الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل التطبيع مع إسرائيل يحل أزمات السودان ؟

عليان الهندي

2020 / 10 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


ا
هل التطبيع مع إسرائيل يحل أزمات السودان ؟
خرجت بعض أصوات السودانيين في نقاش إن كان عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو عبر وسائل الاعلام المرئية والمسموعة، التي تطالب بتطبيع العلاقات مع إسرائيل وإقامة علاقات معها من بوابة أن الفلسطينيين هم أول المطبعين وأول المتنازلين وأول من باع فلسطين بعد موافقتهم على دخول المفاوضات مع إسرائيل وأن السودان أصلا لم يخض أي حرب مع إسرائيل وبالتالي لا حاجة لعداء الدولة العبرية. إضافة لذلك اعتبرت هذه المجموعات التي يعتقد على نطاق واسع أنها تتبع النخب العسكرية السودانية المتأمرة ليس فقط على الشعب السوداني على مدار العقود السابقة بل وعلى الشعوب العربية وفي مقدمتهم الشعب الفلسطيني، الذي يقتل أفراد شعبه على يد ما يسمى بيهود الفلاشا الذي تأمر نظام النميري مع دولة الاحتلال الإسرائيلي على إحضارهم إلى فلسطين في ثمانينيات القرن الماضي، ومع دولة قادة الامارات من أجل شرعنة التطبيع، من بوابة لا يوجد حد أفضل من حد –أي كلنا تحت نعال الإسرائيليين والأميركان.
في السياق المذكور لا بد من التنويه، ان الفلسطينيين أخطئوا عندما تحالفوا واستمعوا لنصائح ومقترحات دول الخليج العربي ، خاصة السعودية منها، بخصوص التسويات والمشاريع السلمية التي كان اخرها مشروع الامير عبدالله الذي لم يأت أصلا من أجل حل قضية فلسطين وشعبها، بل جاء بناءا على نصيحة الصحفي اليهودي الأميركي الشهير توماس فريدمان، كي تتلقى بلاد نجد والحجاز التي يحكمها آل سعود دعما من اللوبي الصهيوني في مواجهة الضغوط بعد أحداث 11 سبتمبر التي اتهم 20 سعوديا بالمشاركة فيها.
كذلك لا بد من الإشارة أن السودانيين قاتلوا ودعموا الفلسطينيين على مدار سنوات نضالهم حتى اليوم، من دون أن تكون السودان دولة مواجهة كونها بعيدة عن الحدود، والدعم الذي تلقاه الفلسطينيين كان دعما شعبيا وحزبيا وليس رسميا الذي كان جزءا منه متامرا (النميري وعبد الفتاح البرهان) حتى على السودانيين انفسهم.
لكن في المقابل، وقبل أن يدعم الفلسطينيين من الشعب العربي السوداني الأصيل، شاركت إسرائيل في الحرب الطويلة التي شنت على الدولة من قبل الفصائل العسكرية الجنوبية بهدف فصل جنوب السودان عن الدولة الام إلى أن تحقق لها ذلك. ولهذا شكلت اللوبيات المختلفة في الولايات المتحدة وغيرها من الدول لدعم انفصال جنوب السودان عن الوطن الأم. وهي نفس السياسة التي اتبعت لفصل منطقة دارفور الغنية بالمعادن الطبيعية واليورانيوم.
كما قامت دولة الاحتلال الإسرائيلي، وبواسطة جهاز الموساد وبالتعاون مع رئيس المجلس العسكري الحالي عبد الفتاح البرهان وغيره من القادة العسكريين، من تصفية القيادات الفلسطينية وهي تنقل الأسلحة عبر للسودان إلى قطاع غزة المحاصر منذ 15 عام حتى اليوم.
الأمر الأخير الذي أود الإشارة له، وهو الادعاء بأن تطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي سوف يؤدي إلى مسح الديون السودانية التي تقدر بـ 60 مليارد دولار، وهو إدعاء غير صحيح بالمرة، فكان أولى بالولايات المتحدة أن تساهم في مسح ديون المملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية التي تقدر مجتمعتين، بما يقارب من 150 مليارد دولار، وهما الدولتان الموقعتان على اتفاقيتي سلام مع دولة الاحتلال العبرية. أو حتى تحمى الامارات وقطر وبلاد نجد والحجاز من دون مقابل، وهي التي يتشدق رئيسها صباحا ومساءا ، وبشكل مهين للعرب، بأن من يريد الحماية عليه أن يدفع.
إشارة إلى ما ذكر، لا بد من القول ،وحسب المثل العربي، "ما بحرث الارض إلا عجولها" أن حل مشاكل العرب والسودان على وجه الخصوص هو بخلق تنمية زراعية وصناعية وتكنولوجية وايجاد أرضية ديمقراطية للشعوب العربية التواقة لها هي الطريق الوحيدة للخروج من الازمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي يمر فيها العالم العربي، بدلا من الخضوع للابتزاز الصهيو-الأمعري وبعض المتأسرلين الجدد في الامارات والبحرين والسعودية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ألمانيا والفلسطينين.. هل تؤدي المساعدات وفرص العمل لتحسين ال


.. فهودي قرر ما ياكل لعند ما يجيه ا?سد التيك توك ????




.. سيلايا.. أخطر مدينة في المكسيك ومسرح لحرب دامية تشنها العصاب


.. محمد جوهر: عندما يتلاقى الفن والعمارة في وصف الإسكندرية




.. الجيش الإسرائيلي يقول إنه بدأ تنفيذ -عملية هجومية- على جنوب