الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بمناسبة ولادة جبهة تشرين المنصورة المباركة

فلاح أمين الرهيمي

2020 / 10 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


ولدت جبهة تشرين المنصورة بعد مخاض طويل من رحم ثورة الجوع والغضب التشرينية واستمدت اسمها تيمناً بشهر تشرين (شهر الانتفاضات والوثبات للشعب العراقي التي كانت تتفجر في هذا الشهر المبارك في تاريخ العراق الحديث) لأن هذا الشهر كان يبدأ فيه الدوام للدراسة وفتح المدارس والكليات والجامعات العراقية وكانت تشكل نقطة تجمع الطلبة التي كانت من خلالهم تتفجر انتفاضات ووثبات الشعب العراقي .. وجبهة تشرين المنصور شيدتها مئات الجماجم والدماء من شهداء وجرحى انتفاضة تشرين المجيدة ( جبهة تشيدها الجماجم والدم تتحطم الدنيا ولا تتحطم) .. ومن خلال هذه المبادرة الجريئة والشجاعة لإبطال ثورة الجوع والغضب التي أنجبت (جبهة تشرين المنصورة) لابد من موقف فيه نداء حي واستدعاء صارخ للماضي والحاضر والمستقبل أولي بتجربتي المستخلصة من تاريخ متابعة ومشاركة مع القوى الوطنية في الحقبة الماضية من تاريخ العراق الحديث :
1) كانت الأحزاب الوطنية عندما تتحالف في جبهة واحدة تحقق المكاسب والانتصارات للشعب العراقي.
2) كانت الحكومات الرجعية والعميلة تستفاد وتحقق وتفرض سياستها من خلال تفكك الأحزاب الوطنية.
3) في وثبة كانون/ 1948 تشكلت بمبادرة من الحزب الشيوعي (لجنة طلاب الكليات والمعاهد لتنسيق نشاط الطلاب) وتم تشكيل هذه اللجنة التي تمثل جميع الأحزاب الوطنية السرية والعلنية، كما شكلت (لجنة التعاون الوطني) التي ضمت الحزب الشيوعي العراقي وحزب الشعب والجناح اليساري للحزب الوطني الديمقراطي والحزب الديمقراطي الكردي) وكانت مطاليبها : 1) رفض معاهدة بورتسموث 2) توفير الخبز والكساء بأسعار معتدلة 3) تحقيق الحريات الديمقراطية 4) إسقاط وزارة صالح جبر وحل المجلس النيابي وإجراء انتخابات حرة لمجلس جديد ... وقد استطاع رجال ونساء الوثبة إسقاط معاهدة بورتسموث ورئيس الحكومة (صالح جبر) وكان المفروض بأحزاب الجبهة أن تمتد مطاليبها إلى ما بعد تحقيق هذه المطاليب فقط وإنما تشمل المطاليب الباقية ومتابعتها وتحقيق مطاليب أخرى تصب في مصلحة الشعب مما فسح المجال للحكومة والبلاط الملكي أن تنجح في شق الصف الوطني إذ اختلفت الأحزاب الوطنية في تقييم الوضع الجديد وما يجب عمله تجاه التراجع الوقتي والشكلي للبلاط والحكومة الرجعية بفعل وثبة عام/ 1948 .. كما استفاد البلاط والحكومة الرجعية من تفكك العلاقات الجبهوية للأحزاب الوطنية مما دفع الحكومة الرجعية في يوم 15/5/1948 إعلان الأحكام العرفية ووقف الصحف التقدمية واعتقال المئات من المواطنين بتهم الشيوعية وإرسال أفواج من الطلبة والشباب إلى المعسكرات والسجون وهذا يعني حينما كانت الأحزاب الوطنية متوحدة ومترابطة تراجعت البلاط والحكومة الرجعية وتنازلت ونفذت مطاليب الوثبة وبعد تفكك الجبهة الوطنية وتفرقت وحدة الإرادة والكلمة استغلت الحكومة الرجعية والبلاط هذا الضعف والموقف فتراجعت عن مطاليبها وبادرت بالهجوم على جميع القوى الوطنية والطلاب وأعلنت الأحكام العرفية وزج المئات من جماهير الوثبة بالسجون (وهذه الملاحظة أشير بها إلى مناضلي جبهة تشرين والاستفادة منها).
4) فشل وسقوط جمهورية 14/ تموز/ 1958 .. بعد نجاح التنسيق والتعاون بين الأحزاب الوطنية (الحزب الوطني الديمقراطي والحزب الشيوعي العراقي وحزب البعث العربي الاشتراكي وحزب الاستقلال) في نجاح انتفاضة تشرين/ 1956 تواصلت هذه اللقاءات وعقدت تحالف وطني بينها من أجل التهيئة وتنفيذ ثورة 14/ تموز/ 1958 وما يؤسف له كانت أعمال الجبهة الوطنية ومطاليبها من أجل إنجاز الثورة فقط مما جعل الأحزاب بعد أن تنفرد بخصوصيتها وأيديولوجيتها واستقلاليتها مما أدى بكل واحد منها النضال والعمل من إنجاز ونجاح برنامجها وخصوصيتها مما جعل كل حزب ينفرد بشعاراته ومطاليبها بعكس ما كان في الجبهة الوطنية تفرض الضبط والالتزام بما تطرحه الجبهة الوطنية من شعارات ومطاليب .. مما أدى بطرح شعارات ومطاليب أدت إلى تصادمات وصراع (وكسر العظم) والفراق والعداء بين الأحزاب الوطنية مما فسح المجال للدول الأجنبية التدخل في الشؤون الداخلية للأحزاب العراقية التي خلقت ثورة تموز/ 1958 بوحدتها وتكاتفها وقوتها أدت هذه الأحزاب في موت ثورة وجمهورية 14/ تموز في 8 شباط الأسود/ 1963 من خلال تفرقتهم التي استغلتها القوى الأجنبية بكل بساطة في (طائرتين وثمانية دبابات وأدت إلى اسقاطها والسجن الذي ما انتهى لحد الآن) ومن نافلة القول أحد قادة حزب البعث العربي الاشتراكي (علي صالح السعدي) بعد انقلاب شباط الأسود قال (جئنا للحكم بقطار أمريكي) ما هو المطلوب من قادة جبهة تشرين المباركة :-
1- يجب أن يكون البرنامج للجبهة غير محدد بمرحلة إنجاز الانتخابات المبكرة لأن ثورة الجوع والغضب التي خلقت الجبهة مطاليبها تهديم النظام السابق وسلبياته وتشييد على أنقاضه نظام سياسي واقتصادي واجتماعي جديد هو الذي تتمحور فيه مطاليب جماهير ثورة الجوع والغضب وعلى ضوء ذلك يجب أن يشمل برنامج الجبهة مرحلة البناء أيضاً بعد الانتخابات المبكرة في 6/ حزيران/ 2021.
2- إن الجبهة التشرينية المباركة مؤلفة من (21 كتلة جماهيرية) ليست مرتبطة بحزب سياسي وهذا يعني أنها عفوية وتنظيمها مرتبط فقط بثورة الجوع والغضب .. إلا أن هذه الجبهة كونتها كيانات يجب أن يرتبط منتسبيها بعلاقات فيما بينهم من أجل (الضبط والالتزام) بمقررات وبرنامج الجبهة التشرينية ومن الضروري الالتزام والضبط بالمقررات وعدم الخروج منها والتصرف الكيفي.
3- على كل كيان أن يتعرف كل واحد من منتسبيه بالآخر وأن تكون كل مجموعة لكيان أن تسير بعيدة عن مجموعة الكيان الأخرى في المظاهرات مثل (تجمعات السبايا) من أجل التصدي للمدسوسين والمخربين الغرباء عن المجموعة لأن أفرادها كل واحد يعرف الآخر وحينما يندس أي مخرب يصبح مكشوف لأنه غريب عن المجموعة لذلك الكيان وهذه العملية فرضتها عفوية ثورة الجوع والغضب لأنها ليست حزب حتى يستطيع كل واحد منهم معرفة الآخر لأنهم غير مرتبطين بتنظيم حزبي.
4- على الجميع (الجبهة التشرينية) التمسك والانضباط والالتزام بالشعارات والهتافات التي تحددها لجان الجبهة التشرينية وعدم الانحراف والخروج عنها، وهذه العملية أيضاً تكشف المدسوس والمخرب الذي يهتف أو يرفع لافتة من خارج مقررات لجنة الجبهة التشرينية.
5- يجب التمسك بسلمية التظاهر وهذا الضبط والالتزام يكشف العناصر المدسوسة والمخربة التي تعمل من أجل انحراف وتشويه سلمية التظاهرة.
الحذر الحذر من أجل الضبط والالتزام والمحافظة على وحدة أهداف ثورة الجوع والغضب ومبادئها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أيتام البعث
يوسف خماس ( 2020 / 10 / 25 - 11:45 )
ألا بئس ما كشفتم أنفسكم به كونكم أيتام البعث الذين كانوا يترنمون ببيت الشعر: بعث تشيده الجماجم والدم تتهدم الدنيا ولا يتهدم، وهانتم أخذتموه وبدلتم حزب البعث بالجبهة: ( جبهة تشيدها الجماجم والدم تتحطم الدنيا ولا تتحطم)، وبنفس الروحية الفاشية جماجم ودم وسيتلقى بقية أيتام البعث كلمة السر هذه.


2 - إلى يوسف خماس
فلاح أمين الرهيمي ( 2020 / 10 / 25 - 15:28 )
1) بيت الشعر لم يقوله البعثيون وإنما قاله الشيوعيون بعد الكارثة التي حلت بالحزب الشيوعي العراقي وإعدام الرفيق فهد عام/ 1949 فتخيل للبلاط والسلطة العميلة أن الحزب الشيوعي العراقي انتهى نهائياً فقال الشاعر الراحل محمد صالح بحر العلوم :
حزب تشيده الجماجم والدم تتحطم الدنيا ولا يتحطم
2) ألا تستحق (الجبهة التشرينية المباركة) التي انبثقت من ثورة الجوع والغضب التشرينية التي قدمت ثمانمائة شهيد وخمسة عشر ألف جريح ما عدا الاغتيالات والمخطوفين .. أن توصف بهذا الوصف الرائع والبطولي.
أرجو أن تتأكد بالمستقبل من الكلام الذي تقوله .. خوفاً عليك من اتهام الآخرين لك بالجاهل والغبي.

اخر الافلام

.. اتساع رقعة الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية للمطالبة بوقف فو


.. فريق تطوعي يذكر بأسماء الأطفال الذين استشهدوا في حرب غزة




.. المرصد الأورومتوسطي يُحذّر من اتساع رقعة الأمراض المعدية في


.. رغم إغلاق بوابات جامعة كولومبيا بالأقفال.. لليوم السابع على




.. أخبار الصباح | مجلس الشيوخ الأميركي يقر إرسال مساعدات لإسرائ