الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شيخ الزهر والسلطان العثماني الجديد

فالح مهدي

2020 / 10 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


شيخ الأزهر والسلطان العثماني الجديد

أدان السيد احمد الطيب شيخ الازهر جريمة قتل وقطع رأس المعلم الفرنسي واصفاً الجاني بالمتطرف. لكنه كرر في بيانه دعوته لنبذ خطاب الكراهية والعنف ووجوب احترام المقدسات والرموز الدينية، بل دعا الى ضرورة تبني تشريع عالمي يجّرم الإساءة للأديان ورموزها الدينية.
في حين قام السيد رجب أردوغان وعبر خطاب لمريده واتباعه بالتلفظ بعبارات مشينة لا تليق إلا بأولاد الشوارع، معتبراً الرئيس الفرنسي مختل عقلياً، حيث ورد في كلمته ( ما الذي يمكن قوله بشأن رئيس دولة يعامل الملايين من اتباع ديانات مختلفة بهذه الطريقة ؟ قبل أي شيء: افحص صحتك العقلية) !
اتسمت كلمة شيخ الازهر بالاعتدال والهدوء وكانت معبرة عن التحضر المصري، في حين عّبرت كلمة الرئيس التركي عن دونية وبذاءة لا تليق برئيس دولة كبيرة مثل تركيا.
الشيخ الطيب عبّر عن موقف ديني يتفق مع رؤيته هو ومؤسسته لهذا العالم المعاصر، في حين عبر رجب اردوغان عن تبرمه من الرئيس الفرنسي بسبب اعتراضه على سياسة الرئيس التركي في سوريا وليبيا والبحر المتوسط والصراع بين أرمينيا وأذربيجان. إضافة الى مشروع الرئيس الفرنسي ان يكون أئمة الجوامع في فرنسا فرنسيين. هذه الفكرة التي ستتحول الى حقيقة في القريب العاجل لا تروق للرئيس التركي، ذلك ان نصف أئمة المساجد في فرنسا هم اتراك وتدفع مرتباتهم الدولة التركية!
لا يخفي الرئيس الركي هوسه المرضي بإعادة بناء الإمبراطورية العثمانية، تلك التي أتت على كل ما جميل وذكي في هذه المنطقة من العالم ولم يخرج الى الدنيا عالنم، فيلسوف ن شاعر يعتد به خلال تلك القرون العجفاء. لذا فهجومه على الرئيس الفرنسي لم يكن تعبيراً عن نزوة الّمت به بل أراد التعبير عن تمثيله لهذه الملايين التي ينظر لها كل من شيخ الازهر والرئيس التركي كخراف تحتاج ان تقاد.
كل من شيخ الازهر والسلطان الجديد لجأ الى مبدأ قديم متمثلاً بالنهي عن المنكر والامر بالمعروف.
مرة أخرى نكتشف ودون عجب استغلال ذلك المبدأ الاعوج من اجل مصالح سياسية في اغلبها.
شيخ الازهر رئيس هذه المؤسسة العريقة لم يعترض على كل الحكومات الجائرة منذ لحظة تحولها الى مؤسسة سنية على يد صلاح الدين الايوبي
لو كان شيخ الازهر شريفا ولا يؤنبه ضميره، فلماذا لم يدن داعش وجرائمها الكبيرة. لماذا لم تدن مؤسسته من قَتل فرج فودة. لماذا قامت مؤسسته بالتفريق بين الباحث المصري نصر أبو زيد وزوجته؟ لماذا التزم الازهر الصمت عن جرائم السلطة السياسة منذ زمن العثمانيين ولحد الان؟
ما ينطبق على شيخ الازهر ينطبق على الرئيس التركي فهو ساند داعش، وحاول ولم يزل تمزيق سوريا، وتدخل في الشأن الليبي.... الخ، وله دور في الدمار الذي أصاب العراق منذ عام 2003.
ليس عجيبا وغريباً ان يبقى ذلك المبدأ الاهوج حاضرا ويتحكم فيه صغار الرجال، بل العجيب فعاليته وقدرته على تحريك تلك الجموع الغفيرة. ما قام به السلطان العثماني الجديد ودعوته لمقاطعة البضائع الفرنسية التي لاقت قبولاً واسعا يعتبر فضيحة ما بعدها فضيحة. اين كانت هذه الجموع المغفلة عندما احتل أردوغان جزء من سوريا؟ اين كانت هذه الجموع التي لا تمتلك رؤوساً عندما ساند هذا الرجل الخطير داعش. اين كانت هذه الجموع الغفيرة عندما تدخل السلطان العثماني الجديد في الشأن السوري وأرسل مرتزقته للحرب هناك؟
لو كانت هذه الجموع الغفيرة تمتلك ذرات من العقل لقاطعت المنتجات التركية.
الأمانة تقتضي مني القول ان الرئيس الفرنسي لم يسئ للإسلام ولنبي الإسلام من اساء للإسلام هو الرئيس التركي ففي هجومه على الرئيس الفرنسي والذي يخلو من الادب واللياقة ولا يتناسب إلا مع أولاد الشوارع، أثبت هذا الرجل ان ليس هناك أكثر هشاشة من الإسلام ومؤسساته العتيقة التي تتشبث بتلك المدونات التي أصابها التعفن بمرور الزمن.
ما قاله الرئيس الفرنسي واستغله هذا الرجل المريض أردوغان ليس فيه إهانة للدين الإسلامي وللمسلمين.
العالم الإسلامي الغارق في عبودية نصوص ميتة ولا تسمح بدخول العالم المعاصر لا يفهم ولا يستسيغ مفهوم حرية الرأي.
الإنسان في هذا العالم الإسلامي الذي تجاوز المليار نسمة، عبارة عن حشرة حقيرة، امام هذه السلطات البربرية التي استندت على مؤسسات دينية كالأزهر في مصر، وشيوخ الوهابية في السعودية وآيات الله في إيران.
حرية الرأي مقدسة ولا يمكن المساس بها ومصونة في كل دساتير الدول الغربية ولم يقم الرئيس الفرنسي إلا بترديد مبدأ ومن اهم مبادئ الديمقراطية في الغرب. لم يكن ماكرون علماني متطرف كما ادعى البعض فهو كان مساعداً للفيلسوف المؤمن بول ريكارد. ويحترم حرية الاعتقاد بل كان أحد المساهمين في مجلة أسبري Esprit والتي تعني " الروح" وهي من الدوريات المرموقة وذات طابع مسيحي. فقد ساهم فيها منذ عام 2000 وكان عمره آنذاك عشرين عاماً. وقد طلب منه رئيس التحرير تلك الدورية المرموقة في عالم الثقافة الفرنسي آنذاك أوليفييه مونجان، ان ينضم الى هيئة التحرير لكنه رفض.
نجح السلطان المقيت في اثارة الرعاع لكنه أضعف بلاده واثار الريبة في سلوكه وستدفع تركيا على المدى المتوسط حماقات هذا الرجل المريض.
الجموع الغوغائية التي ادانت قول الرئيس الفرنسي تعيد وبلا وعي منها الحكاية التي تروى على لسان ابن عربي (858-922) عندما كان في دمشق، إذ قال " دينكم دنانيركم ونساؤكم قبلتكم ومعبودكم هذا تحت قدمي"! وكما تروي تلك الحكاية فقد قتل ابن عربي جراء قوله ذاك.
عدد هائل من شرفاء المسلمين وأذكيائهم قتلوا شر قتلة عبر هذا التاريخ الطويل، هم أعظم ايماناً من كل هؤلاء المتاجرين باسم الإسلام سنة وشيعة ممن ربط مصيره بمصير سلطة جائرة ودافع عنها باسم الله ورسول عند السنة وآل بيته عند الشيعة فنجد ان هناك من يعتبر مجرما وقاتلا بمستوى خامني بمثابة الحسين في العصر الراهن!
خروج هذه الجموع الغفيرة البعيدة عن المعرفة والعلم يؤكد مرة أخرى ان أعداء الإسلام هم المسلمين أنفسهم.




شيخ الأزهر والسلطان العثماني الجديد

أدان السيد احمد الطيب شيخ الازهر جريمة قتل وقطع رأس المعلم الفرنسي واصفاً الجاني بالمتطرف. لكنه كرر في بيانه دعوته لنبذ خطاب الكراهية والعنف ووجوب احترام المقدسات والرموز الدينية، بل دعا الى ضرورة تبني تشريع عالمي يجّرم الإساءة للأديان ورموزها الدينية.
في حين قام السيد رجب أردوغان وعبر خطاب لمريده واتباعه بالتلفظ بعبارات مشينة لا تليق إلا بأولاد الشوارع، معتبراً الرئيس الفرنسي مختل عقلياً، حيث ورد في كلمته ( ما الذي يمكن قوله بشأن رئيس دولة يعامل الملايين من اتباع ديانات مختلفة بهذه الطريقة ؟ قبل أي شيء: افحص صحتك العقلية) !
اتسمت كلمة شيخ الازهر بالاعتدال والهدوء وكانت معبرة عن التحضر المصري، في حين عّبرت كلمة الرئيس التركي عن دونية وبذاءة لا تليق برئيس دولة كبيرة مثل تركيا.
الشيخ الطيب عبّر عن موقف ديني يتفق مع رؤيته هو ومؤسسته لهذا العالم المعاصر، في حين عبر رجب اردوغان عن تبرمه من الرئيس الفرنسي بسبب اعتراضه على سياسة الرئيس التركي في سوريا وليبيا والبحر المتوسط والصراع بين أرمينيا وأذربيجان. إضافة الى مشروع الرئيس الفرنسي ان يكون أئمة الجوامع في فرنسا فرنسيين. هذه الفكرة التي ستتحول الى حقيقة في القريب العاجل لا تروق للرئيس التركي، ذلك ان نصف أئمة المساجد في فرنسا هم اتراك وتدفع مرتباتهم الدولة التركية!
لا يخفي الرئيس الركي هوسه المرضي بإعادة بناء الإمبراطورية العثمانية، تلك التي أتت على كل ما جميل وذكي في هذه المنطقة من العالم ولم يخرج الى الدنيا عالنم، فيلسوف ن شاعر يعتد به خلال تلك القرون العجفاء. لذا فهجومه على الرئيس الفرنسي لم يكن تعبيراً عن نزوة الّمت به بل أراد التعبير عن تمثيله لهذه الملايين التي ينظر لها كل من شيخ الازهر والرئيس التركي كخراف تحتاج ان تقاد.
كل من شيخ الازهر والسلطان الجديد لجأ الى مبدأ قديم متمثلاً بالنهي عن المنكر والامر بالمعروف.
مرة أخرى نكتشف ودون عجب استغلال ذلك المبدأ الاعوج من اجل مصالح سياسية في اغلبها.
شيخ الازهر رئيس هذه المؤسسة العريقة لم يعترض على كل الحكومات الجائرة منذ لحظة تحولها الى مؤسسة سنية على يد صلاح الدين الايوبي
لو كان شيخ الازهر شريفا ولا يؤنبه ضميره، فلماذا لم يدن داعش وجرائمها الكبيرة. لماذا لم تدن مؤسسته من قَتل فرج فودة. لماذا قامت مؤسسته بالتفريق بين الباحث المصري نصر أبو زيد وزوجته؟ لماذا التزم الازهر الصمت عن جرائم السلطة السياسة منذ زمن العثمانيين ولحد الان؟
ما ينطبق على شيخ الازهر ينطبق على الرئيس التركي فهو ساند داعش، وحاول ولم يزل تمزيق سوريا، وتدخل في الشأن الليبي.... الخ، وله دور في الدمار الذي أصاب العراق منذ عام 2003.
ليس عجيبا وغريباً ان يبقى ذلك المبدأ الاهوج حاضرا ويتحكم فيه صغار الرجال، بل العجيب فعاليته وقدرته على تحريك تلك الجموع الغفيرة. ما قام به السلطان العثماني الجديد ودعوته لمقاطعة البضائع الفرنسية التي لاقت قبولاً واسعا يعتبر فضيحة ما بعدها فضيحة. اين كانت هذه الجموع المغفلة عندما احتل أردوغان جزء من سوريا؟ اين كانت هذه الجموع التي لا تمتلك رؤوساً عندما ساند هذا الرجل الخطير داعش. اين كانت هذه الجموع الغفيرة عندما تدخل السلطان العثماني الجديد في الشأن السوري وأرسل مرتزقته للحرب هناك؟
لو كانت هذه الجموع الغفيرة تمتلك ذرات من العقل لقاطعت المنتجات التركية.
الأمانة تقتضي مني القول ان الرئيس الفرنسي لم يسئ للإسلام ولنبي الإسلام من اساء للإسلام هو الرئيس التركي ففي هجومه على الرئيس الفرنسي والذي يخلو من الادب واللياقة ولا يتناسب إلا مع أولاد الشوارع، أثبت هذا الرجل ان ليس هناك أكثر هشاشة من الإسلام ومؤسساته العتيقة التي تتشبث بتلك المدونات التي أصابها التعفن بمرور الزمن.
ما قاله الرئيس الفرنسي واستغله هذا الرجل المريض أردوغان ليس فيه إهانة للدين الإسلامي وللمسلمين.
العالم الإسلامي الغارق في عبودية نصوص ميتة ولا تسمح بدخول العالم المعاصر لا يفهم ولا يستسيغ مفهوم حرية الرأي.
الإنسان في هذا العالم الإسلامي الذي تجاوز المليار نسمة، عبارة عن حشرة حقيرة، امام هذه السلطات البربرية التي استندت على مؤسسات دينية كالأزهر في مصر، وشيوخ الوهابية في السعودية وآيات الله في إيران.
حرية الرأي مقدسة ولا يمكن المساس بها ومصونة في كل دساتير الدول الغربية ولم يقم الرئيس الفرنسي إلا بترديد مبدأ ومن اهم مبادئ الديمقراطية في الغرب. لم يكن ماكرون علماني متطرف كما ادعى البعض فهو كان مساعداً للفيلسوف المؤمن بول ريكارد. ويحترم حرية الاعتقاد بل كان أحد المساهمين في مجلة أسبري Esprit والتي تعني " الروح" وهي من الدوريات المرموقة وذات طابع مسيحي. فقد ساهم فيها منذ عام 2000 وكان عمره آنذاك عشرين عاماً. وقد طلب منه رئيس التحرير تلك الدورية المرموقة في عالم الثقافة الفرنسي آنذاك أوليفييه مونجان، ان ينضم الى هيئة التحرير لكنه رفض.
نجح السلطان المقيت في اثارة الرعاع لكنه أضعف بلاده واثار الريبة في سلوكه وستدفع تركيا على المدى المتوسط حماقات هذا الرجل المريض.
الجموع الغوغائية التي ادانت قول الرئيس الفرنسي تعيد وبلا وعي منها الحكاية التي تروى على لسان ابن عربي (858-922) عندما كان في دمشق، إذ قال " دينكم دنانيركم ونساؤكم قبلتكم ومعبودكم هذا تحت قدمي"! وكما تروي تلك الحكاية فقد قتل ابن عربي جراء قوله ذاك.
عدد هائل من شرفاء المسلمين وأذكيائهم قتلوا شر قتلة عبر هذا التاريخ الطويل، هم أعظم ايماناً من كل هؤلاء المتاجرين باسم الإسلام سنة وشيعة ممن ربط مصيره بمصير سلطة جائرة ودافع عنها باسم الله ورسول عند السنة وآل بيته عند الشيعة فنجد ان هناك من يعتبر مجرما وقاتلا بمستوى خامني بمثابة الحسين في العصر الراهن!
خروج هذه الجموع الغفيرة البعيدة عن المعرفة والعلم يؤكد مرة أخرى ان أعداء الإسلام هم المسلمين أنفسهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأوقاف الإسلامية: 900 مستوطن ومتطرف اقتحموا المسجد الأقصى ف


.. الاحتلال يغلق المسجد الإبراهيمي في الخليل بالضفة الغربية




.. مراسلة الجزيرة: أكثر من 430 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى في


.. آلاف المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون المسجد الأقصى لأداء صلو




.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك