الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من التبشير المسيحي الى الدعوة الاسلامية.

صادق العلي

2020 / 11 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مدخل :
1 - (فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم بأسم الاب والابن والروح القدس ) انجيل متى 28-19 .
2 - ( ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن ان ربك هو اعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين ) سورة النحل الاية 125 .
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
انطلاقاً من هذه الايات تحركت الجيوش المسيحية والاسلامية في صراع دموي فيما بينها تارة وانقسامها على بعضها البعض تارة اخر لتنتج لنا صورة ولا ابشع عن الرب وهو ينتظر المزيد من الاتباع عن طريق اراقة الدماء او هكذا يتقربون اليه .
لقد فهم اتباع الديانة المسيحية رسالة الرب عن طريق مجموعة الاحداث والكاتب المقدس عندهم , فهموا هذا الكتاب بصورة خاصة لكل فريق منها مما تطلب الامر الى استحداث اديان جديدة ( انقسام المسيحية والاسلام الى فرق ومذاهب جديدة اعتبرها شخصياً اديان مختلفة تماماً ) , هذا الانقسام طبعاً ليس كما يريد الرب وانما كما يريد رجل الدين الذي يقوم بتحشيد بسطاء المؤمنين الذين امنوا به وبافكاره على اعتبار انه مصلح ويحمل راية الحق مما حمله على انبثاق دين جديد ( مذهب او فرقة جديدة ) بعد ذلك يقوم بالتبشير ولكن على طريقته المختلفة عن الاخرين ولكن تحت مظلة واحدة نظرياً .
ذات الشيء حصل في الاسلام ولكن بصورة اكثر بشاعة من خلال استحداث ما يسمى بـ ( الفقه الاسلامي ) , قدموا لنا تعريفاً للفقه وهو : ( استنباط الاحكام الشرعية من القرآن ) الذي تم تجميعه على عدة مراحل وصولاً لعثمان بن عفان الذي قام بأحراق العديد من النسخ والابقاء على نسخة واحدة موحدة لجميع المسلمين هذا نظرياً ولكن عملياً انتج لنا هذا القرآن الواحد اكثر من اسلام بحكم الفقه المستحدث ناهيك عن التفاسير المتعددة التي اجتهدت بالبحث عن القتل والسبي والتهجير .
الغريب في الفقه الاسلامي انه تخطى القرآن وما موجود فيه بمعنى اخر اننا نسمع بعض رجال الدين وهم يطلقون فتاوى لا اصل لها تماماً في القرآن ! قد يقول قائل وما شأنك انت بهم دعهم يقولون ما يريدون ودع مريديهم يفرحون بهذه الفتاوى ؟, هذا كلام جميل ولكن عندما يجبرون المجتمع على الالتزام بما يقولوه او عندما يضغطون على الحكومات ان تتخذ قرارت واجراءات لا تلائم الجميع يصبح الامر خارج عن كونه دين وانما هو اداة ضغط وتشريد الاخرين الاهم من كل ذلك ان الفقه الاسلامي المزعون صنع ما يعرف بالارهاب الاسلامي هذا الارهاب يجوب العالم شرقاً وغرباً ولكننا مجد المسلم البسيط الذي يبحث عن الطمأنينة الروحية في اسلامه يدفع ثمن هذه الارهاب .
لو كان التبشير المسيحي والدعوة الاسلامية يتم بسلام وامان فلا باس ولكن يتم وفق اجندات قادة المذاهب والفرق المتناحرة مثلاً المسيحية البروتستانتية تدعو الى المزيد من الاتباع لكنيستها هي بالتحديد وليس للكنيسة الارثوذكسية وهكذا , هنا سوف يقول المؤمن المسيحي لا بأس ان يتجه المسيحي الجديد الى اي كنسية المهم ان يدخل نور المسيح قلبه وهذا كلام عاري عن الصحة لان الاختلاف الكبير بينها يجعله كما لو كان غير مسيحي حتى ان بعض الفرق المسيحية تحرم الزواج من فرق اخرى وان اراد احد ان يتزوج من غير مذهبه عليه ان يتعمد مجدداً على المذهب الجديد ليس هذا دين اخر؟ , هذا في الوقت الحاضر اما سابقاً فحدث ولا حرج عن كمية الدماء التي اراقتها المسيحية مما جعلنا نتذكر القتل والتنكيل كلما ذكرت المسيحية وفرقها على مدى قرون .
في الاسلام الامر مختلف قليلاً حيث ترافق الدعوة الى الاسلام بعض الالات الحادة كالسيوف وغيرها قديماً وبعض الاحزمة الناسفة والكثير من الاموال التي رزقهم ربهم حالياً , الادهى والامر ان المنظمات الارهابية الحديثة او ما يطلقون عليه الاسلام السياسي يعمل بصورة مدروسة ابتداءاً من تجنيد المسلمين الى اغراء اتباع الاديان الاخرى وتقديمهم اضاحي في حروب لا نهاية لها ,,, اما تاريخيا فلا احتاج تذكير الجميع بما قام به الامويين بالدعوة الى الاسلام فأما ان تدخل الاسلام وتذهب معنا كمحارب مسلم وهنا تحفظ شرفك الذي هو اهل بيتك ام ان لا تدخل الاسلام ونقتلك ونتعامل مع شرفك الذين هم اهل بيتك بطريقتنا الخاصة التي هي عبارة عن سبايا وعنائم خمسها يذهب الى الخليفة اطال الله بقائه .
مع توفر هذا الكم الهائل من المعلومات المتداولة على شبكة الانترنت ومع كل هذا التواصل بين سكان الكوكب لا اعتقد بأن هناك ضرورة للتبشير المسيحي ولا للدعوة الاسلامية , الانسان يستطيع ان يختار ما يناسبه من افكار ومن اديان بحكم القوانين الحديثة وبحكم الدساتير التي تجعل جميع المواطنين في مستوى واحد دون تمييز .
اديان كثيرة غير المسيحية والاسلام تعيش بسلام مع ذاتها ومع الاخرين بل تقدم انموذج ولا اروع لصورة الايمان وصورة الرب , هنا لا اقول انها الافضل لانها من السماء او من الارض لا طبعاً ولكنها لا تبشر بما تعتقده ولا تدعوا الى المزيد من الاتباع لذلك تبقى في حالة احتران الذات وفي حالة سلام مع الاخرين الاهم انها لا تتطاول على الاديان الاخرى كما يحدث بين الدعاة المسيحية والمسلمين الذين اقل ما يقال عنهم بأنهم قليلوا الحياء وانهم ادوات كراهية وبغض وهو ما تنعكس على اديانهم وربهم , لإذ يعتقد هؤلاء الدعاة بأنهم يقدمون خدمة لربهم من خلال فتح قنوات فضائية ويقومون بشيطنة الاخر ( المسيحية او الاسلام ) وفي احيان اخرى يقومون بشيطنة المذهب الاخر المختلف مع وجود حضور غفير من اتباعهم كي يقدموا تصور انها وجهة نظر جماعية ولها قاعدة جماهيرية عريضة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - جديد
هاني شاكر ( 2020 / 11 / 8 - 19:46 )

جديد
___

افكار جديدة و طرح متزن ... كلاهما جدير بالإحترام و التمعُن

....


2 - نريد ان نعيش بسلام
صادق العلي ( 2020 / 11 / 8 - 21:30 )
لا يتركون فرصة للعيش المشترك وبسلام , في كل لحظة يخرج علينا غبي ويعلمنا كيف ناكل ونشرب وهو بالتأكيد لا يمتلك ما يمتلكه الكثير من شهادات اكاديمية وعلمية .

اخر الافلام

.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا


.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد




.. يديعوت أحرونوت: أميركا قد تتراجع عن فرض عقوبات ضد -نتساح يهو


.. الأرجنتين تلاحق وزيرا إيرانيا بتهمة تفجير مركز يهودي




.. وفاة زعيم الإخوان في اليمن.. إرث من الجدل والدجل