الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة لحديث - من أطاعني فقد أطاع الله .. -

يوسف يوسف

2020 / 10 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الموضوع :
سوف نتناول في هذا البحث المختصر الحديث التالي ، عن أبي هريرة - أن رسول الله - قال : ( من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن يعصني فقد عصى الله ، ومن يطع الأمير فقد أطاعني ، ومن يعص الأمير فقد عصاني ) ؛ رواه مسلم . وفي شرح هذا الحديث ، في موقع / الألوكة ، أورد التالي وبأختصار ( وقد ﺩﻝ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺏ ﻃﺎﻋﺔ ﺃﻭﻟﻲ الأﻣﺮ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺄﻣﺮﻭﺍ ﺑﻤﻌﺼﻴﺔ ، ﻓﺘﺄﻣﻞ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ﴾ 59 سورة النساء ، ﻛﻴﻒ ﻗﺎﻝ : ﻭﺃﻃﻴﻌﻮﺍ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ، ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻞ : ﻭﺃﻃﻴﻌﻮﺍ ﺃﻭﻟﻲ الأﻣﺮ ﻣﻨﻜﻢ ؟ لأﻥ ﺃﻭﻟﻲ الأﻣﺮ لا ﻳﻔﺮﺩﻭﻥ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﺔ ، ﺑﻞ ﻳﻄﺎﻋﻮﻥ ﻓﻴﻤﺎ ليس بمعصية ، ﻭﺃﻋﺎﺩ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ؛ لأﻥ ﻣﻦ ﻳﻄﻊ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻓﻘﺪ ﺃﻃﺎﻉ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ لا ﻳﺄﻣﺮ ﺑﻐﻴﺮ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﻪ ، ﺑﻞ ﻫﻮ ﻣﻌﺼﻮﻡ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ، ﻭﺃﻣﺎ ﻭﻟﻲ الأﻣﺮ ﻓﻘﺪ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﻐﻴﺮ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻓﻼ ﻳﻄﺎﻉ ﺇلا ﻓﻴﻤﺎ ليس بمعصية ، ﻭﺃﻣﺎ ﻟﺰﻭﻡ ﻃﺎﻋﺘﻬﻢ ﻭﺇﻥ ﺟﺎﺭﻭﺍ ، ﻓﻸ‌ﻧﻪ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﻃﺎﻋﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺎﺳﺪ ﺃﺿﻌﺎﻑ ﻣﺎ ﻳﺤﺼﻞ ﻣﻦ ﺟﻮﺭﻫﻢ ، ﺑﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺭﻫﻢ ﺗﻜﻔﻴﺮ ﺍﻟﺴﻴﺌﺎﺕ ﻭﻣﻀﺎﻋﻔﺔ الأﺟﻮﺭ . ) ، ثم سأسرد قراءتي العقلانية له ، مع أستعراض لبعض الأحاديث الاخرى التي تندرج تحت نفس المضمون .
القراءة :
1 . أن الحديث أعلاه في نصه البنيوي ، يؤشر الى أن طاعة الله تؤخذ من خلال طاعة الرسول ! ، واني أرى / بعد ترك تفاسير الفقهاء والمفسرين - لأنهم يفسرون وفق أهوائهم العقائدية ! ، أنه هناك تضاربا بين النص القرآني ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ﴾ 59 سورة النساء ، وبين حديث الرسول القائل ( من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن يعصني فقد عصى الله .. ) ، أي بمعنى : في النص القرآني هناك تقديم طاعة الله على الرسول ، بينما في الحديث أن طاعة الرسول هى بالنتيجة طاعة الله ، وفي محاضرات العالم السيد فرقد القزويني ، يقول : " نقلا عن عائشة بنت أبي بكر الصديق ، أن الصديق أمر بحرق 500 حديثا مكتوبا بخط يده ، نقلا عن الرسول مباشرة ! " ، السؤال : لم حرق الصديق الأحاديث ! ، لا بد هناك من سبب منطقي لحرقها ، منها مثلا : تضاربها مع النص القرآني ! - وهذا دليلا أخرا على تضارب وتقاطع بين القرآن وبين الأحاديث النبوية ! . ولكن : أيضا هناك أشكالية ، حيث وجود نص قرآني يبين أن الرسول : لا ينطق كيفما شاء " ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ سورة النجم: 3، 4 " .
* أذن طاعة من أولا - الله أم الرسول ! ، ما دام حديث الرسول موحى أليه من قبل الله ! .

2 . حتى الرسول بذاته يركز على أطاعة الحاكم ، الهدف السامي والمهم لديه هو تطبيق الحاكم للشريعة ، فقد جاء في موقع / اسلام أون لاين ، التالي ، أنقله بأختصار ( وقد وجدنا في المروي عن النبي ما يشير إلى التلازم بين وجوب طاعة الحاكم وبين تطبيقه لكتاب لله ، فعن أم الحصين أنها سمعت رسول الله يخطب في حجة الوداع يقول : " ولو استعمل عليكم عبد يقودكم بكتاب الله ، اسمعوا له وأطيعوا " - رواه مسلم .. فوجوب الطاعة متلازم مع تحكيم الحاكم لكتاب الله ، في حين أن تضييع الحاكم لبعض حقوق الرعية لا يسقط طاعته - إذا كانت له شرعية - ما لم يتخذ من ظلم الرعية ومنع الحقوق نهجا متبعا ، ثم إن هذا الحاكم الذي يجب التغاضي عن هناته وتضيعه لبعض الحقوق إنما هو الحاكم الذي جاء عن طريق بيعة شرعية ) .
* فيما يتعلق ب " التشديد على أطاعة الحاكم / الذي بويع شرعيا وفق حديث الرسول ، مع وجوب التغاضي عن سيئاته ! " ، أني لا أرى في هذا الشأن من عدل وحق في هكذا أحاديث ! .

3 . أن الأحاديث النبوية ومنها / الحديث أعلاه ، وظفت لخدمة الحاكم ، خاصة حكام الدولتين الأموية والعباسية ، وذلك لجور وفسق وفساد وظلم ومجون بعض حكام تلك الحقبتين ، وهكذا أحاديث تجعل من الشعب يصبر على ظلم الحاكم ما دام الحاكم يطبق الشريعة - أي تخدير للشعب ، وفي موقع https://sites.google.com/site/ahbaralhadith يبين التالي " الحديث من صنع الإنسان و ليس من وحي الرحمان ولا من الرسول (ص) ، الأحاديث والروايات صناعة أموية عباسية بإمتياز " ، وبهذا المضمون أيضا يتكلم في قناة الحرة في 18 يماير 2018 - وبشكل أكثر شمولية ، المفكر الإسلامي محمد شحرور ، ويقول " إن المسلمين وقعوا في الفكر الأحادي ولم يتقبلوا الآخر . وأضاف في حوار مع قناة الحرة أن ما وصل إلينا من الإسلام هو صناعة إنسانية صيغت في العصرين الأموي والعباسي . " .
* هذا يدلل على أن الأحاديث صنعت على مقاس الحكام ، وبمباركة فقهاء الأسلام ، في الحقبتين الأموية والعباسية .

4 . الأحاديث النبوية تمادت في خدمة الحاكم ضد مصلحة المحكوم ! ، وأنتهجت نصا غريبا ! ، فقد جاء موقع / أسلام ويب ، التالي ، أنقله باختصار ( حديث: " وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك " ، وشرحه : وأما مسألة الخروج بالسيف على الحاكم المسلم الظالم ، أو الفاسق ، الذي لا يصل فسقه للكفر البواح ، فقد اختلف فيها سلف هذه الأمة وخيارها ، ثم آل الأمر ، أو كاد إلى اتفاق كلمة أكثر الأئمة المتبوعين والعلماء المعروفين على القول بترك القتال وعدم الخروج .. ولهذا استقر أمر أهل السنة على ترك القتال في الفتنة ، للأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي ، وصاروا يذكرون هذا في عقائدهم ، ويأمرون بالصبر على جور الأئمة وترك قتالهم ، وإن كان قد قاتل في الفتنة خلق كثير من أهل العلم والدين .. ) .
* هنا لا أرى أكثر من هذا الجور في نص الأحاديث النبوية وتفاسيرها ، بالرغم من وجود بعض من الروايات التي تشير الى " وقد ﺩﻝ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺏ ﻃﺎﻋﺔ ﺃﻭﻟﻲ الأﻣﺮ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺄﻣﺮﻭﺍ ﺑﻤﻌﺼﻴﺔ " ، الأشكال أن الأحاديث النبوية تحث على الصبر والصمت على جور وظلم الحكام ! .
الخلاصة :
* بعيدا عن كل ما قاله المفسرون ، وبغض النظر عن قراءتي للحديث ذات العلاقة ، والأحاديث التي تصب بذات المفهوم ، أود أن أبين أن محمدا كان دوما في طرف الحاكم وضد مصلحة المحكوم ، وينصر الأمير ويقنع المظلوم بالصبر على الجور ، وذلك لأستغلال محمد للأمير والقائد في تحقيق أهدافه – والرسول يهدد من يعصى الأمير أو القائد بالعقاب و الثبور ! ، فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ قَــالَ : " مَنْ كَرِهَ مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا فَلْيَصْبِر ، فَإِنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنَ السُّلْطَانِ شِبْرًا مَاتَ مِيتَةً جَــــاهِلِيَّة - البخاري7053 / مسلم1851 " . وكان رسول الأسلام أيضا يشدد على طاعة الحاكم ، حتى أن فعل وفعل من مفاسد وموبقات ، فعَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ : قُلْنَا : يَا رَسُولَ الله ، " لا نَسْأَلُكَ عَنْ طَاعَةِ مَنِ اتَّقَى ، وَلَكِنْ مَنْ فَعَلَ وَفَعَلَ ، فَذَكَرَ الشَّرَّ ، فَقَالَ : اتَّقُوا الله ، وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا - ابن أبي عاصم في السنة1069 " .
* أما المذهب الوهابي السلفي ، الذي يسير على نهج مذهب محمد بن عبدالوهاب - والذي يعظم ويعزز – بل يشرعن ، من شأن السلطة الحاكمة في السعودية ويتغاضى عن معاصيها ! ، والذي ساهم الأخير في تأسيس المملكة السعودية مع آل سعود ، فأحد أئمة السعودية الكبار " عبد العزيز بن عبد الله بن باز 1912 - 1999 / قاض وفقيه سعودي " قد نشر في موقعه ( وبين أنه لا يجوز أطاعة الحاكم في المعاصي ، ولكن لا يجوز الخروج على الحاكم ، حتى وان فسد وجار ! ) . وهنا أيضا تكريس لسلطة الحاكم الظالم الجائر على المحكوم المظلوم . * خلاصة الأمر أن المحكوم في الحالتين صابر على الظلم وصامت في عدم الخروج على الحاكم ! .. والرسول دوما / وفق أحاديثه ، كان مع سلطة وقوة وبطش القائد و بعيدا عن حق المحكوم والمظلوم ، وذلك من أجل تحقيق ما يصبوا أليه ! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. ا?لغاء الاحتفالات السنوية في كنيس الغريبة اليهودي بجز


.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب




.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل


.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت




.. #shorts - Baqarah-53