الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خرافة الإعجاز العلمي

ياسر عامر

2020 / 10 / 31
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يدعي المسلمون أن القرآن احتوى على اشارت علمية لم تكن معروفة في وقت نزوله ومن المستحيل على بشر في بيئة قاحلة كمحمد ان يعرفها وقد اثبت العلم الحديث تلك الاشارات القرآنية وبذلك يكون القرآن كتاب صادق في ادعائاته الأخرى ككونه كلام الإله ونبوة محمد وغيرها.

حسنًا، قبل ان نبدأ بتفنيد أشهر أدعاءات الإعجاز العلمي وأثبات انها مجرد اخطاء علمية علينا أن نعرف أن فكرة ما يسمى بالإعجاز العلمي ماهي سوى مجموعة مغالطات منطقية ليس لها أي اساس من الصحة، فالفكرة أساسًا قائمة على التنبؤ وصحة أي تنبؤ لا تعني بالضرورة أن صاحبه يتواصل مع قوة غيبية!! ليس هنالك أي ربط بين الأمرين كما أن صحة تنبؤ ما لا تعني أن بقية أفكار ومعتقدات المتنبئ صحيحة !! فما يعتقد به المتنبئ وما يدعيه من ادعاءات من المفترض أن يثبتها بما تتطلبه تلك الادعاءات من اثباتات وليس عن طريق صحة تخمين قد اصاب به حول قضية غير مرتبطة بقضية أخرى، كمثال: لنفترض أن راهب مسيحي من العصور قد صدقت احدى تنبؤاته حول أختراع دواء يشفي من الطاعون فهل هذا يعني أن العقيدة التي يتبنها هذا المتنبئ هي صحيحة فقط لكون تنبؤه هذا قد صح؟ فما علاقة صحة تخمين اختراع ترياق للطاعون بصحة المسيحية؟ وهذا بالضبط ما يقوم عليه الإزعاج العلمي فَلَو أفترضنا صحة ادعاء القرآن بأن الجبال شكلها كالاوتاد فما علاقة ذلك بصحة ادعاءات القرآن الأخرى؟ كأدعاءه بوجود حساب بعد الموت؟ أو وجود الجن والملائكة الخ ؟ ثم كيف يثبت ذلك أن محمد يتواصل مع قوة خارقة للطبيعة؟ كل ذلك الهراء يدخل تحت مظلة مغالطة التعليل الخاطئ وهي مغالطة تقوم على أساس ربط بين امرين ليس بينهما علاقة سببية فبالتالي الحجة تعتبر غير منطقية كأن أقول: أنني في كل مرة أتناول فيها اللحم يظهر شهاب، فهنا قد وضعت ربطه بين أمرين لكنه ربط غير صحيح غير منطقي، العلماء يضعون تخمينات علمية وتصدق تخميناتهم فهل هذا يعني أنهم على تواصل مع قوة غيبية أو هل هذا يعني أن بقية ارائهم ومعتقداتهم الشخصية صحيحة فقط لأن تخميناتهم في المجال العلمي صحيحة؟ أنكسيمندر قبل 2500 عام تنبأ بحدوث زلزال في اثينا وقد حدث بالفعل بعد فترة وجيزة من تنبؤه وقد أعتقد أن الحيوانات ظهرت بالماء ثم انتقلت إلى اليابسة واعتقد أن هنالك اكوان متعددة اخرى غير كوننا هذا فهل يا ترى هذا الرجل اليوناني البسيط الذي عاش منذ 2500 عام نبي او إله أو يتواصل مع قوة غيبية؟

على العموم أن أغلب الإزعاجات العلمية المدرجة بالقرآن مذكورة قبله فهي اعتقادات من بيئته ومن زمانه اعتقد بها العرب، ومعارف علمية قديمة من الصين واليونان وبلاد فارس وليس من الصعب أن تصل إلى مسامع محمد الذي يعيش في مدينة تجارية تمر بها قوافل من مختلف البقاع، ناهيك عن كون محمد قد مارس التجارة بمال خديجة فقط كان يتاجر بالشام ويختلط بمختلف الجنسيات، كما انه بعد ان تزعم قيادة شبه الجزيرة العربية قد كان محاطًا بأشخاص من جنسيات مختلفة كسلمان الفارسي وعداس الأشوري وبلال الحبشي وماريا القبطية وجابان الكردي والأزرق الرومي وغيرهم ناهيك عن العرب الذين درسوا في بلاد فارس كالحارث بن كلدة، فليس من الغريب على محمد ان يحشوا قرآنه بمعلومات معروفة عند العرب من قبله أو معلومات وصلته من بلاد أخرى، وللمصداقية فالقرآن بحد ذاته لا يدعي أي نوع من الإعجاز غير الإعجاز البلاغي وعلى ذلك يعتبر الادعاء مخالف للشريعة الإسلامية فهو تفسير شخصي غير مبني على أسس التفسير الإسلامية والإسلام من المفترض ألا يعترف بالتفسيرات الشخصية، كما أن الكثير من مزاعم هذا الإعجاز المزعوم هي عبارة عن لوي لعنق الآيات وتحميل النص ما لا يتحمله، ولا ننسى أن الإزعاج العلمي قد ظهر حديثًا بعد أن اخترعه اتباع الديانات الأخرى وهو ما تمارسه اليوم اغلب الديانات كالهندوسية والمسيحية واليهودية والبوذية وغيرها وكل ما فعله المسملون هو ركوب الموجة، وأخيرًا أن الدين من المفترض أن يكون عقيدة مطلقة كما يدعي أتباع الأديان فكيف يربطون عقيدتهم المطلقة بالعلم النسبي المتغير؟





الأن لنبدأ بتفنيد أشهر الإزعاجات العلمية التي يثرثر بها المسلمون:


أولاً: شكل الجبال ووظيفتها في القرآن

((وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا))
((وَأَلْقَىٰ فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ))


أحدى الأخطاء الكارثية ألتي وقع بها القرآن وألتي لا أعرف كيف يستخدمها ألمسلمون بكل ثقة بدل أن يخجلوا من أنفسهم، يدعي ألمسلمون أن في هذه الآيات إعجازًا من حيث وصفها بشكل الجبال ومن حيث أعطائها وضيفة الجبال، فهم يعتقدون أن الجبل شكله يشبه الوتد وأن وضيفته هي حفظ توازن الأرض، في بادئ الأمر علينا أن نعرف انها ككل بقية مزاعم الإزعاج العلمي فكرة قديمة معروفة قبل محمد ولَم يفعل محمد شيئًا سوى أنه وضعها كحشو في قرآنه، ونستذكر أحدى مصادر العرب قبل محمد بأكثر من مئة عام على لسان ابو ليلى المهلهل عدي بن ربيعة المعروف بالزير سالم في بيت شعري من قصيدته التي رثى بها أخيه كُليب…


((مادَت بِنا الأَرضُ أَم مادَت رَواسيها. لَيتَ السَماءَ عَلى مَن تَحتَها وَقَعَت))

كذلك في خطبة كعب بن لؤي وهو أحد سادات العرب قبل ظهور الإسلام، قال ابن كثير: كان كعب بن لؤي يجمع قومه يوم الجمعة، وكانت قريش تسميه العروبة، فيخطبهم فيقول : أما بعد فاسمعوا، وتعلموا، وافهموا، واعلموا، ليل ساج، ونهار ضاح، والأرض مهاد، والسماء بناء، والجبال أوتاد، والنجوم أعلام، والأولون كالآخرين, فهل رأيتم من هالك رجع ؟ أو ميت نشر ؟

إذن كالعادة المفاهيم المحشوة بالقرآن هي مفاهيم من بيئته وزمانه ومتعارف عليها آنذاك، والأن لنبدأ بنقد هذه الأخطاء العلمية…

أولاً شكل الجبال:

هي عبارة عن تضاريس ارضية مرتفعة عما حولها، تنشئ عن طريق عمليات جيولوجية داخل القشرة الأرضية فيعتبر الطي والتصدع وتداخل الطبقات الارضية والنشاط البركاني عوامل في تكوين الجبال، إذن عرفنا أولاً ان الجبال لا تُلقى من ألأعلى كما يدعي القرآن بل تخرج من داخل القشرة الإرضية، وشكل الجبال لا يشبه الأوتاد انما تأخذ أشكالها هيئات كمثرية الشكل أو عبارة عن فوهات عملاقة كما هو الحال في الجبال البركانية، فليس الجبل بمسمار طويل مغروس في الأرض فلا يوجد أي من أنواع الجبال بهذا الشكل، كما ان مفهوم الوتد عبارة عن جسم يتم غرسه في الارض وقلنا ان الجبال اصلاً لا تنزل من الأعلى نحو الأرض إنما تبرز من الأسفل إلى الأعلى وليس العكس كما يتوهم القرآن.

