الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شيفرة الزواج المقدس

مصعب قاسم عزاوي
طبيب و كاتب

(Mousab Kassem Azzawi)

2020 / 11 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


حوار أجراه فريق دار الأكاديمية مع مصعب قاسم عزاوي

فريق دار الأكاديمية: ما هو تفسيرك لعلاقة الزواج المقدس الذي لا تنفصم عراه بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل؟

مصعب قاسم عزاوي: التوصيف الأكثر دقة لكينونة الكيان الصهيوني، هو أنه قاعدة عسكرية وثكنة تستدمج في بنيانها مجتمع حربياً على شكل دولة دورها الوظيفي الوحيد تحقيق مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، وهي في جوهرها مصالح المجتمع الصناعي العسكري التقاني في الولايات المتحدة الذي يمسك بمفاصل الحياة السياسية في الولايات المتحدة، وآلية تصنيع طبقة السياسيين فيها عبر تمويل حملاتهم الانتخابية، و يدير مجموعات الضغط التي تعمل كناظم خطى يضبط إيقاع عمل أي من السياسيين بعد وصوله إلى موقع تشريعي أو تنفيذي، لتهشيمه سياسياً، و فضائحياً إن اقتضى الأمر ذلك، في حال سولت له نفسه الانحراف عن واجبه المراد منه القيام به و بالشكل الذي يحدده أولئك الذين قاموا بتصنيعه وتلميعه وتمويله في المقام الأول.

والعنوان العريض للأهداف الموضوعية للعلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية والدولة الثكنة في إسرائيل هو الحفاظ على تلك الأخيرة دائماً على شكل رأس حربة عسكرية جاهز لتنفيذ أي أمر يصدر إليه، بلبوس على شكل كيان على هيئة دولة تابع بشكل مطلق على المستوى الاقتصادي لذلك القائم في الولايات المتحدة، وغير قادر حتى على التفكر بالاستقلال عنه جزئياً أو كلياً، وهو ما يجعله مرغماً على القيام بدوره الوظيفي المراد منه كهراوة للسياسية الأمريكية سواء عبر تكوينه كقاعدة عسكرية شبه دائمة للقوات الأمريكية الجاهزة للانقضاض عبر غولها العسكري لتهشيم كل ما قد تتلمسه كتهديد لمصالحها في منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا، أو عبر عديد وعتاد الكيان الصهيوني نفسه إن كان حجم التهديد وطبيعته وظروفه السياسية المحيطة به لا تستدعي فعلياً تدخل الغول العسكري الأمريكي بجبروته الشمشونية بشكل مباشر، و يكفي فيه تدخل المفوض السامي والناطور العسكري الصهيوني في المنطقة لإعادة توازن القوى إلى ما يلائم بشكل لا تغاير فيه المصالح الأمريكية ومصالح صناع القرار الفعليين فيها.

وبشكل أكثر تكثيفاً فإن الدور الجوهري للكيان الصهيوني في المنطقة هو درء خطر صعود أي نظام وطني حقيقي ليس رغائياً غثائياً على طريقة النظم الشعبوية بخطاباتها الوطنية القومية الخلبية من شاكلة البعثيين الأسديين السوريين لغرض ذر الرماد في العيون، يمكن أن يسهم في كشف حقيقة التزام نظم الاستبداد السرمدي في تلك المنطقة الجغرافية بعدم تشكيل أي تهديد فعلي لإرادة الساسة في الولايات المتحدة بما قد يحاول الانفلات من متطلبات الالتزام بتحقيق المصالح الأمريكية في المنطقة، والمتمركزة أساساً على ضمان السيطرة المطلقة على موارد الطاقة في المنطقة العربية استخراجاً وتصريفاً واستثماراً لعوائدها التي لا بد لها من أن تصب في المآل الأخير في استثمارات في سندات الخزينة الأمريكية لسد ديون الولايات المتحدة، وتمكينها من إعادة تحويل تلك الموارد إلى المجمع الصناعي العسكري التقاني عبر صبيب شريان ميزانية مشتريات وزارة الدفاع الأمريكية وحلف شمال الأطلسي الذي ينقطع إلى خزائن شركات ذلك المجمع العابرة للقارات.

وتوصيف ذلك الدور الوظيفي يقع في موقعه المتسق مع الاستراتيجية الأمريكية في سياستها الخارجية التي اختطها الرئيس الأمريكي الأسبق نيكسون ووزير خارجيته كيسنجر، والقائمة على مبدأ «هيكلية عامة للنظام العالمي» تقوم فيها قوى إقليمية تابعة وموجهة من مركز صناعة القرار في واشنطن، بمهمتها «مراقبة» و«تنفيذ» الأوامر التي ترد من ذلك المركز سواء بشكل حرفي أو بتصرف لا ضير فيه ما دامت النتائج المرادة منه محققة في المآل الأخير. ونموذج تلك النظم التابعة في منظار السياسة الأمريكية قبل 1979 كان مشخصاً في الكيان الصهيوني ونظام الشاه في إيران الذين وصفهما الرئيس الأمريكي الأسبق نيكسون بأنهما «حماة الخليج» في إشارة إلى المصالح الأمريكية في الخليج العربي. وهو ما قاد إلى تعزيز أهمية الدولة الثكنة في الكيان الصهيوني بعد سقوط نظام الشاه، حيث أصبحت «الناطور» شبه الأوحد الذي يعتمد عليه حين الضرورة لضمان استقرار المصالح الأمريكية في المنطقة بالشكل السالف الذكر؛ وهو ما أسهم في زيادة عسكرة المجتمع في الكيان الصهيوني، وتذويب لأي إمكانيات لنمو ديموقراطي فعلي فيه، على عكس ما تحاول الترويج له وسائل الإعلام المتسيدة، والتي تمثل استطالات تنفيذية في الحقل الإعلامي لنفس مركز صناعة القرار في واشنطن ومحركه في المجمع الصناعي العسكري التقاني في الولايات المتحدة.

وتلمس صيرورة التكون التاريخي لعلاقة «السيد و الناطور» الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني يكتسي بأهمية مرهفة، والتي كانت يشوبها كثير من الشواش والتغاير والتناقض في المراحل الأولى لاصطناع الكيان الصهيوني بقوة المستعمر البريطاني لفلسطين، بتمويل من المستعمرين الفرنسيين لما تبقى من بلاد الشام، وهو ما تبدى بشكل واضح في الأمر الذي تلقاه ساسة الكيان الصهيوني من واشنطن في العام 1956 إبان العدوان الثلاثي على مصر، مشترطاً انسحاب القوات الصهيونية من شبه جزيرة سيناء، حيث كان السبب الاستراتيجي لصدور ذلك الأمر العسكري غير القابل للعصيان، هو تجرؤ ساسة الكيان الصهيوني على الانخراط في عمل عسكري يعيد توطيد نفوذ الكيانين الاستعماريين الفرنسي والبريطاني في المنطقة، وما يستتبعه من إمكانية تمددهما للمطالبة بحصة أكبر من موارد الطاقة في المنطقة، والتي تضاءلت كثيراً بعد إخراج الولايات المتحدة لتلك القوتين فعلياً من الإمساك بتلابيب السيطرة على تلك الموارد سواء بشكل عسكري مباشر، أو عبر الوكلاء المحليين الذين تحول اعتمادهم واتكاؤهم في تثبيت سيطرتهم وموقعهم كنواطير مفوضين بشؤون النهب و الاستبداد بالإمداد و التمويل الأمريكي بعد أن كان بريطانياً في المقام الأول وفرنسياً في المقام الثاني.

وذلك التناقض بين مقتضيات السياسة الأمريكية في المنطقة، وتلك التي ارتآها أمراء الحرب الآباء المؤسسون للكيان العنصري الصهيوني على أرض فلسطين، هو الذي أدى بالساسة في الولايات المتحدة إلى التفكر في مطلع خمسينيات القرن المنصرم في دعم نظام جمال عبد الناصر لتحويله إلى ناطور مفوض بالقيام بتنفيذ المخططات وتحقيق المصالح الأمريكية في المنطقة، وهو ما قاد في المراحل الأولى لتكوين نظام عبد الناصر إلى تشكل جنيني لحلف غير معلن مع وكالة الاستخبارات الأمريكية، نظراً لتلاقي مصالحها مع الأهداف الموضوعية للنظام الجديد في إخراج البريطانيين من مصر وعزل نفوذهم عن قناة السويس التي كانت الكنز الاستراتيجي الأكبر للمستعمر البريطاني في مصر. ولكن مع مرور السنين تبدى بشكل واضح للساسة الأمريكان عدم صلاحية عبد الناصر ونظامه للقيام بذلك الدور، والذي أظهر أنه في طور الانفلات من العقال المراد له التقوقع فيه، مفصحاً عن نفسه بميول للتمدد بشكل فعلي يمس المصالح الأمريكية في منطقة الخليج العربي، عبر توطيد وعي قومي عروبي شعبوي آخذ في التمترس والانتشار بشكل متسارع من الكويت و غير بقعة من العالم العربي، وهو ما اقتضى ردعه بشكل مؤقت عبر إغراقه في مستنقع حرب اليمن في منتصف ستينيات القرن المنصرم، التي كانت فعلياً حرباً بالوكالة بين النظام السعودي المنخرط بنيوياً ووظيفياً في منظومة المصالح الأمريكية في المنطقة، والمشروع القومي العربي، الذي يرى بضرورة استقلال المصالح العربية عن تنازع النفوذات التي تتحكم بها، و تحويل مصادر الثروة في العالم العربي لتكون في خدمة عملية التنمية الملحة للمجتمعات العربية في تهديد حقيقي لتوازن آليات عمل مصالح الولايات المتحدة في المنطقة. وهو التهديد الذي أفلح الكيان الصهيوني في العام 1967 بما عجزت عن تحقيقه أدوات وكالة الاستخبارات الأمريكية ووكلاؤها المحليون خلال سيرورة حرب اليمن ومفاعيلها، ممثلاً بتهشيم الكيان الناصري في سياق حرب الأيام الستة، ونكسة حزيران/ يونيو التي شكلت الضربة القاصمة التي أعدمت الظروف الموضوعية لتحقق فعلي لأي من منتجات الخطاب الناصري، وأنهت بشكل عملي أي تهديد شكلته سياسيات نظام عبد الناصر القومي الوطني الجذري على المصالح الأمريكية في المنطقة.

وذلك الانتصار الساحق الذي حققه أمراء الحرب في الكيان الصهيوني على احتمالات النهوض القومي العربي مشخصاً بشكله الناصري، كان كفيلاً في إعلاء أسهم القيمة الاستراتيجية للكيان الصهيوني، وتحوله إلى «كنز استراتيجي» للسياسة الأمريكية في المنطقة، أثبت قدرته على القيام بدور وظيفي استثنائي، لم تكن الإدارة الأمريكية قادرة على القيام به لوحدها نظراً لظروفها الموضوعية الداخلية المتعلقة بغرقها في مستنقع حرب فيتنام، واشتراطات الحرب الباردة آنذاك التي كانت تشكل عائقاً يمنع الغول الأمريكي من التدخل الصارخ عبر ماكينته الحربية بشكل مباشر إلا إذا استدعت الضرورة القصوى ذلك.

وفي العام 1970 أخذ تعملق القيمة الاستراتيجية لهراوة المرتزق الصهيوني مستوى رفيعاً جديداً تمثل عيانياً في الدور الاستثنائي الذي لعبه الكيان الصهيوني في تثبيت دعائم الكيان الوظيفي في شرق الأردن، وصد إمكانيات تدخل الجيش السوري لحماية الفلسطينيين من المجزرة المحدقة بهم في أيلول الأسود، والتي في حال نجاحها كانت ستمثل المسمار الأول في نعش النظم الملكية السابحة في فلك المنظومة الاستراتيجية الأمريكية، وهو ما يعني تهديداً مهولاً للمصالح الأمريكية في منطقة الخليج العربي؛ وهو ما كان «للبلطجي» الصهيوني تحقيقه بالوكالة عن السيد الأمريكي في واشنطن دون حاجة لنقل عديده وعتاده بشكل عاجل إلى المنطقة قد لا يمكن تحقيقه في ضوء التسارع المنقطع النظير لتطور الظروف الموضوعية على أرض الواقع.

وخلاصة ذلك كان مأسسة عقيدة الرئيس الأمريكي نيكسون ووزير خارجيته كيسنجر باعتبار إسرائيل «الحامي للخليج» العربي أو الفارسي بحسب المصطلح الأشيع في الأدبيات الغربية، وهو الدور الذي تعملق بشكل اقتضته الظروف الموضوعية بعد سقوط نظام الشاه في إيران في العام 1979، وتحول إسرائيل إلى القاعدة شبه الوحيدة في المنطقة المضمون ولاء ساستها وعديدها بشكل مطلق، و التي تؤمن تمركز قوات «الأمر المركزي» والتي كانت تدعى قبل العام 1983 «القوات المتحدة لمهمات التدخل السريع»، وهي القوات الأمريكية في المنطقة التي يناط بها التمركز في منطقة غرب آسيا، و البقاء على أهبة الاستعداد الدائم للتدخل العاجل لصيانة المصالح الاستراتيجية في المنطقة، إن أخفق وكلاؤها في الكيان الصهيوني في تحقيق ذلك، أو لم تتح الظروف الموضوعية والتكتيكية تدخل الكيان بشكل مباشر لحفظ ماء وجه النواطير الآخرين في المنطقة، كما كان الحال في حربي الخليج الأولى والثانية، وما ترتب عنها من تهشيم منقطع النظير أعاد بلاد الرافدين إلى مرحلة أقرب إلى عصر الإنسان الحجري.

ولا بد من الإشارة إلى تعزز الدور الوظيفي للكيان الصهيوني «كبلطجي مرتزق» مكلف بشؤون العمليات القذرة، أو السرية، أو سيئة الصيت، بالوكالة عن وكالة الاستخبارات الأمريكية لتعزيز إمكانيات تحقيق الهيمنة الأمريكية في غير موضع من أرجاء الأرضيين، كما كان في دأب أجهزة الاستخبارات الصهيونية وميليشياتها شبه العسكرية لتوطيد دعائم نظم موبوتو سيسيكو في زائير، ونظام عيدي أمين في أوغندا في مراحله الأولى، وهيلي سيلاسي في إثيوبيا، والإمبراطور بوكاسا في جمهورية أفريقيا الوسطى، لغاية مأسستهم كنظم عسكرية استبدادية مطلقة بقوة الحديد و النار، لا هامش للحراك الاجتماعي فيها، تضمن تحقق المصالح الأمريكية في القارة الأفريقية المتمثلة دائماً بحصولها على موارد أولية رخيصة، وأسواق مفتوحة على أعنتها لتصريف نتاجها الصناعي عموماً والعسكري خصوصاً، وعلى يد عاملة رخيصة في استثماراتها التي تديرها شركات العابرة للقارات.

و هو الواقع الذي كان له تمظهر عياني مشخص آخر في أمريكا الجنوبية خلال سبعينيات القرن المنصرم، بعد أن شرّع الكونغرس الأمريكي ضوابطاً مرتبطة بحقوق الإنسان لنظم الفعل السياسي للسلطة التنفيذية الأمريكية داخلياً وخارجياً، جراء النضال الشعبي التراكمي الذي قادته منظمات المجتمع المدني وناشطي حركة الحريات المدنية في ستينيات القرن العشرين في المجتمع الأمريكي، وهو أنتج عوائقاً حَدّت من هامش مناورة الإدارة الأمريكية عموماً ووكالة الاستخبارات الأمريكية خصوصاً في صياغة سياستها وتداخلها المباشر في كل شؤون القارة الأمريكية الجنوبية التي طالما اعتبرتها الإدارة الأمريكية «الحديقة الخلفية للولايات المتحدة الأمريكية» بحسب عقيدة الرئيس الأمريكي الأسبق هاري ترومان؛ وهنا كان تطوع الكيان الصهيوني «للارتزاق» من حالة الاستعصاء السياسي تلك في الولايات المتحدة عبر إنابته بشؤون دعم الطغاة ومرتكبي المجازر الجماعية في القارة اللاتينية، تمويلاً، وتدريباً، وتسليحاً، منذ عهد الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، وخلال عهد رونالد ريغان. وهو ما أفصح عن نفسه في تأسيس علاقة تكافلية بين الكيان الصهيوني، والطغم العسكرية النازية الجديدة في أمريكا اللاتينية كما في الأرجنتين وتشيلي، والتي قامت بدور تاريخي مروع في ارتكاب مجازر وجرائم ضد الإنسانية ضد فئات عريضة من شعوب أمريكا اللاتينية، وخاصة جرائم الإبادة الجماعية بحق السكان الأصليين في أمريكا اللاتينية من الهنود الحمر في غواتيمالا، بالإضافة إلى الإشراف على عملية تحول الدول في أمريكا اللاتينية إلى مجتمعات فاشلة وحطام من البشر بقوة القمع والحديد والنار و التعذيب و الإبادة الجماعية لضمان الاستغلال غير المشروط بأي ضابط اجتماعي لموارد أمريكا اللاتينية، كما كان في حالة دعم وتدريب وتمويل وتسليح متمردي الكونترا في نيكاراغوا عبر إرسال الأسلحة الأمريكية عن طريق الوسيط الصهيوني لها من خلال عملاء ومرتكزات ذلك الأخير في السلفادور وهندوراس، و كان من نتائجه تحول نيكارغوا إلى مثال وصفي عن الدولة الفاشلة على كل الصعد و المستويات.

ولضمان عدم محاولة الكيان الصهيوني الانفلات من دوره الوظيفي المحدد له حسب إرادة ساسة الغول الإمبريالي الأمريكي في واشنطن، والتفكر بالتحول إلى مجتمع شبه طبيعي، عبر تأسيس حالة سلام حقيقة داخلية فيه من خلال تحقيق عدالة سياسية واجتماعية بين المكونات الغرائبية والمتعددة التي تحكم الهوية المصطنعة للمواطن في الكيان الصهيوني، وسلام فعلي واقعي مع جيرانه الجغرافيين، دأبت الولايات المتحدة دائماً على ردع ووأد أي إمكانية لتحقيق أي شكل ذي معنى سوى ذلك اللفظي المحض من ذلك السلم داخلياً أو خارجياً، عبر تعزيز دعم كل الاتجاهات المتطرفة في داخل الكيان للوصول إلى مراكز صنع القرار وسدة السلطة، بالإضافة للتدخل الفاعل لإجهاض أي اتفاق سلام حقيقي كان من الممكن الوصول إليه في عدة مراحل صيرورة المحنة الفلسطينية على المستوى الفلسطيني والعربي، أهمها قد يكون رفض تلك الدعوة التي طالب بها الطاغية صدام حسين، إبان غزوه للكويت، مقايضاً انسحابه من الكويت غير المشروط بحل شامل للقضية الفلسطينية يضمن عودة اللاجئين إلى أرضهم، وانسحاب الكيان الصهيوني إلى حدود ما قبل نكسة يونيو، وهو ما رفضت إدارة بوش الأب النظر به، واختارت بدلاً عنه تهشيم العراق، و هو ما استجابت له وسائل الإعلام المتسيدة بإخفاء تلك المبادرة وغيرها لصالح الإبقاء على حال الكيان الصهيوني ثكنة وقاعدة عسكرية مفرغة من كل الاحتمالات والإمكانيات لتحولها تدريجياً إلى مجتمع شبه طبيعي يعيش فيه الأفراد المتشاركون فضاءه الجغرافي بأمن وسلام بديهي يسعى له كل حيوان عاقل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلتنا: مقتل شخص في غارة استهدفت سيارة بمنطقة أبو الأسود ج


.. مشاهد جديدة من مكان الغارة التي استهدفت سيارة بمنطقة أبو الأ




.. صحفي إسرائيلي يدعو إلى مذبحة في غزة بسبب استمتاع سكانها على


.. هجوم واسع لحزب الله على قاعدة عين زيتيم بالجليل وصفارات الإن




.. شمس الكويتية تسب سياسيي العراق بسبب إشاعة زواجها من أحدهم