الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
كتاب السعادة _ باب 5
حسين عجيب
2020 / 10 / 30العولمة وتطورات العالم المعاصر
كتاب السعادة – باب 5
خلاصة الفصول والأبواب السابقة
المهم : كيف تشعر _ ين
لكن الأهم : ماذا تفعل _ين
هذه الفكرة / الخبرة ، شديدة التكثيف وغامضة بطبيعتها ، وهي تمثل أحد هواجس هايدغر ومحور أساسي في كتابته " التمييز بين المهم والأهم الذي لا يفقد أهميته مع مرور الزمن " .
وسوف أناقشها بشكل تفصيلي وموسع ، عبر الفصول اللاحقة لهذا الباب .
1
تتمثل مشكلة السعادة وراحة البال ( أو نقيضها التعاسة والضمير المذنب ) بالفجوة _ المتغيرة بطبيعتها _ بين العمر البيولوجي للإنسان وبين عمره العقلي والعاطفي المتكامل .
السعادة وراحة البال تتوافق مع اتجاه تضييق الفجوة ، وتحقيق التجانس الفعلي بين العمرين العقلي والبيولوجي للإنسان .
والعكس في حالة التعاسة وعدم الكفاية المزمن ، حيث تتسع الفجوة مع تقدم العمر، وتتفاقم حالة ازدواج المعايير وتفكك الشخصية ، مع تزايد الهوة بين القول والفعل .
تتضح الفكرة ، الخبرة ، بدلالة الحب أكثر . حيث يتعلم بعض الناس باكرا ، وبطرق ماتزال غامضة وغير مفهومة أن محاولة العيش وفق الحد الأدنى من الجهد والاهتمام هي الأسووأ ، والعكس أيضا حيث ، العيش وفق الاحترام والثقة هي الأفضل . في البداية تكون على المدى غير المنظور ، ومع التقدم في العمر يتحقق التجانس بين السعادة واللذة بشكل يتزايد دوريا .
هذه الفكرة تحتاج وتستحق المزيد من الحوار والاهتمام الثقافي والعاطفي أيضا .
....
الأصحاء سعداء .
المرضى أشقياء .
والوسط وسط .
....
2
هل الواقع حركة أم سكون ؟!
قبل محاولة الإجابة عن هذا السؤال ، ينبغي الإجابة على سؤال الذات والموضوع ، أو النسبي والموضوعي .
بعبارة ثانية ، ماذا ينقص من الواقع عندما يموت الفرد ( أو فرد ) ؟
يستدعي السؤال نقيضه :
ما الذي يكسبه الواقع ، أو ما الذي يضاف للواقع ، عند ولادة فرد ؟
هذه الأسئلة وغيرها من الأسئلة ، المشابهة ، تراود كل انسان ، بطرق مختلفة ومتنوعة .
لا أعتقد أن لدي ما أضيفه لفهمك ، أو لمعرفتك في هذا السياق .
ربما أعود لمناقشة هذا النوع من الأسئلة ( الميتافيزيقية ، المشتركة منها خاصة ) في المستقبل ، إذا طال بي العمر .
....
بعد فهم الجدلية العكسية بين الحياة والزمن ، يتخلخل الموقف العقلي السابق من جذوره ، حيث تتكشف بوضوح الدوغما اللغوية .
مثلا كلمة جديد في الحياة مصدرها الماضي ، حيث الجديد يأتي من الماضي بشكل مؤكد .
( جسد الفرد ومصدره الماضي ، مع أن زمنه وعمره مصدره المستقبل ) .
وعلى العكس تماما بالنسبة للزمن : حيث الجديد يأتي من المستقبل .
لا أعتقد أن هذه المعضلة تخص اللغة العربية وحدها .
....
الماضي مصدر الحياة ، ومصدر الجديد في الحياة .
المستقبل مصدر الزمن ، ومصدر الجديد في الزمن .
أتفهم ، صعوبة القبول والمتابعة ولكن
....
كل يوم جديد ، ويختلف عن ما سبقه بالكامل .