ثانيًا وظيفة الجبال:

يدعي القرآن ان الجبال هدفها حفظ توازن الأرض وهذا الادعاء يعتبر فضيحة علمية من العيار الثقيل فالقرآن كمثل أهله يعتقد أن الأرض مسطحة أي انه يتصور أن الأرض كجسم مسطح لابد ان تكون متساوية الثقل وإلا مالت كفة عن الأخرى وفقدت الأرض توازنها، بينما في حقيقة الأمر هذا التوازن الخاص بالاجسام المتجانسة لا ينطبق على الكواكب فالكواكب مفلطحة الشكل اكتسبت هيئتها هذه عن طريق التوازن الهيدروستاتيكي بفعل الجاذبية ولا يمكن ان يقع عليها مفهوم التوزان الذي يتخيله القرآن فليست بجسم مسطح يميل ويفقد توازنه عندما تكون فوقها كتلة اثقل من بقية الكتل، وفي الحقيقة وجود الجبال من عدمه لا يؤثر على الكوكب من حيث شكله ودورانه، قد نسمع بعض الترقيعات بهذا الخصوص حول أن الجبال تحافظ على المنطقة الجغرافية التي تتواجد بها وليس على الارض ككوكب، وهذا كذب وتدليس فالجبال اصلاً تكونت نتيجة تشوهات في الصفائح التكتونية بالتالي وجودها يؤدي الى حدوث الكوارث الطبيعية كالزلازل والبراكين والتسونامي ولذلك دولة كاليابان مكونة من اكثر من 70٪ من الجبال تعاني من هذه المشاكل وقشرتها الأرضية تميد بأستمرار.

نستخلص مما سبق:

1- لم يقم القرآن بأختراع الادعاء أنما هو معروف قبل الإسلام كبقية الإدعاءات.

2- الجبال ليست ملقاة من الأعلى كما يدعي محمد إنما تظهر من أسفل الأرض.

3- شكل الجبل لا يشبه الوتد لا من قريب ولا من بعيد والجبال ليست مغروسة بل تظهر من أسفل الأرض.

4- الارض ليست مسطحة كي تتوازن بفعل كتلة الجبال، وكتلة الجبال ليس لها أي اثر مقارنة بكتلة الارض، كما أن الارض كوكب والكواكب تكون مفلطحة الشكل بفعل الجاذبية وهذا ما نسميه بالتوازن الهيدروستاتيكي.

5- الجبال عبارة عن تشوهات في الصفائح التكتونية فطبيعي عن تسبب كوارث طبيعية كالبراكين والزلازل.







ثانيًا: مراحل تطور الجنين في القرآن

((وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ))


في الحقيقة لم ارغب في أن أخوض بهذا الأدعاء لانه اكثر ادعاء مضحك وتم دحضه مئات المرات وستجدون الكثير من اللادينين والمسيحين يفندونه في العديد من المقالات والفيديوهات، كشريف جابر وحامد عبد الصمد والاخ رشيد وغيرهم، لذلك سوف أختصر الموضوع وسأوضحه بأفضل ما استطيع…

أولاً ككل أو اغلب الادعاءات القرآنية هو ادعاء معروف في زمنه ولا فضل لمحمد ولا لرب محمد المزعوم فيه، فمراحل تكون الجنين في القرآن عرفها الإغريق قبل محمد بمئات السنين وبشكل اكثر موضوعية من وصف محمد، وقبل ان نوضح ذلك بالتفصيل لابد ان ننوه انه حتى الوصف الذي وصفه القرآن هو وصف عامي غير علمي ممكن ان يصفه اي شخص في ذلك الزمن من المشاهدات العينية، فالاجهاض يحدث في كل المراحل فليس من الغريب ان ترى الانثى المجهضة هذه المراحل التي ذكرها القرآن، على أية حال دعونا نعدد المراحل التي ذكرها…

