الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار حول الإسلام (الكلام ليس من الله)

صباح ابراهيم

2020 / 10 / 31
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



جاء في القرآن : " يا أيها الذين آمنوا لِما تقولون ما لا تفعلون ؟ كبُرَ مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون " .
المسلمون يقولون أن الكتاب المقدس (التوراة والإنجيل) محرف، وليس هو كتاب موسى وعيسى . فهل من يقدم هذا الإتهام الخطير ضد اليهودية والمسيحية وهي من أقدم الديانات السماوية ، قد قرأ كل ما جاء بها في كتاب التوراة والمزامير وكتب الأنبياء والأناجيل الأربعة والرسائل والرؤيا وكل ما كتب بهذه الكتب المقدسة للعهدين القديم والجديد ، واقتنع بعقله أن ما وَرَدَ بهذه الكتب من وصايا الله وتعليماته وارشادات الأنبياء والرسل والشرائع السماوية كلها محرفة ؟ أم أنه يتبع اهواء ورغبات وتعليمات الشيوخ ورجال الدين الحاقدين على كل دين غير الإسلام في ترديد مقولة التحريف ؟
لماذا لا يستخدم المسلم عقله الشخصي الذي منحه الله له ليميز بين الصح والخطأ، بين الحق والباطل ويستخرج المحرف منها ويفرز السليم . لماذا يسلّم عقله كليا إلى الشيوخ يتلاعبون به ويمنحهم وكالة مطلقة للتفكير والحكم على الأمور بدلا عنه ؟ ليزرعوا بعقله ما يريدون هم .
ألم يقل لكم القرآن :"آمنَ الرسولُ بما أنزل إليه من ربِّه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته ورسله وكتبه " . فلماذا يحرم الشيوخ قراءة كتبنا المقدسة ودراستها، ويمنعون الناس من قراءتها واستخدام عقولهم في المعرفة والحكم إن كانت صحيحة أم محرفة ؟ هل هم فقط من يملكون العقول الراجحة ليحكموا على الكتب المقدسة من دون الناس وأصحاب الشهادات والعقول النيّرة المثقفة ؟
إن أصعب العلوم في الفيزياء الذرية وعلوم الفلك والفضاء والكيمياء والطب والجيولوجيا و النظريات الرياضية المعقدة وغيرها، تدرّس في جامعات العالم للطلبة الشباب، يتخرجون بعدها ويصبحوا خبراء وعلماء متخصصين بهذه العلوم يساهمون في تطوير العلوم والحضارات وتقدم الأمم . فهل يعصى على المثقفين المسلمين دراسة الكتب الدينية لبقية الأديان ومعرفة ما بها وفهمها والتمييز إن كانت صحيحة أم محرفة ؟ كتبنا كانت وما زالت معروضة للنقد من قبل علماء الأديان واساتذة الجامعات والفلاسفة في الغرب منذ مئات السنين . وبقيت صامدة أمام النقاد والباحثين .هل أنزل الله علوم الدين والفقه على شيوخ المسلمين فقط من دون الناس الآخرين لكي يأمروا الناس بمنع التقرب من الكتب المقدسة لليهود والمسيحيين، أم خوفا من أن يكتشف الباحثون زيف ادعاءاتهم وكشف النور الذي فيها ليزيح الظلام عنهم ويرفع الغشاوة عن عيونهم وكذب ما تعلموه من الشيوخ ؟
لقد طلب منا الإنجيل المقدس أن نفتش الكتب ونسبر أغوار العلم والمعرفة، لأن لنا فيها حياة واكتساب المعرفة، فاي النصيحتان هما الأصح ؟ أما ادّعاء الشيوخ كذبا بتحريف كتبنا المقدسة، فلنحتكم للقرآن القائل : " هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين" . أخرجوا لنا الكتب الغير محرفة وقارنوا بينها وما في أيدينا من كتب نعتمدها في معابدنا وكنائسنا ليكون لكم الدليل والبرهان بدل الكذب والبهتان، وقولوا للعالم أين هو التحريف فيها .
نحن أيضا لنا مآخذ على إيمانكم وماجاء بكتابكم . كتابكم طعن بالذات الإلهية عندما نسبتم إلى الله عز جلاله تبديل آياته، ونسخِها ونسيانها ( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها) . و نسبتم إلى الله صفة المكر وجعلتموه خير الماكرين، كما نسبتم له الغواية والضلال، والأمر بالفسق . وأطلقتم عليه أسماء لا تليق بقدسية جلاله منها (الضال، المتكبر، المتعال، الماكر) ، " من يرد الله أن يهديه يشرح صدره إلى الإسلام، ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا" ! الله نبع المحبة ومصدر الهداية لا يضل أحدا .
كما ورد في قرآنكم آيات تدل على الشتم والإهانة وهي تنتقص من قداسة الله، على أشخاص مثل أبو لهب وزوجته . الله لا يرسل جبرائيل من السماء السابعة إلى محمد ليسب رجلا لم يؤمن بمحمد وبرسالته علما أنه ابن أخيه، مليارات من البشر لا يؤمنون به نبيا لم يشتمهم اهله فلماذا ابا لهب وزوجته ؟.
إلا يحق لنا أن نتهم المسلمين بتحريف القرآن وكتابة آيات ونصوص فيه تسئ إلى قداسة الله؟
يقول المسلمون إننا نوقر عيسى بن مريم نبيا ورسولا، وهو عبد من عباد الله، ومثله عند الله كمثل آدم خلقه من تراب. بينما يناقض كاتب القرآن نفسه ويصف المسيح أنه كلمة الله وروح منه . وهو المبارك والغلام الزكي وآية للعالمين . فهل المسيح بن مريم (كلمة الله وروحه) والاية للعالمين، مخلوق من تراب ؟ وهل من ينطق بكلمة الله على الأرض يكون عبدا، وهو ديان العالمين، وغافر الذنوب وعالم الغيب وشافي الأمراض ومحي الأموات وخالق الطير من طين والمسيطر على الطبيعة والقائم من الموت بعد ثلاثة أيام والقادم من السماء والعائد إليها بالجسد والروح، وهو الحي الذي لا يموت إلى أبد الآبدين، ويؤمن به مليارات البشر ؟ هل هذا يعادل حفنة من تراب الأرض ؟
القرآن ينكر صلب المسيح وهي العقيدة الأساس التي بنيت عليها المسيحية . ويتهم الله بالمكر والخداع. أنه خدع اليهود ومكر عليهم فأنقذ المسيح من بين أيديهم، وشبه به شخصا آخر لم يعطه تعريفا او اسما ومن يكون، ليرفع المسيح ويقتل الشبيه . مسرحية ضعيفة لا تدخل عقل مجنون، إلا يقدر رب السماوات والأرض أن يرفع المسيح وينقذه دون أن يضحي برجل برئ يجعله بديلا وشبيها للمسيح يصلب ويموت بخدعة ومكر في مسرحية مكشوفة ؟
عادة ما يصف المسلمون غير المسلمين بأنهم كفرة وفي نار جهنم خالدين، وأن المسلمين وحدهم قد ضمن لهم محمد الجنة لتوحيدهم الله والشهادة لنبيه أنه عبده و رسوله . ويضيف القرآن بأن الجنة ستكون لمن آمن بالله وعمل صالحا، بينما يقول محمد - وهو لا ينطق عن الهوى - كما يقولون في حديث لأبي ذر الغفاري :" المسلم يدخل الجنة وإن سرق وإن زنى " !!
فهل السرقة والزنا من الأعمال الصالحة التي تدخل المسلم إلى الجنة ؟ ونتساءل هل يعلم النبي محمد الغيب من سيدخل الجنة ومن يبقى مطرودا خارجها ؟ "ولا يزكي الأنفس إلا الله " ... ،" ولا يعلم الغيب من في السماوات ومن في الأرض إلا الله ". فكيف علم محمد بمن سيدخل الجنة وبشر عشرة من أتباعه بدخولهم فيها، رغم أنهم اصبحوا قتلى بسيوف المسلمين أنفسهم .
النبي نفسه لم يضمن الجنة لنفسه إلا أن يتغمده الله برحمته فكيف يضمنها لغيره؟ حتى أبو بكر الصديق لم يكن يثق بدخوله الجنة ولم يأمن مكر الله ! ، وقال : والله لا آمن مكر الله، ولو كانت إحدى قدمي في الجنة والأخرى خارجها }. !!
نبي الإسلام نفسه خالف تعاليم الله في التحليل والتحريم، حتى عاتبه الله بآية بعد أن حرم على نفسه مضاجعة ملك يمينه الحسناء ماريا القبطية خوفا من أن تفضحه حفصة بعد أن مسكته يضاجع ماريا القبطية على فراشها وفي بيتها . وحلف يمينا بأن لا يقترب منها بعد تلك الفضيحة، ولكنه بعد أن شعر بالندم على حلفانه، تراجع عنه بعد تأليفه آية جديدة بعتاب ربه له : " يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك والله غفور رحيم " ثم كسر حلفانه بآية لاحقة ليكون له متسعا من حرية المضاجعة مع ملك يمينه ومنهن ماريا القبطية ولجم السنة نسائه عن الاعتراض، فقام بتهديد زوجتيه حفصة وعائشة بالطلاق إن اعترضن عليه مستقبلا فقال : " عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا " وبذلك ضمن سكوتهن . ومن يعترض على حكم الله ؟
لكن الغريب أن الله يخاطب نبيه قائلا :عسى رَبُّهُ، وليس عسى رَبُكَ !! وهذا يدل بأن الكلام ليس من الله بل كان تهديدا وتلقينا من عمر بن الخطاب لأزواج النبي هدد بنته حفصة وعائشة نيابة عن الله، وأدخل هذا التهديد بالقرآن على أنه آية من الله .
إن كان بيتكم من زجاج فلا تضربوا الآخرين بالحجارة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شوفوا شيخ الازهر ماذا يقول
مروان سعيد ( 2020 / 10 / 31 - 20:19 )
نحية للاستاذ صباح ابراهيم وتحيتي للجميع
موضوعك جميل وحق وكما اعتقد ان قرانهم وباعترافهم هو محرف وناقص ويوجد ما اكلنه الداجن
واعتقد زوره عثمان بعد حرق القديم ونقطوه وهذا مثبت ومبرهن لذا يقولون انجيلكم محرف
انظروا الدقيقة ال 33اقوال شيخ الازهر
https://www.youtube.com/watch?v=lGFTccFvkfc
ومودتي للجميع


2 - عَسَى رَبُّهُ
johnhabil ( 2020 / 10 / 31 - 21:59 )

عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا
الهاء في ربه: الضمير الغائب تعود على الرسول الذي ( إن طلق زوجاته)
المتكلم :
ليس هو الرسول الذي سيطلق وليس هو الرب الذي (( سيبدل أزواج النبي ) بل هو
الشخص الثالث (عمربن الخطاب) صاحب المقولة أعلاه

ومن هنا هذا الكلام ليس هو للرسول وليس هو لله سبحانه وتعالى
أ


3 - لا يوجد رقعة واحدة من القرآن قبل عام 89 هاجرية
johnhabil ( 2020 / 10 / 31 - 22:14 )
لا رقعة واحدة ولا سعفة ولاعظمة ولا مخطوطة ولاقطعة نقود تُسجل وتؤكد وجود خلافة أو قرآن
قبل عام 89هاجرية حيث ظهرت بعض آيات القرآن على سقف المسجد الأقصى
وجمع أول وجمع ثاني وحرق المصاحف هي قصة خرافية لتغطية عدم وجود قرآن من أصله أو
شيئ أسمه الإسلام
- وشكراً وهل صباح ابراهيم اسم مذكر أم كاتبة في الحوار المتمدن


4 - johnhabil
صباح ابراهيم ( 2020 / 11 / 1 - 12:46 )
الاخ جون انا رجل ولست أمراءة مع تشابه في استعمال اسم صباح للذكور والإناث، في العراق يستعمل اسم (صباح) للذكور اكثر من الإناث ، بعكس لبنان وسوريا .
2008 ولدي مئات المقالات في الحوار المتمدن منذ عام
مرحبا بتعليقاتك


5 - الأح صباح
johnhabil ( 2020 / 11 / 5 - 09:21 )
شكراً على التوضيح .. وعندنا أيضاً ( صباح فخري ) .. لو تراجع مقالاتك لوجدتني في بعضٌٌ منها وأعتقد أن ناس كثير كانوا يقولون الأخت صباح ولكنك لم توضح في حينها على كلٍ حصل خير
وتشرفنا بمعرفتك وعلى موقع الحوار الذي يجمع الجميع