الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تطاول وتحامل

رائد ناجي

2020 / 11 / 5
كتابات ساخرة


د.رائد ناجي

انكسرت شوكتنا وأصبحنا نطفوا كأخف القطع الخشبية على سطح الماء، وأصبح منهاج التطاول على رموزنا الدينية والوطنية والثقافية أساسا في فكر ساسة دول الغرب، بل التطاول على شعوبنا واستحقارها متعة ولذة ما بعدها لذة في عرف العقول الحاقدة المتصلبة والتي تدعي الديمقراطية والحرية، وتسوّق للعالم منهجها المخدوع والمجبول بمفردات ومصطلحات مطاطية، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تطبق في بلادها مثل هذه المناهج كحرية الرأي، والاحترام، وعدم الاستعباد، ومناهضة العنصرية وغيرها الكثير من المفردات.

وعندما ترجع إلى مدى التزام تطبيق الدعوات المطاطية على واقع من يتغنون بها بل ويعتبرونها صنما يعبد من بديهيات الحضارة والرقي وآخر ما توصل إليه الإنسان منذ أن وطأت اقدامه وجه المعمورة، نجد أن هذا الزيف ما هو إلا ادعاء، لا يوجد له أي أثر على أرض الواقع، بل هي شعارات يلوكها ساسة الغرب، ومحددات لتمييز الغربي عن باقي الأجناس من باب الفوقية والتعالي.

وحقيقة الأمر هذه نكتة سوداء في عقلية الإنسان الأبيض، أذ تعتبر هذه الفوقية أساس تركيب عقلية الإنسان الغربي ومنهجه، ودليل ذلك تبريرات الاستدمار التي وضعها لاستحلال سفك دم الشعوب المحتلة، وإذلالها بل والتلذذ بمعاناتها وبقتلها، واستحلال سرقة ونهب ثرواتها على حساب بطون أصحاب الأرض، وتتأكد هذه الفوقية بالتدخلات الكثيرة لخلط أوراق دول العالم الثالث تحت حجج كثيرة جدا وحقيقتها استمرار نهب تلك الشعوب والعمل على عدم تقدمها أي عكس ما يروجونه.

والنكتة المدموغة في قلوب أكثرهم، الحقد الدفين على شعوب ودول العالم الثالث، إذ بين فترة وأخرى نجد الكيل بألف مكيال والكيد على كل ما هو غير أبيض، ورغم التغني بعدم العنصرية، إلا أن العقل المبرمج على سوء الطوية، مهما تظاهر بما يدعي وعادة ما تتكشف نواياه بعد حين، كما يقال "غلب الطبع التطبع" فتنطق الألسنة بحقيقة ما تضمر القلوب، وخاصة العدائية المطلقة لكل من يدين بالإسلام، فيتحمل من يقول لا إله إلا الله وزر ما يحدث في العالم، فتجد الإعلام وساسة الغرب يتعامون عمن ارتكب بحق شعوب دول عربستان أبشع المجازر، ولكن يثير الإعلام الغربي ضجة إذا لم يربت مسلم على ظهر "قطة" وتعتبر جريمة بحق الإنسانية تستدعي تدخل منظمات حقوق الإنسان والحيوان وربما تستدعي تدخل دبلوماسي وربما عسكري من أجل رد الاعتبار لخاطر القطة المنكسرة، وتجد دموع الغربيات تتهاطل بغزارة وهي تردد جرح الغليظ الوحشي مشاعر "القطة ميمي".

واخر صيحات موضة الديمقراطية لساسة الغرب التعلق بقشة "حرية الرأي" طالما لا يمس أيا من رموزهم الدينية والوطنية، أو حتى أشخاصهم، وبين فترة وأخرى يطل علينا متشدق بحرية الرأي ليقوم بالإساءة إلى رموزنا الدينية والوطنية والثقافية، وآخرها المراهق الفرنسي الذي أساء لرسولنا الكريم بل وحرض زبانيته ضد كل من يشهد ويقر بنبوة الرسول محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، فازداد في بعض دول الغرب التعرض للمسلمين بكافة أنواع الأذى ليخرج الثعبان من جحره وتلهج ألسنة الغربين بحقيقة ما تبطنه الصدور، وأيا كان التبرير الذي ساقه ويسوقه المراهق الفرنسي أو غيره، فإن حرية الرأي مهما اتسعت لا بد ان تحدها الحدود، فضّيق المراهق على المحتجين بفرنسا ووصلت إلى حد الضرب والإعتقال والشتم فلم نر مبدأ حرية الرأي يعرفها الغرير الفرنسي ولم يطبقها، وقوانين حماية بعض الطوائف او التعرض لها في كثير من دول الغرب وبالتحديد فرنسا تنسف مبدأ حرية الرأي، ويكّذب زعم مراهق فرنسا، إنما هو مبدأ التحامل والتطاول على شعوبنا لإذلالها وتفعيل مبدأ فوقية الأبيض المختمرة في عقلية الغرب وساسته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال


.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81




.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما