الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعوب العربية عصية على التطبيع وقادرة على إفشال مخططات العدو الصهيوني

عليان عليان

2020 / 11 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


مخطط التطبيع مع العدو الصهيوني، يسير بخطوات متسارعة جدا ، بعد توقيع اتفاقات التطبيع، بين كل من دول الإمارات والبحرين والسودان مع الكيان الصهيوني، وبات الرئيس الأمريكي " دونالد ترامب" يعلن أن خمس دول أخرى في طريقها للانضمام لهذا المسلسل ، وعلى رأس هذه الدول السعودية – التي تشكل جائزة أمريكية كبرى في مسلسل التطبيع مع العدو الصهيوني – التي هي عملياً تشكل المايسترو الحقيقي لمسلسل التطبيع والراعية له ، وتتأنى في إعلان التطبيع الرسمي لأسباب تكتيكية.
اللافت للنظر ،أن الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية، استفاداً من تجربتهما بعد معاهدة كامب ديفيد ووادي عربة مع كل من مصر والأردن ، من زاوية أن التطبيع ظل محصوراً في السياق الرسمي ، ولم يحقق اختراقاً على المستوى الشعبي ارتباطاً بمسألتين هما :
أولاً : أن التطبيع الشعبي، ووجه برفض هائل من قبل الشعبين المصري والأردني وتشكلت في هذين البلدين حركات لمقاومة التطبيع، تستند إلى مواثيق شرف محددة.
وثانياً: أن الحكومتين المصرية والأردنية ، لم تتخذا خطوات وإجراءات عملية وقسرية لنقل التطبيع من الحيز الرسمي إلى الحيز الشعبي ، لدرجة أن نظام الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك -الذي سبق أن جرى وصفه من قبل الوزير الصهيوني السابق ديفيد بن اليعازر "بأنه كنز استراتيجي لإسرائيل"،- كان يتعقب ويحاسب عبر جهاز مخابراته كل مصري يزور الكيان الصهيوني .
لقد فشل العدو الصهيوني فشلاً ذريعاً في إنجاز اختراق شعبي يذكر في مصر على الصعيد الثقافي ، رغم أن نظام كامب ديفيد عمل على تغيير المناهج ، لكن الموروث الوطني والقومي والديني ، الذي يختزنه الشعب المصري في ذاكرته ووجدانه ، شكل سداً منيعا في مواجهة التطبيع ، كما أن النخب الثقافية الوطنية والقومية المصرية، لعبت دوراً مركزياً في التصدي للتطبيع ، ومنعت محاولات العدو المتكررة المشاركة في معرض القاهرة للكتاب.
وفي الأردن : صحيح أن بعض الشخصيات والشركات مارست التطبيع بشكل مناقض لتوجهات الشعب ، وصحيح أن الحكومة الأردنية قد اعترضت في مرحلة سابقة على نشر لوائح سوداء تضم أسماء الشركات والشخصيات المطبعة ، لكنها لم تعترض ولم تعاقب الرافضين للتطبيع ، حيث شكلت القوى الوطنية والقومية واليسارية في الأردن لجنة حماية الوطن ومجابهة التطبيع ، تضم في إطارها لجان مقاومة التطبيع في رابطة الكتاب وفي النقابات المهنية ، وفي مختلف المؤسسات الثقافية .
تجدر الإشارة هنا إلى أن العضو النقابي ، في أي نقابة من النقابات المهنية الأردنية، يؤدي يمين القسم الرافض للتطبيع، كشرط لقبوله في عضوية هذه النقابة أو تلك ، ناهيك أنه يجري فصله من النقابة التي ينتمي إليها، إذا تبين أنه مارس التطبيع، وخالف ميثاق الشرف بهذا الخصوص.
لقد استفاد الكيان الصهيوني هذه المرة – كما أسلفت- من تجربتي كامب ديفيد ووادي عربة ، من خلال عدم الاكتفاء بالتطبيع الرسمي ، وعمل على إنجاز تطبيع شعبي في موازاة التطبيع الرسمي ، بدعم من حكومتي الإمارات والبحرين ،ناهيك أن بعض الدول المطبعة كالبحرين، تفرض عقوبات بحق من يرفض التطبيع ، وما يحدث فيها من قمع للمظاهرات الرافضة للتطبيع ، وزج الآلاف في السجون لمؤشر على إصرار بائس للسلطات المطبعة، لفرض التطبيع بالقوة .
وبتنا نشهد وبتوجيه من السلطات المطبعة، إرسال الوفود الرياضية والفنية للكيان الصهيوني، ودعوة النوادي الرياضية الإسرائيلية ، للدخول في مباريات مع نوادي وفرق الدول المطبعة، وفرض وجبات الطعام الإسرائيلية في فنادقها ومطاعمها وتوقيع اتفاقات في مختلف المجالات العلمية والتقنية والاقتصادية ، وتسيير عدد كبير للرحلات الجوية منهما إلى مطار بن غوريون (اللد ) وإلغاء متبادل لتأشيرات الدخول .
وتأتي خطوة تسيير رحلات بحرية، لنقل الراغبين في، الحج والعمرة من الفلسطينيين في مناطق 1948 ، والذين يحملون الجنسية الإسرائيلية ، من ميناء إيلات ( أم الرشراش)إلى ميناء جدة ، الذي يقع على مسافة (70) كيلو متراً من مكة المكرمة ، على مثن سفن إماراتية لتكشف عدة مسائل على نحو :
أولاً : أنها تدفع باتجاه نقل التطبيع الشعبي إلى العرب في مناطق 1948 ، بهدف إضعاف الموقف الفلسطيني الرافض بالمطلق للتطبيع.
ثانياً : أنها تعكس تبادل الأدوار ما بين السعودية والإمارات ، فرغم أن السعودية هي الحامل الرئيسي للتطبيع في دول الخليج ، إلا أنها أوكلت نقل التطبيع إلى المستوى الشعبي من خلال الإمارات ، فمتعهد النقل البحري من ميناء إيلات إلى ميناء جدة لا يمكنه أن يقدم على هذه الخطوة ،دون موافقة وتفويض محمد بن سلمان.
ثالثاً : أنها تكشف وبأثر رجعي حقيقة تنازل نظام السيسي عن جزيرتي تيران وصنافير في خليج العقبة المصريتين للسعودية ،رغم أطنان من الوثائق التي تؤكد ملكية مصر لهما ، فالسفن المفترض أن تنقل الحجاج من ميناء إيلات( أم الرشراش) إلى ميناء جدة ، سيجري توفير التسهيلات لها من قبل الجهات المسيطرة على الجزيرتين المذكورتين.
رابعاً : أنها تستهدف حرمان الأردن من الامتيازات السياسية والمعنوية- والمادية نسبياً- المتحققة له من مرور الحجاج الفلسطينيين، من مناطق 1948 عبر أراضيه وذلك عقاباً له على موقفه الضمني، الرافض لصفقة القرن ،وخاصةً رفضه للبند المتعلق بالقدس ،ولقرار ضم منطقة الغور وشمال البحر الميت للكيان الصهيوني.
ولا يمكننا حتى اللحظة الحكم ،على مدى تمكن الكيان الصهيوني وحلفائه الجدد من المطبعين، من تحقيق نجاحات فعلية على المستوى الشعبي ، رغم إجراءات القمع القاسية التي تطبقها أنظمة التطبيع الجديدة ، لكن الأمور في التقدير الموضوعي تسير باتجاه مقاومة شعبية مطردة لهذا المنحى التطبيعي ، وما المظاهرات الصاخبة والمستمرة في البحرين والسودان ضد التطبيع مع العدو الصهيوني ، إلا دليل على رفض الشعوب الكبير لهذا المسار ، وأن هذه الاتفاقات قد تلقى ذات المصير الذي واجهته في موريتانيا ، حين أقدم الشعب عبر قواه الحية على إلغائها وعلى حرق وهدم السفارة الصهيونية ، لتصبح أثراً بعد عين .
انتهى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انطلاق معرض بكين الدولي للسيارات وسط حرب أسعار في قطاع السيا


.. الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على بنى تحتية لحزب الله جنوبي




.. حماس تنفي طلبها الانتقال إلى سوريا أو إلى أي بلد آخر


.. بايدن يقول إن المساعدات العسكرية حماية للأمن القومي الأمريكي




.. حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول إلى حزب سياسي إذا تم إقا