الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لغة الضاد بالفرنسية!!!

احمد جمعة
روائي

(A.juma)

2020 / 11 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


الرسوم الفرنسية زوبعة فجرت العقل العربي الإسلامي وأخرجته من قمقمه...بهذه الزوبعة التي ستهدأ وسينساها الجميع كما نسوا كل الهزائم الكارثية التي مرّت ولم تُغير شيئًا من العقل الذي رضخ للاستفزاز... كما كان دائمًا الصراخ هو الهروب للأمام والتشنج هو ملاذ المحتالين من أمثال ارودغان أحمق تركيا التي سرقها من علمانيتها بغفلةٍ من العالم .... كان التشنج الفكري! الغوغائي هو الاستنتاج للرسوم الفرنسية ولم يتوقف المتشنجون عند واقعة قطع رأس المعلم الفرنسي ولا ذبح النساء وكأنما الرسوم حجة لتبرير القتل...
كلما علا صوتك كلما فقدت احترامك، فعقول العالم المختلفة تدرك الحقيقية من دون صراخ أو ضوضاء، فهناك عقول تُسيّر هذا العالم ورغم كلّ الفوضى التي تعم الأرض إلا أن ثمة من يفكر ويتأمل ويقرر، أن يقف معك أو ضدك وفي غالب الأحيان ومن خلال التجارب والنتائج على مدى قرن من الزمن بالعصر الحديث ثبت أن الضجيج والصراخ والتهديد والمقاطعة لم تحقق أي انتصار بأي مجال أو قطاع أو كيان...فعلى صعيد القضية الفلسطينية خسرت القضية كلّ ما كانت تتمتع به من حيز ودعم وأرض واعتراف حتى كادت تفقد اسمها...
وعلى صعيد العلاقات مع الدول والشعوب...خسرنا تقريبًا كل قضايانا التي دافعنا عليها بصوت عالٍ ولم نكسب إلا بالعقل والحكمة والدبلوماسية الهادئة وقد كان الكاسبين بهذا الطريق الرئيس الشجاع الراحل أنور السادات، فحين عاكسه بعض العرب مثل حافظ الأسد خسرت سوريا وجودها على الخريطة وحين سار معه الأردن كسب أرضه واستقراره... وهكذا يبدو الصوت الطنان والرنان بلا عقل ولا فعل هو الذي أدى بنا في أماكن كثيرة إلى الهاوية...وما زالت هناك الملايين منا لا تملك غير هذا الصوت...
منذ الحرب العالمية الثانية تعلم العالم، وعلى مرّ التاريخ العاصر، أن السلام والتفاهم والعقل هو الذي يحقق الانتصارات والنجاحات وعندما عاكست الولايات المتحدة هذا الدرس في حرب فيتنام خسرت ومن يومها تعلمت متى تتحكم بنفسها وأولت شئونها للبناء والانجاز، فخاضت المغامرات والمجازفات ولكن بصوت عاقل وليس بالضجيج والضوضاء...وكذلك الدول التي خاضت الحروب واكتوت بها وعانت مرارة وتداعيات الحرب، أدركت أن عليها إذا أرادت الاندماج في العالم وتحقيق الرخاء والسلام لابد لها من عقلانية في التعامل مع الشعوب والتغلب على العنصرية والتطرف والتشنج والصراخ والولوج إلى عالم يسوده التفاهم رغم ما فيه من فوضى وهكذا تغلبت كثير من الشعوب على يأسها وحققت انتصاراتها بالعقلانية... وقد صعقت مؤخرًا وأنا أشاهد فلسطيني يحرق سيارته احتجاجًا على الرسوم وآخر يصنع أحذية يكتب عليها أسمي ترامب وماكرون وآخرون يتفننون في التشنج ودفع الغرب إلى مزيد من التعنت والتشدد ونبذنا، كل هذا يدل على إننا ما زلنا لم نفهم الآخر ولن نفهمه وسنخسر المزيد من قضايانا حتى لو كان الحق معنا لأننا لا نملك العقلانية والموضوعية ولغة التفاهم مع الآخر دون تشنج...فنحن أسرى سياسة القطيع وهذه هي المشكلة الازلية معنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط


.. جيش الاحتلال يعلن إصابة 4 جنود خلال اشتباكات مع مقاومين في ط




.. بيان للحشد الشعبي العراقي: انفجار بمقر للحشد في قاعدة كالسو