الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدولة العربية الإسلامية (أطوار التحول من الغزو التوسعي إلى الانحطاط والتبعية والسقوط المدوي) 5

جميل النجار
كاتب وباحث وشاعر

(Gamil Alnaggar)

2020 / 10 / 27
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


معمعة الاضطرابات وارهاصات الأفول
سيطرة السلاجقة الأتراك واندلاع الحروب الصليبية

كانت لثورات الزنج والقرامطة وغيرهما، تلك التي نبعت من الأطراف إلى قلب الدولة العباسية؛ وناتجة بالأساس من تزايد حدة الصراع الطبقي؛ دورها في عدة إسقاطات سلبية مدمرة بعيدة المدى على الأجهزة العسكرية والأنظمة المالية للنظام الاقتصادي الاجتماعي السياسي الإسلامي القائم برمته. ولقد ترافق هذا الاهتزاز والتصدع للنظام، زيادة تغلغل الاتراك في مختلف مرافق الدولة مع ضعف سلطان الخلافة وتقويض دعائمها.
وبذلك بدا أن فرق المرتزقة من الاتراك هي المتحكمة في تصعيد الخلفاء وفي إسقاطهم، تماشيًا مع مصالحهم. وكان المتوكل أول خليفة ارتقى سدة الخلافة بحراب القادة الأتراك في وجه معارضة رجال الدولة وبينهم القاضي الأكبر والوزير كما كان أول خليفة اغتاله أولئك الأتراك.
بدأ شعب جديد بالوصول إلى الشرق الأوسط في فترة الخلافة العباسية: وهم أتراك آسيا الوسطى، الذين عرفوا بالسلاجقة (1037- 1157). وهي سلالة تركيَّة تنحدر من قبيلة "قِنِق" التي تنتمي بدورها إلى مجموعة أتراك الأوغوز. وصل الأتراك في بداية الأمر فرادى أو في مجموعات صغيرة، وعملوا حراسًا وجنودًا، إلا أنهم سرعان ما انقلبوا على حكامهم، مثلما فعل الحرس الامبراطوري في روما، وخلال سعيهم وراء السلطة والثروة دمروا في الواقع الخلافة العباسية، وانخفض دخلها سنة 900 إلى أقل من 3% مما كان عليه قبل ذلك بمئة عام، وأصبح الخليفة مجرد رمز.
كان تأسيس السلطنة العثمانية في "قونية" قمة الإنجازات الحضارية للسلاجقة، يعرفها العرب باسم "أرض الروم"، وفي الغرب باسم "تركيا"، وكلا الاسمين، من الناحية الجغرافية، غير دقيقين، حيث كانت تلك السلطنة مزيجًا من الفلاحين البيزنطيين والأتراك والمغول والتركمان والأرمن والفرس والكُرد والعرب، وكان أغلبهم مسلمًا، أو أصبح مسلمًا خلال حكم السلطنة. و لم يُرَحِّبْ الحكام باستخدام اللغة العربية، بل حاولوا أن يغيروا ثقافة رعيتهم إلى التركية. استجابت الطبقة الصغيرة من المتعلمين بإنتاج أدب تركي، إلا أن جلال الدين الرومي الذي كان من أشهر كتاب تلك الفترة، لم يتبع حركة الاتجاه إلى التركية، بل كتب بالفارسية.
مع العلم بأن العالم الإسلامي ينكر حقيقة أن السلاجقة هم من وحدوا المشهد السياسي الممزق للعالم الإسلامي الشرقي ولعبوا دورًا رئيسيًا في الحروب الصليبية الأولى والثانية. كما لعب السلاجقة دورًا مهمًا في تطوير التقاليد الفارسية التركية في الثقافة واللغة، وحتى تصدير الثقافة الفارسية إلى الأناضول. وكان استيطان القبائل التركية في الأجزاء الطرفية الشمالية الغربية من الإمبراطورية، لغرض عسكري استراتيجي؛ يتمثل في صد الغزوات من الدول المجاورة، إلى إضفاء الطابع التركي التدريجي على تلك المناطق.

وللحديث بقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بشكل طريف فهد يفشل في معرفة مثل مصري ????


.. إسرائيل وإيران.. الضربات كشفت حقيقة قدرات الجيشين




.. سيناريو يوم القيامة النووي.. بين إيران وإسرائيل | #ملف_اليوم


.. المدفعية الإسرائيلية تطلق قذائف من الجليل الأعلى على محيط بل




.. كتائب القسام تستهدف جرافة عسكرية بقذيفة -الياسين 105- وسط قط