الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهوية الأمازيغية..فرصة أخيرة للبناء

جواد بيوسف

2020 / 11 / 1
حقوق الانسان


كثيرا ما وضعت الأمازيغية كمواجهة للاسلام والعربية، كما توضع العربية في أعلى هرمية اللغات المحلية كمداخل إيديولوجية لتهويد بقية اللغات واخضاع الشعوب للثقافة الواحدة، فيتحول الاختلاف الى إتلاف، و الحوار إلى خناق للآخر ومعها تتلاشى جميع النقاشات وتتحول لهامش المجالس، والاوراق.
لايمكن ان تدرس تاريخ المنطقة المغربية دون ان تصطدم بالقيم التي تنبض بها الثقافة الامازيغية من حوار وتضامن وتكافل... والاهم من كل ذلك السلام

في الاتجاه الآخر الاسلام الذي ينص صراحة على احترام ثقافة ولغة السكان الاصليين كما هو الشهير في حديث النبي حول الاقباط، وهو ماينبغي اسقاطه على الكل.
غير ان ماحدث هو استغلال الاسلام لتثبيت اركان الانظمة وأحيانا لحسابات جيوسياسية كالخوف من الانقلابات التي كان يدعمها عبدالناصر ضد كل من رفض الايديولوجية القومية.
ماحدث مع عقبة هو نفسه مايقوم به النظام حاليا ومع رهط من أتباع الوهابيون (الذين يتبرأ منهم بن سلمان الآن)
في البدء كان عنف مادي قبل أن يتحول لعنف رمزي هو نفسه مايحدث مع القضية الفلسطينية. تهويد اللغة والثرات وحتى التاريخ بتلخيص تاريخ المغرب 12 (ولم تكن قبلها أكثر من ارض قاحلة ووثنيين اخرجهم الغزات الفاتحين من الظلمات للنور) وفلسطين عروسة شاغرة
"أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"، كما اطلق اللورد شافستبري على مشروع تجميع اليهود في فلسطين قبل حوالي قرنين. وتقزيم التاريخ واختصاره لتحقيق الشرعية التاريخية للسلطة على الارض، ان تفرض على الشعوب التعامل بلغة الآخر ماهو الا استعمار ثقافي اردت ام كرهت، هو اخضاع الآخر وتهويد كل ما يمثله، وتحويله الى كائن خاو حتى يسهل حشوه.
الايديولوجية العربية، والقومية العربية التي باسمها حوربت اللغات الاساسية وتحويل بموجبها العربية للغة أساسية في الدساتير ، هذه الايديولوجية انكشفت حقيقتها بعد حرب 73
وتحولت على لسان الانظمة القائمة من حدود ايران الى البحر الاطلسي لخطاب تصدير الازمات الداخلية، في حين ان تحرير فلسطين لن تأتي به أنظمة تساوم بشعوبها وثروة أوطانها لربح مزيد من الوقت على العروش.
اذن كان لابد من حدوث هذه الازمات لتنكشف كل تلك الايديولوجيات واهدافها، اذا كانت القومية اللغوية سقطت مع حافظ الاسد، فان الايديولوجية الدينية بمختلف تلاوينها تفككت مع الربيع العربي وسقطت معها الاقنعة. هذا المسار كان ضروريا لاسقاط الأقنعة وفهم العقل القائم على التجييش، والتزييف والنفاق. وبالوصول لهذه الحقيقة تتغير معها المفاهيم والبرادغمات، بل وحتى المسلمات. لان التقدم المتوازن لن يكون بثقافة الآخر كما يرى المسيري، وهذا مايستلزم تحرير العقل المُستعمَر بمفهوم نغوغي واثيونغو.
علينا إذن ان نعيد ترتيب الاوراق فلا تنمية بدون إنسان، هذا الاخير يُصنع من خصوصيات ثقافته؛ بلغته، ونظرته الثقافية للحياة.. كما ان القضية الفلسطينية لن تنتصر بدون استقطاب الانسانية

وحتى نتجاوز النقاش العنصري اللامتناهي كان من الضروري الانطلاق من الأفكار السابقة للقول ان من كان همه الوطن ويريد إثبات وطنية فسيكون بالوقوف مع حق الشعب في تعليم لغته وتاريخه وتراثه لا ان تستغل الوطنية في الاقصاء، والكف عن توجيه التهم لكل مدافع عن القضية الامازيغية بالخيانة والعمالة لان من يدفع لتقسيم الوطن هي السلطة وليس الانسان الذي يدافع عن هويته، و كل من يقصي حق الآخر في الوجود.
ما تتعرض له الامازيغية يستوجب رد فعل وهو ما نراه الآن، قد يكون رد فعل معتدل او متشدد حسب درجة الفعل نفسه، لان مايحدد رد الفعل هو درجة وقوة الفعل نفسه كما يقول بذلك قانون نوتن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حاكم ولاية تكساس يبدل رأيه في حرية التعبير في الجامعات: المت


.. الأخبار في دقيقتين | مجلس الحرب الإسرائيلي يناقش غزو رفح ومف




.. Iranian authorities must quash Toomaj Salehi’s conviction an


.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين يتظاهرون أمام مقر انعقاد مجلس




.. تفاعلكم | شاهد.. عنف واعتقالات في مظاهرات طلابية في أميركا د