1- نطفة
2- علقة
3- مضغة
4- العظام
5- اللحم

نطفة وعلقة ومضغة وعظام ولحم، نلاحظ انها مجرد مصطلحات عشوائية لا تصف تكون الجنين بالتفصيل ومن الممكن اطلاقها بسهولة من مشاهدات عينية على الاجنة المُجهضة فهذا التصنيف يعتبر غير علمي بل مجرد تصنيف بدائي لمجموعة مراحل دون شرحها فأين الإعجاز الطبي في ذلك؟ هل ذكر شرح لكل مرحلة مع مدتها الزمنية والتغيرات التي تحدث فيها؟ لا، هل ذكر كيفية تخصيب البويضة عن طريق الحيوان المنوي وما الوقت المناسب لذلك وكم ستستغرق لتبدأ المرحلة التي تليها؟ لا (اصلا لا يعرف البويضة)، هل ذكر اسماء طبقات الاديم وكيفية ظهورها وتنشئتها للغضاريف والاوردة والعظام واللحم وكم المدة المستغرقة في ذلك وما دورها في كل مرحلة من مراحل النمو؟ لا، اذن بأختصار هو وصف عامي من الممكن ان تطلقه النساء المجهضات والولادات والاطباء في ذلك الزمن، كما انه وقع بخطأ واضح حول تكون العظام قبل اللحم ففي الحقيقة كلاهما يتكونان في ذات الوقت، وعلى العموم معلومته حول تكون العظام قبل اللحم كانت معروفة قبل محمد فقد تم ذكرها كما هي في كتاب On Semen للطبيب اليوناني جالينوس الذي سبق محمد بخمسة قرون…

" اللحم ينموا على العظم وما حوله" ص 103

وعلى أية حال فمفهوم جالينوس عن تطور الجنين لا يتوافق مع الطب الحديث، فمن المعروف علميًّا اليوم ان العظام والعضلات ينموان في ذات الوقت وليس العظم قبل اللحم، نستخلص مما سبق…


1- القرآن يصف مراحل تكوين الجنين بشكل عامي غير اكاديمي مظلل ولا يتوافق مع المعرفة العلمية الحالية.

2- القرآن لا يعرف بوجود البويضة وهنالك احاديث تبين لنا ان محمد كان يعتقد ان الانثى لديها ماء كالرجل.

3- لفظة مضغة تعني تشبيه لما يتم مضغه وفي الحقيقة الشيء الممضوغ يعطي اشكال عشوائية غير متجانسة فكيف نشبه شيء كهذا بالجنين؟

4- لفظة العلقة تعني الدم الجامد ولا يوجد اي مرحلة من مراحل الجنين تماثل هذا التشبيه، وعلى سبيل المسايرة فأن اي اجهاض لابد ان يبدو كجنين ملطخ بالدم، فأين الإعجاز ؟

5- العظام لا تنشأ قبل اللحم وهذا يعتبر خطأ علمي اليوم كما ان هذا المفهوم لا يُنسب للقرآن فهو المفهوم الطبي المتعارف عليه قبل محمد بعقود.






ثالثًا: الانفجار العظيم

((أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا))

يدعي المسلمون أن هذه الآية معجزة علمية تشير إلى نظرية الانفجار العظيم، وفي الحقيقة هذه الآية يتم تفسيرها بشكل غير صحيح وهذا كذب وتدليس متعمد يمارسه تجار الإعجاز المزعوم، فلوي عنق الآيات أسلوب رخيص يمكن فضحه بسهولة، وقبل أ نكشف الأخطاء العلمية في الآية وفي ادعائهم المغشوش لنعد إلى المفسرين القدماء ونرى ما قالوه فيها …

تفسير الطبري:
((السماوات والأرض كانتا رَتْقا: يقول: ليس فيهما ثقب، بل كانتا ملتصقتين))

تفسير ابن كثير:
((كانت السماء واحدة ، ففتق منها سبع سماوات ، وكانت الأرض واحدة ففتق منها سبع أرضين))

تفسير البغوي:
((كانت السموات مرتقة طبقة واحدة ففتقها فجعلها سبع سماوات ، وكذلك الأرض كانتا مرتقة طبقة واحدة فجعلها سبع أرضين))


من الواضح أن القرآن يعتقد أن السماء والأرض عبارة عن طبقتين مسطحتين فرق اله الإسلام بينهما فعن أي أنفجار عظيم يهذي دعاة الإعجاز؟ على أية حال من التفسيرات السابقة ومن آيات أخرى يتضح أن الأرض مسطحة في القرآن وأن السماء جسم صلب ((والسماء بنيناها بأيد)) وهذه كارثة علمية ففي الحقيقة السماء مجرد تعبير قديم يشير إلى ما نراه في أعلى كوكبنا فهو وصف غير علمي وغير دقيق لما نراه اعلانا فما نراه ليس سوى الغلاف الجوي المتكون من خليط من الغازات التي يضرب بها ضوء الشمس الأبيض فتمتص أللون الأزرق منه في النهار فيظهر لنا بصورة زرقاء وفي المساء بصورة برتقالية بسبب ازدياد بعد المسافة بين الغلاف الجوي والشمس مما ينتج عنه أمتصاص الأمواج الحمراء الطويلة ولذلك يبدو عند الغروب بين اللون الأحمر والبرتقالي.

ومن جهة اخرى فحتى لو سايرنا دعاة الإعجاز بأن السماء لا يقصد بها الغلاف الجوي انما الكون فالكون في الحقيقة لم يكن كما هو الأن في العصور الأولى له هذا من جهة، ولابد لنا ان ننوه على أن الكواكب قد تكونت بعد حوالي مليار سنة من بداية الكون عن طريق المواد التي تنتج من انفجار الجوم التي هي بدورها لم تتكون الا بعد مئات ملايين السنين من بداية الكون ومن جهة اخرى الأرض لم تتكون إلا بعد 9 مليار سنة من وجود الكون، فعن أي إعجاز يتكلمون؟

نستخلص مما سبق…

1- الآيات المذكورة تم لوي عنقها وممارسة التدليس عن طريق اعطاء معنى غير المعنى الحقيقي الذي قصده القرآن.

2- الأرض مسطحة والسماء عبارة عن جسم صلب في نظر القرآن.

3- اذا افترضنا معهم ان السماء هي الفضاء فهذا لا يغير حقيقة ان ادعائهم يعتبر خطأ علمي فالفضاء لم ينفصل عن الارض، فالفضاء شيء والارض شيء اخر.

4- الشموس تكونت بعد ملايين السنين من الانفجار العظيم ثم الكواكب بعد حوالي المليار سنة ثم الارض بعد 9 مليار سنة من بداية الكون، وهذا ينسف ادعائهم بل يثبت بطلان كتابهم.







رابعًا: تحريم لحم الخنزير

((إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ))



كثُرت الإدعاءات الإسلامية حول المعجزات العلمية في تحريم لحم الخنزير ككونه يسبب امراض عديدة وكونه حيوان قذر يمكنه العيش على فضلات الحيوانات وبالتالي تناول لحمه يؤدي الى اضرار صحية الخ من الادعاءات، في الحقيقة حتى لو سلمنا لهم بصحة المعلومات التي يتداولونها هنا وهناك فهذا لا يعني انها معجزة او انه اكتشاف يعود للإسلام فمجرد مشاهدة عينية ومراقبة لحياة الخنزير وسلوكياته تعرف انه حيوان قذر يأكل أي شيء لكن هل هذا ينطبق فقط عليه؟ في الحقيقة هذا ينبطق على كل الحيوانات فالدجاج والبقر والماعز الذي تتناوله لم يتغذى في مطعم خمس نجوم انما تناول حرفيًا كل شيء قذر، وهكذا هي الحال مع كل الحيوانات التي نأكلها فجميعها ممكن ان تنقل لنا ديدان وامراض وفيروسات ما لم يتم تنظيف لحومها جيدًا وسلقها وطهيها بطريقة صحيحة، على أية حال الأديان بطبيعتها تحب أن تتحكم بحياة الإنسان الشخصية لذلك تبدأ بتحريم وتحليل قضايا عديدة دون اي مسوغ منطقي كفرض الحجاب وفرض اطلاق اللحى وتحريم الموسيقى والنحت والرسم وغيرها من الفنون ذلك لان الدين كي يسيطر على حياة الفرد لابد ان يتدخل في خصوصياته من مظهره وطعامه وكل ما يخص حياته، وهذا يحدث في اديان اخرى فنجد انها ايضًا تحرم وتحلل في مواضيع كثيرة دون اي مسوغات منطقية وهذا يشمل الأطعمة التي لا يجب تناولها، فالهندوسية مثلاً تُحرم لحم البقر، واليهودية تُحرم لحم الجمل والخنزير وكل الجوارح، والايزيدية تُحرم تناول الخنزير والديك والغزال، واليانية تحرم لحم الأسماك، وهكذا كل دين يحرم ويشرع على مزاجه وليس في الأمر إعجازًا.


نستخلص مما سبق:

1- الخنزير لا يختلف عن بقية الحيوانات فجميعها تتغذى على القاذورات والفضلات ومع ذلك نقوم بأكلها.

2- كل الحيوانات تصاب بالامراض والفيروسات فأي لحم لا يتم تنظيفه وسلقه وطهيه بشكل صحيح قد يؤدي للإصابة بأمراض خطيرة.

3- الوجبة التي تتناولها قد تكون محرمة في دين أخر، وماهو مباح في دين أخر قد يكون محرمًا في دينك، فليس هنالك أي منطق وراء التحريم والتحليل.

4- مليارات البشر يتناولون لحم الخنزير ولا يتعرضون لأي أمراض خطيرة وإلا لكان لحم الخنزير اشدُ فتكًا من السرطان والسكتة الدماغية!!







خامسًا: الماء اصل الحياة

((وَ جَعَلْنَاْ مِنَ المَاْءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلاْ يُؤْمِنُوْنَ))


يقول المسلمون كيف لشخص يعيش في بيئة فقيرة وقاحلة ومتخلفة ان يعرف معلومة علمية اساسية اكتشفها العلم الحديث ؟

لا أدري أين المعلومة العلمية في هذه الآية؟ فمن البديهي ان نعرف ان الماء هو ما يجعلنا نستمر بالبقاء على قيد الحياة ومن البديهي ان نعمم ذلك على بقية الكائنات الحية من حيوانات ونباتات فأين العلم في هذا السطر الأدبي القصير والغير واضح والغير مفصل؟ فمشاهدة الطبيعة وهي تنبت وتنموا بواسطة الماء ومشاهدة الحيوانات بما فيها الإنسان تعيش على الماء كأساس لها لهو امر بديهي عيني لا يحتاج إلى كل هذا اللغط!! إلا لو كان محمد شرح مما يتكون الماء وكيف يساهم بتغذية الكائنات الحية بالتفصيل فعندها قُلنا انه أتى بشيء مذهل وعبقري لكن الآية ليس فيها سوى جملة واحدة عامة وغير مفصلة وأي شخص يمكنه قولها في أي عصر كان، على أية حال قد سبق محمد الفراعنة بهذا الوصف ثم جاء الفيلسوف طاليس ففصل بالموضوع بصورة تعتبر موضوعية في عصره وهذا قبل محمد بأكثر من ألف سنة، يمكنكم مراجعة تفسير طاليس في كتاب "ربيع الفكر اليوناني" لعبد الرحمن بدوي…

"كل شيء ينحل إلى الماء ويبتدئ به" _ طاليس

نستخلص مما سبق:


1- الآية عبارة عن نص ادبي عام غير مفصل وغير واضح.

2- المعلومة بالأساس تعتبر بديهية وليس من الغريب ان يدركها حتى شخص بدوي في الصحراء.

3- لم تكن مثل هذه المعلومات تُخفى على الحضارات القديمة، وفلاسفة الاغريق كطاليس وارسطو وغيرهما فصلوا فيها تفصيلا علميًّا مقارنة بعصرهم.





إلى هنا نكتفي في تفنيد خرافة الإعجاز العلمي فهذه الخمسة أمثلة اثبتت أنه إزعاج علمي وهذا الإزعاج في حقيقته هو أخطاء علمية تثبت فشل القرآن في ادعاءاته وانه مجرد كتاب ابن بيئته لا اكثر ولا اقل.



نستخلص من مجمل المقال:

1- ما يسمى بالإعجاز العلمي قائم على مغالطة التعليل الخاطئ فليس هنالك ربط بين صحة التنبؤ وبين عقيدة المتنبئ وأفكاره الأخرى الغير مرتبطة بتنبؤه الذي صح اذا افترضنا اساسًا انه صح.

2- أغلب الإعجازات المدعاة كانت معروفة قبل ولادة محمد فهي إما معتقدات متعارف عليها عند العرب أو نتاج فلسفي وعلمي من اليونان والصين وفارس.

3- ليس من الغريب على محمد أن يمتلك معرفة حول المعتقدات السائدة في عصره فهو عاش في مدينة تجارية تمر بها أجناس من مختلف البقاع كما انه مارس التجارة في عمر مبكر وسافر وارتحل ناهيك عن كونه محاطًا بأشخاص من مختلف الجنسيات وأشخاص يعتبرون متعلمين في زمنه.

4- الإزعاج العلمي بالأصل لا يتوافق مع الشريعة الإسلامية فهو تفسير بالرأي كما أن الكثير من الادعاءات ماهي سوى تدليس على اللغة وعلى القرآن نفسه.

5- الإزعاج العلمي ادعاء موجود قبل ان يدعيه المسلمون على أيدي أتباع الأديان الأخرى ولَم يقم المسلمون سوى بالتقليد.

6- من المفترض ان الدين مطلق فلا يصح ان يتم الاحتجاج بالعلم النسبي المتغير لاثبات صحة الدين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل


.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت




.. #shorts - Baqarah-53


.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن




.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص