الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-مجرد أمراءة- فيلم يروي قصة حقيقية عن جريمة شرف على يد تركي مسلم متشدد عام 2005 في ألمانيا

علي المسعود
(Ali Al- Masoud)

2020 / 11 / 4
الادب والفن


فجرت جريمة قتل الشابة التركية "هاتون سوروشو" قضية العنف ضد المرأة ، كما فتحت باب النقاش بشكل مكثف حول اندماج المسلمين في ألمانيا وحول علاقة جرائم الشرف بالإسلام . يعيش المسلمون فى أوروبا حالة من عدم الاتزان ، وذلك نتيجة حالة الفصام التى يعيشونها، بين تقاليد شرقية وواقع غربى، وبدافع من هذا الفصام تبرز الكثير من الامراض والازمات الفكرية في دول المهجر ومن هذه الظواهر ، ظاهرة جريمة الشرف ، هذه الجرائم لا تهدد النساء في الشرق الأوسط أو الدول الاسلامية ، وإنما أمتدت للمهاجرات الشابات في أوروبا ، واللواتي يواجهن مشاكل التوفيق بين الثقافة المنفتحة التي يعشنها في أوروبا وعائلاتهن المحافظة التي يصعب عليها الاندماج في تلك المجتمعات ومعتبرة الثقافات الأوروبية عدواً لعاداتها وتقاليدها . المجتمع الغربى أو المرأة الغربية لم يسمعوا عن جرائم قتل من أجل الشرف من قبل ، والسبب في هذه الجرائم يكون أحياناً عادياً ، مثل ذهاب البنت إلى الديسكو ، كما أن هناك حالات أخرى يعتبرها الغرب عادية ولا تشكل أى إساءة أو تجن فى حق الأسرة ، كقرار بنت بالانعزال عن الأسرة أو رفض الزواج من عربى أو تركى وتفضيل آخر أوروبى ، أو أن تصادق فتاة رجلاً غربياً ، ولا يزال الحجم الحقيقي لمشكلة جرائم الشرف في ألمانيا غير معروف نظرًا لأنَّ العديد من هذه الجرائم لا يُبلغ عنها، علاوة على عدم وجود إحصاءات موثوق بها. وتشير الأدلة إلى أنَّ جرائم الشرف - وهي نتاج للثقافة الإسلامية وأحكام الشريعة في المقام الأول ، إلى جانب بعض العوامل الأخرى ، المحرض الاساسي لجرائم (الشرف) هو الخطاب الديني للمساجد والجوامع المنتشرة بشكل كبير في أوروبا ، خطاب يفتقد كثيراً إلى الاعتدال ، خطب الجمعة التى تأمر الشباب بعدم الاندماج فى المجتمع الأوروبى ، وتنعت الأوربيين بالكفرة والنصارى واعتبارهم أنجاسا ، بل ويصل الامر بأن يطالب بعض المسلمين فى الغرب بتطبيق الشريعة الإسلامية والبعض الآخر يعتبرها هى الوحيدة القادرة على إنقاذ العالم من الضلال والانحلال ، وهى الآراء التى يعتبرها الغرب دليلاً على عدم احترام القانون المدنى وإطلاق لفظة الكافرين على المجتمع الغربى . وإستنادًا إلى أحدى حوادث "جرائم الشرف" الواقعية التي ألهمت فيلم زميلتها المخرجة الألمانية ( فيو ألاداج) في فيلمها "عندما نغادر" الحائز على عدة جوائز ، أنجزت المخرجة " شيري هورمان " فيلما عن الضحية هاتون سوروكو، والتي قُتلت في 7 فبراير 2005 ، على يد شقيقها الأصغر حين تم إطلاق النار عليها ثلاث مرات في الشارع ، وتركها جثة هامدة ملطخة بدمائها برصاصات أطلقت عليها بالقرب من محطة للحافلات في برلين ، كانت هذه الجريمة (جريمة شرف ) حدثت على يد تركي مسلم متدين عام 2005 في ألمانيا والتي لفتت الانتباه إلى مثل هذه الجرائم المروعة ، وهي واحدة من القصص التي بدأت بالازدياد في أوروبا وبلاد المهجر . الفيلم من إخراج المخرجة شيري هورمان المولودة في نيويورك ولكنها نشأت في ألمانيا ، ومن أعمالها فيلم ("زهرة الصحراء") . قامت الكاتبة فلوريان أويلر بتكييفه بأمانة من كتاب "قتل الشرف : مصير ألماني" لماتياس ديس وجو جول . الضحية التركية-الكردية البالغة من العمر 23 عامًا ، هاتون "أينور" سوروكو وتقوم بالدور الممثلة (ألميلا باجرياشيك) ، تروي من القبر قصة قتلها شرفًا في شوارع ألمانيا على يد شقيقها الأصغر نوري يقوم بدوره (راوند طالب) ، الذي أقر بالذنب أثناء المحاكمة وهو في سن السادسة عشرة ، أجبرها والداها المسلمان المتشددان (ميرال بيرين ومورتوز يولكو) ، وهي الأكبر الفتيات من بين تسعة أشقاء على زواج مرتب وهي لازالت تلميذة من ابن عمها العنيف والمتخلف ، تقوم المخرجة شيري هورمان في فيلمها " مجرد أمرأة " شيري هورمان بعمل بارع في سرد قصة أينور ، بينما تقوم الممثلة باجرياشيك باداء للشخصية بشكل جميل ومعقول ومتعاطف ، دور شابة تحاول العثورعلى هويتها وسط هذا الاضطراب العائلي . تبدأ المخرجة شيري هورمان فيلمها " مجرد أمراءة" بهذه المعلومات ، والتي نتعلمها بعد أن أوضح صوت الراوية ، أن ما حدث لسوروكو يمكن أن يحدث لأي من النساء اللواتي ظهرن لفترة وجيزة خلال مقدمة الفيلم ، وهنً يسيران في شوارع برلين " مجرد امراة" و نساء عاديات . هؤلاء النساء المجهولات ، مثل سوروكو ، مسلمات ، وتحت سطوة العائلة المتشدد والأصولية التي تشوه دين الإسلام ، قد يكون فعل السير في الشارع ، أو كشف النقاب عن بعضهن ، أو عيش حياة عادية كافيًا من التبرير بموجب قوانين معينة لقتلهم والنتيجة غالبا ما تكون مخيفة. لدينا راوي وهو صوت أينور، يسرد بالضبط ماسيحدث ولماذاحدث ، وبعد ذلك نشاهد بشعور متوازي من التعاطف والرهبة مع الشخصية الرئيسية مسار حياة تلك الشخصية و نهايتها المأساوية، حيث يصل ماضي السيرة الذاتية للضحية تدريجياً إلى الحقيقة المرعبة المحتومة كيف انتهت تلك الحياة .
إستنادًا إلى واقعة حقيقية يعرض الفيلم الحياة القصيرة والموت القاسي والمؤلم لهاتون "أينور" سوروكو (ألميلا باجرياسيك) ، وهي امرأة تركية – كردية هاجرت عائلتها المسلمة المتدينة إلى برلين قبل أكثر من عشرين عاما ، فيلم "نور إين فراو" (إصدار 2019 من ألمانيا ؛ 105 دقيقة) يعرض القصة الحقيقية عن مقتل أينور . يبدا الفيلم بأمراة تحمل على يديها طفل صغير وظهرها الى الكاميرا وهي تمشي في أحدى شوارع المانيا وهي تعرف نفسها للمشاهد بالشكل التالي " ( أسمي هاتون ، هاتون سوروكو ، لكن الجميع ينادوني ( أينور) وهومايعني ( ضوء القمر ) ، قتلت على يد أخي الصغير في فبراير من عام 2005 ، لقد كانت جريمة شرف ، لقد مرُ وقت طويل على الحادث ، لذا فانا ميتة ، "هذه أنا" قتيلة و أخي هو قاتلي" في إشارة إلى جثة مغطاة بقطعة من القماش . ثم تعود بنا المخرجة الى شهر مايو من عام 1998 ، وقبل سبع سنوات من مقتلها "هاتون أو- أينور - طالبة في الصف الثامن في مدرسة روبرت كوخ في كرويتزبرغ حيث يقطن عدد كبير من الأتراك في هذا الحي البرليني ، تسير في الشارع عائدة من المدرسة وهي محجبة لان عائلتها متشددة في ذالك ، ترنم مع أغنيتها المفضلة التي تستمع اليها من خلال سماعات الاذن ، وبناءا على طلب والديها، تُجبرأينور على ترك المدرسة ، وتُجبرعلى السفر الى تركيا للزواج بإبن عمها في اسطنبول ، والديها ملتزمان بشدة بالتقاليد الكردية ، كان العريس ينتظرها وهو أبن عمها ، تم أختياره من قبل والدها "روهات" الذي يعمل في مخبز منذ اكثر من عشرين عاما في المانيا ، عائلتها تختلف عن باقي عوائل المسلمين الاخرين وهي متدينة جدا ، هم تسعة أطفال ، أخيها الكبير متورط في بيع المخدرات وهو على الدوام خلف االقضبات أو تحت المراقبة ، الثلاثة الاخرون هم الذين أثرو على حياتها ، الاول ألاخ طارق والثاني هو سنان ، يقال أن معدل ذكائه فوق الطببيعي ، ولكن لا تنخدع بمظره الوسيم فهو نتن التفكير والعقلية ، أما الآخ الثالث فهو ألاصغر نوري ، يهوى لعبة الملاكمة ويريد أن يصبح ملاكما ، أما ألاخ الرابع فهو أرام المتمرد على العائلة وقواعدها الصارمة ، فهو يرتاد النوادي وصالات الرقص بدل المساجد كما هو حال الثلاثة الاخرين ، لذا ارام خاسر بنظر اخوته الاخرين ، يتضح لنا أن الاخ أرام هو الوحيد الذي تستطيع " أينور" الوثوق به وكان سندا لها ، أرام طالب ويدرس القانون . والدتها "دينيا " قبل زفافها الى ابن عمها في أسطنبول توصيها " يجب ان لاترفعي صوتك ، الرجال لايحبون النساء وهن ّيصرخنّ بصوت عال ، كوني دائما لطيفة معه وتقومين بواجباتك الزوجية ، تعدين الطعام الطيب له ، أينور ستكونين فتاة طيبة ترضين الله وترضين زوجك بوتان" . بعدها تقوم الام بتعديل ثوب الزفاف وتناولها شفرة حلاقة وعندما تسأل البنت عنها تخبئها الام في اللباس الداخلي لابنتها العروس وتأمرها "عندما لم ينجح العريس في تنفيذ الامر إجرحي أصبعك بهذه الشفرة حتى يسيل الدم على فرشة الزواج ، أنشري الدم على الملاءات" ، هذه طريقة أخرى لتجنب "فضح" الرجل . من العار ان تفعل المراة مابنفسها او تنفيذ رغبة لها وسط هذا القمع المجتمعي، ومن العار ان تكون لها رغباتها الخاصة ، وأمر محزن ان تكسر أمراة التقاليد والاعراف ، ذالك يعتبر تشويه لسمعة الاسرة ورفض لقواعدها. بالنسبة الى المراة تعتبر كارثة حين تكسر قواعد الاسرة عكس الرجل وهذا هو المعتقد الديني قبل ان يكون تقليد الاسرة ، تخبرنا الراحلة هاتون أو أينور في سرد حكايتها ( من العار أن تكون لديك أرادتك ، رفض قواعد الاسرة و تشويه سمعتها و تلويث شرفهم ، في ثقافتنا جنس واحد له الحق في ارتكاب تلك الاخطاء المميتة وهو الرجل، أما المراة اذا دنست شرف الرجل فيجب ان تقتل ، كما أنها تسرد "المبررات" الستة لجرائم الشرف في ثقافتها ، وهي مخيفة كما تتخيلها ، رقم واحد : ترفض الزوجة الزوج المختار من قبل الاسرة ، ويرفض الزواج المرتب ، الفعل الثاني / اذا فقدت المرأة عذريتها قبل الزواج" ، لقد تجاوزت هاتون تلك النقطتين و باقي لها اربع نقاط . بعد عام واحد إنكشف الوجه الحقيقي للزوج ، وفي ابريل من عام1999 هربت " أينور" من منزل الزوج في أسطنبول ، وتعود الى برلين وهي حامل بعد تعرضها الى الاذي الجسدي ، عادت أينور إلى برلين مع ابنها الرضيع "كان ". وعلى الرغم من اعتراضات والدة أينور دينيا (ميرال بيرين) على هذا القرار ، ووكذالك معظم إخوتها الذين لم يصدقوا لوصف إبنتهم وحشية زوجها ابن العم ، بل وضعوا اللوم عليها في استفزازه ، واتفقوا على انها السبب ، ولايمكنها إدارة ظهرها الى الزوج بمجرد ضربها ، ترفض" أينور" طلب والدها ووالدتها بالرجوع الى زوجها ، صرخ أخوها سنان بوجهها وعليها ان تعود لزوجها حتى لايتربي أبنها بدون اب وكأنه لقيطا ، المدافع الوحيد هو أخوها أرام الذي يرفض ضرب ابن عمها لها . أخيرأ، سمح لها بالبقاء ولكن عليها ان تدفع الثمن الذي تفرضه التقاليد ، في حالة فشل الزواج تخضع المراة لحياة بائسة وعزلة عن العالم ، فقط يمكنها الصلاة والعمل بخدمة البيت ، ويمكنها مساعدة والدتها في الاعمال المنزلية ، ويجب ان لاتخرج من البيت بمفردها ، لايسمح لها بالذهاب الى المدرسة أو مراكز التدريب . يصدمها قرار أخيها المساند لها " ارام "بالسفر الى مدينة كولونيا لاكمال دراسته ، وعندما تهمس له : من سيقف معي في إكمال القصة ؟ ، يرد عليها " عليك تغادري انت أيضا و بأي ثمن !! ، في الربيع ولد أبنها وأسمته "كان " ويعني الحياة ، لكن البيت بدأ يضيق باعداد الشباب والبنات ، تشترك" أينور" مع الاخوات في غرفة ، وغرفة أخرى للأخوة وهي ممنوعة على البنات والعكس كذالك ، تعاني اينور من مضايقات الاخوة والاخوات بسبب صراخ الطفل . وتخبر والدها بالسماح لها بالخروج لانها بدات تختتنق والاشقاء يتضايقون من الطفل الرضيع وصراخه والفتيات لايستيطيعن النوم بسببه ، وكذالك تذمر الاخت شيرين بعدم التركيز في دراستها ، يتم التعامل معها على أنها منبوذة في منزلها حتى من قبل الأخت الصغرى شيرين (ميرف أكسوي) . ويقترح أحد الاخوة عليها النوم في المخزن بدل الخروج من البيت ، إنها مجبرة على العيش في خزانة ، ولكن الوضع ينفجر حين يحاول أخيها سنان التحرش الجنسي بأخته هاتون أو أينور وهي نائمة في المخزن مع إبنها ، ولم يصدق أحد من الأهل والاخوة اتهامها ، بل أعتبروا ذالك حجة للهروب من بيت اهلها ، وبعد ذالك وجدت حجة مرض طفلها وأدعائها بارتفاع درجة حرارته وعرضه على الطبيب للهروب من سطوة الاهل جحيم الاخوة الى دار رعاية الاسرة لغرض الانفصال عن أهلها ، قررت " هاتون" مغادرة المنزل والبحث عن حياتها الخاصة وبمساعدة البرامج الاجتماعية . تأخذ طفلها معها عندما تغادرعائلتها أيضًا ويتم وضعها من قبل الخدمات الاجتماعية الألمانية في منزل للأمهات غير المتزوجات القاصرات . تحاول أينور أن تشرح لأخصائية الاجتماعية الألمانية السيدة بيك (ليزا ويندل) علاقة الحب والكراهية التي تربطها بأهلها . أينور لديها علاقة حب / كراهية مع عائلتها. على الرغم من أنها تعلم أنهم يعتقدون أنها "عاهرة المانية" وغيره من النعوت ألغير أخلاقية ، إلا أنها لا تستطيع أن تنفصل عنهم تمامًا. تتمتع أينور بعلاقة أفضل قليلاً مع شقيقها آرام (الذي يلعب دوره أرمين وحيد يجانيه) ، الذي تثق به أكثر من غيره ، لكن جميع أشقائها ما زالوا متأثرين بمعتقداتهم الدينية المتطرفة ، وهم لديهم مستويات متفاوتة من عدم الموافقة على أسلوب حياة أينور الجديد . في هذه الأثناء ، ومن خلال تلك القفزة الكبيرة للشابة أينور في الانتقال من بيئة يهيمن عليها الذكور إلى بيئة أخرى . وجدت لها عمل في احد مراكز التسوق والتحقت بالدورة التدريبية كي تعمل بصفة كهربائي ، وهي الأنثى الوحيدة في فصلها . أنها تريد أن تصبح كهربائيًا وتعمل على ان تكون أمراة حرة ومستقلة وتعمل على تحقيق هذا الهدف ، بالإضافة إلى امتلاك حياة إجتماعية مع الأصدقاء والعلاقات الرومانسية ، بما في ذلك علاقة الحب مع رجل ألماني ، ويلعب الشخصية "جاكوب ماتشينز "، الذي يعاملها وابنها بحب واحترام . قررت "أينور " في النهاية الانتقال من برلين إلى فرايبورغ ، بعد فترة وجيزة من بلوغها سن الثالثة والعشرين .
على الرغم من أن أينور بدأت حياتها الجديدة ، إلا أنها لا تستطيع الهروب من عائلتها الكبيرة المتدخلة في أسلوب حياتها الجديدة ، ثلاثة من أشقائها العنيفين وهم - نوري (يلعبه راوند طالب) وطارق (يلعبه آرام أرامي) وسنان (يلعبه محمد أتشي) - مستاءون وبشكل خاص لأن أينور رفضت الحياة التقليدية كزوجة مسلمة خاضعة ، ويراقبون ما كانت تفعله في برلين . عندما رأى الأخوان أن أينور توقفت عن ارتداء الحجاب وبدأت في ارتداء الملابس الغربية مثل الجينز والقمصان ، شعروا بالفضيحة . الأخ الأصغر نوري هو الأكثر غضبًا من أينور ، خاصة عندما تبدأ بمواعدة رجل ألماني يدعى تيم (يلعبه جاكوب ماتشينز) وتجد السعادة معه لفترة وجيزة. انتهى المطاف بأينور وتيم بالعيش معًا ، ولم يمض وقت طويل قبل أن يبدأ إخوة أينور في مضايقتها وارسال رسائل التهديد لها و لحبيبها ألالماني (تيم) . لكن تهديدات إخوتها الحقيرة تخيف (تيم) ويتركها خوفا على سلامته . بعد إخبارالشرطة بالتهديدات التي تتلقاها أينور، يخبرونها الشرطة ، أنهم لا يستطيعون التصرف بناءً على التهديدات فقط ، ويحتاجون إلى شيء مادي أو أذى يحدث لها قبل أن يتمكنوا من التصرف . من الواضح أن هؤلاء البيروقراطيين يجب أن يتحملوا بعض من المسؤولية في المأساة والحفاظ على سلامة وأمن "هاتون" ، ولذايجب إعادة تقييم النظام القاصر حتى لا تحدث مثل هذه الحالات المستقبلية . يشرح سيناريو "فلوريان أويلر " هذا التصعيد داخل الأسرة بأكبر قدر ممكن من التفاصيل ، بالنظر إلى الحقائق الفعلية للقضية المطروحة . تتكهن رواية أينور ، المقدمة من وراء القبر ، بأن الإخوة المتشددين ، سعوا أو وجدوا تبريرًا دينيًا لاستعادة شرف العائلة من خلال (فتوى) من إمام في مسجد محلي ، حيث يتم تصوير الإمام على أنه ملتزم بالقانون الألماني ولكن بقوة التلميح إلى الطرق التي تعاقب الاخت ( الزانية ) بموجب مجموعة من الأيات القرانية . العنوان الألماني الأصلي للفيلم يُترجم إلى عنوان"مجرد امرأة" ، وربما نرى هذه الشخصيات المجهولة . هذه مجرد امرأة فلماذا يكون وجودها في غاية التهديد ، أو الإساءة ، أو حتى لا يستحق المكوث في أذهان البعض، يمكننا أيضًا أن نراه على أنه تفكير شخص مثل شقيق سوروكو ، ينظر هذا الفيلم المقلق والمثير للقلق إلى الطريقة الثانية في التفكير من منظور الأول. تجمع هورمان بين رواية سيرة ذاتية حميمية وتتبع فيها مسار حياة سوروكو من زفافها في سن 16 ثم إلى مقتلها ، مع الأهداف الاستقصائية والتثقيفية لفيلم وثائقي وتعزيزه بأضافة الصور الحقيقة أو مقاطع الفيديو المنزلية للضحية " هاتون سوروكو"، وهي قصة أخرىعن قصة جريمة حقيقية تم سردها عدة مرات من قبل ، ولا سيما من قبل المخرجة النمساوية " فيو ألاداغ" ، في الدراما التي قدمتها في عام 2010 في فيلم "عندما نغادر " ، وقد إستوحت المخرجة والكاتبة والمنتجة ( فيو ألاداغ ) قصة مقتل السيدة هاتون سوروكو أيضاً ( سبق وأن تناولنا هذا الفيلم في مقالة سابقة نشرت على موقع الحوار المتمدن بعنوان "عندما نغادر- فيلم يسلط الضوء على جرائم الشرف في المجتمع الاسلامي في بلدان المهجر"- الحوار المتمدن-العدد: 6677 - 2020 / 9 / 15 )، ومع ذلك ، تتجه المخرجة "شيري هورمان" إلى منطقة غير مستكشفة ، جزئيًا باختياراتها الأسلوبية ، ولكن أيضًا بالتحول إلى بطلة ثانوية بعد أن تُركت الأولى ميتة على رصيف برلين . في فيلم عندما نغادر أو "الغريبة" وهذا العنوان ألاصلي ، ماعجز عن تنفيذه الاخ الصغير في العائلة في الفيلم الاول من جريمة الشرف نجح الاخ الصغير في اداء جريمته النكراء فيلم " مجرد أمرأة " ولكن النهاية في فيلم المخرجة " فيو ألاداغ " هي صدمة كبيرة بمقتل الطفل بدلا من الآم . في حين فيلم "مجرد امراة" ، تتخذ المخرجة هورمان ، وهي ألمانية ولدت في الولايات المتحدة ، مقاربة أقل إثارة . وتبرز حيلة سينمائية من خلال إدراج صور وفيديو من واقع الحياة لأينور وصديقها وبعض أقاربها ، كما أنها تستخدم نظام ألوان يحاكي اللون الأبيض والأسود الملون يدويًا ، ويكسر الجدار الرابع بحواشي على الشاشة لبعض الأحداث والشخصيات ، وهي خاصية توازي رواية أينور المنفصلة عن حياتها وموتها ، يفترض نص "فلوريان أويلر" في هذا الشريط أن القتل كان بتشجيع من إمام برلين المتطرف وهو جانب من القضية لم يتم إثباته خلال محاكمات متعددة .
فيلم "نور إين فراو" (إصدار 2019 من ألمانيا) يعرض القصة الحقيقية لأينور، وهي امرأة ألمانية من أصل كردي مسلم . هذا هو أحدث فيلم للكاتبة والمخرجة الأمريكية الألمانية" شيري هورمان" . هنا في هذا الشريط السينمائي تقدم لنا الرواية المؤلمة لجريمة الشرف التي ستجعل رأسك تهتز في حالة من الاشمئزاز ويغلي دمك . وسوف تفهم أن حجم الكراهية التي تغلي في عائلة أينور هي ببساطة غير مفهومة بالنسبة للغربيين . على الرغم من انتقال والدي أينور إلى ألمانيا منذ عقود ، إلا أنه لا يوجد أدنى اندماج في المجتمع الألماني بعد كل هذا الوقت. يغيظ أحد الإخوة في وقت ما ويصرخ: "أينور أصبحت ألمانية" ، بشئ من الازدراء واضح للغاية . يرجى ملاحظة أن العنوان الألماني الأصلي للفيلم "نور عين فراو" ، تمت ترجمته بشكل خاطئ لسبب غير مفهوم إلى "امرأة عادية" ، وهو ما يخطئ الهدف تمامًا . في التعليق الصوتي للفيلم (شخصية أينور) قائلاً: "استحق الموت ، لأنني مجرد امرأة" "أستحق الموت لأنني امرأة فقط" . بمعنى آخر: العنوان الصحيح للفيلم باللغة الإنجليزية هو "مجرد امرأة" وليس "امرأة عادية" !! .
سرد الشاب الذي عمل قبل إلقاء القبض عليه في إحدى مقاهي الإنترنت( ظهرفي الفيلم بانه يعمل في محل للبقالة ) على لسان محاميه تفاصيل الجريمة بالقول إنه اتفق مع صديقته" أيفين " (شريكة حياته) على أن تربي ابن شقيقته بعد تنفيذ الجريمة، قائلا ـ حسب عريضة الاعتراف ـ إنه توجه في مساء يوم وقوع الجريمة إلى بيت شقيقته من أجل أن يقدم لها بعض النصائح الأخلاقية . وأضاف أن شقيقته رافقته إلى محطة الحافلات وهناك شهد النقاش بينه وبينها تصعيدا بعد أن قالت له إنها ستضاجع الشخص الذي يعجبها ، الأمر الذي اضطره إلى استلال مسدسه وإطلاق النار عليها . وقف الشاب التركي ذو التسعة عشر ربيعاً، والمتهم بقتل أخته هاتون سوروكو بالتعاون مع أخويه الآخرين، مرة ثانية أمام المحكمة. وقد اعترف الشاب بجريمته التي قام بها في فبراير/شباط من هذا العام مؤكداً أنها تستحق القتل لأنها لوثت شرف العائلة. مبرراً الأمر بأن أخته لم تكن تحيا وفقاً للتعاليم الإسلامية . وأكدت الشاهدة وهي " أيفين " حبية القاتل نوري أنه خطط للجريمة بمساعدة أخويه (25 عاما، 26 عاما) ، والشاهدة التركية الأصل " إيفين" أيضاً (18عاماً) قد أصابها الرعب بعد هذه الجريمة ، فهي وإن كانت سمعت هذه التعليقات من صديقها السابق، إلا أنها لم تتوقع أن ينفذ تهديده ويقتل شقيقته . وهي الآن تقيم في إحدى المساكن السرية المخصصة لحماية الشهود ، وجاءت إلى المحكمة وهي ترتدي ملابس مضادة للرصاص . وفي الوقت الذي اعترفت فيه الشاهدة ، صمت أفراد العائلة جميعاً، ولم يكسر الصمت إلا كلمات الأب (64 عاماً) التي وجهها لأبنائه المتهمين قائلاً: "أنتم أبنائي ، ومن هي في قبرها ألآن هي ابنتي أيضاً" ثم ترك قاعة المحكمة وعم الصمت، فلم تدل الأم أو الأختان بأي شهادة وسط حيرة الحاضرين . توفي الاب بعدها بفترة قصيرة بسبب اصابته بمرض عضال . ولم يبدي الأخ الأصغر منفذ عملية القتل أي ندم على فعلته ، وبعد انقضاء عقوبة السجن في ألمانيا ، تم إبعاد الأخ الأصغر إلى تركيا . وحتى الأخوان الآخران مثلا أمام المحكمة في ألمانيا وتم إخلاء سبيلهما أولاً للنقص في الأدلة . إلا أن المحكمة العليا في ألمانيا ألغت أحكام البراءة في عام 2007 . وبما أن الرجلين هربا بعدها إلى تركيا لم يكن بالإمكان استئناف المحاكمة . ولكن بعد مرورستة سنوات ، أعادت الحكومة التركية النظر في القضية عام 2013 ورفعت دعوى جنائية ضد الرجلين . وكانت السلطات الألمانية قد ترجمت عدة وثائق إلى التركية وأحالتها إلى سلطات العدل في تركيا . ورُفعت الدعوى القضائية في تركيا بفضل جهود المحامي عبد الرحيم فورال في برلين ، الذي انتقد في حديث مع الاعلام النقص في تعاون تركيا . وتعتمد مذكرة الاتهام على تصريحات الشاهدة الرئيسية في القضية ، وهي الصديقة السابقة لمنفذ الجريمة إيفين وتقوم بالدور (لارا إيلين وينكلر) ، وهي مراهقة من عائلة تركية ألمانية مسلمة ولكنها أكثر اندماجًا مع المجتمع الجديد ، تقع في حب نوري وتحاول ارضائه ، ومن اجل ذالك تضع الحجاب واكثر من ذالك تنتقد امها وهي مديرة شركة للتنظيف في عدم ارتدائها الحجاب!! ، الشابة في البداية كانت مفتونة بالقاتل ، ثم صُدمت إذ قالت الشاهدة أمام المحكمة في ألمانيا إن صديقها السابق أطلعها على تقديم الأخوين المساعدة له . ولم تتمكن المرأة من الإدلاء بشهادتها أمام المحكمة في اسطنبول لأن السلطات لم تنجح في التعرف على مكان إقامتها . محكمة برلين أصدرت حكما بالسجن لمدة تسع سنوات وثلاثة أشهر بحق الشاب التركي الذي قام قام بقتل شقيقته على خلفية تدنيس شرف العائلة . والمحكمة تبرئ ساحة شقيقي المتهم من الضلوع في الجريمة لعدم ثبوت الأدلة ، وانتقادات واسعة على سير المحاكمة . يأتي سياق هذا الحكم في ضوء الجرائم التي ارتكبت بحق العديد من الفتيات التركيات بتهمة جرائم الشرف . ففي هذا الصدد ، بيّنت محكمة برلين في حيثيات قرارها أنّ المغدورة "سوروكو" تعرضت لإطلاق الرصاص من قبل شقيقها" نوري". وقد اعترف القاتل بفعلته وذلك بتصويب ثلاث طلقات نارية قاتلة إلى رأس شقيقته في شهر شباط/فبراير عام 2005 . هذا وقد طالب الادعاء العام بإنزال أقصى عقوبة بحق القاتل يسمح بها قانون العقوبات بحق القاصرين والتي وصلت إلى 10 سنوات. استدرج قرار المحكمة بالقول "إنّ القاتل كان يرفض أن تعيش شقيقته وفق النمط الغربي للفتيات"، كما رأت المحكمة " إنّ الضحية دفعت حياتها ثمنا لنمط العيش الذي ارتأته مناسبا لها". أن القاتل يملك " نظرة عمياء للحياة وقدسيتها"، على حد قول القاضي ميخائيل ديكرف. وقد تمّ إنزال العقوبة بحق الجاني الذي يبلغ من العمر عشرين عاما وقت اصدار الحكم وفقا لسلم العقوبات بحق القاصرين، ذلك انه كان لا يزيد عمره 18 عاما وقت ارتكابه للجريمة، الامر الذي يعني تطبيق عقوبة بحق القاصرين عليه. من جهة أخرى، برأت المحكمة شقيقي القاتل والذيّن يبلغان من العمر 25 و26 عاما من المشاركة في الجريمة أو الضلوع فيها. وقد طالب الادعاء العام بإنزال عقوبة السجن مدى الحياة بحقيهما وذلك بالقول بأنّ الأخوين قد اشتركا في هذه الجريمة البشعة بإعدام شقيقتهم بدم بارد دون ذنب . ولكن وفقا لقرار المحكمة فإنّ الأدلة ضدهما لم تكن كافية لإدانتهم، لاسيما وأنّ القاتل دأب على الإصرار بأنّه وحده من خطط للجريمة ونفذها دون إيعاز من أحد أو تدخل من أخويه سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة .
أثارت الجريمة حينها جدلاً حول "جرائم الشرف"، لاسيما وأن حالات وفاة مماثلة حصلت في الأسابيع التي سبقتها في العاصمة الألمانية . هذه الإثارة ازدادت حدة عندما رحب ثلاثة تلاميذ في إحدى مدارس برلين بعملية القتل ، وقالوا إن الفتاة استحقت ذلك لكونها "عاهرة " كانت تعيش مثل ألمانية". وعلى إثرها كتب مدير المدرسة في رسالة مفتوحة : "هؤلاء التلاميذ يدمرون سلام الحياة المدرسية . نحن لا نسمح بأي تحريض ضد الحرية". ورد الرئيس الألماني السابق هورست كولر على الحادثة بالقول: "فهم خاطئ للتسامح ، والتطلع للوئام أو النقص في الشجاعة لا يحق أن يقودا إلى إلغاء قواعد أساسية للتعايش في مجتمعنا" .وشغلت قضية مقتل الفتاة التركية الرأي العام الألماني بشكل كبير ، هذه الجريمة أثارت الرأي العام الألماني منذ وقوعها ولانها ليست الوحيدة من نوعها ، فسنوياً يتم قتل العديد من النساء والفتيات تحت مسمى جرائم الشرف ،. فالأمر لم يعد يقتصر على المدن الشرقية والإسلامية ، ولكنه وصل إلى المجتمعات الأوروبية وصار جزءاً من الثقافة بها ، حتى أن كاي موللر من منظمة حقوق الإنسان العالمية "أمنستي انترناشيونال" ينتقد الأحكام المخففة التي يتم إصدارها في مثل هذه القضايا ، وتحاول أمنستي منذ العام الماضي محاربة ما يسمى بجرائم الشرف ، لذلك فقد أقامت جمعية تحت مسمى: "لا تغض البصر بل تصرف - إيقاف العنف ضد المرأة " وهي لا تهتم فقط بتوعية الشعب بهذه القضية ، وإنما تهتم أيضاً بموقف الحكومات من هذه الجرائم . وقد حركت هذه الجريمة السياسيين أيضاً، حيث أكدت المسئولة الألمانية" أوتا فوجت " أن الفهم الخاطئ للليبرالية والتسامح قد يؤدي إلى مشاكل كبيرة وقالت: "من الضروري أن نقول بوضوح: إننا نحترم الثقافات والعادات والتقاليد المختلفة ، ولكن هناك قيم أهم وهي كرامة المرأة وكرامة الإنسان وحريته ، وهي القيم التي يكفلها دستورنا للجميع". وعلى صعد ردود الفعل وجه الكثير من السياسيين سهام النقد لمجريات القضية وتطوراتها والى الحكم الذي صدر بحق الجاني . السياسي التركي من حزب الخضر" سم أوزدمير" يرى أنّ قرار المحكمة يتسم بـ" التسامح" في التعاطي مع بعض معطيات هذه القضية . وكان أوزدمير استبق قرار المحكمة بالمطالبة بإنزال أشد العقوبة بالجاني وذلك لبعث رسالة قوية إلى الجالية التركية بضرورة معرفة الحدود التي لا يجوز تجاوزها في المجتمع الألماني وأنّ مثل هذه الأحداث والتصرفات لم يعد بالإمكان السكوت عليها أو التغاضي عنها . تلت هذه الجريمة الكثير من المحادثات والمناقشات حول اندماج المسلمين في المجتمع الغربي، والزواج القهري وقمع المرأة بشكل عام في المجتمعات الإسلامية . كل عام يذهب حوالي 5000 شخص ضحية لجرائم قتل ترتكب باسم حماية شرف العائلة في أنحاء متفرقة في العالم ، وترتكب هذه الجرائم على الأخص بحق النساء في المجتمعات التي تعيش وفق العادات والتقاليد الإسلامية المحافظة، برغم ازدياد جهود التوعية. ويوضح تقرير أعدته منظمة للأمم المتحدة أن أولئك النساء يُقتلن خنقاً أو حرقاً أو رجماً أو طعناً، لأنهن ألحقن العار بشرف العائلة، كما يزعم القتلة. ومعظم ضحايا هذه الجرائم هم من الفتيات والسيدات اللواتي يعشن في عائلات تعيش وفق ثقافة إسلامية محافظة.
والفيلم يظهر كيف يحدث التلقين في المساجد الألمانية . أوضحت المخرجة هورمان للجمهور الصحفي في مهرجان تريبيكا السينمائي أن نص أولير "يتبع بدقة ملفات المحكمة الخاصة بالقضية". يتم تقطيع الصور الفعلية ولقطات الفيديو من حياة أينور بين الحين والآخر ، مما يضفي حلقة من الحقيقة الجليلة على القصة ويزيد من قوة السرد ومصداقيته ". قبل 15 عاما قُتلت الفتاة هاتون سوروجو على يد شقيقها في برلين ويبدو أن "رد الاعتبار لشرف العائلة" هو السبب وراء الجريمة . محكمة في اسطنبول برأت أخوة القاتل . ذنب" هاتون سوروجو هو أنها كانت تعارض التصورات الثقافية والأخلاقية لعائلتها ، وحين تداركت هاتون الوقت لتحصل على شهادة مدرسية وتصبح أخصائية في التمديدات الكهربائية، وبدا وكأن حياتها اتخذت منحى عادياً. إلا أن الوالدين والإخوة اعتبروا أنها خرقت كل ما هو مقدس للعائلة .
هناك العديد من المشاهد القوية ، لكن المفضلة كانت مشهد أينور وهي حيث تخلع أينور حجابها بحركة بطيئة أمام مرآة الحمام ، والشعر الطويل يتدلى حولها بينما تعزف الموسيقى الراقصة في الخلفية من المشاهد الجميلة و المؤثرة ، ومثل العديد من النساء الأخريات ، تواجه " أينور" هذه اللحظة حيث تتخذ قرارًا بالتحرر من توقعات أسرتها! ، هذا هو نجاح فيلم " مجرد امرأة " . إنه يعيد صوت الضحية لأينور ، ولو لمدة ساعة ونصف فقط ، بعد أن سُرقت منها حياتها بوحشية . وبذلك ، فإنه يعطي صوتًا لأي امرأة قد تتأذى أو تُساء معاملتها أو تُسكِت ، تُروى امرأة من وراء القبر عن طريق الممثلة ألميلا باجرياسيك بدور أينور ، التي تقدم أداءً مفعمًا بالحيوية وأكثر من إقناع .
طاقم الفيلم يديره باقتدار المخرجة: شيري هورمان وكتابة السيناريو: فلوريان أويلر ، استنادًا إلى كتاب "قتل الشرف: مصير ألماني" لماتياس ديس وجو جول مع ألاداء كل من : ألميلا باجرياشيك ، روان طالب ، آرام أرامي ، ميرال بيرين ، محمد أتشيشي ، مورتوز يولكو ، ميرف أكسوي ، أرمين وحيدي ، جاكوب ماتشينز ، ليزا ويندل ، لارا أيلين وينكلر. (حوار ألماني وتركي ) .
هذا الفيلم ليس حكمًا على الدين الإسلامي ، ولكنه نقد لا هوادة فيه لأي شخص يقلل من قيمة حياة النساء أو يعامل النساء على أنهن دائمًا أدنى منزلة من الرجال . لسوء الحظ ، هناك الكثير من الأفلام والبرامج التلفزيونية التي يتم إنتاجها عن النساء اللواتي قُتلن . الأمر الأكثر مأساوية هو أن هذه القصص غالبًا ما تستند إلى ما حدث في الحياة الواقعية ، فيلم يثير الكثير من المشاعر. كما أن وضع الضحية المتمثل في انعكاس الحقائق الحقيقية يعطي لرسالتها قيمة عالمية . فيلم رائع عن الإيمان وعن الحياة كأداة لتصبح على طبيعتك. القصة بسيطة ومألوفة في جوهرها. الفيلم يعطي حقائق فقط وقرارات مصيرية وعواقبها. صورة لتضحية يدفع ثمنها باهظا. وفي نفس الوقت هي معنى أخر للحب ،حب العائلة ، وبنفس المقياس ، حب الحياة . أنه درس حكيم ومؤثر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا


.. الذكاء الاصطناعي يهدد صناعة السينما




.. الفنانة السودانية هند الطاهر: -قلبي مع كل أم سودانية وطفل في


.. من الكويت بروفسور بالهندسة الكيميائية والبيئية يقف لأول مرة




.. الفنان صابر الرباعي في لقاء سابق أحلم بتقديم حفلة في كل بلد