الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول أدب السيرة العراقي

سلام إبراهيم
روائي

(Salam Ibrahim)

2020 / 10 / 30
الادب والفن


حول ما کتبه الصديق المبدع د. لؤي حمزة عباس عن إحجام الكتاب والمثقفين العراقيين بسبب الخوف عن كتابة سير ذاتية حقيقية
هذا يصح على الكّتاب داخل العراق ممن عاش في ظل ظروف القمع زمن الدكتاتور وسلطة الطوائف التي جاء بها الاحتلال الأمريكي لكنه لا يصح على ما كتبه جيل أدبي مهم في الرواية والقصة كٌتِبَ في المنفى
هنا سأضع ما كتبه دكتور لؤي كي يكون كل شيء واضحاً
(تنطوي الثقافة العراقية على مجموعة من المشكلات سببها الأساس بتصوري غياب المكاشفة، ما عاشه العراق من عنف سياسي ومجتمعي فضلاً عن التكتم الأسري، وجد صداه العميق في مجمل نتاجنا الثقافي، ثمة خشية وتردد واضحان في مواجهة الكتاب العراقيين لأنفسهم، وربما كان في ذلك ما يفسر الغياب النسبي للسير الذاتية لمثقفين عاشوا أزمنة مهمة بأحداثها وتحولاتها وشهدوا وقائع فاصلة، لكنهم فضلوا الصمت، وهي إن وجدت لن تكون، في معظمها، أكثر من وقائع منقاة ومعدّلة، لا تمت بصلة قوية لحياة أصحابها، الخوف حاضر ومستحكم وهو ما يدعو الكاتب، في أحسن الحالات، للبحث عن موجهات إجناسية جديدة تخفف عن كاهله ثقل
المواجهة والاعتراف. لؤي حمزة عباس13/5/2020
وقد كتبت تعليقاً لم يرد عليه الزميل سأضعه في رسالتي للناقد الدكتور حسين سرمك حسن
يضاف أن هذا الموضوع تناولته في بحث طويل عن الرواية العراقية والتحولات المجتمعية نشر في مجلة تَبيُن الأكاديمية المُحكَّمه القطرية2012
د. لؤي حمزة عباس نفسه بعثَ بحثاً اعتمد دراستي كمصدر من مصادر الدراسة
سبق وأن بحثت في الموضوع ورددت في مقالة على ما ساقته الزميلة الروائية لطفيه الدليمي عن سبب عدم كتابتها لسيرتها الذاتية الحقيقية وعن تمنع الكاتب في المجتمع الشرقي عن ذلك .
المقالة سأنشرها أيضاً ليضاء الموضوع.
هنا سأنشر رسالتي التي بعثتها إلى الدكتور حسين سرمك مع تعليقي على بوست الدكتور لؤي الذي لم يرد عليه
وجواب د.حسين سرمك
رسالتي
(مساك محبة أخي الحبيب د. حسين سرمك حسن
ابعث مادة أخرى لباب وجهة نظر عن موضوع حيوي بالأدب العراقي يجري تجاهله تماما من الكتاب داخل العراق أخرهم الصديق الدكتور لؤي حمزة عباس الذي كتب بوستا على صفحته يتحدث عن عدم وجود أدب سيرة عراقي صريح بالرغم من أني اوصلت كتبي كلها له ولمحمد خضير وهذه البيئة طبعا. كتبت تعليقا لم يرد عليها
هذا هو
"صباحك محبة د. لؤي خرجت وواجهت وكتبت سيرتي يا صديقي وأنت مطلع عليها حميد العقابي الراحل كتب سيرته بكل صراحة في نصوص روائية
فقط للتذكير يا صديقي
ما عليّ الأخرين سوى الأقدام وبدأت الأجيال بعدنا تفعل في نصوص صريحة جدا ومواجهه وهي أصوات لشباب من داخل العراق كتبت اكثر من عشر مقالات عنها محبتي واعتزازي"
هنا مساهمة سابقة ابعثها لوجهة نظر
خالص المحبة
سلام إبراهيم
١٧٥٢٠٢٠
رسالة د. حسين سرمك حسن
(مساء الخيرات أخي الأعز.
وهذه مشكلتي مع اغلب الأدباء والنقاد العراقيين منذ عقود. يتركون اللآلىء حولهم ويلهثون خلف سراب الغريب. يستكثرون وصف أي مبدع عراقي بأنه مبدع كبير. لا يقرأون حتى نتاجات إخوتهم وإذا قرأوها فلكي يبحثوا عن نقائصها ولا يعلق بأذهانهم غيرها.. وحين بحثت عن مصدر هذه الحكمة الغريبة الفطيرة: "مغنية الحي لا تطرب" واستعنت بالباحث مهدي شاكر العبيدي وجدها في بطون ألف ليلة وليلة –مؤشر عظيم على اللاشعور الجمعي- عجبتُ لفتية بالرافدين- قلوبهم بالوفا قُلّبُ... إلى.. مغنية الحي لا تُطربُ.
وإذا لم تكن كل نتاجاتك أشواط من سيرة ذاتية حارقة صادقة مكتوبة بفن سردي رفيع. فكيف يكون أدب السيرة الذاتية؟!
المهم .. نحن نعمل على طريقة "أكتب لكي لا أموت"..١٧٥٢٠٢٠)
المقال
(وجهة نظر
حول ما نشرته الكاتبة الزميلة لطفية الدليمي على صفحتها
أدب السيرة الذاتية العراقي
سلام إبراهيم
أثارت الكاتبة العراقية الزميلة "لطفية الدليمي" موضوعاً حساساً في كلمة على صفحتها في الفيس بوك يتعلق بأدب السيرة الذاتية والاعترافات مؤشرة إلى أن ضيق الحرية في الوطن العربي والعراق كانت عاملاً في غياب هذا النمط من الكتابة الذي من المفترض حسب كلمتها أن يكون شجاعاً وكاشفاً، ومبدية خوفها بشكل عام من كتابة هذا النوع الأدبي، لخطورة ما سوف يتعرض له الكاتب، أو الكاتبة من تشويه وتسقيط اجتماعي وسياسي لتصل في نهاية كلمتها ما نصه:
(نحن مجتمعات جوانية ،منطوية على خراب تظنه أفضل ما في الكون ، مجتمعات ضد نزعة الكشف والاعتراف ، مجتمعات ترتضي بالدعارة المخفية وتحارب الحب النقي المكشوف.
عن أي مجتمع نتحدث ؟)
في الوقت الذي يحمل فيه هذا التشخيص موضوعاً جدياً وضرورياً يكشف عن:
أولاً: أمور تتعلق ببنية الكاتب الفكرية وفلسفته من ناحية والموقف من ناحية أخرى، فالزميلة تمثل جيلاً من الكاتب أعرضوا عن كتابة لا أدب السيرة فحسب، بل عن الإشكالات الجوهرية زمن الحكم الشمولي والدكتاتور صدام حسين الذي أشعل حروباً لم تنته بل استمرت حتى الآن، فكانت كتاباتهم غامضة ومبهمة ابتعدت زمن السلم عن المشاكل الجوهرية والحياة السرية للإنسان "كما فعل مثلا فؤاد التكرلي" وزمن الحرب عن محنته في تلك الظروف حيث هددت كينونته بين موت في الجبهات أو في ساحات الإعدام أو في الزنازين أو تخفي في غرف أو أنفاق تحت الأرض أو تشرد في دول الجوار، بل اتجهت إلى التاريخ والكتابة الغامضة حول التصوف أو شخوص حضارات العراق القديمة أسوة بجيلها كمحمد خضير وجليل القيسي ومحمود جنداري.وكان الأمر مفهوماً فالكتابة الصريحة زمن الدكتاتور تعني القتل في الوقت ذاك. لكن كاتبتنا تعيش منذ سنوات في الأردن وحرة بما تكتب، نتمنى بعد إعلان كلماتها قراءة نصوص لها، شجاعة حسب تعبيرها، فيها كشف وتجربة حقيقية وسيرة ذاتية (لا كما كتب سياسيو العراق ورجال أحزابه مذكراتهم المليئة بالكذب وقلب الحقائق أو إخفائها)، فلطفية الدليمي امرأة خبرت الحياة السياسية والاجتماعية لو كشفت عنها من زوايا صريحة، دون خوف من كلام مثقفي قيم مجتمع ينحط يوما بعد آخر، لأفادت كثيرا الأدب العراقي والأجيال القادمة مثلما أفادت "إيزابيل اللنيدي" مثلاً بكتاب سيرتها "حصيلة الأيام"*.
وثانياً: المسألة الثانية المهمة هي أن الأدب العراقي المكتوب في ظروف الحرية بالمنفى أغلبه أدب سيرة ذاتية واعترافات شديدة الصدق، صريحة ساهمت بكشف بنية المجتمع العراقي الشكلية الصارمة، وتحدثت عن مشكلات الجنس والقمع بكل وضوح وقدمتها بروايات فنية فيها إضافة للرواية العراقية والعربية، أذكر منها، الغلامة والتشهي لعالية ممدوح، أصغي إلى رمادي، والضلع للراحل حميد العقابي، وموطن الأسرار لشاكر الأنباري، يا كوكتي، وليل البلاد، دروب وغبار، لجنان جاسم حلاوي، وأروقة الذاكرة لهيفاء زنكنة، ورواية أستلوجيا لصلاح صلاح، وكتاب النجف والمدينة لزهير الجزائري هذا على سبيل المثال وليس الحصر.
تميزت هذه النصوص بصدقها، وتعريتها للقيم والتقاليد الاجتماعية الصارمة وما تولده من حياة سرية وتشوه بسلوك ونفوس الجنسين، كما أنها صورت كفاح البشر الذين قاوموا تلك القيم وسلطة الدكتاتور، وصورت ظروف الحرب البشعة وأثارها المدمرة على الإنسان والمكان واللغة، وكشفت عن بنية المؤسسة العسكرية، والمؤسسة العائلية، والمؤسسة التربوية، وكذلك بنية الأحزاب العراقية حتى المعارضة وتكوينها المعادي لحرية الإنسان.
محتذية أثر مؤسسي الرواية الفنية العراقية غائب طعمة فرمان وفؤاد التكرلي، وأول رواية سيرة ذاتية عراقية مكتملة فنياً "القلعة الخامسة" لفاضل العزاوي.
________________________________
* حصيلة الأيام: إيزيبل اللنيدي ترجمة صالح علماني 2008 المدى.)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا