الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لنِحرق المسيحيين!

مرثا بشارة

2020 / 10 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لا تكاد تهدأ عاصفة، حتى يهُبّ إعصار يبدأ في إحدى الدول ويتحول لتسونامي يجتاح العديد من البلدان حول العالم! وكأن كرة الثلج تهوي من أعلى الجبل ويلتحم بها كل الجليد حتى تصير صخرة عملاقة تغلق الطريق على الجميع! هذا وصف بسيط لما يحدث كلما رسم أحدهم كاريكاتيرا أو أدلى بتصريح اعتبره أحد المسلمين (إساءة للدين!) شرارة تندلع لتحرق الأرض وتتركها خرابا.. عندها يتردد السؤال القديم الجديد: لمَ يحدثُ كل هذا؟ وإجابة الغالبية المتعصبة: إلاَّ ديني! حسنا، دعونا نطرح على أنفسنا بعض الأسئلة الجوهرية.. إذا كنت تحب دينك حتى الموت، ما الذي سينتفع به منك دينك عندما تتخذ من العنف وسيلتك للرد على الإساءة؟ لا شيء سوى أنك ستجني لدينك المزيد من النفور يدفع ثمنه الأبرياء! فمن ذا الذي سيقبل بدين تأتي كرامته بالدمار والخراب، بإتلاف الممتلكات وإراقة الدماء؟ وإذا كنت ممن لا يملكون قوة التخريب والتدمير الفعلي وتكتفي بالإهانة والسُّباب في معتقدات الآخرين، أو بالتحريض على إيذائهم كمن يقول: لنحرق المسيحيين أحياء، أو نفجر مدرسةً بها أطفال مسحيين أو أو...إلخ
فما ذنب هؤلاء جميعا حتى يدفعوا ثمن تعبير (إنسان واحد) عن رأيه بطريقة أساءتك؟!
سؤال آخر بخصوص المقاطعة كوسيلة فعالة لرد الإساءة، لنسأل نحن العرب أنفسنا وبكل صدق مع النفس: ماذا سنقاطع؟ ومَن سنقاطع؟ إذا قاطعنا منتجات الدولة التي أتت من (أحد مواطنيها) الأساءة، فماذا عن الدول الأخرى التي قاطعناها من قبل ثم عدنا لنستورد بضائعنا الهامة منها بعد أن هدأت الزوبعة؟!!!! هل الأمر لا يخرج في كل مرة عن كونه زوبعة في فنجان؟! ماذا عن الباحثين العرب الذين توفر لهم هذه الدول فرص البحث العلمي المجاني في كل المجالات، بل وتكافيء النبغاء منهم بالمناصب الهامة؟
اسمحوا لي أن أطرح عليكم حلا فعالا: ماذا لو تحلى كل مسلم صادق مع نفسه وربه برغبة صادقة في البحث عن الحق أينما يكون؟ ماذا لو أعطيت لنفسك فرصة للقراءة والبحث الجاد في دينك ودين الآخر؟ يا أخي العزيز وأختي العزيزة، الغلّ والكراهية والعنف لا يعطي راحةً للقلبِ أو سلاما للنفس، بل مزيدا من الخوف والقهر والرعب والضغينة في النفوس، حين استلَّ أحد اتباع المسيح سيفه ليدافع عنه ضد من أتوا لقتله وصلبه، قال المسيح: "رُدَّ سَيْفَكَ إِلَى مَكَانِهِ. لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ!". الحق ليس بحاجة للعنف ليدافع عنه إذا هو معلمٌ كقمم الجبال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المسلم لا يرى الحق إلا في دينه 1
صباح شقير ( 2020 / 10 / 28 - 17:00 )
الأستاذة مرثا بشارة المحترمة
تحياتي

هناك معلقين مسيحيين أخذوا على عاتقهم المحاربة الشرسة وبلا هوادة كل من يقترب بالنقد من المسيحية
ليس المسلم فقط من يقول( إلا ديني)هناك المسيحي والبوذي أيضا
المتطرف موجود في كل الأديان

أما المقاطعة الاقتصادية فالمنتجات الاسرائيلية التي تعرضت ذات يوم للمقاطعة كانت تصل إلى كل البلاد العربية بأسماء جديدة عن طريق شركات أخرى تتعامل مع اسرائيل
هل يمكن أن يميز المستهلك برتقال يافا من برتقال اسبانيا؟

الحل الذي طرحتيه في نهاية المقال فلا مآخذة ليس فعالا كما تفضلتي
تسألين
ماذا لو تحلى كل مسلم صادق مع نفسه وربه برغبة صادقة في البحث عن الحق أينما يكون؟

أختي
بالنسبة للمسلم ليس هناك حق أينما يكون
المسلم صادق جدا مع نفسه ولا يرى الحق إلا في دينه الذي نزل وحيا من ربه وفي أحاديث رسوله
أما بقية الأديان فهي مزيفة ولا حق فيها
والمسلم لأنه صادق جدا مع نفسه وربه وتعاليمه فإنه ينفذ المطلوب منه ولو بالعنف هكذا هي الأوامر الالهية وإلا مصيره جهنم وسلخ جلود أبدي

تسألين
ماذا لو أعطيت لنفسك فرصة للقراءة والبحث الجاد في دينك ودين الآخر؟

الرد
كيف ودين الآخر كافر ومنحرف؟

يتبع


2 - العرب غير مهيئين ذهنيا لهذا العمل الجبار
صباح شقير ( 2020 / 10 / 28 - 17:02 )
البوذية تعبد الأوثان
الهندوسية تعبد البقر
الانجيل ناله التحريف والمسيحية هي الآيات العنيفة الدموية في العهد القديم التي قام عليها بحذافيرها القرآن المدني

المسلم مكتفي تماما بدينه والبحث الجاد فيه يتمّ على يد الشيوخ والدعاة والنت والفضائيات

بقيت مسيحية السلام والمحبة والمبادئ السامية في العهد الجديد التي نادى بها السيد المسيح
وقد جئتي بآية للمسيح
(رُدَّ سيفك إلى مكانه)
هذا قولكم
أما المسلمين فلا يقتنعون بهذا المثال أو بخطبة المسيح على الجبل ولديهم أمثلة من نوعية:

(أما أعدائي أولئك الذين لم يريدوا أن أملك عليهم فاتوا بهم الى هنا واذبحوهم قدامي) لوقا
أو مثلا
(لاتظنوا أني جئت لألقي سلاما على الأرض بل سيفا)متى

البحث الجاد في دين المسيحية سيبعث على السؤال عن أفعال الباباوات الرهيبة العنيفة الدموية في العصور الوسطى من قتل وسحل وحرق وصكوك الغفران المخجلة

لم يتّسق المسيحي الأوروبي مع العلمانية الا عندما حجر على المسيحية في كنائسها وفصلها عن كل ما يتعلق بالسياسة والقانون

الحل الفعال
فصل الدين عن السياسة تماما
لكن العرب غير مهيّأين نفسيا وذهنيا وثقافيا واجتماعيا لهذا العمل الجبار

احترامي


3 - لنحاكم المعتقدات لا البشر
مرثا بشارة ( 2020 / 10 / 28 - 17:23 )
اخي الفاضل أحييك واشكرك على مشاركتك بالتعليق الجاد، بخصوص (النص المذكور عن الذبح) هذا النص المقصود به تعبير مجازي عن يوم الدين، (والمذكور عن إلقاء سيفا بين افراد الأسرة) فهذا ما نراه يطبق بقتل الأخ لاخيه اذا آمن بالمسيح، فاذا أردنا ان نفهم فكر المسيح نفهمه من، مجمل تعاليمه وافعاله وما نادى به، اما ما فعله الباباوات فهذا اثمهم يرتد عليهم، اذا اردنا ان نحكم بموضوعية على معتقد نحكم عليه بما يقدمه للبشر من مباديء وتعاليم، وليس بمراقبة سلوك اتباعه، واتفق معك بضرورة فصل الدين عن السياسة، حتى يكون هناك حرية اعتقاد بعيدا عن السيوف المسلطة على الرقاب،


4 - بين المجاز والتزويق والتلوين في المعاني الدينية
صباح شقير ( 2020 / 10 / 28 - 18:27 )
الأستاذة الفاضلة

عفوا
عبارة(تعبير مجازي)اخترعها المفسرون
الفهم الأوليّ لكلمة ذبح وسيف هو الذبح والسيف الكلمتين اللتين تلقيان الرعب في النفوس دون أي تأويل

مشكلة الأديان في التأويل واضفاء البريق لتعمية العيون عن الحقائق
هل كان الله القدير عاجزا عن الإتيان بالواضح من التعبير لشعوب مبتدئة في الدين حتى لا يختلط الأمر على البشر؟
نحن لسنا الله لنفهم المجاز وما في بطن الشاعر

المسيحية هي الكتاب المقدس بعهديه
والقرآن المدني طبق الأصل من العهد القديم الواضح بلا مجاز في آياته الدموية

المسلمون أيضا يزيّنون أفعال النبي ويمجدون سيرته تماما كما يمجد المسيحيين أفعال وأقوال المسيح, ويجدون تبريرا لكل ما يواجهونه من انتقادات لسلوك النبي وصحابته، وهم أيضا يقولوا أفعال الخلفاء وآثامهم ترتدّ عليهم كما تقولين بالضبط عن الباباوات
إذا كان الباباوات والمطارنة والشيوخ والدعاة بآثامهم لا يمثلون الدين فمن الذي يمثله؟
من أين يأخذ الشعب تعاليمه وعلى هدى من يسير؟

كيف لا نراقب سلوكيات الأتباع؟
ما فائدة مبادئ وتعاليم الدين إذاً؟
هل نزلت الأديان لنتأملها؟
سلوكيات البشر انعكاس للتعاليم
والمبادئ بلا تطبيق لا معنى لها


5 - المسيحيين لن يحترقوا انهم في كف الرب
مروان سعيد ( 2020 / 10 / 28 - 20:14 )
تحية للاستاذة مرثا بشارة وتحيتي للجميع
كل عمرنا لم ندافع عن انفسنا فمن كان يدافع عنا
ولقلتنا نحن محفوظين بقلب الله ومن يمسنا كانه يمس حدقة الله
ولاتتعزبي مع هؤلاء الذي اكلت حور العين نصف عقولهم
يقول مافي مجاز يعني السيد المسيح بقوله هذا
وان اعثرتك عينك فاقلعها. خير لك ان تدخل ملكوت الله اعور من ان تكون لك عينان وتطرح في جهنم النار
لو كان لايوجد مجاز لكان المسيحيين بدون اعين
وسؤال بعد اذنك الاستاذ صباح اشقير هل قرات الانجيل ام تفعل مثل قاتل فرج فودة
اقراء الانجيل اولا وانظر لشرحه وبعدها تكلم
في اية في الكتاب النقدي باشعيا 1 تنطبق على هذا الشعب
ومودتي للجميع

اخر الافلام

.. المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهدافها هدفا حيويا بإيلا


.. تونس.. ا?لغاء الاحتفالات السنوية في كنيس الغريبة اليهودي بجز




.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب


.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل




.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت