الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لِننظر في العُمقِ قليلاً

فؤاد أحمد عايش
كاتب وروائي أردني

(Fouad Ahmed Ayesh)

2020 / 10 / 31
الادب والفن


عندما كُنتُ طفلاً كانت همومي كيف أحصل على قطعة مثلجات أو أشتري كرة قدم ، أو أجد رفيقاً لنلعب معاً.

وعندما أصبحت يافعاً أصبحت همومي كيف أُنهي واجباتي الدراسية باكراً لِأستمتع بباقي يومي ، وكيف خسرت في مباراة رياضية.

وعندما أصبحت في الثانوية العامة كان همي كيف أحصل على الشهادة وأنتقل للجامعة.

وفي الجامعة أصبح همي كيف أحصل معدل جيد وأتخرج لأبدأ حياتي العملية.

وبعد تخرجي أصبح همي تكاليف الخطوبة وتجهيز المنزل لأسرة جديدة.

ومن ثم أصبح همي تهيئة الظروف لطفل سيأتي قريباً ، وتأمين عمل جيد ، ودخل كافي.

ومن ثم هموم السفر ، ووضع البلد ، واستشهاد صديق ، وقضية وطن.

ومن ثم غلاء المعيشة ومحاولات جاهدة لخدمة المحتاجين وأفكار متواضعة لتنمية المجتمع.

ومن بعدها لا أعلم كيف ستكون الهموم ..

ولكن .. ماذا بعد كل هذا .. وإلى متى الدوران في دوامات الهموم ..

بعد كل مرحلة من حياتنا نجد أن هموم التي قبلها كانت بسيطة ، وربما نحن إليها أيضاً.

فلماذا لا نرى هموم اليوم بسيطة ..

طالما نحن في الحياة فمن طبيعتها وجود العقبات ، وهنا دور العقل ، فإما أن نراها هموماً تثقل علينا وتشغلنا ، أو نراها تضاريس ممتعة على حواف الطريق.

لننظر في العمق قليلاً ، ونهدئ الفكر ، ونتجاوز الهموم ، فكل لحظة نحياها بعمق تساوي عمراً كاملاً في قيمتها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا