الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوروبا ولعنة الاسلام

كوسلا ابشن

2020 / 10 / 20
الارهاب, الحرب والسلام


منذ طرد المسلمون الغزاة من هيسبانيا (الاندلس), والمسلمون يحلمون بإسترجاع الغنيمة المفقودة, و المفارقة العجيبة بين التخلف والتبعية لإوروبا والحلم بالأندلس وأسلمة ديار الأسياد (ديار الكفر). بقي الحلم يكبر من جيل الى آخر, حتى وصلنا الى جيل القاعدة وداعش, أبطال الشريعة المحمدية حاملي مشعل حلم الغنيمة الابدية وأسلمة العالم الغير المسلم (إسلم تسلم).
إنسحبت اوروبا من ديار الاسلام وبعد حين تبعتها أفواج من "المسلمين" الهاربين من إستبداد الانظمة الاسلامية المتخلفة, أفواج من اللاجئين السياسيين والمثقافين يطلبون الآمن في ديار "الكفر". و بسبب السياسات العنصرية واللاوطينية واللاشعبية واللادمقراطية التي إنتهجتها الأنظمة الاستبدادية في البلدان "الاسلامية" بعد الانسحاب الاوروبي. إلتحق بالأولين أفواجا أخرى من الفقراء والمضطهدين تطالب اللجوء الاقتصادي وضمان العيش الكريم في بلاد "الكفار" الأوروبي.
أبناء وأحفاد هؤلاء المضطهدين السياسيين والاقتصاديين, بالإضافة الى الشريحة الواسعة التي إنضمت إليهم بعد إنهيار جدار برلين, أو القادمة مع بداية الألفية الثالثة, وهي الشريحة الحاملة أكثر للثقافة الاسلامية الظلامية المعادية للتنوير والحداثة, و من هذا وذاك, تشكلت الكتلة الاسلامية المعادية لقيم التقدم والحرية والتسامح ودافعت عن الانعزالية في الكنتونات ورفضت الاندماج في قيم الاوروبية, وإختارت درب تدمير هذه القيم الحداثية من الداخل وبأشكال مختلفة من الأدوات المادية و الروحية.
(خرجت الكنيسة من الباب ودخل المسجد من النافذة):
انتصر العلم والتنوير على الظلامية الدينية لعهود القرون الوسطى, وسادت فلسفة العقل و الحرية والعلم والعلمانية. النهضة الاوروبية وفلسفتها العلمانية ومبادئها الدمقراطية وحرية الفرد(رجل أو إمرأة) في الإختيار والفعل. فلسفة الحياة التي ناضل من أجلها الشعوب الأوروبية لقرون من الزمن, توجت بتغيير الانظمة الإقطاعية المتخلفة والاستبدادية, و أقامت أنظمة تقدمية حرة ودمقراطية و علمانية, وقطعت مع عهود تحكم الكنيسة (الدين) في مصير الشعوب الاوروبية.
الفلسفة التي صدمت التجمعات الاسلامية في اوروبا, وحاربتها بدعوى المؤامرة ضد الاسلام, وإنعزلت هذه التجمعات في كنتونات بعيدة عن المحرمات الاسلامية, إلا أنها إستفادت من فلسفة (الحرية وإحترام التعدد والاختلاف) لتأسس مؤسساتها الخاصة للحفاظ على ثقافتها التقليدية و قوانينها التشريعية (الفتاوي), تشكيل مجتمعات خاصة بالمسلمين (أحياء سكنية تحتوي على ما هو "حلال", محلات تجارية و جمعيات ثقافية إسلامية ومساجد ...) مؤسسة على ثقافة الممانعة والمواجهة تتحكم فيه قوانين الشريعة الاسلامية, والتربية الاسلامية للناشئة.
الايديولوجية الاسلامية, مهمتها الرئيسية, غسل الدماغ وحشوه بثقافة الظلامية و القتل والحرب والكراهية والعداء لغير المسلمين, فأقوال القتل و الحقد وتدمير الحضارات تعشعش في العقول الجامدة وترافق المسلمون يوميا في صلواتهم ومناجاتهم ودعواتهم:
"ياْيها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اْولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم فإنه منهم " المائدة:53.
سورة الانفال: اية 61: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدوالله وعدوكم واخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم".
" الذين امنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم, اعظم درجة عند الله واولئك
هم الفائزون" التوبة:20.
الكم الهائل من الأقوال في التحريض على القتل والكراهية أحال دون الاندماج بسهولة في مجتمعات الإقامة والاحتكاك مع الجماعات الثقافية والدينية الاخرى والتعايش السلمي معها في مجتمعات قوانينها تدافع عن التنوع الثقافي والديني وتحترمه وتضمن حرية الفرد, وبهذا إنعزل المسلمون في كنتوناتهم لحمايتهم من ثقافة الحرية والبحث العلمي ومناقشة المحرمات.
في الكنتونات الاسلامية تشبع الشباب بالإيديولوجية الاسلامية وتشكلت المرجعية النظرية للارهاب وللفعل الارهابي الميداني, ومن هذه الأماكن المنغلقة, إنطلق الذين امنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله, وبأسماء منظمات إسلامية مختلفة, لإرهاب الشعوب المسالمة في ديارها بإشعال حرب الارهاب الجبانة بإستهداف الاماكن الشعبية وأكثر إكتضاض بالناس مثل ما حدث في فرنسا بتفجير محطة (سان ميشال) بباريس يوم 25 يوليوز 1995, و تفجير محطة (بور رويال) 3 ديسمبر 1996, و" غزوة " شارلي ابدو, واغتيال 12 صحفيا وجرح 11 اخرين يوم 7 يناير 2015, هجمات باريس, يوم 13 نوفمبر 2015, و التي كانت عمليات ارهابية شملت أماكن مختلفة من المدينة ومجالات مختلفة, انتهت اعمليات الإرهاب الاسلامي, بقتل 130 شخص وسقوط جرحى ومرعوبين بهول العمليات الارهابية الانتحارية واطلاق الرصاص العشوائي. أعلن تنظيم داعش عن مسؤوليته عن هذه الهجمات الارهابية.
المرجعية الاسلامية التي أمن بها القطعان هي المسؤولة عن عزلته في الكنتونات ومنعته من الاندماج في مجتمعات الاقامة ( المجتمعات القائمة على فصل الدين عن الدولة (العلماني) وحرية الإعتقاد الديني) وهي كذلك المسؤولة الاولى عن العمليات الارهابية الدموية في العالم. الانعزال وعدم الاندماج والارهاب هي الافعال التي ولدت ردود أفعال متباينة من التواجد الاسلامي, عقيدة ومؤمنين بها, وخصوصا في فرنسا منبع الثورة الدمقراطية والعلمانية والحرية, والأكثر تضررا من هذا التواجد السلبي, وإنتقادات ماكرون كانت أكثر واقعية في تحليله للتواجد الاجنبي أو من أصول أجنبية في علاقته بالقيم الفرنسية, وقد سبق للبرلمان الفرنسي أن أقر في 18 أكتوبر 2017, قانونا لمكافحة الارهاب, يعطي الصلاحية للسلطة في إغلاق أماكن العبادة والجمعيات الثقافية (الراعية للإرهاب), و لضمان الآمن في اوروبا خصصت المفوضية الاوروبية (بروكسيل من بداية 2017), الملايين الأوروات لمشاريع حماية الاماكن العامة المفترضة إستهدافها, وضمان حياة المواطنين المهددين من الارهاب الاسلامي . المسألة ليست في المؤامرة ضد الاسلام كما يتوهم المسلمون, أذا كان المسلمون, هم المستهدفون دون غيرهم من هذه الإنتقادات أو مخاوف الاوروبيون من الاسلام, فلأن الارهاب على أساس ديني يمارسه المسلمون دون غيرهم, وهم الكتلة الأكثر رفضا للإندماج في مجتمعات إقامتهم.
فرنسا المتضرر الاكبر من الهجمات البربرية الاسلامية الدموية, هي أحدى الدول الأكثر إحتضان للعناصر الارهابية وأوكارها في اوروبا, والمتسامحة مع نشاطاتهم الدعوية لتبليغ رسالة الارهاب بين صفوف المسلمين خصوصا لتجنيدهم في الحملات الارهابية, فرنسا العلمانية توفر أراضي بالمجان لبناء المساجد والمعاهد الاسلامية والاتحادات الاسلامية والمجالس الاسلامية لنشر المبادئ الاولية للعمليات الانتحارية وقطع رؤوس الكافرين, كما حصل قبل أيام من قطع رأس ألأستاذ الفرنسي, ردا على شجاعة ماكرون في نقد سلبية المسلمين والاسلام في فرنسا. من دون ماكرون, فأغلبية الاوروبيين متخوفين من الإديولوجية الظلامية الاسلامية و(وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدوالله وعدوكم), فهم يدركون جيدا, إذا بقي الوضع على ما هو عليه ستندثر الحضارة الاوروبية بفعل نمو الوعي الظلامي ومظاهر ثقافة التخلف وتزايد الارهاب الاسلامي.
السياسة الخاطئة في احتواء المسلمين, أدت الى كوارث لم تكن في حسبان مخططي السياسة الاسلامية, تدفع ثمنها الشعوب الاوروبية, وبهذا على القادة الاوروبيون إيجاد حلول للمسألة الاسلامية, ليس بضرب الارهاب و مموليه فحسب وإنما والذي هو ضروري وأهم, ردع المرجعية الفكرية للإرهاب, تصفية المرجعية سينهي الارهاب المادي والروحي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي