الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعليق … على رد فعل ماكرون على قطع رأس احد مواطنيه !

جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)

2020 / 10 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


نريد عالما يعيش فيه الانسان اي انسان بلا خوف ، ولا اكراه … !

( لا ادافع عن ماكرون ، ولا يعنيني في شئ لا هو ولا بلده … هذه وقائع اراها من وجهة نظري يتفق من يتفق معها ، ويختلف من يختلف )

فرنسا اليوم تؤوي اكثر من ستة ملايين مسلم ، واعداد لا حصر لها من المساجد ، والمعاهد ، والمدارس الدينية … الخ هل توجد دولة عربية او اسلامية تؤوي مثل هذا العدد ؟ لا اعتقد … ! نحن هنا لا نعني كل المسلمين في فرنسا ، وانما الذين يحملون الفكر الشرير ، والنوايا السيئة من المتطرفين ، والارهابيين الذين يريدون بفرنسا وغيرها السوء … !
الاسلاميون المتطرفون يريدون تحويل المجتمع الاوربي عموما ، والفرنسي بالخصوص ليكون على مقاس دينهم ، وقيمهم … سؤال : لماذا هاجرتم الى فرنسا ، وانتم تعرفون انها بلد علماني حد النخاع … يقدس حرية الراي ، والتعبير ، وغيرها من الحريات ، والقيم التي تتناقض مع دينكم ، وقيمكم الصحراوية … ؟ اما تعيشون معهم وتحترمون قيمهم ، وان لا تفرضوا قيمكم عليهم … فهي على كل حال بلدهم ، وهم احرار فيها … او تعودوا الى بلدانكم حيث السجون ، والمعتقلات فاتحة اذرعها لاستقبالكم !
لا احد ضربكم على ايديكم ، ولم يتوسل بكم ماكرون او غيره ان تتكرموا ، وتركبوا المراكب المطاطية متسللين كالقراصنة ، وتجتازون البحار بين الحياة ، والموت ، وتتجشمون كل ذاك العناء ، وتعرضون انفسكم للهلاك انتم ، واطفالكم ، وبقية اهلكم ، ومن ثم تتوسلون اللقمة ، واللجوء ، وعندما يوفرون لكم كل شئ بدواعيهم الانسانية تقلبون لهم ظهر المجن ، وتذبحونهم وتطعنونهم ، وتدهسونهم بالسيارات ، وتدمرون ممتلكاتهم ، وتحرقونها في مظاهرات لا يحق لكم ان تكونوا طرفا فيها ، وتقتلوا ما تستطيعون ان تقتلوا منهم ، وتناصبون المجتمع الذي آواكم ، واكرمكم ، واعطاكم الامن ، والامان الذي تُحسدون عليه … تناصبونه العداء الاسود ، وكانكم ابناء البلد ، وهم المهاجرون اليكم … ! ولا احد يدري ما الذي تبيتونه من سوء لهذا البلد ، وغيره من الدول التي تؤويكم ، وتعاملكم معاملة انسانية ، وجعلت من اغلبكم ان لم يكن كلكم بشرا نحسدكم نحن من نعيش تحت انظمة الشرق الاوسط على حياتكم … !
ماذا تنتظرون من ماكرون ان يقول ، وقد شاهد شيشانيا تائها ضالا بعدما اكرموه ، وآوه هو ، وعائلته يقطع رأس استاذ من مواطنيه … هل تريدونه ، وهو اعلى مسؤول في البلد ان يسكت مثلا او ان يقول ان الاستاذ غلطان عندما عبر او دافع عن حرية الراي والتعبير ، وهي ثقافة يؤمن بها ماكرون ، وكل فرنسي قبل ان يؤمن بها الاستاذ الذي تشربها منذ ان كان طفلا ، وينتهجها طوال حياته ، ويمارسها ، ويشعر ان من واجبه كاستاذ ان ينقلها الى طلبته … ثم طبيعي ان يصدر من ماكرون باعتباره رئيس الجمهورية رد فعل ما … صح خطأ هذا امر آخر ، ونسبي قد يراه البعض صح ، والبعض الاخر خطأ … ليس كحد السيف … !
قد يقول قائل هل حرية التعبير تعني ان يتجاوزوا على الانبياء ، والرسل ؟ قلنا انهم أُناس علمانيون لهم نظرتهم الخاصة للدين ، والحياة ، ولا يؤمنون بالضرورة بمثل ما تؤمن … فهم لا يعطون مثلا لهذه الرموز القدسية التي تسبغها انت عليها … ولكل انسان ، وما هوى !
للعلم ان من الفرنسيين من يتجاوزون على دينهم المسيحي ، ورموزه في ارخص بارات فرنسا ، وغيرها ، ولا احد يقطع راسهم او حتى يصفعهم ، والامر عادي يمر ، ولا يبالي به احد … !
لقد شاهدتُ مرة فلما امريكيا منذ سنين لا اذكر اسمه لكن المشهد لا يزال عالقا في مخيلتي ملخصه ان اصدقاء اثنين كانوا يتحدثون ، وهم يمشون على جسر ، وبيد احدهم الكتاب المقدس ثم يقول حامله لصديقه في سياق الحديث : لم يعد يلزمنا ، يقصد الكتاب المقدس ثم يرميه في النهر … في وقتها تناقشنا بشان المشهد ، وقلنا لو كان هذا المشهد في فلم عربي مع استبدال الكتاب المقدس بالقرآن ما الذي سيحصل للكاست ، وللفلم ، وللجهة التي اجازة الفلم ، وانتجته … الخ ؟! ان حدث ، واجازته فعلا ، وهذا من سابع المستحيلات ، فاذن عقلية الاوربي ، وتربيته ليست كعقلية العربي ، وتربيته ، ولا المسلم عموما … فرق !
ثم هل كانت هذه الرسوم موجودة قبل ظهور الاسلام السياسي الظلامي من اخوان ، وتابعيهم الذين دمروا كل شئ ، ولم يُبقوا لنا علاقة ، ولا احترام مع الشعوب الاوربية ، وغيرها بسبب ثقافة الكراهية ، والعنف الغريبة التي نشروها في البلاد العربية ، والاسلامية اولا ، وذاق منها الناس الامرين ، وفتكت بارواح الالاوف من الابرياء ، ويريدون تصديرها ، وتعميمها على كل شعوب الارض … فاذا كانت الشعوب المسلمة مستسلمة لهذا الرعب الصحراوي مرغمة ًفليست الشعوب الاخرى كذلك ، وما الصور المسيئة الا رد فعل لما علق في وعي الغرب عنا ، وعن ديننا من وحشية جسدها الارهابيون بتصرفاتهم !
واليوم لا ترى في نظرات الاوربيين تجاه العرب ، والمسلمين الا الاحتقار ، والازدراء ، والاشمئزاز حتى احترق الاخضر ، واليابس فالنظرة اصبحت عامة على العربي مهما كان انتمائه او توجهه … بسبب ما يقوم به قاطعي الرؤوس ، والذباحون ، وغيرهم من الاصفار ، والهوامش من افعال يندى لها جبين كل البشر !
هل كانت فرنسا تنظر الى العربي بنفس منظار اليوم على ايام طه حسين مثلا عندما كان العرب لا قبلة لهم في العلم ، والمعرفة ، والثقافة ، والحب ، والجمال الا فرنسا بلاد النور والاضواء … لقد كان السلام ، والوئام عاما بين الناس ، ولم يكن لمثل هذه النظرة الضيقة اي وجود … بل على العكس كان عند الفرنسيين قول يتفاخرون به : اذا كنت من اي بلد ففرنسا بلدك الثاني … ولا ادري هل لا يزالون متمسكين به لحد الان ام لا ؟! … لا اعرف !
اخيرا :
ارى ان التمادى من قبل الفرنسيين بموضوع الصور الكاريكاتورية لن يضيف الى حرية التعبير شئ ، وتركه لا اعتقد انه سينقص من هذه الحرية في شئ … يكفي ما احدثته من شرخ في المجتمع الفرنسي ، وفي العلاقات الفرنسية - العربية ، والاسلامية ، وسببت ازهاقا لارواح ما كان ينبغي لها ان تزهق لولا تفشي روح العناد ، والتزمت من قبل كل الأطراف !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لابيد: كل ما بقي هو عنف إرهابيين يهود خرجوا عن السيطرة وضياع


.. عام على حرب السودان.. كيف يعرقل تنظيم الإخوان جهود الحل؟ | #




.. خالد الجندي: المساجد تحولت إلى لوحة متناغمة من الإخلاص والدع


.. #shorts yyyuiiooo




.. عام على حرب السودان.. كيف يعرقل تنظيم الإخوان جهود الحل؟ | #