الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لشخصية في الرواية والزمن الروائي

سلام إبراهيم
روائي

(Salam Ibrahim)

2020 / 10 / 30
الادب والفن


مثل هذه التشخيصات المبكرة أتاحت للروائيين التلاعب في الزمن والتنقل بكل طلاوة تمتع القارئ ولا تشعره بتباعد تلك الأزمنة بالعكس يجدها مترابطة وكانها نسيج سجادة متقنة الصنع.
تشخص أنانيس في كتابها - مستقبل الرواية - طبيعة تطور الشخصية الروائية بعد مكتشفات مدارس التحليل النفسي، وهي بالمناسبة أي مدارس التحليل النفسي من فرويد إلى المدارس الحديثة أسست في الغالب على ما أنجزته الرواية العالمية وخصوصا دستيوفسكي و تولستوي وغيرهم وهذا مالم تشر إليه - ين - أعود إلى الموضوع وهذه الإضاءة المهمة فالرواية حياة ومن خلال خبرتي وتجاربي في كتابة النص وجدت الإنسان في وجوده في اللحظة أي لحظة وجودا معقدا فهو حاضر واقعا تراه لكنه قد يكون مسافرا لأبعد نقطة بالكون في خياله أو يعيش في مكان ما بيت عائلته أو بيت دعاره او واللحظة المحددة هي خلاصة وجوده وتربيته ماضيه ولحظته وأمانيه، هذا التعقيد هو من وهبني طلاوة في التنقل بين الأزمنة في الصفحة الواحدة وهذا ما أشارت له العديد من التحليلات سواء في القصة القصيرة أو الروايةالتي أكتبها ويستطيع القارئ الفاحص ملاحظة ذلك. من الخلاصات التي أضاءت لي درب التنقل الحر هذا التحليل في كتاب - ين - وقبل أن أنجز شيء من مشروعي القصصي والروائي، والذي نقلته حرفيا من دفاتر القراءة:
( أن المفهوم القديم لنمو الشخصية الكرونولوجي النظامي المتناسق قد مات عندما أكتُشفَ أن الدوافع اللا شعورية على خلاف الأعراف المبتدعة. أن البشر لا يتطورون على نحو كامل التناسق، إنهم يتقلبون، يمتدون ويتقلصون، يتراجعون، ويكبحون أنفسهم، ينحطون ويتأهبون، ويضمرون من جانب ويبرزون من جانب آخر على نحوٍ شاذ وفقاً للتجربة والصدمات، وبعض الشخصيات طبيعي وبعضها غير طبيعي، بعضها يعيش في الماضي، وبعضها يعيش في الحاضر، وبعض الناس شخصيات مستقبلية وبعضها تكعيبية، وبعضها صارمة التحديد، وبعضها هندسية وبعضها تجريبية وبعضها انطباعية، وبعضها سريالية!. وتظل تبصّراتها نسبية، ونحن لم نعد نستطيع أن نعتقد في شخصية بأنها جيدة أو سيئة، وإنما بأنها مجموعة من الصفات وثيقة الصلة بالعلاقة وبالمرحلة الزمنية. أننا نعلم أننا مركبون في الواقع، أننا ملصقات من آبائنا وأمهاتنا، ومما قرأناه ومن تأثير التلفزيون والأفلام والأصدقاء والزملاء، ونعلم أننا كثيرا ما نقوم بالأدوار المستمدة من ذواتنا الأصلية ص118 - رواية المستقبل)
تكثيف المعنى
أعتبر كتاب أنانيس ين - رواية المستقبل - من أهم الكتب عن الرواية وتكوينها ومستقبلها، قرأته في ثمانينات القرن الماضي وأعدت قراءته مرارا في تسعينات القرن الماضي لا بل درسته تفصيلياً. في هذا المقتطف تقدم الكاتبة لمفهوم أساسي يتوجب على الكاتب مراعاته في الكتابة الروائية إلا وهو المعنى يعني غاية الكتابة الفنية التي تميز الرواية فنيا عن الكلام والكتابة التاريخية أو غيرها، وفي هذا التكثيف الجميل للمعنى تضع يدها على سحر الفن تقول في ص37:
( أن وظيفة الفن هي أن يجدد إدراكنا. أن نكف عن رؤية ما تعودنا أن نراه. والكاتب يهّز المشهد المألوف، وبفعلٍ أشبه بالسحر نرى فيه معنى جديدا)
رواية المستقبل وزارة الثقافة سوريا 1983 ترجمة محمود منقذ الهاشمي
——————————-








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية


.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر




.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة


.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي




.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة