الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا الانتخابات الأمريكية غير ديمقراطية

ضياء الشكرجي

2020 / 11 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


بكل تأكيد أنا لست من الذين يعتمدون ما يسمى بمعاداة أمريكا Anti-Americanism كما هو الحال مع الإسلاموية Islamism والعروبية Arabic Nationalism واليسار الراديكالي أو اليسار الكلاسيكي، وإن كنت لست أمريكي الهوى، بل أنا أكثر ميلا لأورپا لأنها أكثر عقلانية وأشد التزاما بمبادئ الديمقراطية، وبالتالي فإني أتخذ موقفا ناقدا وليس معاديا من أمريكا، أي ما يسمى USA Critic.
لكن دعوني أبين لماذا أعتبر الانتخابات الأمريكية، وعلى وجه الخصوص الرئاسية غير ديمقراطية، وذلك بقطع النظر من الموقف من سياسة الولايات المتحدة الأمريكية، وبقطع النظر عما ستكون نتائج انتخابات يوم غد، وما إذا سنشهد فوزا ترمپيا أو بايدنيا.
أمريكيا يمكن اعتبار الانتخابات الرئاسية الأمريكية عموما ديمقراطية، حتى لو كانت هناك ملاحظات على النظام الانتخابي، خاصة فيما يتعلق بما هو معروف بـ(رجال ونساء الانتخابات)، لكنها عالميا تعد بالتأكيد انتخابات لاديمقراطية.
ودليلي على زعمي هذا، هو بما إن الولايات المتحدة تصر على وضع نفسها في موقع قائدة العالم، وسواء كان لذلك تأثيرا إيجابية أو سلبية، وذلك نسبة إلى هذا أو ذلك الجزء من العالم، وبحسب اختلاف ظروف كل جزء من عالمنا، وبحسب الاختلاف النسبي في سياسة الإدارة الأمريكية، بحسب من أيٍّ من الحزبين ويكون الرئيس، وحسب اختلاف شخصية كل رئيس عن الآخر. لكن يكاد لا يكون بلد في العالم لا يقع بنسبة أو بأخرى تحت تأثير السياسة الأمريكية، إيجابا أو سلبا.
إذن فمن حق شعوب العالم كلها أن يكون لها رأي في انتخاب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، ولا يكون القرار حصرا للشعب الأمريكي.
من هنا لا تكون عالميا الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة ديمقراطية، إلا بجعل حصة النصف لسائر شعوب العالم في حق انتخاب الرئيس الأمريكي، وتكون حصة النصف للشعب الأمريكي نفسه، وهذا فيه إنصاف للشعب الأمريكي، إذا علمنا أنه لا يمثل إلا 4% من سكان كوكب الأرض.
ومن هنا يجب أن تشرف الأمم المتحدة، لكن عندما لا تكون خاضعة لتأثيرات الولايات المتحدة، على انتخابات حرة ديمقراطية نزيهة للرئيس الأمريكي في كل دول كوكب الأرض.
وهنا أذكر مثالا من كل من العراق وإيران وأورپا. ففي العراق على سبيل المثال يمكن تقسيم الناخبين العراقيين للرئيس الأمريكي إلى عدة فرائق، على النحو الآتي:
1. فريق رافض للتدخل الإيراني يميل إلى انتخاب الرئيس الأكثر تشددا ضد النظام الإيراني.
2. فريق موال لنظام ولاية الفقيه يفضل انتخاب الرئيس الأكثر مرونة في سياسته تجاه النظام الإيراني.
3. فريق تهمه القضية الفلسطينية، يفضل انتخاب الرئيس الأقل انحيازا لإسرائيل.
4. فريق لا يرى فرقا بين المرشحين المتنافسين إذ يرى إن السياسة الأمريكية ثابتة في الجوهر، وهناك لوبي هو الذي يصوغ هذه السياسة، بقطع النظر عما إذا كان الرئيس جمهوريا أو ديمقراطيا.
5. فريق لا يرى نفسه معنيا بذلك.
6. فريق رغم حرصه على المصالح الوطنية لبلده، يقدم مصالح عموم شعوب العالم على مصالح شعبه حصرا، لذا سيختار من هو أنفع لمصالح أكثر شعوب كوكب الأرض، ومن هو أكثر انسجاما مع مبادئ الديمقراطية والسلام والحداثة وحقوق الإنسان.

فمن العراقيين، لاسيما من الأكثرية الرافضة للأحزاب المتنفذة الموالية للنظام الإيراني، من يتمنى تجديد الولاية لترامپ، لأنه أكثر تشددا تجاه إيران، أملا منهم أن يساعدهم على طرد النفوذ الإيراني، لكن منهم، وربما يمثل هؤلاء أقلية، وأنا منهم، من يرى وجوب تقديم مصالح عموم العالم على مصالح الشعب العراقي حصرا، بالرغم من حرصهم على الشديد على المصالح الوطنية، لذا سيختار مثل هؤلاء من هو أنفع لمصالح أكثر شعوب كوكب الأرض، ومن هو أكثر انسجاما مع مبادئ الديمقراطية والسلام والحداثة وحقوق الإنسان، وحماية البيئة.
أما بالنسبة للشعب الإيراني فهم أيضا بأكثريتهم المعارضة للنظام، فيميلون إلى انتخاب المرشح الأكثر تشددا وصرامة مقابل النظام الإيراني.
أما بالنسبة لأورپا، فالديمقراطيون يميلون إلى المرشح الديمقراطي بايدن، والشعبويون اليمينيون يفضلون المرشح الجمهوري ترامپ.
وما قيل عن الشعوب التي ذكرت كأمثلة يمكن تطبيقه كقواعد عامة لمعظم شعوب العالم.
إذن من الإنصاف لشعوب العالم أن تكون لهم حصة في ودور في انتخاب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وإلا فهي انتخابات غير ديمقراطية، إلا إذا تخلت أمريكا عن دورها الذي تصر عليه في زعامة العالم، سواء رضيت ذلك أو أبته شعوبه.
02/11/2020








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف مستمر على مناطق عدة في قطاع غزة وسط تلويح إسرائيلي بعملي


.. عقب نشر القسام فيديو لمحتجز إسرائيلي.. غضب ومظاهرات أمام منز




.. الخارجية الأمريكية: اطلعنا على التقارير بشأن اكتشاف مقبرة جم


.. مكافأة قدرها 10 ملايين دولار عرضتها واشنطن على رأس 4 هاكرز إ




.. لمنع وقوع -حوادث مأساوية-.. ولاية أميركية تقرّ تسليح المعلمي