الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإعلامي المغربي عبد الكريم الأمراني يتعافى ويتجاوز مرحلة الخطر

عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)

2020 / 11 / 3
المجتمع المدني


في أحدث اتصال هاتفي به ،أكد لي الإعلامي والصحفي الكبير عبد الكريم الأمراني تعافيه ، وتحسن صحته ، وتجاوزه مرحلة الخطر بعد وعكة صحية كادت تفقده العضلات ، والأسعد من ذلك ،أنه شرع في الاستفادة من طب الترويض الذي جعل عضلاته تستعيد 80 بالمائة من حيويتها ونشاطها ، وهذا يسعدني كثيرا ، كما يحدث ضجة فرح قوية في كنف أسرته الصغيرة والكبيرة .
في بداية الثمانينيات، لم يكن لجريدة الاتحاد الاشتراكي الورقية أن تصلني بواسطة البريد العادي بعد تأخير لثلاثة أيام أو حتى أسبوع عن موعد إصدارها بالبيضاء ، وأن أكون في قلب الأحداث الوطنية من هموم وانشغالات وانتظارات المغاربة بالكلمة المعبرة والنظرة الشجاعة . كان ذلك حدثا ثقافيا بامتياز .و لم يكن لهذا العمل الجميل النبيل أن يتحقق على أرض الواقع سنة 1984 ، ويترك صدى طيبا وعميقا في النفس ، ويخلق توازنا الأشد تأثيرا وقوة على وضعي الاعتباري كأول مدرس تعرفه المنطقة النائية بتازة منذ فجر الاستقلال ، لولا دعم رجل من طينة نادرة يدعى عبد الكريم الأمراني .
منذ أواسط سنة 1984، سنتين بعد ولوجي سلك الوظيفة العمومية ، وحتى نهاية التسعينيات ، ظلت نسخ جريدة الاتحاد الاشتراكي الورقية تطرق بابي مزنرة بالأبيض، ومزدانة بعنواني الخاص باللغتين العربية والفرنسية عبر البريد العادي قاطعة المسافة بين الدار البيضاء إلى منطقة قروية نائية بإقليم تازة ، كانت تصلني متأخرة إلى بلدة بني يفتح 56 كلم شمال تازة و التي سأستوطنها لقرابة عشر سنوات كمدرس للغة العربية للسلك الابتدائي ، ورغم هذا الوصول المتأخر بيوم أو يومين ،عن موعد صدورها ،إلا أنها كانت مثل حلم جميل ، كانت تفتح أمامي شرفة بحجم الحياة، وفسحة أمل بلا ضفاف ، كان الصديق والصحفي الطيب الذكر الألمعي عبد الكريم الأمراني الذي كان عضو تحرير مركزي ويشرف لحظتها على عدة أبواب وصفحات بالجريدة ، لعل أبرزها الملحق الإعلامي الأسبوعي(عين على التلفزة ) هو صاحب هذه المبادرة الراسخة في الذاكرة ، وظلت مواظبة تدق بابي دون توقف حتى بعد رحيلي للعاصمة العلمية فاس بداية التسعينيات، لكنها ستتوقف فجأة ودون سابق إنذار ، لأسباب غير معلنة، توقف الاشتراك ولم تتوقف المساهمات لإغنائها صفحاتها الاجتماعية عامة والفنية على نحو خاص في تجربة تعانق ثلاثة عقود ونيف
اليوم عندما أتمعن وضع الجريدة ومسارها ،أضع يدي على قلبي حيرة وتحسرا على ذلك الزمن الذي كان صفيا وعميقا ونبيلا بكل المقاييس .كم أحن إلى الاتحاد الاشتراكي أيام زمان حين كانت للجريدة طبعتان، صبحية ومسائية وعشرات الألوف من القراء المتهافتين وصوت عميق وضارب وموغل في قضايا المجتمع ، وخط تحريري لا يهادن في الحق لومة لائم !!!!!
وإذا كانت الوعكة الصحية قد عطلت إلى حين حيوية هذا الرجل الكبير فإنها لم تستطع تحريك ولو قيد أنملة من قناعات واختيارات الرجل ، لقد ظل مدافعا مناضلا من أجل مغرب تغمره ديمقراطية حداثية ، كما كان رمزا لها بجريدة المحرر ثم الاتحاد الاشتراكي في الأحداث المغربية وأخيرا في جريدة صوت الناس حيث كرس خطه التحريري من أجل وطن بلا خيبات بلا لصوص بعيدا عن الانتهازية والوصولية المقيتة . وهذا ما جعله يراكم ويخزن ويقاوم بالكثير من الصبر، شحنات الأعطاب والخيبات التي عجلت بإسقاطه في وعكة صحية لم نتمناها طويلة وحقق الله سعيانا بذهابها .
في آخر اتصال لي بالأستاذ عبد الكريم الأمراني يوم 2 نونبر بالبيضاء أكد لي تحسن صحته وتماثله للشفاء بنسبة 80 بالمائة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيتو أمريكي ضد منح العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم الم


.. هاجمه كلب بوليسي.. اعتقال فلسطيني في الضفة الغربية




.. تغطية خاصة | الفيتو الأميركي يُسقط مشروع قرار لمنح فلسطين ال


.. مشاهد لاقتحام قوات الاحتلال نابلس وتنفيذها حملة اعتقالات بال




.. شهادة فلسطيني حول تعذيب جنود الاحتلال له وأصدقائه في بيت حان