الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عذرًا قداسة البابا أخالفك الرأي

زهير دعيم

2020 / 10 / 22
المجتمع المدني


تناقلت وسائل الاعلام العالمية خبرًا يقول أنّ البابا فرنسيس بابا روما يدعو وينادي من خلال شريط مسجّل ، باعطاء المثليين والسُّحاقيات الحقّ في اتحاد مدنيّ أو شراكة مدنيّة قائلًا ومُبرّرًا : أنهم ابناء الله ولهم الحقّ في تكوين عائلة !!!! فممنوع ان نقذف بهم خارج البيت والمجتمع او ان نُذلّهم..
أهلًا قداسة البابا .. لا اعارضك القول في انهم بشر وممنوع ابدًا ان نقذف بهم خارج العائلة ولا أن نُذلّهم ولكن ألست ترى قداستك أن الدعوة الى اتحادهم ( وهذا ما يُشبه الزواج المدنيّ ) يتعارض مع الكتاب المقدّس ، ويتعارض مع كلمة الربّ .
صحيح انّ الربّ يحبّهم ويحبّ كل البشر ولكن يناديهم ويدعوهم الى التوبة الحقيقيّة ،فالمثليّة خطيئة مميتة تودي بصاحبها الى الهلاك الابديّ... وصحيح أنّنا لا " نكفّرهم" ولا نكفّر أحدًا ولا ندين أحدًا فالدينونة للديّان العظيم في السّماوات، بل ولكن يبقى السؤال : هل نشجعهم ؟ هل نسهّل امرهم في الاستمرار في الخطيئة والغوص في الرذيلة ؟!!! ألم يقل الربّ يسوع له المجد :
" يترك الرجل اباه وأمه ويلتصق بزوجته ويصيران جسدًا واحدًا».‏
حقيقة كان وما زال قصدَ الله منذ البداية ان يكون الزواج رباطًا دائمًا ومتينًا بين ذكر وأنثى.‏ فالرجل والمرأة خُلقا ليكمِّل واحدهما الآخر،‏ بحيث يشبع كل منهما حاجات ورغبات رفيقه العاطفية والجنسية ويتمكنان من انجاب الاولاد.‏
وها هو الرسول بولس مسوقًا بالروح القدّس يقول في الاصحاح السادس من رسالته الى اهل كورنثوس :
" لا تَضِلُّوا: لاَ زُنَاةٌ وَلاَ عَبَدَةُ أَوْثَانٍ وَلاَ فَاسِقُونَ وَلاَ مَأْبُونُونَ وَلاَ مُضَاجِعُو ذُكُورٍ، وَلاَ سَارِقُونَ وَلاَ طَمَّاعُونَ وَلاَ سِكِّيرُونَ وَلاَ شَتَّامُونَ وَلاَ خَاطِفُونَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ.».

ويقول ايضًا في الرسالة إلى أهل رومية عن المثلية الجنسية: «وَكَذلِكَ الذُّكُورُ أَيْضًا تَارِكِينَ اسْتِعْمَالَ الأُنْثَى الطَّبِيعِيَّ، اشْتَعَلُوا بِشَهْوَتِهِمْ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ، فَاعِلِينَ الْفَحْشَاءَ ذُكُورًا بِذُكُورٍ، وَنَائِلِينَ فِي أَنْفُسِهِمْ جَزَاءَ ضَلاَلِهِمِ الْمُحِقَّ. وَكَمَا لَمْ يَسْتَحْسِنُوا أَنْ يُبْقُوا اللهَ فِي مَعْرِفَتِهِمْ، أَسْلَمَهُمُ اللهُ إِلَى ذِهْنٍ مَرْفُوضٍ لِيَفْعَلُوا مَا لاَ يَلِيقُ. مَمْلُوئِينَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ وَزِنًا وَشَرّ وَطَمَعٍ وَخُبْثٍ، مَشْحُونِينَ حَسَدًا وَقَتْلاً وَخِصَامًا وَمَكْرًا وَسُوءًا، نَمَّامِينَ مُفْتَرِينَ، مُبْغِضِينَ ِللهِ، ثَالِبِينَ مُتَعَظِّمِينَ مُدَّعِينَ، مُبْتَدِعِينَ شُرُورًا، غَيْرَ طَائِعِينَ لِلْوَالِدَيْنِ بِلاَ فَهْمٍ وَلاَ عَهْدٍ وَلاَ حُنُوٍّ وَلاَ رِضىً وَلاَ رَحْمَة مَمْلُوئِينَ وٍالَّذِينَ إِذْ عَرَفُوا حُكْمَ اللهِ أَنَّ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ مِثْلَ هذِهِ يَسْتَوْجِبُونَ الْمَوْتَ، لاَ يَفْعَلُونَهَا فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا يُسَرُّونَ بِالَّذِينَ يَعْمَلُونَ».
كم كنت اريد ان يتراجع قداسته عن مثل هذا الطلب وهذه الدعوة ، فمثل هذه الدعوة لا تمتّ للحضارة بصلة أو للانفتاح بعلاقة وانما هي انحلال خلقيّ وسدوم وعمورة في ابشع صورها .
كم كنت اريد أيضًا ان يغوص قداسته في الكتاب المقدّس ليجد انَّ الربّ خلق آدم واحدًا وحوّاء واحدة ولم يخلق آدمين او حوّاءتيْن..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لكل دين أصوليوه عَبَدة النص الجامد
ساسين ( 2020 / 10 / 22 - 20:48 )
طبعا الكاتب يعرف ان البابا فرانسيس ليس جاهلا بالمسيحية ، و أن البابا أعلم من الأخ الكاتب بالكتاب (المقدس) . و الكاتب إذ يوجه كلامه إلى البابا مباشرة و بصيغة المخاطَب (بفتح الطاء) ، يعلم أن البابا سوف لن يقرأ هذه المقالة ذات المسحة الكهنوتية . و غير وارد منطقيا ان يزايد الأخ كاتب المقالة على إيمان الحبر الأعظم بالمسيحية و تعاليمها .
إذن فلما يتكبد الأخ الكاتب عناء الكتابة مخاطبا البابا ، معترضا على رؤيته المنفتحة ، و مصححا له (سوء فهمه) و ربما (خطيئته) الفكرية .. أو خطأ منحاه في التفكير بعقل غير منغلق على موروث اللاهوت المسيحاني الكهنوتي ؟! . هل يتوقع الكاتب أن البابا (سيتوب) عن شططه تأثرا بهذه المقالة ؟! .
من الواضح أن للمسيحية أصوليين محافظين ، لا يختلفون في شيء كثير عن الأصوليين الاسلاميين . و أن لكل دين حراس هيكل دوغمائيين متمسكين بحرفية النص ؛ نسمي الاسلاميين منهم تكفيريين و دواعش ، و لا أدري ما يمكن أن يُسمي المسيحانيون منهم .


2 - من خلق المثلي
طارق حسين ( 2020 / 10 / 23 - 12:04 )
عزيزي الكاتب قبل ان تقول :-فالمثليّة خطيئة مميتة تودي بصاحبها الى الهلاك الابديّ...- هل فكرت من خلق هذا المثلي ولماذا خُلق مثلي من قبل الله؟


3 - شكرا لقداسة البابا
ماجدة منصور ( 2020 / 10 / 23 - 12:59 )
في العالم المتحضر على جميع المستويات فإن البشرية متساوية تماما أمام القانون و للمثلييين حق الحياة و تسلم المناصب و حكم المجتمعات أيضا دون الإلتفات ل الهوية الجنسية0
المثلي لم يختر بالأساس هويته الجندرية كما لم يختر الإنسان لون عينيه أو بشرته أو عائلته بالتمام و الكمال0
فإذا كان هذا العالم المتقدم قد قدٌم للحيوانات كل أشكال الحماية و الرعاية فما بالك بإنسان حتى لو كان مثليا0
الأجدر بالكاتب المحترم أن يتخلص من عقدة ( رفض) الاخر المختلف عنه و أن يعيد النظر بمنظومته الأخلاقية و الوجدانية و الإنسانية جملة و تفصيلا0
لقد تأسست شعوب الشرق الأوسط على رفض المختلف عرقيا و دينيا و جنسيا منذ آلاف السنيين و قد حان الوقت لخلق إنسانية مغايرة تماما عما ورثناه من عصور الإنغلاق و التخلف و رفض المخالف0
شكرا لقداسة البابا

اخر الافلام

.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون


.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة




.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟


.. اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط




.. ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ا