الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تداعيات على مسرح الأيّام المحطّة السابعة عشر

شعوب محمود علي

2020 / 10 / 31
الادب والفن


ووصولنا ولجنا مقر الحزب الوطني الديمقراطي
قبل الوقت حوالي بنصف
ساعة وكان مكان جلوس المرحوم أبو
رفعت في غرفة كبيرة من سطح
البناية وكانت آلات الطباعة في الغرفة
المجاورة ونحن بالانتظار جاء
المرحوم المحامي وأحد قياديّ الحزب
حسين الجميل فسلّم وجلس وبعد دقائق
واثناء الحديث علم انّ عمّال شركة الدخّان
الأهليّة في حالة اضراب فقال والله لو
كانت الشركة ملكي لغلقتها فقال له
عبد الحسين حبيب نتمنّى ان تكون
الشركة ملكاً لك وتغلقها لكناّ
اريناك فتجهّم وقال إذا الحديث
يجري هكذا فليس لديّ الاستعداد
لمواصلة الحديث معكم فقام
وغادر المكان وكنّا نقرب من
العشرين اشخصاً وبقينا
ننتظر الي أن جاء المرحوم أبو
رفعت سلّم وجلس في المكان
الذي كان يكتب مقالاته في جريدة
الأهالي وانبرى يسأل هل جلبتم معكم نظام نقابة
عمّال السجاير قلنا نعم ووجهه
كان يطفح بالبشر والفرح
وقدّمه له محمد غضبان
وصار يتصفّحه والابتسامة العريضة
على وجهه وفي تلك
اللحظة جاء عبد المجيد الونداوي
وهو المشرف على طباعة الجريدة
وادبيّات الحزب وغرفة الطباعة
ملاصقة لغرفة المرحوم كامل
وقال من منكم شعّوب محمود
قلت أنا قال يطلبونك على التلفون
فنهضت وما ان تناولت الجهاز
لاستفسر وإذا بحسّان طاهر
رحمه الله وهو يصرخ ويردّد
تعرّضنا الى هجوم غادر من سطح
الكنيسة ولا نمك لصد الهجوم
الوحشي سوى قطع الخشب
وهم يطلقون الرصاص وربما استشهد
قسم من العمّال عدا الجرحى في الظلام
وقلت ابق على الخط لثواني وعدت وقلت
لابي رفعت العمّال تعرّضوا لهجوم غادر
والأفضل ان تستقي الأخبار منهم والمعركة
مصحوبة بإطلاق النار والعمّال عزّل فهض
وهو يتف بعبد المجيد الونداوي اقطع الخط
وبعد أن قطع الخط التليفوني قال نحن لنا
سياستنا الخاصة وليس لنا دخل في
الموضوع وألغي اللقاء وخرجنا
دون أي نتيجة وكل واحد منّا سلك طريقاً
مع استحالة وصولنا للتواصل مع
العمّال ذهبت الى الكريمات والاضراب
امتدّ الى عمّال الرافدين وضرب حول
شركة الرافدين نطاق من البوليس وكان
حالهم حال عمّال الأهليّة وفي الكريمات
التقيت بعامل من عمّالنا وكان علاوة
على ذ لك تربطني به صداقة ودّيّة وكان بيته
في زقاق فيه بضعة بيوت وغير نافذ
وانا لا اعرف لماذا كان خارج الشركة وعدم
مشاركته في الاضراب من جانبي لم اسأله
وقلت في سرّي ربما كان باجازة اعتياديّة ام
مرضيّة وتحدّثنا حول الاضراب والظروف
الصعبة فقال لي اتريد ان تلتحق بالعمّال قلت
نعم وقال سأذهب الى البيت وفي الغد سنرى
ماذا يمكن ان نفعل وفي اليوم الثاني جاء
عصراً وقال الأمور تجري للأفضل رافقته
وذهبنا سوّيّاً ودخلنا الى منطقة المربّة من
جهة شارع الجمهوريّة تارة
يسير معي وتارة يسير امامي الى
أن وصلنا زقاق نهايته مغلقة وفيه
قرابة خمسة دور وعند ولوجنا الزقاق كان أحد
افراد البوليس جالس على كرسي ومررنا
من امامه ودخلنا الى بيت والدته وكات جالسة فهمس
في اُذنها فقامت وخرجت من البيت
وبعد دقائق عادت وقالت بإمكانكم
الذهاب ذهبنا وحسين اتّجه الى السلّم
وأنا خلفه ومن السطح يمتد جدار
بين بيتين علينا عبوره بتوجّس ولا
يمكن العبور مشياً على الاقدام
والمسافة ليست طويلة عبرنا ونحن
جالسين مثل من يمتطي درّجة هوائيّة
وكان شيء من الرهبة على محيّا العمّال وكانت
مطالب العمّال أشياء بسيطة زيادة نسبة
ضئيلة لا تمارس من أجلها الصدامات
مع وجود مطعم للعمّال
يحفظ كرامتهم وليس موقع غدائهم في
الطريق امام الذاهب والعائد وإيقاف الطرد
الكيفي واخيراً استجابت الشركة للزيادة
فقط وقالوا المطعم نفكّر لإيجاد مكان
مناسب ولكن ليس الان وتمّت التسوية
ومن جانبنا ذهب محمّد غضبان بعد
انتهاء الاضراب الى الكنيسة المجاورة
وقابل المعنيّن بشؤون الكنيسة وعلى
رأسهم القس ان يرفع صوته محتجّاً
على اختراق حرمة الكنيسة وأطلاق
النار على العمّال من سطحها ونشر
الاحتجاج في الجرائد العراقيّة
واثارة الموضوع في المجلس الكنسي
في روما أجاب القس رفع الاحتجاج ممكن
امّا النشر في الصحافة غير ممكن
وايصال المعلومة الى روما فنعم
وانا أستميح القارئ عذراً لأخرق
التسلسل الزمني للأحداث وأودّ
أن أقوم بطفر الموانع
والعبور من محطّة الى محطّة
قبل استكمال عبور القطار والعود الى الصديق
حسين الذي فاته قطار التواصل على سكّة الحياة
للسارد عود








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي


.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و




.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من


.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا




.. كل يوم - -الجول بمليون دولار- .. تفاصيل وقف القيد بالزمالك .