هذه العبارة صحيحة تماما بدلالة الزمن ، لكنها خاطئة تماما بدلالة الحياة .
كل يوم قديم ، ويشبه اليوم الذي سبقه إلى درجة التطابق .
هذه العبارة صحيحة تماما بدلالة الحياة ، لكنها خاطئة تماما بدلالة الزمن .
....
هل الواقع حركة أم سكون ؟!
الواقع ثلاثي البعد ، يشبه الفرد الإنساني خاصة .
الفرد الإنساني ثلاثي البعد :
1 _ البعد البيولوجي أو المورثات .
البعد الأول ثابت ويتكرر من جيل سابق إلى الأجيال الجديدة ، بطرق ما تزال غامضة ، ومجهولة إلى حد كبير .
2 _ البعد الاجتماعي _ الثقافي أو البيئة .
البعد الثاني ، ثابت نسبيا ( أو متغير نسبيا ) .
3 _ البعد الفردي أو الهوية الشخصية ( أنت وأنا ) ، جوهر المسؤولية الإنسانية .
البعد الثالث متغير بطبيعته ، وهو يتغير في كل لحظة .
الحرية نتيجة المسؤولية ، والعكس غير صحيح سوى كاحتمال ، وبشكل فردي .
( هذا اعتقاد ، أكثر من رأي وأقل من معلومة )
....
الواقع ثلاثي البعد أيضا ( مكان أو إحداثية ، زمن أو وقت ، حياة أو وعي ) .
1 _ المكان ثابت بدلالة الاحداثية .
2 _ الزمن حركة بطبيعته .
3 _ الحياة حركة وتكرار .
....
هل الواقع أو الحاضر صدفة أم نتيجة ؟
الماضي سلسلة سببية .
المستقبل احتمال وصدفة .
الحاضر سبب + صدفة .
( خلاصة النظرية الرابعة )
....
3
انقسام طبقي جديد بدلالة الصحة العقلية ، لكنه عالمي هذه المرة ، بقيادة ترامب .
صحيح كل تقسيم ثنائي ، اعتباطي ، ودوغمائي بطبيعته .
بعبارة ثانية ، يتعذر تحديد فاصل أو حد ( معيار ) موضوعي بشكل ثابت ونهائي .
( لكن ربما يصلح الزمن _ أو الوقت _ كمعيار موضوعي في المستقبل ، وبدل المال ؟! )
مثلا بين الحياة والموت ، مشكلة بين الطب والقانون والدين في تحديد الخط الموضوعي بين الحي والميت ، بالإضافة إلى تغير المعيار نفسه من توقف القلب إلى موت الدماغ وتوقفه .
المعيار الثلاثي يتضمن الثنائي والعكس غير صحيح .
والحل لتلك المشكلة في المعيار الثلاثي ، صحيح ترتفع التكلفة بارتفاع درجات المعيار ، لكن للضرورة أحكامها الخاصة دوما .
دونالد ترامب في موقع الضحية ؟!
هو في موقف الضحية بدون شك ، لا يمكن أن يكون ممثلا لدور الضحية فقط .
....
الفرد الإنساني بين أحد المستويات ( المراحل التطورية ) الثلاثة ، وهي بالترتيب من الأدنى إلى الأعلى :
1 _ المرحلة الأولى ، حيث المستوى البدائي والمشترك " موقف الانكار " .
بتعذر على طفل _ة صغير _ ة ، أن يفهم وجود من هم أجمل وأفضل من أمه وأبيه .
نفس الأمر ينطبق على المجتمعات والجماعات البشرية ( دول وأديان وأحزاب وجمعيات وغيرها ) ، حيث يعتقد أتباع كل ديانة أو معتقد أنهم الأفضل .
2 _ المرحلة الثانية ، حيث الحالة المتوسطة بين الصحة والمرض " موقف الضحية " .
في المرحلة الأولى ، يتعذر الادراك والفهم ، كما يتعذر وصول شخصيات من ذلك المستوى إلى مواقع قيادية حقيقية . لكن في هذه المرحلة الثانية ، التي يجسدها أغلبية حكام العالم الحالي ، حظوظ أصحاب هذا المستوى في القيادة أعلى من الأصحاء بين منافسيهم أو شركائهم .
3 _ المرحلة الثالثة ، حيث الصحة العقلية المتكاملة _ العاطفية والاجتماعية والروحية _ " موقف المسؤولية " .
لا شيء في هذا العالم ( والكون ) خارج مسؤولية الشخصية الناضجة .
لكن ، للأسف ما تزال حظوظ أصحاب ، هذا المستوى المعرفي _ الأخلاقي ، بالوصول إلى مواقع القيادة الفعلية في الدول أو العالم نادرة ، حتى في العائلة والأسرة الصغيرة ، مع أنها لم تنعدم بالفعل في أي وقت من التاريخ المعروف لنتأمل ، ... مانديلا وغاندي والدلاي لاما .
....
4
السعادة بدلالة دائرة الراحة والأمان
الفقرات السابقة قد تبدو غير متجانسة ، وربما متناقضة وسأحاول ، خلال السرد ، توضيح الروابط والصلاة الحقيقية بينها .
....
يحتمل أغلبيتنا الكثير من الأوضاع غير المرغوبة ، بل المخيفة أيضا ، عندما يجبرون على ذلك بأضعاف مقدرتهم في الأحوال العادية .
كنت سأكتب جميعنا وليس أغلبيتنا فقط ، لكنني تذكرت الراهب ( يذكره مارك مانسون في كتابه فن اللامبالاة _ الجزء الثاني خراب أو كتاب عن الأمل ) البوذي الذي أحرق نفسه ، كوان دوك بحسب ذاكرتي هو اسمه الحقيقي .
سنة 1992 عندما أغلق باب الزنزانة ، وشعرت بالرعب والذعر حتى نخاع العظم .
خلال وقت لا أعرف كم ، لعبت الذاكرة والتخيل لعبتهما معي .
أول ما خطر في بالي ، العيش بشكل معكوس وعلى الذاكرة فقط ، لمدة 32 سنة قادمة هي سنوات عمري حينذاك .
تمرين آخر مارسته في اليوم الأول : العد حتى الاغماء ، وليس التعب فقط .
آخر رقم توصلت إليه في العد الواعي 7000 نعم سبعة آلاف .
لكن الذاكرة خادعة بطبيعتها لنا جميعا ( لك ولي أيضا ) .
....
المعيار الأهم للصحة العقلية المتكاملة ، الذي يدمج بين قابلية التعميم والسهولة والبساطة ، ونمط العيش السليم الذي يفضي إلى السعادة وراحة البال ( الاشباع بدل عدم الكفاية المزمن ) يتمثل بدائرة الراحة والأمان . حيث أن اتجاه الصحة والسعادة في توسيع دائرة الراحة ، والعكس تماما ، اتجاه المرض العقلي والشقاء في تضييق الدائرة .
_ اتجاه توسيع الدائرة والصحة المتكاملة ، يتوافق مع الهويات أو العادات الإيجابية : الشعورية والارادية بطبيعتها ، مثل الرياضة والموسيقا وحسن الاصغاء والقراءة .
_ اتجاه تضييق الدائرة والمرض العقلي ، يتوافق مع العادات الإدمانية السلبية : غير الارادية واللاشعورية بطبيعتها ، مثل الثرثرة والخداع والمخدرات والتعصب .
لا أعتقد أن أحدا بيننا ، يحتاج إلى توضيح مفهوم دائرة الراحة .
....
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تمييز وعنصرية...هل تتحول ألمانيا لبلد طارد للكفاءات الأجنبية
.. غزة - مصر: ما تداعيات -استبدال- معبر رفح على النفوذ المصري؟
.. الرئيس الأوكراني يطالب حلفاءه بتسريع تسليم بلاده مقاتلات إف-
.. انتخابات بلدية في تركيا.. لماذا قد يغير الناخب خياراته؟
.. النيجر تؤكد أن الولايات المتحدة ستقدم -مشروعا- بشأن -ترتيب ا