الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحيل الصحفي البريطاني روبرت فيسك مع ذكرى وعد بلفور المشؤوم!

علي فريح عيد ابو صعيليك
مهندس وكاتب أردني

(Ali Abu-saleek)

2020 / 11 / 5
القضية الفلسطينية


تصادف اليوم ذكرى مرور 103 أعوام على وعد بلفور المشؤوم، ففي الثاني من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) من عام 1917 وخلال الحرب العالمية الأولى أصدرت الحكومة البريطانية من خلال وزير خارجيتها أرثر بلفور رسالة إلى اللورد ليونيل دي روتشيلد أبرز كبار المجتمع اليهودي البريطاني إشتهرت بإسم "وعد بلفور" تعلن فيه دعمها لإقامة "وطن قومي للشعب اليهودي" في أرض فلسطين، وبعد تلك الرسالة بثلاثة أعوام إحتل الجيش البريطاني فلسطين وبقي فيها لغاية 1948 حيث سلمت الأراضي الفلسطينية في ذلك العام لمنظمات صهيونية مسلحة التي إرتكبت أبشع المجازر بحق الشعب الفلسطيني الأعزل من السلاح بهدف التهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم فيما يعرف "نكبة فلسطين" وإكتمل إحتلال العصابات اليهودية لأرض فلسطين عام 1967 فيما يسمى "النكسة".

تتزامن الذكرى هذا العام مع رحيل الصحفي البريطاني روبرت فيسك وهو الذي إرتبط إسمه بالعديد من قضايا الشرق الأوسط منذ سبعينيات القرن الماضي حتى رحيلة بالأمس وقد كان داعما لحق الشعب الفلسطيني في قضيته وحقه في وطنه، وربط ذلك الوعد المشؤوم بمأساة اللاجئين الفلسطينيين المستمرة حتى اليوم.

نشر روبرت فيسك مقالا جريئا في صحيفة الإندبندنت سخر فيه من موقف رئيسة وزراء بريطانيا في حينه "تيريزا ماي" والتي عبرت عن شعورها بالفخر في ذكرى وعد بلفور وإلتزامها الصمت تجاه كلمة سفير الكيان الصهيوني في بريطانيا مارك ريغيف والذي وصف وقتها من لا يؤيد ذلك وعد بلفور من البريطانيين بأنه "متطرف".

ويرى فيسك في مقالته تلك بأن نهاية الكيان الصهيوني ستكون بتدمير نفسه بنفسه بناء على رؤيته لتصرفات رؤساء وزراء الكيان الصهيوني في مصادرة الأراضي الفلسطينية وإقامة المستوطنات لليهود.

ويحسب للراحل وضوح موقفه من الوعد بأنه "مشين" بحق بريطانيا، وكذلك موقفه من الظلم الذي يتعرض له الإنسان الفلسطيني ومساهمة بريطانيا المستمرة في ذلك من خلال دعمها الكيان الصهيوني وفق أولوية علاقاتها التجارية، وأيضا رؤيته بأن الكيان الصهيوني سيبقى في حالة حرب وخوف في المنطقة لأنها موجود وسط أعدائها.

وتحدث فيسك أيضا عن الكذب الذي يتضمنه الوعد المشؤوم وهو "عدم التعدي على الحقوق المدنية والدينية للمجتمعات غير اليهودية في فلسطينين (الفلسطينيين)" والتي كانت في حينها تشكل ما نسبته أكثر من 93% من سكان فلسطين بينما يشكل اليهود وقتها من 6-8%، بينما قامت العصابات الصهيونية بتنفيذ أبشع المجازر من أجل تهجير أهل فلسطين.

من مفارقات ذكرى وعد بلفور، الجملة الشهيرة لرئيسة الكيان الصهيوني جولدا مائير: " الكبار يموتون والصغار ينسون" وبجملة أخرى حسب بعض المؤرخين " إقتلوا كبارهم فينسى صغارهم" ولكن وبعد مرور 103 أعوام لا يبدوا أن الأجيال تنسى شيئا بل يمكن القول أنها مستمرة في توريث كل التفاصيل التي تتعلق بفلسطين وتقاليدها وتراثها من ناحية والإحتلال الصهيوني وتوثيق جرائمه من ناحية أخرى وتستمر مقاومة وجود هذا الكيان بكل الأشكال سواء في داخل فلسطين أو خارجها، فمن غادر أجداده يوما ما مرغمين أصبح أحفادهم مقاومين ومتمسكين بحقهم بما هو متاح لهم من سبل.

وعد بلفور الذي صدر ممن لا يملك "بريطانيا لمن لا يستحق "العصابات اليهودية" لازال وصمة عار في تاريخ بريطانيا الحديث ورغم ذلك تحتفل به سنويا، ورغم ذلك لا يمكن أن تسقط حقوق الفلسطينيين بالتقادم، فالعودة لأرض فلسطين هي حق مقدس لكل فلسطيني طرد أو خرج من موطنه في عام 1948 أو أي عام لاحق بسبب الإحتلال.

وحسب الإحصائيات الفلسطينية الرسمية فإن حرب عام 1948 قد نتج عنها تشريد وطرد أكثر من 714 ألف فلسطيني عن أرضه نحو مخيمات اللاجئين في في داخل فلسطين وخارج فلسطين في الأردن ولبنان وسوريا ومصر.


وتعود ذكرى وعد بلفور المشؤوم هذا العام وسط ظروف صعبة حيث تزايدت الخلافات والإنقسامات العربية وتعددت التحالفات الإقليمية وإتجه بعض العرب للتطبيع مع الكيان الصهيوني، والإحتلال الصهيوني يستمر في مصادرة الأراضي الفلسطينية، ولكن وبالرغم من هذه الظروف يبقى هنالك دائما بارقة أمل بأن الظلم لا يدوم، وقد سقط العديد من الظالمين نتيجة ظلمهم، ويسجل التاريخ أن القائد المسلم سيف الدين قطز (في فترة إنكسارات مريرة للدولة الإسلامية) قد هزم جيش المغول والذي كان في قمة عنفوانه وظلمه وجبروته في موقعة عين جالوت شمال بيت المقدس في فلسطين.

رحل روبرت فيسك عن عالمنا قبل يومين وقد ترك خلفه أثرا طيبا ووثق الكثير من تفاصيل الحرب الأهلية اللبنانية ومذبحة صبرا وشاتيلا ومجزرة حماة في سوريا وغيرها من الأحداث الكبرى في المنطقة العربية ومما يسجل له لقاءاته الصحفية مع إسامة بن لادن، وقد عاش معارضا لسياسة بلاده وأميركا في المنطقة العربية، بينما يبقى إسم أرثر بلفور ملطخا بالخزي والعار، ومع مرور أكثر من قرن من الزمان على وعد بلفور المشؤوم، فلم ولن ينجح أي حل للقضية الفلسطينية إلا بما يقبله الشعب الفلسطيني والذي بقي متمسكا لغاية الأن بحقة في إستعادة وطنه فلسطين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE


.. عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر




.. -يجب عليكم أن تخجلوا من أنفسكم- #حماس تنشر فيديو لرهينة ينتق


.. أنصار الله: نفذنا 3 عمليات إحداها ضد مدمرة أمريكية




.. ??حديث إسرائيلي عن قرب تنفيذ عملية في رفح