الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الولايات المتحدة الى أين؟
فهيم عيسى السليم
2020 / 11 / 1مواضيع وابحاث سياسية
تتجه أنظار العالم أجمع شاخصة نحو الولايات المتحدة هذه الأيام وهي تنتظر ما ستسفر عنه الانتخابات الأميركية من نتائج. فهل سيستمر دونالد ترامب ومعه الجمهوريون في توسيع رقعة قراراتهم المعروفة الاتجاه والمرامي وفي دفع الولايات المتحدة للتخلي الكامل أو شبه الكامل عن التزاماتها العالمية على جميع المستويات وفي تقطيع اوصال ما تم الاتفاق عليه من اتفاقيات دولية بشق الانفس فيما يتعلق بحرية التجارة و الاحتباس الحراري وتقزيم دور الولايات المتحدة في جنوب شرقي آسيا وأوروبا والشرق الأوسط وانهاء القضية الفلسطينية بالقوة وكذلك استمرار وتوسيع القرارات العنصرية داخل الولايات المتحدة لفرض السيطرة التامة للبيض وسلب جميع الحقوق المدنية التي ناضل السود والأقليات والمهاجرين من جميع انحاء العالم للحصول عليها لعقود طويلة.
إن نظرة واحدة سريعة للقرارات الخمسة وخمسين التي اتخذتها إدارة ترامب خلال السنة الاولى من حكمها (2017) والمدرجة في مقال (نيك تابور) الموسوم:
55 Ways Donald Trump Structurally Changed America in 2017
راجع:
https://nymag.com/intelligencer/2017/12/55-ways-donald-trump-structurally-changed-america-in-2017.html
وما تلاها من قرارات متلاحقة في السنين الثلاث التي تلتها وكذلك الطرقة البشعة غير الانسانية لمعالجة جائحة الفايروس كورونا تظهر لنا وبشكل لا يقبل اللبس أن هذا الاتجاه ثابت ومرسوم بدقة وخبث وسيستمر ويتعمق.
لقد رافق هذا الاتجاه منحى خطيراً جديداً تمثل بفرض السلطة الرئاسية بكل أشكالها وإخضاع الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ بشكل شبه كامل لإرادة الرئيس والزحف على المحكمة العليا والانتهاء من تعيين قضاة يمينين متشددين فيها بنسبة ستة الى ثلاثة وبهذا احكم ترامب سيطرته التامة على السلطات الثلاث آملاً أن يستطيع بهذه الوسيلة ان يكون جاهزاً لاي احتمالات تتعلق بخسارته للانتخابات الرئاسية.
والمحزن أن الديموقراطيين رشحوا شخصية ضعيفة مسنّة واعتمدوا برامج باهتة ركّزت على حث الشعب الأميركي على التخلص من ترامب بدلاً عن وضع برنامج متكامل حول كيفية إصلاح ما خرّبته إدارة ترامب والقفز نحو برامج جديدة تخدم المجتمع الأميركي وفي مقدمتها الخطة الواضحة التفصيلية لمعالجة جائحة كورونا ومن جانب آخر تطمين المجتمع الدولي بخطط تفصيلية واضحة تعيد الولايات المتحدة للعب دورها الهام في المجتمع الدولي مثل العودة لمنظمة الصحة العالمية واتفاقية باريس للمناخ والتخلي عن الخطوات وحيدة الجانب بشأن القضية الفلسطينية وغير ذلك كثير.
صحيح أن الكثيرين من الاميركيين يكرهون ترامب وادارته ويتعاطفون مع حركة الحقوق المدنية وأفكار العدالة والمساواة التي يلوح بها الديموقراطيون كشعارات لا غير وكذلك القرارات الرجعية العنصرية الكثيرة التي اتخذها لخدمة ومصلحة الأغنياء وفي نفس الوقت عمله الدائب والمستمر للتخلص من جميع العناصر الجيدة التدريب والخبرة في الإدارة الفيدرالية الأميركية وجميع الوزارات والوكالات الفيدرالية وصحيح أيضاً الكثيرين من الاميركيين العقلاء ومعهم العالم الخارجي مصعوقون ومنزعجون من مسلسل الكذب والافتراء والتصرفات الحمقاء لإدارة ترامب ومنه شخصياً ،ولكن هل كل هذا كافٍ لقلب الطاولة على ترامب وعلى الحزب الجمهوري؟
جائز جداً واستطلاعات الرأي المحايدة تؤيد ذلك وأولها أن دونالد ترامب لم يتجاوز ال 50% كدرجة قبول طيلة فترة رئاسته وكل التوقعات تقول أن جو بايدن سيفوز في جميع الولايات التي فازت بها هيلاري كلينتون عام 2016 إضافة لولايات أخرى بشكل شبه مؤكد وأخرى متأرجحة.
إذا ما هو السيناريو المتوقع؟
في رأيي المتواضع ان جو بايدن سيفوز في الانتخابات القادمة وان دونالد ترامب سيعترض على النتائج لأسباب تكتيكية تتعلق بطريقة الانتخاب خصوصاً النتائج الواصلة عن طريق البريد وسيربح الاعتراض الذي ستقرره المحكمة العليا.
ستكون هذه طبعاً سابقة خطيرة لكنها مطلوبة جداً لاستمرار النهج التخريبي لترامب وللإدارة الأميركية
وأتوقع أيضاً ان يفوز الديموقراطيون بالأغلبية في مجلس الشيوخ والنواب لكي تكتمل لعبة الفوضى في السنين الأربع القادمة.
فمن جانب الرئيس دونالد ترامب وادارته اليمينية واسناد المحكمة العليا ومن جانب آخر مجلسي الشيوخ والنواب الديموقراطيين.
انا شخصيا سأكون مسرورا جدا إذا استمر ترامب لأربع سنين أخرى للأسباب التالية
اولا لأنه يمثل فعلا العقلية الأميركية العنصرية المتعالية ويتطابق معها بشكل مدهش
ثانيا انه سيستمر بعملية تقزيم دور الولايات المتحدة الخارجي وعزلها وبشكل مخطط ومدروس وواسع النطاق
ثالثا انه سيستمر بعملية الهدم الداخلي للهيكل السياسي الذي اسست عليه الولايات المتحدة ودستورها وسيتوسع في اتخاذ القرارات الرئاسية وحيدة الجانب وأهمها فصل وعزل وانهاء خدمات أفضل العناصر المتخصصة والمدربة وذات الخبرة من جميع الإدارات الفيدرالية والحكومة والتوسع في العودة للاستثمار في التنقيب عن النفط والغاز والتوسع في استخدام الفحم والانتهاء من جميع القيود الخاصة بالمحافظة على البيئة وتقييد الهجرة للولايات المتحدة لأقل حد ممكن.
رابعا ومن الممكن أن تتوسع جداً الخلافات الحادة بين الإدارة الفيدرالية وحكام الولايات الديموقراطيين وتصل لحدود لا تطاق وهذا سيقرب اليوم الذي ربما تنفصل فيه بعض الولايات إلى دول مستقلة وأولها كاليفورنيا لأن الدستور الاميركي يسمح بذلك.
قد يكون ما اكتب خيالاً لكن الواقع يقول ان ترامب سار شوطا طويلا في هذا الاتجاه
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. بنطلون -جينز- يثير أزمة في كوريا الشمالية! | #منصات
.. قطع للرؤوس وذبح في الشوارع نهاراً.. ما الحقيقة وراء دخول داع
.. لبنان وإسرائيل.. تصعيد وتهديدات باجتياح بري | #غرفة_الأخبار
.. نشرة إيجاز - إصابة 3 مستوطنين إسرائيليين في عملية إطلاق نار
.. الجيش الإسرائيلي: دمرنا نفقا بطول كيلومترين ونعمل في نطاق حي