الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلم الرسالة -مُصطفى العقاد- وكادره خانوا تاريخ اجدادنا!

اسعد ابراهيم الخزاعي
كاتب وباحث

(Asaad Ibrahim Al-khuzaie)

2020 / 10 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بعد 44 عاما من انتاجه نظرة مُعاصرة الى فلم الرسالة وكادره ..
عندما تُشاهد الدقائق الاولى من فلم (السفالة) و/او الرسالة الذي انتج سنه 1976 بتكلفة 15 مليون دولار باللغتين العربية والانكليزية ,كتب السيناريو والتأليف الكاتب الايرلندي هاري كريج ,والباكستاني محمـد علي ماهر ,وثلاثة اخرين من مصر ,واخرجه الامريكي السوري "مصطفى العقاد"!
قرع الطبول والخمور والمجون و الدعارة ,تصوير لحالة العرب في القرن السابع الميلادي على انهم كانوا اناس بدائيين همج لا يشغلهم سوى الشهوات والملذات والانحراف الجنسي والتجارة بأجساد النساء ,نجح الغزاة العباسيين احفاد شهر بانو الفارسية ويزدجرد الثالث القادمين من اواسط اسيا يقودهم (ابو مسلم الخراساني حفيد اخر اكاسرة الفرس) نجحوا في تمرير مُخططهم الرامي الى تشويه صورة العرب ,بعد ان كسروا انوفهم ومرغوها في التراب في معركة القادسية سنة 636 ميلادي.
قبيلة قريش "يذكر اللاهوتي السرياني مار نرسي Narsai المتوفى سنة 485 م عن غزو قام به "أبناء هاجر" على بيت "عربايا".ولهذا مدلول خاص لأنه يشير إلى وجود قريش في شمال الجزيرة العربية في القرن الخامس الميلادي, داخلة ضمن القبائل العربية الشمالية المعروفة يومئذ عند السريان باسم "أبناء هاجر" و ﺒ "الإشماعليين" وكانوا بدو متنقلين وليس كما يدعي مؤلف فلم الرسالة انهم عاشوا في مكة التي اسست اصلا في نهاية القرن السابع الميلادي 700 م تقريبا ,وكانوا مستقرين في بيوت ويعيشون حياة الرفاهية والترف.
هذه اول ثغرة في هذا الفلم سيء الصيت ومؤلفيه ,كما ان الحضارات العربية كان منشاؤها منطقة الهلال الخصيب في العراق والشام (المناذرة في الحيرة جنوب غرب العراق ,الغساسنة في الشام هم سلالة عربية أسست مملكة في الشام ضمن حدود الإمبراطورية البيزنطية ,الانباط في جنوب الشام) لم يذكر اي مصدر موثوق العثور على اثار او مسكوكات نقدية او أي شيء من هذا القبيل يدل على نشوء حضارة في الجزيرة العربية قبل عام 700 ميلادي ,كما تطرقنا الى هذا الامر في مقالات سابقة مع الاستناد الى راي الباحث الكندي دان جيبسون ,ان هذه الحضارات العربية التي نشأت لم تكن بهذه الدرجة من الهمجية والتخلف التي وصفها الفلم فقد اسست معالم تاريخية وشيدت العمران ولاتزال اثارها ماثلة الى يومنا في العراق وسوريا والاردن ,وهذه المناطق في القرن السابع الميلادي كانت تنتشر فيها الديانة اليهودية والمسيحية النسطورية الابيونية "الهلال الخصيب" (مصطلح جغرافي أطلقه عالم الآثار الأمريكي جيمس هنري برستد على حوض نهري دجلة والفرات، والجزء الساحلي من بلاد الشام) ,أي انهم كانوا موحدين وليسوا من عبدة الاوثان كما وصفهم مصطفى العقاد وكاتبيه الايرلندي والباكستاني مستندين الى كتب ابن اسحاق وابن هشام في السيرة والطبري في الحديث الذين كانوا تحت تأثير الخليفة العباسي ابو جعفر المنصور وبقية خلفاء بني العباس بعد 200 عام من ظهور الشخصية التاريخية (محـمد) يكتبون ما يروق للحاكم!
بين الغزاة القادمين من اواسط اسيا في القرن الثامن الميلادي الذين صاغوا لنا دينا جديدا لا يُشابه دين اجدادنا ,والعقاد ورسالته وكادره من باكستان وايرلندا ستان ومصر ستان ,لايزال التاريخ العربي مُزيف وغامض ,شوهوا تاريخ امة بكاملها من اجل من؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر | الأقلية الشيعية.. تحديات كثيرة يفرضها المجتمع


.. الأوقاف الإسلامية: 900 مستوطن ومتطرف اقتحموا المسجد الأقصى ف




.. الاحتلال يغلق المسجد الإبراهيمي في الخليل بالضفة الغربية


.. مراسلة الجزيرة: أكثر من 430 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى في




.. آلاف المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون المسجد الأقصى لأداء صلو