الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إيران و(علامة استفهام صغيرة)

ربيع نعيم مهدي

2020 / 10 / 21
السياسة والعلاقات الدولية


اربعة عقود من التوتر المُعلَن تخللتها تسريبات وفضائح عن تعاون مُبطّن، يحمل في طياته تبريرات يُجيد حبكتها أهل السياسة، هذا ما يمكن به وصف العلاقات بين الولايات المتحدة والجمهورية الاسلامية، والتي من الصعب ان نجد تفسيراً مقنع لمساراتها.
في الايام الماضية انتهت سنوات حظر استيراد وتصدير الاسلحة على ايران، والتي يأمل قادتها ان تُحدث الانتخابات الأمريكية تغييراً يُبعد دونالد ترامب عن رئاسة الشيطان الأكبر، على اعتبار ان تجربتهم مع الديموقراطيين – المتمثلة في ادارة الرئيس السابق اوباما- كانت افضل من التجربة مع الجمهوريين، لكن مجيء جو بايدن الى الرئاسة الاميركية هل سيحدث فرقاً ؟ ..
هذا السؤال يدفعني الى العودة بالذاكرة الى السنوات التي شهدت توقيع الاتفاق النووي ورفع العقوبات المفروضة على ايران، إذ وفر توقيع الاتفاق لها ان تستعيد ما يقارب 150 مليار دولار من الاموال المجمدة، وهنا.. قد يكون الرأي ان ايران حققت بعض المكاسب، خصوصاً اذا وضعنا في دائرة النظر "غضّ الطرف" الذي تعاملت به ادارة اوباما مع التمدد والتدخل الايراني في عدد من مناطق الشرق الاوسط، كالعراق وسوريا واليمن ولبنان، والذي جاء بدواعي حماية الأمن الايراني من خطر تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف، ناهيك عن محاولات التقارب مع الاخوان في مصر.
ان الثمن الذي دفعته ايران لإبعاد المواجهة عن أراضيها كان كبيراً جداً، فبعد رحيل اوباما عن البيت الابيض وانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، واعادة ترامب فرض العقوبات على الجمهورية الاسلامية، انكشفت اوراق ما نستطيع تسميته بـ " فخ الحزب الديموقراطي"، حيث ان غضّ الطرف الذي تحلت به ادارة اوباما ساهم بشكل فعال في استنزاف الخزانة الايرانية من خلال تمويل النشاطات المسلحة لحلفاء ايران في المنطقة، وبالتالي هي مهدت الطريق لإدارة الرئيس ترامب في ان تكون عقوباته أشد ضررا على الاقتصاد الايراني.
والان مع اشتداد حدة السباق الى البيت الابيض، والذي تبدو فيه حظوظ ترامب بالتعاظم، خصوصاً بعد دخول عدد من الدول العربية في دائرة التطبيع مع اسرائيل، - والذي اعتقد انه ليس سوى مفردة انتخابية في حملة ترامب للحفاظ على الرئاسة لدورة ثانية- هل يشكل صعود جو بايدن تغييراً في اهداف الولايات المتحدة؟
ان مسألة رفع العقوبات أو بقائها لا تُشكل فرقاً بالنسبة للإدارة الامريكية، فتضييق الخناق على الجانب الايراني لا يستهدف اسقاط النظام بقدر اضعافه قدر الامكان، لتصبح مسألة اعادة رسم الخرائط في الشرق الاوسط على يد العم سام اسهل واقل ضرراً في المستقبل القريب..
وفي الختام، ما سبق مجرد رأي لإنسان بسيط، يحاول البحث عن النتائج من خلال ربط المسببات بالأسباب في ظل فوضى تجاوزت الحدود.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تكتل- الجزائر وتونس وليبيا.. من المستفيد الأكبر؟ | المسائي


.. مصائد تحاكي رائحة الإنسان، تعقيم البعوض أو تعديل جيناته..بعض




.. الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال الألعاب الأولمبية في فرنسا


.. إسرائيل تعلن عزمها على اجتياح رفح.. ما الهدف؟ • فرانس 24




.. وضع كارثي في غزة ومناشدات دولية لثني إسرائيل عن اجتياح رفح