الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مُعارض بطبعه … ! ( قصة قصيرة )

جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)

2020 / 10 / 23
الادب والفن


مددت يدي مصافحا … استقبلها بحماس … تشابكت الايدي ثم همهم كل منا بعبارة … تشرفنا … وهكذا تم التعارف بيننا ، وبدءت صداقة جديدة مع الاخ عصام … وبعد تعدد اللقاءات بيننا وجدته رجلا رائعا ، ويصلح صديقا للعمر كله … فهو طيب ، كريم ، نشمي ، ومخلص … به كل الصفات الانسانية التي نتمناها في اصدقائنا ، وفي المقربين منا ، وحتى في انفسنا …
ولكني ، وبمرور الايام اكتشفت فيه صفة واحدة مزعجة … نغصّت علي علاقتي مع صديقي ، وحبيبي عصام ، وربما ستكون سببا في انهاء صداقتي في وقت مبكر … تريدون اكيد ان تعرفوا ما هي هذه الصفة … ؟ طيب … اقول لكم : انه معارض بطبعه … بمعنى : اذا قلت له نعم قال لا ، واذا قلت له لا قال نعم … ! معارض من اجل المعارضة ! او لنقل انه محاور مشاكس … لا يُطاق ، ولا يُحتمل !
كيف يمكن ان تُحل هذه المشكلة ؟ والتي كثيرا ما كانت تسبب لنا خصاما ، وزعلا ، واحيانا التحاما ، وجدلا بيزنطيا لا طائل منه قد يصل بنا الى الزعيق ، ومرة من المرات الى اشتباك بسيط بالايدي … فهو يريد اثبات ان نعمه او لائه هما الصحيحان ، وان نعمي او لائي هما الخطأ … ؟ اي رايه هو الصحيح ، ورايي هو الخطأ … وانا اريد اثبات العكس … ثم نعود الى نقطة البداية دون ان نتفق على نقطتنا او نقاطنا الخلافية … هل هي نعمه او لائي ام لائه او نعمي … ونبقى معلقين بين الاثنين دون ان نحسم امرنا … !
هل فهمتم شيئاً … ؟
حتى كنت احيانا أُفضل ان الزم الصمت او اشترك في الحديث بنصف عقل … لاننا كنا في نقار دائم كالحموات … او اسايره حتى منتصف الطريق ، وبعدها ينقطع نفسي ، ويدب الخلاف ، والنقار … ثم اقول له ، وانا على حافة اليأس :
هل نحن في الاتجاه المعاكس حتى تبدء المعركة بالكلام ، وتنتهي بالكراسي … هل تريدنا ان نصل الى هذا الحد ؟ ثم اتعمق اكثر فاقول :
عصام انت تعرف اني احبك ، وليس عندي استعداد ان اخسرك فدعنا نتفق … اذا كان ، وحصل بيننا خلاف ان نرجعه الى العقل ، والمنطق ، ونرى بجانب من سيكون هذا المسمى العقل ، والمنطق ، اوكي … ؟
يجيبني بعناد المعارض : المشكلة ليست عندي ، وانما عندك … انت مشكلتك انك عنيد …
كيف لا اكون عنيد ، وانا على حق …
وانا الاخر كيف لا اصر على موقفي ، وانا على حق …
وهكذا … كلما ردمت ثغرة انفتقت اخرى … !
احيانا اقول مع نفسي لم لا اكون انا المعارض بطبعي ، وليس هو … الا يمكن ان يكون قوله نعم ، وانا لا … الصحيح هو فعلا نعم ، وانا من قلت لا هو … الخطأ ؟ ممكن ، وجائز … لكننا نتناقش احيانا في مسائل بديهية لا تقبل غير احتمال واحد ، وليس فيها مثلا :
محتمل ، بين بين ، نعم ولا ، لعل وعسى ، انه سلاح ذو حدين ، خير الامور الوسط ، ممكن ، يجوز ، احتمال … الخ وغيرها من العبارات التوفيقية التي نتداولها في حياتنا اليومية … ومع هذا نختلف ، ونتناقر كالديكة … !
مثلا : ورد على خاطري مرة سؤال على سبيل المزاح … تصورت انه سيحسم الامر بيننا ، ورجوته ان يتقبله دون زعل :
قال : تفضل … بمنتهى البرود !
واحد + واحد = كم
وبعد صمت عميق لثواني اجاب … بعد ان نظر الي نظرة غريبة : هل تريده بالعقل ، والمنطق ؟
قلت : بالعقل طبعا … لانه لايحتمل المنطق !
قال : ساجيبك بالاثنين … النتيجة ، يا صديقي العزيز : ثلاثة … وقد تكون اربعة !
قلت بهدوء مصطنع بعد ان تمالكت نفسي بشق الانفس حتى لا يرتفع ضغط دمي ، وانفجر :
كيف ثلاثة او اربعة ، وانت اذا سالت مجنون سيقول لك اثنان !
صحيح … لكن هذا مجنون ، وليس عاقل … ثم يواصل :
والجواب الصحيح هو :
ثلاثة ، وقد يكون اربعة كما قلت … وساثبت لك ذلك … ! يكمل :
تصور معي امرأة حامل مع اخرى حامل … كم العدد ، يا حلو ؟ اربعة … اليس كذلك … ؟
واذا امرأة حامل ، والاخرى لا … المجموع ثلاثة … صح ؟ صح ؟ قالها ، وهو يضحك …
واضطررت الى مشاركته الضحك … ولا ادري ااضحك عليه ام على نفسي ام على جوابه الغريب هذا !
انا لم اقل لك امرأة زائد امرأة … قلتها ، وانا اشعر بان عقلي اصبح اسير منطقه الغريب ، وبشئ من الهزيمة لانه وجه نفس سلاحي الى صدري … المنطق !
اليست الامرأة واحد ام انا غلطان … ؟ ومن فمك ادينك !
ولكنك حسبتها اثنان … وانا اكاد العن المنطق ، وابو المنطق !
حسبتها اثنان … حسب المنطق ! لو قلت لي مثلا رجل زائد رجل … لا استطيع ان احسب الرجل اثنان لانه لا يحبل … ايضا حسب المنطق ، اليس كذلك ؟
وهكذا ان وضعته على راسه ينقلب على رجليه ، وان وضعته على رجليه ينقلب على راسه … !
هل فهمتم شيئاً … ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما


.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة




.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير