الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل نحن بخير؟ سؤال في حاجة إلى مؤتمر اقتصادي عاجل!

محمد القصبي

2020 / 10 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


الآن.. بعد ست سنوات من ثورة 30 يونيو التي وصفتُها حينذاك بالمجيدة ..أليس من حقي كمواطن بسيط أن أتساءل :أين نحن بالضبط ؟
لقد قطعنا خطوات في رحلتنا الشاقة لإعاة هيكلة الدولة المصرية ..فهل اخترنا الطريق الصحيح لرحلة الألف ميل تلك ؟
وبالطبع كمواطن بسيط أشعر بالمرار لهذا الخطأ الفادح الذي ارتكبناه بدءاً ..حين رصدنا بعين واحدة أعداء الوطن.. فلم نر سوى إخوان البنا / قطب ..بينما تجاهلنا من لايقلون خطرا ..إخوان الشاذلي/عز ..هؤلاء الذين جعلوا من مصر العظيمة مرتعاً للفساد والانتهازية عبر أكثر من ثلاثة عقود.!! بل تفتح الأبواب أمامهم ليعاودوا توحشهم مجددا..وهاهي لافتات دعايتهم الانتخابية التي تفوح بأموالهم المشبوهة تغرق الشوارع لتطمس أي ملمح آخر لمصر... سواهم!!
"على أية حال لو كانت عودتهم مدموغة بختم النسر من جهة أو أخرى كما يشاع ..فملايين المصريين الذين خرجوا في 30 يونيو ليشهروا لا قوية في وجه إخوان البنا /قطب..يمكنهم أن يقزموا دور مافيا حزب سميحة هذا خلال الانتخابات النيابية المقبلة ..حين يشهرون ذات اللاء القوية الصارمة في وجه مرشحي إخوان الشاذلي/ عز".
لكن ثمة خطوة أخرى أراها حتمية الآن ..خطأ جسيم تأجيلها أو تجاهلها ..
وقفة تأمل ..مكاشفة..تجيب عن هذا السؤال المحوري والحتمي :هل اخترنا الطريق الصحيح لرحلة الألف ميل الشاقة لإعادة هيكلة الاقتصاد المصري؟
وأظن أن الإجابة على هذا السؤال المهم تتطلب تنظيم مؤتمر..هذا خاطر راودني
عقب حوار جمعني وابنتي العزيزة دكتورة منال علام وكيلة وزارة الثقافة حول مقال نشرته يوم 15 أكتوبر الحالي في الحوار المتمدن بعنوان "علامات مضيئة في تحالف المستقلين"
ماأردت التأكيد عليه خلال المقال وحواري مع د. منال التي انضمت لقائمة التحالف لخوض الانتخابات البرلمانية أن الخطوة الأولى لأي حزب أو تجمع سياسي الآن ليس اللهث خلف كرسي في برلمان ..بل النزول إلى الشارع واستقراء هموم عشرات الملايين من البسطاء ..ضحايا فساد مافيا الحزب اللاوطني عبر ثلاثة عقود ...هؤلاء أيضا من تحملوا عن طيب خاطر فاتورة إجراءات الاصلاح الاقتصادي القاسية ..وهاهم يداهمون بواقع ممرير ..أن مافيا إخوان الشاذلي / عز مازال حضورهم نافذا ..ويسعون لأن يتوحش هذا الحضور في البرلمان القادم.."هذا أمر يمكن أن يتصدى له المواطن المصري حين يتخلى عن سلبيته ويتوجه إلى صناديق الانتخابات ليشهر لا قوية في وجه رموز تلك المافيا..هذا هو أملنا الوحيد المتاح الآن "..
لكن مانحتاجه وبشكل حتمي وعاجل مجهر نرى من خلاله ماتم تحقيقه خلال السنوات الست من إصلاحات اقتصادية وإنجازات في مجال البنية التحتية لنجيب عن السؤال المحوري :هل اخترنا الطريق الصحيح ؟ هي لحظة مكاشفة هدفها.. تصويب الأخطاء ..تكريس الصحيح.
وهذا لن يتم إلا من خلال مؤتمر ..أتمنى أن يكون من أولويات تحالف المستقلين أيا كان نصيبه من كراسي البرلمان..مؤتمر يحشد له التحالف علماء وخبراء يكتبون أبحاثهم بمداد النيل غير الملوث بجاهلية وغرضية إخوان البنا/ قطب..مؤتمر تحصن منصاته وقاعاته ضد التلوث السمعي للمطبلاتية..
فكرة المؤتمر تلك لاحت في خاطري عقب حواري مع د.منال علام ..إلا أنني فوجئت خلال إحدى جولاتي البحثية عبر جوجل بالدكتور جودة عبد الخالق وزير الاقتصاد الأسبق يسبقني في الإلحاح على ضرورة تنظيم مثل هذا المؤتمر عبر
مقاله بصحيفة الأهالي عدد 7أكتوبر الماضي. ولقد نوه د. جودة عبد الخالق إلى ما أشرت إليه في أكثر من مقال وأشار إليه غيري.. أن فاتورة الإصلاحات الاقتصادية تحملت أعباءها الباهظة الطبقتان الفقيرة والمتوسطة ..بينما الأثرياء استفادوا من تداعيات تلك الإجراءات ..حيث يقول د.عبد الخالق في مقاله: ..إن ميزان العدالة الإجتماعية قد مال ميلا شديدا. وتضاعفت أعداد الفقراء واتسعت الفوارق بين فئات الشعب. وأصبحت ميزانية الدولة موظفة لصالح الأغنياء وعلى حساب الفقراء و متوسطى الحال. فمثلا في موازنة الدولة 2020/2021 نجد أن البند الأول في المصروفات هو التزامات فوائد الدين العام (566 مليارات جنيه بنسبة تبلغ رُبْع المصرفات) و ليس الأجور أو الدعم (335 مليارات و 326 مليارات جنيه على التوالي). وإذا أضفنا استحقاقات أقساط الدين (556 مليارات جنيه) نجد أن حوالى نصف الموازنة العامة يذهب لخدمة الدين العام. فما الذى يبقى للخدمات الاجتماعية التي هي أساس قوة الدولة مثل التعليم والصحة؟

هل يطفح حديث د.جودة عن معاناة الفقراء والطبقة المتوسطة من أيديولوجيته اليسارية؟ ..لكن تلك الأرقام التي ذكرها ويذكرها غيره في حاجة إلى تحليل ومكاشفة لنعرف أي موطيء قدم نقف عليه الآن لتحديد خطوتنا المقبلة..إن كانت ثمة مسارات صحيحة فلنواصل المضي قدما فيها ..وإن كانت ثمة مسارات خاطئة فلنسرع بتصحيحها..
على أية حال هو يدعو في مقاله لتنظيم مؤتمر من قبل الحكومة لتحقيق تلك المكاشفة ..فإن كان ذلك غير ممكن الآن ..فلماذا لاتتولى الأحزاب "الجادة" تنظيم هذا المؤتمر.. ..؟
وهاهم قادة تحالف قائمة المستقلين يبشرون المصريين بوجه آخر للحياة الحزبية.. للحياة البرلمانية من خلال أجندة تحالفهم ..حيث يعيب د.سيد محروس أحد قادة التحالف على مرشحي القائمة الوطنية "من أجل مصر" بأنهم حين كانوا في البرلمان السابق لم يعارضوا أي قرارات حكومية زادت من الأعباء على كاهل الشعب..مشددا على أن التحالف سيشكل معارضة وطنية داخل البرلمان.
إن كان هذا مايخطط له التحالف بالفعل ..فإني أدعوه إلى أن يبادر إلى تنظيم مثل هذا المؤتمر..عقب انتهاء مهرجانات الانتخابات وتشكيل مجلس النواب الجديد.
فإن نجح هذا المؤتمر في الانتهاء إلى رؤية موضوعية لمسيرة 6 سنوات من الإصلاحات الاقتصادية فقد يكون هذا تحفيزا لتنظيم مؤتمرات أخرى في مجالات الإعلام ..الحريات..الثقافة بمفهومها الشامل "ولديَّ مشروع في هذا الإطار لإعادة هيكلة دماغ المصريين على أسس تنويرية أشرُف بأن يتبناه تحالف المستقلين..إن شعرتُ بالفعل أنه يمثلني ويمثل عشرات الملايين من المواطنين البسطاء من صناع ثورة 30 يونيو "
..وأقول للدكتور هشام عناني رئيس التحالف وللدكتور سيد محروس وكل قيادات وأعضاء التحالف :
إن دشنتم وجودكم بحدث وطني مثل هذا ..إيداع سنوات الإصلاح الست تحت مجهر المكاشفة من خلال مؤتمر اقتصادي يعد له جيداً..فهي خطوة محورية تقدمون من خلالها أوراق اعتمادكم لملايين المصريين الذين شاركوا في ثورة 30 يونيو..أوراق اعتماد مزيلة بتلك العبارة الصادقة : الثورة بخير!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية توقف رجلاً هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإير


.. نتنياهو يرفع صوته ضد وزيرة الخارجية الألمانية




.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط