الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تداعيات الانتخابات الرئاسية الامريكية المتوقعة على العالم العربي

راني ناصر

2020 / 10 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


فوز بايدن على ترمب في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في الثالث من الشهر القادم لن يغير سياسة الولايات المتحدة العدوانية في الشرق الأوسط وخاصة تجاه الدول العربية، ولن يساهم في إقامة أنظمة ديموقراطية تحترم ارادة الشعوب العربية، ولن يوقف مصادرة ثروات ومقدرات الوطن العربي من خلال ضغطه على الحكام العرب لتقديم تنازلات جديده مقابل حماية انظمتهم.

تجلى اهتمام أمريكا للسيطرة على مصادر الطاقة في الشرق الأوسط بعد الحرب العالمية الثانية بتوقيعها مع بريطانيا اتفاقية البترول الأنجلو–أمريكية في عام 1944 لتقاسم نفط الشرق الأوسط بينهما؛ حيث قال الرئيس الأمريكي فرانكلن روزفلت للسفير البريطاني عام 1944 "النفط الفارسي لكم. سنتشارك نفط العراق والكويت أما نفط السعودية، فهو لنا"، وفي عام 1945 وقع مؤسس الدولة السعودية الملك عبد العزيز آل سعود مع فرانكلن روزفلت " اتفاق كوينسي" والذي ينص على أن تقوم الولايات المتحدة بتوفير الحماية لعائلة آل سعود مقابل تزويدها بالنفط لمدة 60 سنة، وتم تجديد المعاهدة في 2005 في عهد الرئيس جورج دبليو بوش.

ومع تراجع دور بريطانيا الدولي بعد الحرب العالمية الثانية، قفزت الولايات المتحدة للصدارة كدولة عظمى وحامية للمعسكر الغربي، وزاد الطلب على النفط العربي لدعم وبناء الاقتصاد الأمريكي، وشكل قيام دولة اسرائيل في عام 1948 فرصه ذهبية لأمريكا لتتغلغل عسكريا في المنطقة العربية من اجل تنفيذ مشاريعها الإمبريالية من خلال تنسيقها مع وكلائها من الحكام العرب.

فقد عملت الولايات المتحدة الأمريكية على إضعاف وتقسيم الدول العربية منذ عام 1944 بدعمها لأنظمة تسلطية معادية للمد القومي والوحدة العربية، ومنعت الحركات الديموقراطية الشعبية من النجاح، ودعمت عملائها للوصول الى الحكم كما حدث في مصر؛ فقد قال جيم موران العضو السابق بالكونجرس الأمريكي "إن دور السيسي هو احتواء الشعب المصري وضمان الاستقرار ومنع أي ديمقراطية حقيقية، وسيكون لديه من النفوذ بقدر ما تختار الولايات المتحدة وإسرائيل والدول العربية استخدامه." ، بالإضافة الى ذلك اعتمدت 20 من أصل 22 دولة عربية في 2016 على مساعدات أمريكا المالية، وضغطت أمريكا على دول عربية كمصر والسلطة الفلسطينية والأردن والبحرين والامارات والسودان لتوقيع معاهدات سلام مع الدولة العبرية بدافع شرخ وتفتيت النسيج الاجتماعي العربي، وتصفية ما تبقى من القضية الفلسطينية.

فمنذ عام 1944 حكم الولايات المتحدة 14 رئيسا، 7 من الحزب الديموقراطي و7 من الحزب الجمهوري، وبعد مرور 75 عاما على العلاقات المميزة بين أمريكا والأنظمة العربية ازدادت الدول العربية ضعفا وتمزقا، وما زالت أمريكا تهيمن على قرار معظم الدول العربية السياسي وتتحكم في ثرواتها، ولم تساعدها في تطوير الصناعة والزراعة والعلوم، مما يعني ان السياسية الخارجية الأمريكية تجاه الدول العربية واحدة، وتقوم على الابتزاز والهيمنة وخدمة المخططات الإسرائيلية ولم تتغير منذ عام 1944؛ ولهذا فإن نجاح بايدن أو ترامب في الانتخابات الرئاسية لن يغير من الأمر شيئا فكلاهما امبريالي يعمل لخدمة بلاده وإسرائيل على حساب العرب!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أوروبية جديدة على إيران.. ما مدى فاعليتها؟| المسائية


.. اختيار أعضاء هيئة المحلفين الـ12 في محاكمة ترامب الجنائية في




.. قبل ساعات من هجوم أصفهان.. ماذا قال وزير خارجية إيران عن تصع


.. شد وجذب بين أميركا وإسرائيل بسبب ملف اجتياح رفح




.. معضلة #رفح وكيف ستخرج #إسرائيل منها؟ #وثائقيات_سكاي