الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


توازن المواقف القلق

سعد العبيدي

2020 / 10 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


في اللحظات التي يحدث فيها فراغاً سلطوياً على مستوى الدول، تُسارع القوى التي تتحسس حصوله وتأثيراته على وضعها الى إملائه بالطريقة التي تعتقدها تؤمن مصالحها الاستراتيجية بأقل الخسائر. مبدأ في السياسة وعلم النفس، لا يحتاج الى دليل قاطع لإثبات تطبيقاته في العراق، فهو مثبت على الواقع المحسوس منذ الأيام الأولى التي أعقبت سقوط الحكومة يوم 9/4/2003 وغيّبت سلطة الحاكم القوية، عندما حاولت الولايات المتحدة الأمريكية التحرك سريعاً لبسط نفوذها سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، وتوجهت جمهورية إيران الإسلامية على نفس القدر من السرعة لتأمين مصالحها السياسية والعسكرية والاقتصادية.
إن ظروف العراق المنهك من الحرب ومن العيش طويلاً تحت ضغوط الإدارة غير الصحيحة ومن التخلف وكثر الاختلاف ساعدت على تكوين بيئة مناسبة سهلت للولايات المتحدة وإيران السير قدماً الى الأمام لتنفيذ خطوات النفاذ، وتكوين ساحة صراع عسكري استخباري سياسي بينهم طرفين رئيسيين استقطبا ضمنياً أطراف أخرى من أوربا والعالم، صارت من أكثر السوح تعقيداً وخطورة على حاضر البلاد ومستقبلها... خطورة ستستمر طويلة في حال بقاء الحكومات على هذا الحال تأرجحاً في المواقف بين هذا الطرف أو ذاك، وثمناً سيدفعه الشعب، اضطراباً في الأمن والاقتصاد.
ان الثمن الذي دفعه العراق حتى الآن بسبب التأرجح في مواقفه من أطراف الصراع على ساحته لسبعة عشر عاماً، ليس قليلاً ويمكن أن يدفع المزيد في حال الاستمرار على النهج ذاته. والحل الوحيد لتقليل الثمن والخروج من المأزق هو السعي لإنتاج سلطة حكم محلية قوية قادرة على قيادة توجهات وأفكار للدولة العراقية تكون فيها قريبة من هذا الطرف أو ذاك بضوء المصالح العليا للبلاد، إذ ما تم الأخذ في الاعتبار أن سياسة الوقوف في الوسط والتأرجح في المواقف رقص فعلي في وكر أفاعي يصعب الخروج منه بسلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استهداف فلسطينيين أثناء تجمعهم حول نقطة للإنترنت في غزة


.. طلبة في تونس يرفعون شعارات مناصرة لفلسطين خلال امتحان البكال




.. الخارجية القطرية: هناك إساءة في استخدام الوساطة وتوظيفها لتح


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يناقش خياري إيران ورفح.. أيهما العاجل




.. سيارة كهربائية تهاجر من بكين إلى واشنطن.. لماذا يخشاها ترمب