الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غدا يتوجه الناخبون الى صناديق الاقتراع / حول دور اليسار في الانتخابات الأمريكية

رشيد غويلب

2020 / 11 / 2
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


يتوجه الناخبون الامريكيون هذا اليوم الثلاثاء الى المراكز الانتخابية لاختيار رئيس جديد للبلاد. ومؤكد ان اهمية هذا الحدث تتجاوز حدود البلاد، لتؤثر بدرجات متباينة في مجمل الصراعات التي يشهدها العالم، خصوصا في مناطق الأزمات الحادة. لكن تأثيره الاكبر سيكون بالطبع على الصراع السياسي والاجتماعي داخل الولايات المتحدة الأمريكية ذاتها.
في ادناه نقدم عرضا مكثفا لمساهمتين نشرتهما مؤخرا جريدة الحزب الشيوعي الأمريكي للمناضل المعروف ضد العنصرية والامبريالية والحرب، النائب السابق لرئيس الحزب الشيوعي الأمريكي جارفيس تاينر.

ملامح الانتخابات الرئاسية
عند الحديث عن ملامح الوضع الراهن ينصب التركيز على أزمة كورونا، وردود فعل ترامب الحمقاء عليها. بالإضافة الى ذلك هناك الفجوة العميقة في توزيع الثروة، وتنامي سلطة الشركات، وأربع سنوات رهيبة من رئاسة ترامب، والميليشيات المسلحة التي اقتحمت عواصم الولايات وارادت اختطاف حكامها، وفوق هذا كله يبرز امام الجميع تهديد الفاشية.
وبالتوازي، شهدت السنوات الأربع الماضية انطلاق قوى ديمقراطية ضاغطة: احتجاجات الهجرة في المطارات، المسيرات النسوية وما تمخض عنها من قوة تصويتية في 2018، تجدد النضالات العمالية في إضرابات 2019-2018، النسخة الجديدة من احتجاجات حركة “حياة السود مهمة” بعد أن قتلت الشرطة بريونا تايلور وجورج فلويد وغيرهما من الأمريكيين الأفارقة، وإضرابات الشباب لدرء مخاطر التحولات المناخية، والتظاهرات ضد انتشار الاسلحة والعنف، وغيرها الكثير.
الآن تتوجه هذه القوى مجتمعة الى صناديق الاقتراع. ولا يستطيع حتى وباء كورونا إيقاف المقاومة الانتخابية الوطنية التي تتشكل.
وتتوقف إمكانية تحويل الديناميكية الانتخابية الحالية الى تغيّر حقيقي، على النجاح في تغيير ميادين النشاط، وفي التخلص من ترامب وخطر الفاشية الماثل، ومواصلة الطبقة العاملة بتنوعها النهوض والاستجابة للتحديات، واستمرار مسيرات الناس، وحرصهم على المشاركة في التصويت، ومطالبة الحركات الشعبية بالتغيير.

تكتيكات اليسار المطلوبة
يعطي الدعم الواسع لتحالف مضاد لترامب في انتخابات الرئاسة، زخما كبيرا لمرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس. وإذا استمر تأثير عمل القواعد الشعبية المهم، وتزايد التسجيل الهائل لصالح الديمقراطيين والتصويت المبكر، فسينتهي حكم ترامب الوحشي. علما ان هذه ليست معركة الديمقراطيين ضد الجمهوريين، بل هي معركة الشعب ضد رئيس يميني متطرف فاشي الفكر، وضد حزبه.
ويمكن لانتصار القوى الديمقراطية على اليمين المتطرف أن يغير المشهد السياسي للناس العاملين ويمهد الطريق لإحراز تقدم هائل للتحالف الديمقراطي بأكمله. وتكمن الاهمية القصوى للحركة المضادة لترامب في كونها تحالفا لقواعد شعبية ديمقراطية متعددة الأعراق من ملايين العاملين. وهي حركة عابرة للأجيال ومتنوعة سياسيا وجغرافيا، وتضم النقابات وأهم المنظمات المدافعة عن الحقوق المدنية وحرية الافراد في خياراتهم الحياتية، بما في ذلك حركة “حياة السود مهمة” و”انا أيضا”، والمطالبين بأنهاء عنف الشرطة، والمناضلين في الخطوط الأمامية ضد وباء كورونا، والحركات المكافحة في سبيل احتواء تأثيرات التغيرات المناخية، كذلك المناضلين في سبيل قطاع صحي منتج، ورعاية صحية للجميع.
ويمكن للقوى الديمقراطية المتنوعة المستعدة لدحر ترامب، الضغط على الحزب الديمقراطي بعد الانتخابات عبر مطالباتها التقدمية المتزايدة، وفي الوقت نفسه النضال ضد الرجعيين اليمينيين، الذين سيعارضون بالتأكيد أية أجندة تقدمية، ويسعون لتدميرها.
ان غالبية اليسار الأمريكي تدعم التحالف الواسع ضد ترامب، لكن البعض لديه مخاوف معينة. وعلى الرغم من ذلك يجب أن يكون اليسار جزءاً من هذا التحالف التاريخي الواسع قبل الانتخابات وبعدها.
ان جزءا من الذين يتبنون الاشتراكية كهدف إستراتيجي، ولا يريدون التعاون مع الديمقراطيين والليبراليين، يرفضون مفهوم الجبهة الموحدة. والكثير منهم يصارعون فكرة الإصلاح. وتظهر الى السطح ثانية فكرة اهون الشرين كقضية تكتيكية. ويعني قبول مفهوم الجبهة الموحدة ومرحلة النضال الديمقراطي ان الطريق الى الاشتراكية يفتح عبر النضال في سبيل الإصلاحات الديمقراطية. ولليسار تاريخ طويل في بناء جبهة موحدة ذات تعدد أيديولوجي. وان شعار “ثورة ام اصلاح” يصبح، ارتباطا بظروف الصراع في الولايات المتحدة، مضللا وضيقا سياسيا.
فالشعار الأفضل والأكثر فاعلية هو “الإصلاح والثورة”. ذلك ان تنوع التفكير مع وحدة العمل شكل حقيقة تكتيكية للطبقات والحركات الاجتماعية عبر التاريخ. والنضال في سبيل الاشتراكية مترابط مع النضال في سبيل الديمقراطية. وان لحظة النضال التاريخي تتطلب تضافر جميع السواعد، وهنا يكتسب اليسار دورا فائق الأهمية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقاله اميركيه عاقله تبعث الامل للانتصار على فاشية
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2020 / 11 / 3 - 03:12 )
ترامب في انتخابات هذا اليوم الثالث من نوفمبر 2020 شكرا للاستاذ رشيد على ترجمته لهذه المقاله المفيده -تحياتي


2 - بايدن يتقدم ، و لا مفاجأة لو فاز ترمب !
محمد بن زكري ( 2020 / 11 / 3 - 11:19 )
أميركا امبراطورية شائخة آيلة للتصدع ، موازنات تمول بالعجز ، و دَيْن عام تجاوز سقف 26 تريليون دولار ، بينما الثروة تزداد تركزا في أيدي 1% من السكان .
و ليس من فارق بين الحزبين المتنافسين ، سوى أن الديمقراطي يَقبل بالمثلية ، بينما الجمهوري يرفضها (حسب توصيف تشومسكي) . فأيّاً من يكون الفائز ، لا تَحوُّل جوهريا في السياسات الأميركية .
و رغم تقدم بايدن في استطلاعات الرأي ، و رغم كل (الكوارث) الترامبية ، فللديمقراطية الأميركية (الشكلية) طابعها المخاتل !
ترمب هو الأصدق تعبيرا عن حقيقة (القيم الأميركية) ، بما يمثله من نزعة الاستحواذ و الهيمنة الامبريالية ، و بما يتبناه من أيديولوجيا النيوليبرالية و منظومة أفكار المحافظين الجدد ، و بإيمانيته الدينية الكالفينية (المتطرفة) ، و بما يتصف به من عنصرية الرجل الأبيض و عنجهية الآباء المؤسسين الغزاة الانجلوساكسون (الزنابير) .
و فضلا عن أميتهم السياسية ؛ فإن أغلب الأمريكان البيض - من كل الطبقات - هم عنصريون ، و يجدون في قرارات ترمب المجسدة لمبدأ (أميركا أولا) تنفيسا عن كراهيتهم للآخر .
لذا .. فلن يكون الأمر مفاجئا ، لو فاز ترمب بعهدة رئاسية ثانية


3 - تعليق 2 كلام مكرر فارغ يتداوله الاسلاميون والقوميو
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2020 / 11 / 3 - 17:45 )
والقوميون العرب وذوي العقائد الجامده من بعض اليساريين-اميركا مجتمع هائل وعظيم مقارنة بجميع دول العالم فيه ارقى العلوم والفنون والتكنولوجيات والاداب-فيه اعظم عظماء البشريه في جميع المجالات وفيه ايضا بعض السفهاء والرجعيين ولكنهم ليسوا الاعلون-وحتى لو كان صحيحا ان 1بالمئه فيها يسيطر على غالب الثروه اساءل الاخ صاحب التعليق 2 اين يضع هؤلاء الاثرياء ثرواتهم هل مثل عجائزنا في الجوراب ام انهم يوظفونها في الاقتصاد الوطني الاميركي ولهم منها النزر القليل لاستهلاكهم واكثر من 99بالمئه يعود للاستثمار او الى حساباتهم المصرفيه التي تذهب للقروض الاستثمارية او الاستهلاكية لافراد المجتمع الاميركي حتى اننا نعرف ان الاميركان -العاديين يستهلكون اكثر من مداخيلهم-ان ارباح الراسماليين فعليا نوع من انواع التراكم للراسمال الاجتماعي بل فعليا من افضلها فعليا وليس شكليا او حسابيا ثم يقول المعلق ان الاميركان اميون سياسيا ارجوك دلني على مجتمع في العالم افضل منهم سياسيا ووعيا -ربما العرب الذين يقتلون بعضهم بعضا ليل نهار بشكل لم يفعله بهم عدو حتى الان -ان كان للعرب عدو-اميركا على راس البشرية التي تتقدم الى الامام


4 - و كورونا شاهد إثبات على سقوط الحلم الأميركي
محمد بن زكري ( 2020 / 11 / 3 - 20:31 )
لست ممن تروق لهم المهاترات حتى ابادل الآخرين التقاذف بألفاظ التسفيه و التتفيه و الإسقاط . من نوع (كلام فارغ ، و ذوي العقائد الجامدة) . و تجاوزا عن ذلك ، باختصار : مع أنه لا أحد ينكر على أميركا تقدمها التكنولوجي ، فلا أظن أن أحدا من المنبهرين بأضواء الحلم الأميركي الزائف - المتلالئة في لاس فيغاس - يجرؤ على إنكار أن أميركا مدينة بما يتجاوز 26 ترليون دولار ، و ان اقتصادها قد يعجز عن الإيفاء بسداد خدمة الدين العام المرشح للارتفاع الى ما فوق 100% من الناتج المحلي الاجمالي ، و الترقيعات الكينزية لم تعد مجدية رغم (البلطجة) الأميركية و دبلوماسية حاملات الطائرات . أما تركز الثروة بأيدي القلة ، فهو دليل خلل (بنيوي) يشطر المجتمع رأسيا إلى سادة مهيمنين و عبيد أجراء . و قد رأينا في أزمة الرهن العقاري كيف لجأت آلاف الشركات من رموز قوة الاقتصاد الاميركي إلى قانون الإفلاس (شركة جنرال موتورز مثلا) كي تعيش . و يكفي دليلا على الامية السياسية أن يصل ترمب الى الرئاسة ، بينما يفشل ساندرز في الترشح عن حزبه . و لستُ إسلاميا و لا عروبيا ، و لا أقرن اسمي بلقب (دكتور) لأنه ليس مدونا لي في شهادة الميلاد . خلاص بس

اخر الافلام

.. السعودية.. شخص يطعم ناقته المال! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. الادعاء الأمريكي يتهم ترامب بالانخراط في -مؤامرة إجرامية-




.. هذا ما قاله سكان مقابر رفح عن مقبرة خان يونس الجماعية وعن اس


.. ترامب يخالف تعليمات المحكمة وينتقد القضاء| #مراسلو_سكاي




.. آخر ابتكارات أوكرانيا ضد الجيش الروسي: شوكولا مفخخة