود جزءا محدّدا من إلتزامات حاته و نضاله . و بتطوّره كشيوعي ثوريّ و بروزه كأهمّ قائد و مفكّر ثوريّ في العالم ، اضحى إلتزامه أعمق حتّى و تداخل بشدّة مع تكريس الذات لتحرير الإنسانيّة من كافة أشكال الإضطهاد و الإستغلال .
و كما كتب بوب أفاكيان بشأن أعماله و حياته :
" لماذا كنت أقوم بما كنت أقوم به ؟ و مرّة أخرى ، نعود إلى من أجل من و من أجل ماذا. لم أكن أقوم بهذا العمل من أجل نفسي . عندما كنت شابا ، في المعهد ثمّ حتّى أكثر في الجامعة ، تغيّرت حياتى بطريقة كبيرة جدّا نتيجة لقائي مع أناس لم أعرفهم حقّا بذلك القدر قبلا ، لا سيما من ذوى البشرة السوداء . و أخذت أتعرّف على وضعهم و كيف أنّ ذلك يرتبط بما يحدث في هذا المجتمع ككلّ . إنجذبت إلى ثقافة – ليس الموسيقى و الفنّ عامة فقط بل كامل طريقة التفاعل مع العالم – السود صاروا أصدقائي و العالم الذى قدّموه لى . و بلغت نقطة الإعتراف بأنّ هؤلاء هم ناسي . و الآن ، أعرف أنّهم عاشوا تجربة حياة مغايرة عن تلك التي عشت لكنّهم ناسي – لا أرى فصلا – و ليس الأمر أنّ هناك بعض الآخرين " هناك " يعيشون كلّ هذا و بطريقة ما هذا لا يشملنى . هؤلاء هم ناسي . ثمّ شرعت في الإقرار بعمق أكبر بما كان يعيشه الناس و الإضطهاد الذى يتعرّضون إليه بإستمرار و فظائع الحياة اليوميّة و كذلك الطرق الأكبر التي يسحقهم بها النظام . و مع تعمّقى أكثر في الحياة و شروعي في مقاربة المسألة إنطلاقا من ما يحتاج إلى أن نقوم به بهذا الصدد و تلقّيت تدريبا على تبنّى مقاربة علميّة لهذا ، أدركت أنّ ناسي أكثر من ذلك . أدركت أنّ ناسى هم الشيكانو و اللاتينو الآخرين و المضطهَدين الآخرين في الولايات المتّحدة ؛ و هم الشعوب في فيتنام و الصين ؛و النساء ... إنّهم المضطهَدون و المستغَلّون في العالم ... و عبر النضال و التخلّص من بعض التفكير الخاطئ ، تعلّمت أنّ المتحوّلين جنسيّا هم أيضا ناسي .
إنّهم ناسي ، المضطهَدون و المستغلّون في العالم ناسي . إنّهم يتعذّبون بشكل رهيب و يجب فعل شيء بهذا الصدد. لذا من الضروري التعمّق و التبنّى المنهجي للعلم الذى يمكن أن يكشف وسيلة وضع نهاية لكلّ هذا ، و إنشاء شيء أفضل بكثير . علينا أن نثابر على الصراع للمضيّ قدما على هذا الطريق . و عندما نواجه مشاكلا جديدة و تراجعات جديدة ، يجب أن نتعمّق أكثر في هذا بدلا من أن نضع الأمر جانبا و نتخلّى عنه.
لهذا كنت أقوم بالعمل الذى كنت أقوم به . " (2)
لقد نشأ بوب أفاكيان في بركلى بكاليفرنيا . و قد كان عاجزا بسبب مرض كان يهدّد حياته عن المشاركة المباشرة في النضالات الدائرة ضد الإضطهاد العنصريّ لعدّة سنوات عقب إتمامه دراسته الثانويّة سنة 1961 ، كان بوب أفاكيان مع ذلك يتابع عن كثب و يدعم بقوّة حركة الحقوق المدنيّة في بدايات ستّينات القرن العشرين و في القت نفسه ، تأثّر و ساند الموقف و الدور النضاليّين لمالكولم آكس . و قد إنعكس هذا في مقال صاغه بوب أفاكيان و عمره 19 سنة ، عام 1962 مساندا نضال السود . ( أُرسل المقال إلى المجلّة الليبراليّة ، " مجلّة السبت " و بالرغم من أنّ المقال لم يُنشر ، فإنّ رئيس تحرير الجريدة ، نرمان كوزيس ، بعث بنفسه لصاحب المقال رسالة أشار فيها إلى أنّه رغم أنّ المجلّة قد قرّرت عدم نشر ذلك المقال فإنّه أقرّ بأنّ المقال تحدّث بطريقة مقنعة بشكل مذهل عن مسائل لها أهمّيتها ).
و لمّا تعافى من مرضه سنة 1964 ، صار بوب افاكيان منخرطا بنشاط في حركة الخطاب الحرّ في جامعة كاليفرنيا في بركلي أين كان طالبا . و كان المحور المركزيّ لإهتمام هذه الحركة آنذاك حقّ الطلبة في إنجاز نشاطات على المركّب الجامعي لدعم حركة الحقوق المدنيّة . و كان بوب أفاكيان ضمن ال800 الذين وقع إيقافهم أثناء إحتلالهم لبناء إدارة الجامعة ما مثّل أوج الحركة و أدّى إلى تحقيقها لمطالبها .
و مع تك حركة الحقوق المدنيّة المجال شيئا فشيئا لحركة تحرّر السود أكثر نضاليّة في الجزء الثاني من ستّينات القرن العشرين ، تأثّر بوب أفاكيان شديد التأثّر بذلك. فغادر الجامعة و كرّس حياته للعمل من أجل تغيير راديكالي . و نتيجة للإتصالات و النقاشات مع هواي نيوتن و بوبى سيل ، مؤسّسا حزب الفهود السود و تعرّفه على ألدردج كليفر ( الذى بات هو كذلك قائدا لحزب الفهود السود ) ، عمل بوب أفاكيان عن كثب مع حزب الفهود السود منذ أيّامه الأولى و في أوج تأثيره و دوره الثوريّين .
و في 1967 ، شارك بوب أفاكيان في مسيرات و تناول الكلمة و خطب في المتظاهرين و ساعد حزب الفهود السود شمال ريتشموند على الإحتجاج على قتل دنزين دوبل هناك كحلقة من سلسلة طويلة و مستمرّة من الجرائم التي إقترفتها الشرطة في حقّ السود.
و في 1968 ، لمّا كان هواي نيوتن يواجه تهما بالقتل نتيجة لتبادل طلقات ناريّة مع شرطة أوكلاند ، تحدّث بوب أفاكيان – إلى جانب عديد الوجوه المفاتيح في حركة تحرّر السود و منهم ستوكلى كارمايكال و راب براون و جامس فورمان و قادة من حزب الفهود السود – في تجمّع من أجل إطلاق سراح هواي نُظّم في قاعة محاضرات بأوكلاند بمناسبة عيد ميلاد هواي نيوتن .
و قد ناضل بوب أفاكيان بلا هوادة لبناء الدعم بما في ذلك في أواسط البيض للمطالبة ب " إطلاق سراح هواي " ! و أثناء مسيرة " إطلاق سراح هواي " أمام محكمة أوكلاند أين كانت تتمّ محاكمة هواي نيوتن ، جرى إعتقال بوب أفاكيان ل " حرقه " العلم الأمريكي .
في هذه الأثناء ، بدعوة من قادة حزب الفهود السود ، كتب بوب أفاكيان عددا من المقالات التي وجدت طريقها إلى النشر في جريدة حزب الفهود السود.
و إبّان مسيرة شارك فيها الآلاف و قادها حزب الفهود السود في غرّة ماي 1969 ، تكلّم بوب أفاكيان عن الحاجة إلى الثورة و دعا البيض بوجه خاص إلى أن يساهموا بنشاط أكبر في الحركات الساعية إلى التغيير الثوري في الولايات المتّحدة و في دعم مثل هذه الحركات عبر العالم .
و مع بدايات سبعينات القرن العشرين ، كان ملايين الناس في هذه البلاد يناصرون نوعا من التغيير الثوريّ إلاّ أنّهم واجهوا تحدّيات عميقة . كيف يمكن إنجاز هذه الثورة – هل من الممكن حتّى القيام بثورة هنا ، ضد مثل هذه القوى الإضطهاديّة و القمعيّة الجبّارة ؟ ما هي القوى المفاتيح التي يجب تعبأتها لتكون هناك فرصة حقيقيّة لإنجاز هكذا ثورة ؟ و ما هو نوع القيادة اللازمة و ما هي المناهج و المقاربات التي يجب أن تعتمد عليها مثل هذه القيادة ؟ و قد أدّت صعوبات مواجهة هه القضايا الصعبة و البحث عن أجوبة عليها ، إلى جانب القمع الوحشيّ و عادة المميت الذى عمدت إليه السلطات القائمة ، إلى كون العديد من المنظّمات الثوريّة و منها حزب الفهود السود إنشقّت و إنتهت إلى الإنحراف عن الطريق الذى يمكن أن يؤدّي إلى ثورة فعليّة .
وقتذاك ، جزئيّا تحت تأثير حزب الفهود السود الذى نشر في صفوف الجماهير الشعبيّة " الكتاب الأحمر " للمقتطفات من أقوال القائد الشيوعي الصيني ماو تسى تونغ ، أمسى بوب أفاكيان مقتنعا ليس بأنّ الثورة كانت ضروريّة و ممكنة فحسب بل كذلك بضرورة أن تقودها قوّة طليعيّة تعتمد على المنهج و المقاربة العلميّين للشيوعيّة كما طوّرها في البداية كارل ماركس ثمّ زاد في تطويرها ف. إ. لينين ، قائد الثورة الروسيّة في الجزء الأوّل من القرن العشرين ، ثمّ بدوره ساهم ماو تسى تونغ بتطويرات أخرى في خضمّ قيادته للثورة الصينيّة و المجتمع الإشتراكي الصيني الجديد ، إلى وفاته عام 1976. و قد قاد بوب أفاكيان عمليّة تشكيل منظّمة الإتّحاد الثوري في نهاية ستّينات القرن العشرين بهدف النضال بُغية تركيز الحزب الطليعي للثورة إعتمادا على علم الشيوعيّة . و خلال الجزء الأوّل من السبعينات ، كان بوب أفاكيان في الوقت نفسه القائد العمليّ و النظريّ للإتّحاد الثوريّ و كان يؤلّف الكثير من البحوث و الجدالات لمجلّته النظريّة ، " أوراق حمراء ". و من ذلك مقالات أساسيّة لا سيما في " أوراق حمراء " عدد 5 و عدد 6 التي كانت تشمل تحليلا ماديّا علميّا رائدا لوضعيّة السود تاريخيّا وصولا إلى يومنا هذا – كيف و لماذا تغيّرت ظروف إضطهادهم الخاصة منذ زمن العبوديّة إلى العهد الحاليّ، و كيف وضع هذا موضوعيّا السود في موقع قوّة كامنة ليكونوا القوّة المحرّكة ليس لتحرّرهم الخاص فقط و إنّما أيضا للحركة الشيوعيّة و هدفها الجوهريّ هو القضاء على كافة الإضطهاد و الإستغلال . و قد إنطوت هذه المقالات على جدالات قويّة و محاججة قويّة ضد مواقف و برامج لم تكن لتؤدّى إلى الثورة بل كانت عمليّا تعمل ضد هذا التحرير و التغيير الثوري للعالم ككلّ .
في 1975، بقيادة بوب أفاكيان ، تأسّس الحزب الشيوعي الثوريّ و غايته أن يكون قوّة طليعيّة للثورة التي كانت و لا تزال ضروريّة بعمق. و طوال العقود مذّاك ، قاتل بوب أفاكيان لإبقاء الحزب على الطريق الثوريّ و لتنشأة قوى ثوريّة جديدة تعزّز و توطّد القوى الطليعيّة من أجل الثورة المطلوبة الآن بأكثر إستعجاليّة تماما . و بينما واصل تقديم الإرشاد العملي للقوى الثوريّة ، تقدّم بوب أفاكيان بفضل تقييمه و تلخيصه لتجربة الحركة الشيوعيّة ( الإيجابيّة منها و السلبيّة ) و النهل من مروحة عريضة من التجارب الإنسانيّة ، بخلاصة جديدة للشيوعيّة على أساس أكثر إتّساقا علميّا . و مثلما تشرح السيرة الرسميّة لبوب أفاكيان ، الشيوعيّة الجديدة " إستمرار للنظريّة الشيوعيّة كما تطوّرت قبلا لكنّها تمثّل أيضا قفزة نوعيّة تجاوزت و في بعض الجوانب الهامة قطعت معها . وهي توفّر قاعدة – علم و إستراتيجيا و قيادة – ثورة فعليّة و مجتمع جديد راديكاليّا على طريق التحرير الحقيقي . " (3)
و جزء محدّد لهذه الشيوعيّة الجديدة هو التشديد على النضال في سبيل تحرّر السود وصلة ذلك بوضع نهاية للإضطهاد كلّه. و قد تواصل بروز هذا في الدور القيادي لبوب أفاكيان و في أعماله طوال العقود إلى يومنا هذا . و على موقع أنترنت (www.revcom.us ) يُوجد قسم خاص ، " بوب أفاكيان حول إضطهاد السود و النضال الثوريّ لوضع نهاية للإضطهاد كلّه " وهو يحتوى على مقتطفات من أشرطة فيديو و مختارات من كتابات بوب أفاكيان بهذا المضمار. و ما يلى ليس غير بضعة أمثلة من الأعمال الهامة بوب أفاكيان و من قيادته طوال العقود القليلة الماضية التي تتطرّق لهذه المسألة الحيويّة .
كتاب " أفكارو تعليقات موجزة و إستفزازات " ألّفه بوب أفاكيان في ثمانينات القرن العشرين وهو يتضمّن عددا من التعليقات و يتناول بالحديث أبعاد إضطهاد السود و النضال ضد هذا الإضطهاد بما في ذلك مساندة التمرّدات التي تلت قتل السود على يد الشرطة . و يبدأ هذا الكتاب ببحث " هراء شارع هيل و المسرحيّات القصيرة رتشارد برايو والتوافق الحقيقي" الذى يفضح فضحا قويّا كيف أنّ الإرهاب الموجّه ضد السود و غيرهم من المضطهَدين " جزء من عمل " الشرطة – وهو " جائزة " تنالها الشرطة مقابل إضطلاعها بدور الحفاظ على " القانون و النظام " الذين يبقيان المضطهَدين في أوضاعهم اليائسة و البائسة . و ماضيا إلى ما هو أعمق ، تحدّث عن كيف أنّ هذا متجذّر في هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي الذى بُني في أسسه هذا الإضطهاد منذ البداية .
و في تسعينات القرن العشرين ، تقدّم بوب أفاكيان بفكرة وجوب إيجاد يوم سنويّ تتمّ أثناءه تعبأة الناس للإحتجاج ضد عنف الشرطة و السجن الجماعي و قمع الحكومة . و قد وقع تبنّى هذا المقترح و تشكّل تحالف واسع ضمّ أعضاء من أهالى الذين قتلتهم الشرطة ليشرع في 1996 في تنفيذ مبادرة اليوم القومي للإحتجاج من أجل إيقاف عنف الشرطة و القمع و تجريم جيل . و في أوج نشاطات هذا التحالف ، طوال العقد التاليّ ، كان يتمّ تنظيم اليوم القومي للإحتجاج كلّ 22 أكتوبر و كان آلاف الناس في عشرات المدن يتظاهرون عبر البلاد . و تواصلت نشاطات المشاركين في هذا التحالف العريض مذّاك.
و خلال العقدين الماضيين ، ألقى بوب أفاكيان عددا من الخطابات المسجّلة كأشرطة فيديو و ألّف مقالات و بحوثا و كتبا كان فيها تحرّر السود و صلته الجوهريّة بالثورة الشيوعيّة الهادفة لتحرير الإنسانيّة قاطبة المسألة المحوريّة .
و ينطلق خطاب بوب أفاكيان لسنة 2003 ، " الثورة : لماذا هي ضروريّة و لماذا هي ممكنة و ما الذى تعنيه " ، من تنديد و إدانة حارقين للقتل بوقا [ دون محاكمة ] و يتحدّث عن الواقع الرهيب للعبوديّة و إضطهاد السود مذّاك إلى اليوم ، بما في ذلك تواصل قتل السود على يد الشرطة . (3)
و في 2006 ، ألقى بوب أفاكيان 7 خطابات فيها كان مرّة أخرى إضطهاد السود و النضال من أجل تحرّرهم موضوعا هاما . و أحد هذه الخطابات السبع ، " الشيوعيّة ديمقراطية جيفرسن " ، يفتتح بالكلام عن تجربة السود في هذه البلاد ؛ و مسألة العبوديّة و الإضطهاد العام للسود طبعا قسم هام من هذا الخطاب . في " الشيوعيّة ديمقراطية جيفرسن " ، يوضع هذا بوضوح :
" لم تكن الولايات المتحدة مثلما نعرفها اليوم لتوجد لولا العبودية ."
( و هذا هو ذات الموقف الأوّل من كتاب " الأساسي من خطابات بوب أفاكيان و كتاباته " الذى يعدّ كتيّب الثورة ) (3).
و في بداية شريط فيديو " بوب أفاكيان يتحدّث : الثورة – لا شيء أقلّ من ذلك ! " ، في 2012 ، رجى التأكيد على هذه النقطة :
" لننطلق من مجرّد جريمة واحدة كبرى لهذا النظام : إقتراف الشرطة لجرائم القتل ، الجريمة تلو الجريمة ، تلو الجريمة بحقّ السود و اللاتينو ، لا سيما منهم الشباب " (3)
هذا جزء من الفضح القويّ في هذا الخطاب للدور المستمرّ لجرائم القتل تلك التي تقترفها الشرطة وهي تفرض هذا النظام الوحشيّ للإستغلال و الإضطهاد ، النظام الرأسمالي – الإمبريالي .
و في مطلع خطابه في أكتوبر 2017 ، " يجب على نظام ترامب / بانس أن يرحل ! باسم الإنسانيّة ، نرفض القبول بأمريكا فاشيّة ، عالم أفضل ممكن " ، تحدّث بوب أفاكيان بقوّة عن فظائع العبوديّة في هذه البلاد – و منها إغتصاب سادة العبيد لأعداد ضخمة من النساء المستعبدات . و يبيّن هذا الخطاب كيف أنّ الإضطهاد الإجرامي للسود المتواصل إلى اليوم ، أحد أهمّ جذور الفاشيّة التي صعدت إلى السلطة في هذه البلاد مع نظام ترام / بانس ؛ و في هذا الخطاب ، عاد بوب أفاكيان بصفة متكرّرة إلى الأهمّية الحيويّة التي يكتسيها القتال ضد هذا الإضطهاد .(3)
و قد إستُهلّ خطاب بوب أفاكيان عام 2018 " لماذا نحتاج إلى ثورة فعليّة و كيف يمكن حقّا القيام بالثورة " على النحو التالى :
" في 2012 في " الثورة – لا شيء أقلّ من ذلك ! " تحدّثت عن جريمة القتل الرهيبة لرمرلى غراهام في بداية تلك السنة – أطلقت عليه شرطة نيويورك النار لترديه قتيلا في منزله الخاص في البرونكس . و كان عمره 18 سنة لا غير . هل عليّ أن أقول لكم من أي " عرق " كان ؟! لقد ظلّت أمّه تردّد: " يجب أن يتوقّف هذا ! " و كان والده يكرّر المرّة تلو المرّة: " لماذا قتلوا إبنى ؟! لماذا قتلوا إبنى ؟! " و حينها تجمّعت شرطة نيويورك حول الشرطي الخنزير الذى قتل رامرلى بدم بارد ، و بخبث تهكّمت على على أسرة القتيل و أحبّائه مبيّنة بعدُ مرّة أخرى الحقيقة المريرة و مفادها أنّه بالطريقة التي بنيت بها هذه البلاد و بالنسبة للسلطات القائمة في هذه البلاد ، لم تكن إنسانيّة السود تعنى أي شيء – لم تثمّ، أبدا قيمتهم كبشر و إنّما فحسب كأشياء يجرى إستغلالها و إضطهادها و قمعها . و بعد سنوات ستّة مع تواصل جرائم الشرطة و قتلها للسود بدم بارد في سلسلة لا تنفصم حلقاتها ، سأقول مجدّدا ما قلته حينها : كم مرّة أخرى يجب على هذا أن يحدث ؟ كم مرّة أخرى يجب على دموع و صرخات الرعب و الغضب أن تنفجر من القلوب الجريحة ؟ كم مرّة أخرى لماّ تقترف فظائع قتل على يد الشرطة ن علينا أن نستمع إلى هذه الكلمات التي تزيد الطين بلّة : " قتل مبرّر ، إستعمال قوّة مبرّر " من طرف الشرطة ؟! كم مرّة أخرى ؟! " (3)
و في خطاب 2018 ، لم يفضح بوب أفاكيان مجدّدا الإضطهاد الرهيب الذى يقترفه النظام الرأسمالي – الإمبريالي في حقّ السود و المضطهَدين الآخرين في هذه البلاد و عبر العالم و الخطر المحدق الذى يمثّله هذا النظام على مستقبل الإنسانيّة ذاته فحسب ، بل عرض كذلك في هذا الخطاب ( و في مقال أحدث ، " ثورة حقيقيّة – فرصة حقيقيّة للكسب ، مزيد تطوير إستراتيجيا الثورة " ) (3) المقاربة الإستراتيجيّة التي بوسعها أن تجعل من الممكن الإطاحة بهذا النظام و إنشاء نظام مختلف راديكاليّا و أفضل بكثير .
و في " دستور الجمهوريّة الإشتراكية الجديدة في شمال أمريكا " الذى ألّفه بوب أفاكيان ، نجد نظرة شاملة و مخطّط ملموس لذلك النظام المختلف راديكاليّا و الأفضل بكثير الذى يتمّ التطلّع إلى تحقيقه . و مبادئ و وسائل وضع حدّ في آخر المطاف، بعد طول إنتظار ، لإضطهاد السود جزء هام من ذلك الدستور . (3)
و هذه السنة (2020 ) ، وضع بوب أفاكيان ما يناهز الثلاثين مقالا كانت هذه المسألة الحيويّة – إضطهاد السود و النضال من أجل تحرّرهم – موضوعا متواترا .
في خطابات بوب أفاكيان و كتاباته عامة لا نجد فضحا قويّا و عميقا و إدانة لامساومة فيها للإضطهاد الوحشي و المميت وحسب ، بل حتّى اكثر أهمّية ، نجد كذلك تحليلا علميّا لكيف أنّ كلّ هذا متجذّر في هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي و للحاجة إلى القيام بالثورة و إمكانيّتها و وسائلها للإطاحة بهذا النظام و في نهاية المطاف وضع نهاية للإهانات و العذابات غير الضروريّة التي تتعرّض إليها الإنسانيّة بإستمرار في ظلّ هذا النظام .
* * *
إنّه لشيء ثمين للغاية بالنسبة للمضطهَدين في الأرض أن يكون لديهم قائد يكرّس حياته لتحريرهم و يملك تصميما و منهجا علميّا تطوّر عبر العقود ليشير إلى الطريق و يواصل تعبيد هذا الطريق لبلوغ هذا التحرير . و بوب أفاكيان يمثّل مثل هذا القائد . و كما تمّ التشديد على ذلك في مقال " بوب أفاكيان : قائد مختلف راديكاليّا – إطار جديد تماما لتحرير الإنسانيّة ":
" كقائد ثوري ، يجسّد بوب أفاكيان أيضا هذا المزيج النادر : إنسان إستطاع أن يطوّر نظريّة ثوريّة على المستوى العالمي- الطبقي ، بينما في الوقت ذاته ، يملك فهما عميقا و صلة وثيقة من الأحشاء مع الأكثر إضطهادا ، و قدرة عالية التطوّر على " تفكيك " النظريّة المعقّدة و جعلها في المتناول على نطاق واسع . " (3)
و ممّا يميّز أكثر دور بوب أفاكيان كقائد ثوريّ هو تصميمه على – و بالفعل ، تأكيده على – أن يقول الحقيقة للناس حتّى حين قد يكونوا لا يرغبون في سماعها . و يتبيّن هذا في كيفيّة فضح بوب أفاكيان و دحضه لطرق التفكير غير العلميّة – كافة أصناف نظريّات " التآمر " و الأفكار التطيّريّة – التي تقود الناس و منهم المضطهَدين بأكثر مرارة ، بعيدا عن فهم العام كما هو و الحيلولة دونهم و رؤية ليس الحاجة إلى تغيير جذريّ للعالم على نحو يؤدّى إلى إنهاء الإضطهاد بل أيضا إمكانيّة ذلك. و من أضخم المشاكل التي تناولها بوب أفاكيان بالبحث المباشر مشكل دور الدين كعائق فكريّ لجماهير السود و المضطهَدين الآخرين و الحاجة إلى كسر قيود هذه السلاسل من أجل أن يخوضوا بأكبر قوّة النضال للتحرّر في آخر المطاف من كلّ إضطهاد . و قد شدّد بوب أفاكيان بصورة متكرّرة على أنّه لوضع نهاية للإضطهاد " يجب أن نرغب في الثورة بشدّة إلى درجة تجعلنا نكون علميّين بشأنها ".
و العلم يعنى محاكمة إن كان شيء ما حقيقيّ أم لا ، إن كانت هناك أدلّة على أنّه عمليّا يتناسب مع الواقع – و ليس الإعتقاد في شيء لأنّ الإيمان به يجعلنا نشعر بالإرتياح ، أو عدم الإعتقاد في شيء لأنّه يجعلنا قلقين . في مقال " نظريّات المؤامرة و " اليقين " الفاشيّ و الشلل الليبرالي ، أم المقاربة العلميّة لتغيير العالم " ، تحدّث بوب أفاكيان مباشرة عن هذا المشكل:
" العديد من الناس من الجماهير القاعديّة ، المضطَهَدين بمرارة من قبل هذا النظام ن هم أيضا واقعين في أحابيل الشكّ و ينزعون حتّى إلى نبذ العلم و التحليل المعتمد على العلم . غير أنّ هذا يجعلهم لقطة سائغة لكافة أصناف " نظريّات المؤامرة " التي لا أساس لها و غيرها من الأفكار الخاطئة و الضارة ، بما فيها مفهوم أن لا شيء يقوم به الناس بوسعه تغيير الواقع لأنّ " كلّ شيء بمشيئة الإلاه ".(3)
و في حواره المباشر مع كورنال واست سنة 2014 ( " الثورة و الدين : النضال من أجل التحرير و دور الدين " ) الذى وقع تنظيمه خلال تصاعد الإحتجاج و التمرّد ردّا على قتل مايك براون في فرغسن ، بالميسوري ، فيما كان يتكلّم عن أهمّية توحيد الناس على نطاق واسع في النضال ضد الإضطهاد ، بما في ذلك الناس الذين يملكون نظرة دينيّة ، شدّد بوب أفاكيان كذلك على أنّ الثورة التي نحتاج لتضع في نهاية المطاف نهاية للإضطهاد يجب أن تُقاد بنظرة و منهج علميّين و ليسا دينيّين. (3)
و في مطلع مقال " التحرّر من ذهنيّة العبوديّة و كافة الإضطهاد " الذى خطّه بوب أفاكيان هذه السنة (2020) ، للم يتوانى عن الكلام عن هذه المسائل الحيويّة :
" في 1863 ، أثناء الحرب الأهليّة ، أصدر أخيرا أبراهام لنكولن " إعلان تحرير العبيد " ، و نتيجة للحرب الأهليّة ، رسميّا وقع تحرير السود من العبوديّة التامة و الجسديّة . لكن السؤال اليوم هو : متى و كيف سيتحرّر السود في النهاية من كافة أشكال العبوديّة و الإضطهاد ؟ و هذا يثير سؤالا مباشرا كبيرا : متى سيحرّر السود بصفة نهائيّة أنفسهم من ذهنيّة عبوديّة الدين ؟ ...
و مرّة أخرى ، المسألة تُطرح بحدّة : كيف يمكن للسود التحرّر في النهاية و بكل تام من قرون من الإضطهاد ، و كيف يرتبط هذا بوضع نهاية لكافة الإضطهاد ، إضطهاد كافة الناس ، في كلّ مكان ؟
و الجواب هو انّ إمكانيّة تحقّق هذا إمكانيّة واقعيّة ، لكن لا يمكن تحويل الإمكانيّة إلى واقع إلاّ على أساس مقاربة علميّة لتغيير العالم و الفهم الراسخ علميّا بأنّ هذا الإضطهاد متجذّر في و ناجم عن النظام الرأسمالي – الإمبريالي – نفس النظام الذى يستغلّ بخبث و يضطهد إضطهادا مميتاا الشعوب ليس في هذه البلاد فحسب بل عبر العالم وهو يدمّر البيئة الطبيعيّة – و هذا النظام يجب و يمكن أن نطيح به بواسطة ثورة فعليّة و تعويضه بنظام مختلف راديكاليّا و أفضل بكثير : الإشتراكيّة و هدفها الأسمى عالم شيوعيّ ، دون أي إضطهاد و إستغلال لأيّ كان ، في أيّ مكان . " (3)
* * *
منذ سنوات شبابه الأولى ، رابطا علاقات شخصيّة وطيدة مع السود و مراكما معارفا عن تجارب الحياة التي مرّوا بها ، إلى تطوّره كقائد نادر تقدّم بالنظريّة العلميّة الثوريّة الأكثر تقدّما مع الشيوعيّة الجديدة - و كان تحرّر السود من قرون من الإضطهاد و فهم كيف يرتبط بالثورة الشيوعية و يمثّل قوّة محرّكة حيويّة فيها للقضاء فى آخر المطاف على كافة أشكال الإضطهاد و الإستغلال ، في كلّ مكان ، كان جزءا محدّدا من حياة بوب أفاكيان و اعماله .
و قد عبّر بوب أفاكيان نفسه عن هذا في الموقف القويّ و الشاعري التالي :
" ثمّة إمكانيّة نشوء شيء جميل غير مسبوق من رحم القبح الذى لا يوصف: أن يضطلع السود بدور حيويّ في وضع نهاية، بعد طول إنتظار ، لهذا النظام الذى لم يستغلّهم فقط لمدّة طويلة بل نزع إنسانيّتهم و بثّ فيهم الرعب و عذّبهم بآلاف الطرق – في وضع نهاية لهذا بالوسيلة الوحيدة التي يمكن القيام بها بذلك ، بالقتال من أجل تحرير الإنسانيّة ، وضع نهاية لليل الطويل الذى كان فيه المجتمع الإنساني منقسما إلى سادة و عبيد و كانت فيه جماهير الإنسانيّة تتعرّض للجلد و التعذيب و الإغتصاب و القتل و يُبقى عليها أسيرة غارقة في الجهل و البؤس ."
هوامش المقال :
1. From Ike to Mao and Beyond, My Journey from Mainstream America to Revolutionary Communist, A Memoir by Bob Avakian, Insight Press, 2005. [back]
2. Bob Avakian, THE NEW COMMUNISM: The science, the strategy, the leadership for an actual revolution, and a radically new society on the road to real emancipation, Insight Press, first -print-ing, 2016, pp. 321-22. In addition to THE NEW COMMUNISM, in other recent works by BA—in particular Breakthroughs: The Historic Breakthrough by Marx, and the Further Breakthrough with the New Communism, A Basic Summary, and Hope For Humanity On A Scientific Basis, Breaking with Individualism, Parasitism and American Chauvinism—the oppression and the struggle for the liberation of Black people, and its relation to the emancipation of humanity as a whole, is a prominent subject. These works are available at revcom.us. [back]
3. All of these works are available at revcom.us. (Information about how to acquire the -print- and e-book editions of BAsics can be found at revcom.us. Audio of the 7 Talks is available in BA’s Collected Works at revcom.us and Communism and Jeffersonian Democracy has been published in a -print- edition, the text of which can also be found in BA’s Collected Works at revcom.us.)
The film of the Dialogue between Cornel West and Bob Avakian, REVOLUTION AND RELIGION: The Fight for Emancipation and the Role of Religion, is also available in BA’s Collected Works at revcom.us.
The article Conspiracy Theories, Fascist “Certitude,” Liberal Paralysis,´-or-A Scientific Approach To Changing The World (longer and shorter versions) is available at revcom.us as well.
The importance of Bob Avakian as a revolutionary leader, who has further developed communism as a consistently scientific method and approach, is a central theme in SCIENCE AND REVOLUTION: On the Importance of Science and the Application of Science to Society, the New Synthesis of Communism and the Leadership of Bob Avakian, An Interview with Ardea Skybreak. Ardea Skybreak is a scientist with professional training in ecology and evolutionary biology, who is also the author of the important book THE SCIENCE OF EVOLUTION AND THE MYTH OF CREATIONISM, Knowing What’s Real And Why It Matters. Each of these books by Ardea Skybreak is published by Insight Press, and the Interview with Ardea Skybreak (SCIENCE AND REVOLUTION) is also available at revcom.us
The following articles, written by Bob Avakian this year (2020), which speak to the oppression of Black people and the struggle to end this oppression, are available as well at revcom.us:
Donald Trump—Genocidal Racist (Parts 1-10)
Racial Oppression Can Be Ended—But Not Under This System
Police And Prisons: Reformist Illusions And The Revolutionary Solution
Anything But The Truth—Bob Avakian Exposes Lies, Distortions, Distractions and Evasions About the Murderous Oppression of Black People
Lynching, Murder By Police—Damn This Whole System! We Don’t Have To Live This Way!
Bob Avakian On Emancipation From Mental Slavery And All Oppression
Colin Kaepernick, LeBron James And The Whole Truth
Donald Trump Isn’t “Tough,” He’s A Bloated Bag Of Fascist Feces
Bloated Bag Of Fascist Feces Trump Isn’t “Tough”—Part 2: Who Really Has Heart?
Trump And Pigs: A Racist Love Affair
Fucker Carlson, Fascist “Fox News” And The Broadcast Of White Supremacy
Bob Avakian on Black Trump Supporters: What If Jews Had Supported Hitler?!
Bob Avakian On: A Beautiful Uprising: Right And Wrong, Methods And Principles
On Statues, Monuments, And Celebrating—Or Ending—Oppression
Fascists Today And The Confederacy: A -dir-ect Line, A -dir-ect Connection Between All The Oppression
Patriarchy And Male Supremacy,´-or-Revolution And Ending All Oppression
Sounding Like Southern Segregationists: It’s Not Just Trump—It’s Democrats Too
Bob Avakian Brings Out the Truth: Barack Obama Says Police Murdering Black People Should Not Be Normal—Unless He’s President
Bob Avakian On Ugly Words & Phrases
Bob Avakian On Tulsa Racist Mobs
A Real Revolution--A Real Chance To Win: Further Developing the Strategy for Revolution
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا


.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي




.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا


.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024




.. Support For Zionism - To Your Left: Palestine | الدعم غير ال