الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الأنتخابات الأميريكية بعيون عراقية
محمد حسين النجفي
رئيس تحرير موقع أفكار حرة
(Mohammad Hussain Alnajafi)
2020 / 11 / 8
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
استطاع كلاً من ترامب وبايدن ان يقدما طاقة عالية وتأكيد على آراهم في كيفية ادارة الدولة والأهداف التي يسعون الى تحقيقها للشعب الأمريكي مستقبلاً. واظهر كلا الطرفين حماساً منقطع النظير في تهيأة الناخبين وحثهم على التصويت بكل الطرق المتاحة قانوناً. اما فيما يخص الأمريكان من اصول عراقية، وخاصة الجيل الأول منهم، فإنهم ينظرون الى المرشحين، من خلال ماضيهم وعُقدهم المتأصلة في نفوسهم، وليس من خلال واقع الحاضر وآفاق المستقبل. ولا تتوفر لديّ دراسة علمية بهذا الموضوع، ولكن انطباعات من خلال الحوارات العامة والمساجلات الخاصة. ففي مقابلة اجراها "سلام مُسافر" مع إنتفاض قنبر في برنامجه "قصارى القول" على قناة "آر تي" الروسية في اليوم الخامس من تشرين الثاني 2020 ، وقبل اعلان نتائج الأنتخابات، ابدى قنبر اعجابه بترامب متمنياً فوزه وبقائه لأربع سنوات اُخرْ، لا لشئ يهم الشعب الأميريكي، ولكن لأن ترامب يستخدم سياسة "الضغط الأقصى" على إيران كي "تركع بالكامل" او تسقط خلال الأربع سنين القادمة. وفي حوار على الفيس بوك مع احد الأصدقاء المنتمين للفكر الليبرالي، يرى ان مشكلة العراق سببها ايران، وهي وراء داعش والميليشيات الشيعية، وبالتالي فإن ترامب هو المنقذ للعراق. مجموعة كبيرة من الأصدقاء العراقيين المسيحيين يرون في ترامب حامي حمى الكنائس والديانة المسيحية في اميريكا وفي الشرق الأوسط. معظم الأصدقاء الشيعة يرون فيه سياسياً تافهاً معادياً للشعوب وللاسلام، ولا يوافقون على الحصار ألاقتصادي المفروض على إيران، والحرب القذرة على اليمن، وبالتالي فإنهم يرون في التغيير انفراج. وللأسف الشديد حتى اليساريين والمفروض ان يكونوا متنورين انقسموا الى قسمين المثقف منهم يفضل بايدن لآرائه التقدمية وفصيل آخر تراجع لأصوله الدينية والقومية والطائفية، وقسم لا بأس به يرى في ترامب الشخصية القوية القادرة على تصحيح الأوضاع العالمية.
من حق الجميع ان يصوتوا لمن يعتقدون انه الشخص المناسب لأمريكا، ولكن الامريكان من اصول عراقية يُقيّمون المرشحين بعيون عراقية، ليس بعيون عراقية وطنية موحدة، وانما بعيون عراقية طائفية عرقية دينية قومية ومناطقية. وبالتالي نقلنا الأمراض النفسية والأجتماعية والسياسية التي دمرت النسيج العراقي الى دول المهجر التي آوتنا. ان من حق الجميع ان يختار طريقه ومرشحه، ولكن كيف يمكن لترامب ان يكون حامي حمى مسيحي العراق والشرق الأوسط، وهو رجل اعمال في مجالات القمار والجمال وما حولهما، وهو ليس من رواد الكنسية عكس منافسه بايدن، كيف يكون حامي حمى الكنيسة وهو الذي اعترف بمدينة القدس عاصمة لأسرائيل، كيف يكون حامي الحمى وهو على علاقة وثيقة جداً مع السعودية وامراء الخليج الذين مازالوا ينظرون الى العالم من على ظهر البعير. وكيف يرى سنة العراق ان امريكا وترامب حليفهم، وامريكا هي من ادخلت داعش في مدنهم وبيوتهم وانتهكت حرماتهم. كيف يرى الكورد انهم بحماية ترامب وهو الذي تركهم لقمة سائغة بيد اردوغان تركيا.
من واجب الأمريكان من اصول عراقية ان يبقى العراق في قلوبهم وعقولهم وعيونهم، حتى حينما يقيّمون المرشحين لرئاسة الولايات المتحدة، ولكن عليهم ان يفكروا بضمير عراقي موحد، بالعراق الوطن، وليس بالطائفة والقومية والدين والجغرافية المناطقية، التي شجعها ترامب في اميريكا وكل بقاع العالم. كما انه من الواجب عليهم ان يفكروا بمصالح الشعب الأميريكي الذين هم جزءاً منه وبتقدم المجتمع الأمريكي نحو الرقيْ والمساوات بين الناس وبمجتمع تسوده المحبة والضمانات الصحية والتقاعدية ومجتمع تسوده عدالة اجتماعية تضمن نمو الطبقة الوسطى وحياة افضل للجميع. وبأعتبارهم اقلية في هذا المجتمع عليهم ان يفكروا بأدارة امريكية لا تفرق بين مواطنيها بسبب اللون والعرق والدين والدول التي هاجروا منها.
7 تشرين ثاني 2020
www.mhalnajafi.org
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. آليات الاحتلال تجرف باحات مجمع الشفاء بعد اقتحامه
.. العمال الفلسطينيون في إسرائيل.. شرطة الاحتلال تنفذ حملات عني
.. -في تكرار لحادثة وقعت قبل شهر-.. عصابات مسلحة تختطف 100 شخص
.. الحمم البركانية تغطي الطرقات جراء ثوران بركان أيسلندا
.. الآلاف يتجمعون بمحيط مستودع للمساعدات الإنسانية في مدينة غزة