الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الضرب في الميت حرام … !
جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)
2020 / 10 / 28
القضية الفلسطينية
قررت ان لا اكتب عن القضية الفلسطينية ، وانتقد قادتها ، والمسؤولين عن ضياعها لان الضرب في الميت حرام … ولكن الذي استفزني ، وجعلني اعدل عن قراري هذا … ما قرأته من معلومة ، والعهدة على من كتبها … عن ما تسمى ( بفلسفة الصبر التي تبناها محمود عباس ) وربما لا يزال … وهو ما طير صفحةً من دماغي ، ولم افهم معنى كلمة ( الصبر ) ولم اجد لها من معنى في قاموس النضال ، والتحرير … ولا محل لها من الاعراب على الاطلاق !
كنت اقول بان القيادات الفلسطينية لها العذر لان الحمل ثقيل ، وهو فعلا كذلك ، ولا يحق لنا ان نحملهم فوق طاقتهم لان هذا هو ما جادت به قريحتهم ، وامكاناتهم ، والقضية تبدو اكبر من مقاسهم ، واكبر من استعدادهم ، وشعبهم للتضحية ، وهي تحتاج الى تضحيات بالملايين ، وليس ببضعة الاف ، وحفنة من الاسرى ، ولكن اليس في منظمة التحرير قيادة عامة … كيف لم تحاسب الدكتور عباس على استراتيجيته الغريبة هذه !
كيف لي ان اصبر على عدو جاء من اقاصي الارض لا ليستعمر بلدي ، ويغادرها في زمن ما ، وانما جاء لياخذها ، ويوطن شعبه ، واهله ، وناسه فيها ، ويجعلها بلدا له ، ويؤسس فيها دولة متكامة … علم ، ونشيد ، وحكومة … ويشيد ويغرس … ! ويطردني ، وشعبي منها يعني المسألة اصبحت بالنسبة لي مسالة وجود … هذا عدو يريد الغاء وجودي … كيف لي ان اصبر عليه ؟ وكيف اصبر عليه ، وانهزم امامه اصلا مع عائلتي ، وافضل ان اكون لاجئا ذليلا على ان اقاتله حتى ، ولو بالشبرية ( الخنجر ) ولن استسلم له ، وماذا لو قتلت ؟! فلا توجد قضية دون تضحيات ، وتضحيات مشروطة بان تكون جسام !
يعني اذا جائني معتدي الى بيتي ، ويريد سلبه مني ، وطرد عائلتي ، واهلي ، وتشريد اطفالي كيف لي ان اصبر عليه حتى اعطيه الفرصة ليفهم اني مرعوب منه ، وموافق على اغتصابه لارضي ، وبيتي ، واجعل من نفسي فريسة في قبضته … كيف لي ان افتح له الباب ، واخرج مع عائلتي ، واترك له الجمل بما حمل ، واقول له تفضل اعتبر نفسك في بيتك ، اي منطق هذا ؟ الا اكون هنا مثل الديوث … اسف على هذا القول ، ولكنه يملأ الجملة ، وفي مكانه المناسب !
وللتوضيح اكثر : تصور معي اخي القارئ كيف سيكون المشهد ، وكيف سيكون حال فيتنام اليوم لو طبق الجنرال ( جياب ) مثلا هذا المنطق ، وهذا الاسلوب الغريب في حروب التحرير المصيرية مع الفرنسيين ، والامريكان ، وصبر عليهم ، ولم يقاتلهم ، ويقدم الضحايا بما لا يعد ، ولا يحصى من ارواح الشعب الفيتنامي البطل … !
وتصور معي ايضا كيف سيكون الحال لو صبر ستالين على الجيش النازي الذي غزى بلده ، ولم يواجهه ، ويقدم ملايين الضحايا من الروس ناهيك عن الخسائر المادية … وينسحب هذا ايضا على البريطانيين … كيف يمكن ان يكون حال العالم اليوم لو صبر چرچل على الالمان ، وهم يريدون احتلال لندن المعقل الاخير للحلفاء بعد سقوط اوربا تقريبا كلها تحت الاحتلال النازي ، واعدوا لها خيرة قواتهم … وهو القائل ( سنقاتلهم حتى ولو بالزجاجات الفارغة ) وهو من اجمل ما سمعت ، ومن اجمل ما قاله چرچل في حياته من وجهة نظري … فله معاني ، ودلالات كثيرة ، وعميقة في الشجاعة ، والاصرار لا مثيل لهما … اترك لكم التعمق فيها ! وقال ايضا لن نترك الالمان يحتلون ارضنا ، ونكون سببا في آلام اجيالنا القادمة … !
وتصوروا معي لو صبرنا نحن العراقيون على داعش عشر او عشرين سنة ، وتركناه يعيث في الموصل فسادا ، واهلها ذبحا … كيف يمكن ان يكون الحال اليوم ؟!
اعرف ان الكلام لا طائل منه لان اللي فات مات ، ولا يمكن احيائه من جديد الا بمعجزة ، وزمن المعجزات ، ولى وانتهى … ولكن علينا ان نحدد المسؤوليات ، وهو كل ما نستطيع فعله ، والباقي نتركه للتاريخ ليقول كلمته الفصل !
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. لمى مروان تا?مر حسين بن محفوظ بفتح محادثاته الخاصة ????
.. تركيا.. المعارضة في مواجهة انتخابية جديدة على رئاسة البلديات
.. بوتين: إذا زود الغرب أوكرانيا بمقاتلات إف-16 فستسقطها روسيا،
.. مليار وجبة طعام كانت تنتهي يومياً في سلات النفايات خلال عام
.. جورج خباز: لا خوف على الفنّ في منطقتنا اليوم، فالفنّ يولد من